أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أسامة غانم - قراءة سوسيوثقافية للحلاج















المزيد.....



قراءة سوسيوثقافية للحلاج


أسامة غانم
ناقد

(Osama Ghanim)


الحوار المتمدن-العدد: 4373 - 2014 / 2 / 22 - 22:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن الحقيقة شيء ينتمي إلى حياتنا اليومية منذ بدء الخليقة، إلا أننا نسيناها وإذا كنا قد نسينا هذه الحقيقة، فقد كان من الضروري أن يكون هناك من يحفظها لنا، ولا يمكن أن يكون هذا سوى كائن لا نستطيع فهم كلماته. من هنا فان هذه الحقيقة ستكون ذات طابع غرائبي.




امبرتو ايكو
التأويل: بين السيميائيات والتفكيكية
ت وتقديم: سعيد بنكراد
ط3 2004 المركز الثقافي العربي – الدار البيضاء


تأسيس
تبدأ المغالطة ... في قراءة الحلاج، حينما نقوم بالكتابة عن سيرته بعيداً عن الظروف السوسيولوجية والاقتصادية والأوضاع السياسية والثقافية المعاصرة له وقتذاك، بالإضافة إلى معرفة المدارس الفكرية والمذهبية التي اطلع عليها وتأثر بها، مثل الغنوصية (= العرفانية) التي هي مزيج ما بين المذاهب الشرقية (= الزاردشتية – المانوية – البوذية) والفلسفة اليونانية (الافلاطونية المحدثة) والديانة المسيحية (تعاليم بولس الرسول)، لذا ليس من الممكن فصل هذه الظروف والأوضاع وثقافة القرنين الثالث والرابع الهجريين، وعدم ربطها ببعضها عند دراسة هذه الشخصية الإنسانية، وإلا سيؤدي ذلك بنا في نهاية المطاف إلى عدم استطاعتنا تكوين رؤية شاملة واضحة، تجعلنا نبتعد عن الإمساك بكثير من المفاصل الحيوية والمهمة، التي تمنحنا شمولية الرؤية وعمق قرائية الشخصية / الصورة التاريخية للحلاج.
وعلينا عدم الأخذ بوجهة النظر الأحادية، بل الاطلاع على كافة وجهات النظر: المختلفة، المتناقضة، المتطابقة، وبالأخص كتابات المؤرخين التي يعتبرها البعض حقائق ثابتة، لا يشوبها الشك ابداً، ومسلم بها ضمنياً، ولان التاريخ ((وضعته المؤرخة للملوك)) كما يقول ابن عربي، علينا تناولها من جميع الزوايا، عندئذ نستطيع القول أننا أسسنا قرائية قريبة من الوقائع التاريخية، تقع ضمن قواعد التدقيق والتمحيص والمقارنة في المعلومة.
إن الحلاج الشخصية الإسلامية الروحية جعل من المسلمين في القرنين الثالث والرابع الهجريين، ينقسمون حيالها وإلى وقتنا هذا: معها وضدها، مختلفين فيها، متنازعين عليها، لكن غلبة الضد، ونفوذهم المتعاظم، وسيطرتهم على المواقع المهمة والحساسة في مؤسسة الخلافة، أدت إلى قتل الحلاج بهذا الأسلوب البشع، فالكل أصبح مشترك في القتل، بطريقة أو بأخرى: وزراء – قضاة – متصوفة – موظفي الحكومة – رجالات شيعية، وهؤلاء كلاً له أسبابه: الذاتية / الخاصة والموضوعية / العامة، لذا فإن تعذيب جسد الحلاج والتمثيل به، ليست إدانة لصاحب الجسد، بقدر ما هو إدانة للسلطة وخطابها الديني المنفّذ، ويبين مدى خوفها وهلعها من هذه الشخصية / الأسطورة.
إن الحلاج جمع بين النضال الصوفي الايجابي والسوسيولوجي على نحو متلازم، فهو يدافع عن أفكاره الصوفية – السوسيولوجية بجرأة ومثابرة دونما انقطاع، كما كان يثير الجماهير ضد الظلم وأشكاله ولم تستطيع السلطة المتنفذة التصدي له إلا من خلال ممثليها من كهنوت واعوان، عملوا على تغيبه جسداً، وحاولوا إلغاءه فكراً، لكنهم لم يستطيعوا، بسبب أنه لا زالت السلطة الفقهية على هامش التاريخ، ولم يزال الفكر الأصولي لم ينحن أما الفكر الحر والرأي المستقل منذ نشوء الدولة الإسلامية ولحد اللحظة، رغم سيادة الفكر العلمي الحديث، فلقد ظل التفكير الحر المستقل تابعاً ذليلاً للخطاب اللاهوتي المتمفصل مع السياسة حتى اليوم الراهن، بل بقى من الممكن تحريكه ساعة يشاء للإجهاز على الآخر المختلف معه، في الرؤية والتفكير والطرح.
من أجل هذا كله، علينا قراءة الحلاج، قراءة تأويلية تفكيكية حديثة، منطلقة من البداية، منذ مقتل أبيه على يد عمرو بن الليث الصفار، والى مقتله، ولكن أيبقى التساؤل مشروع، وممكن.. في تبويب وتصنيف وموضعة الحلاج في مربعات ما بين: التوحيد والتكفير، الإسلام والزندقة، التصوف والسياسة، وأين سيكون هو بين هذه الثنائيات المقحمة المبتدعة من قبل فقهاء وسياسيو السلطة؟!.

عصر الحلاج
ولد الحلاج قبل نهاية حكم المتوكل (232-247هـ) بثلاث سنوات، في زمن انتعش فيه المذهب السني بعدما كان متراجعاً أمام الفكر المعتزلي، فقد نهى المتوكل حالما تسلم السلطة القول بخلق القرآن(1)، ولكن وسط تزايد نفوذ الأتراك في شؤون الحكم ومفاصله، وتدخلهم به، واستبدادهم فيه، مستهل النصف الثاني من القرن الثالث الهجري، إن هذا أدى إلى انتشار الفوضى السياسية والظلم الاجتماعي الذي تحول بدوره إلى انتفاضات شعبية، وعمت الاضطرابات عموم الدولة العباسية، فهذه الفترة تعتبر مرحلة حاسمة وخطرة في (تطور الحياة الاقتصادية في العراق، فقد أدى التغلب التركي بالإضافة إلى الاتجاه الطبيعي في التطور إلى إحداث تبدلات وبدع كثيرة، اذ اتخذ الاقطاع لأول مرة صفة عسكرية، وتكاثرت المكوس والضرائب غير المشروعة، وحصل التلاعب بالعملة كوسيلة للتوفير، ووصل النظام الصيرفي أوج التطور، وظهرت رأسمالية مهمة، ونشأت حركة منظمة بين الطبقة العاملة)(2).
إن هذه الظروف الموضوعية هيأت العامة لتقبل أية دعوة خارجة على الحكم العباسي، وخاصة بعد ان أصبح الخلفاء لا حول ولا قوة لهم، والعوبة بيد الأتراك، ولم يبقى لهم من رسوم الخلافة سوة الخطبة والسكة، فلقد قال بعض الشعراء مستهزئين متندرين على وضع الخليفة المستعين بالله (248-252هـ) الذي وصل إليه:
خليفة في قفـص بين وصيف وبُغا(3)
وكان الخليفة المعتز (252-255هـ) يقول: اني لأخاف أن ينزل علي بُغا من السماء او يخرج عليَّ من الارض(4).
لقد أصبح الخلفاء العباسيين مجرد رمز فقط، لا يعرفون ماذا يفعلون مع هذا الوضع، مثل حالة الخليفة المهتدي (255-256هـ) الذي عندما لم يجد احد يلتجئ اليه، التجأ إلى الله متضرعاً إليه قائلاً:
((اللهم إني أبرأ اليك من فعل موسى بن بُغا، واخلاله بالثغر واباحته العدو، فاني قد اعذرت فيما بيني وبينه، اللهم تول كيد من كايد المسلمين، اللهم انصر جيوش المسلمين حيث كانوا، اللهم اني شاخص بنيتي واختياري إلى حيث نكب المسلمون فيه ناطراً لهم ودافعاً عنه، اللهم فاجزني بنيتي اذا عدمت صالح الاعوان. ثم انحدرت دموعه يبكي)) (5).
وقيل أن الخليفة المعتمد (256-279هـ) احتاج يوماً إلى ثلاثمائة دينار فلم يجدها، مما حدا به إلى القول(6):
أليس من العجائب ان مثلــي يرى ما قل ممتنعــاً عليــه
وتؤخذ باسمه الدنيا جميعــاً وما من ذاك شيء في يديــه
اليه تجمع الاموال طــــرا وما يمنع بعض ما يجبى اليه(7)
إن هذا كله أدى إلى تمزقات في شرق الدولة العباسية وغربها، نتيجة الفعل اللامسؤول من جانب العنصر التركي الدخيل على الخلافة العباسية وعلى العراقيين بالأخص، وبقية السكان في الأقاليم، وضعف الخلفاء الذين أوصلوا الأمر إلى هذا الوضع المأساوي، ففي سنة 250هـ قامت ثورة في طبرستان يقودها الحسن بن زيد الحسني (ت270هـ) ليؤسس عليها بعدما بايعه اهلها دولة طبرستان العلوية الزيدية، وعندما استقر في دولته زحف إلى ديار بكر واستولى عليها وعلى جرجان ثم ملك الري والديلم في ايام المستعين بالله، بعد حروب كثيرة وقتال شديد(8).
كما قامت الدولة الصفارية في سجستان (254-290هـ) وتمكنت من بسط نفوذها على كرمان ومعظم ارجاء فارس(9).
أما في غرب الدولة العباسية فأسس احمد بن طولون (ت270هـ) دولة مستقلة في مصر، كانت فيما مضى تابعة لمركز الخلافة في بغداد، عرفت باسم الدولة الطولونية(10).
بالإضافة إلى وجود الدولة الأموية في الأندلس التي نشأت مع نشوء الدولة العباسية، سنة 138هـ على يد الأمير عبد الرحمن الداخل الملقب بصقر قريش، وفي عهد عبد الرحمن الثالث تسمى بأمير المؤمنين لما وهت الدولة العباسية في ايام المقتدر، وكان الذين قبله يتسمون بالأمير فقط، ولبعد الأندلس عن مركز الخلافة في بغداد لم يستطيع العباسيين ان يؤثروا عليها عسكرياً ابداً، حتى ولم يفكروا في ان يغزوها، ولكن كانت الثقافتين المشرقية / بغداد، والمغربية / الأندلس متداخلتين ببعضهما، وخاصة في مجال الفلسفة (= ابن رشد ت 595هـ - ابن طفيل ت 581هـ) وفلسفة التصوف (= ابن عربي ت 638هـ - ابن سبعين ت 668هـ)، على ان الصراع ما بين امويّي قرطبة وعباسيّي بغداد، جعل الاولين ينظرون بعين الريبة إلى ما كان يصلهم من المشرق، لان ما وصلهم من الافلاطونية الحديثة على يد ابن رشد كانت تسد معظم الفراغات الموجودة في الفكر الإسلامي وفي فلسفة التصوف، ولكن العلاقات التجارية والسفر إلى مكة المكرمة من اجل اداء فريضة الحج يسرت وصول المستجدات المشرقية إلى الأندلس(11).
وفي العراق مقر الخلافة، انبثقت في الكوفة وحدها ثلاث ثورات متعاقبة قام بها العلويين، الاولى قام بها يحي بن عمر الطالبي سنة 250هـ ايام الخليفة المستعين بالله، فقتل وحمل رأسه إلى بغداد، وصلب جسده، رغم التفاف اهلها حوله، ((ودعا إلى الرضا من آل محمد (ص) فاجتمع الناس اليه واحبوه)) (12)، وانضم اليه الزيدية بالكوفة، ووصل الأمير إلى حد مبايعة اهل بغداد له، مع أنهم لم يبايعوا أحداً من العلويين من قبل(13).
وفي سنة 251هـ ظهر بالكوفة الحسين بن محمد بن حمزة الطالبي، فأرسل اليه محمد بن عبد الله بن طاهر من بغداد جيشاً عليه ابن خاقان، فانكشف الطالبي واختفى الترك اصحابه له، وتخلفهم عنه(14)، اذ تمكن الحسين بن حمزة من الهرب بمساعدة اهل الكوفة.
وفي سنة 255هـ ظهر بالكوفة علي بن زيد وعيسى بن جعفر العلوي، فبعث اليهما الخليفة المعتز سعيد الحاجب في جيش عظيم فانهزم الطالبيان لتفرق اصحابهما عنهما(15)، بينما تكون سنة 256هـ عند ابن الأثير وفي حكم الخليفة المعتمد والقائد العباسي عنده يكون كيجور التركي الذي يتمكن من دخول الكوفة واقرار الأمور فيها لصالح العباسيين(16).
وفي سنة 252هـ، وتزامناً مع ثورات الكوفة، خرج مساور بن عبد الحميد البجلي (ت263هـ) وهو من الموصل من الشراة، ثائراً على الخلافة العباسية، واستولى على الكثير من مناطق العراق الشمالية، حيث وصل بجيشه إلى سامراء، ومنع الأموال عن الخليفة(17).
وهكذا تقلصت رقعة الدولة العباسية حتى أصبحت مقتصرة على أجزاء من العراق فقط، مما أدى هذا إلى تناقص الموارد المالية، يقابله ازدياد كبير في حجم النفقات: الخلافة – احتياجات الجيش – رواتب القادة والجند – رواتب الموظفين – الحملات العسكرية، وبالنظر لحاجة السلطة إلى المال، لجأت إلى الضرائب الكثيرة، التي تحولت إلى ضرائب متصاعدة، انعكس ذلك مباشرة على الطبقات الفقيرة من فلاحين وحرفيين الذين ازدادوا فقراً فوق فقرهم، مما دفع بالكثير من الفلاحين إلى النزوح عن أراضيهم إلى المدينة، ولكي يستعيض عنهم كبار الملاك، قاموا بجلب الزنوج من افريقيا الشرقية والزط من الهند، للعمل في مزارعهم في البصرة والمستنقعات في جنوب العراق.
ولكن الاقطاع (= كبار الملاك) لم يقم بتحسين وإصلاح معاملته لهؤلاء المجلوبين، بل جعلهم يعيشون حياة قاسية وصعبة جداً، مع تردي أوضاعهم الحيايتة، مما ولد عندهم نفوراً شديداً، خلق في صفوفهم اجواء الاستعداد الثوري والتمرد على السلطان، فتوجهت انظار الحركات المعارضة نحوهم تحاول استغلالهم حاملة اليهم برامج إصلاحية اقتصادية اجتماعية، واتسمت هذه الحركات بالسمة الشيعية)) (18)، لان آل البيت كانوا رمزاً وعنواناً لكل ما هو خيّر وانساني، بالنسبة للطبقات الكادحة الفقيرة والمظلومة، فلقد ذكر الاصبهاني في كتابه مقاتل الطالبيين ص340: حادثة تدل على البؤس الذي وصلوا اليه عامة الناس وهي ان ابن طباطبا العلوي عندما ذهب إلى الكوفة، قابل هناك سيدة تسير وراء بعض الدواب محملة بالتمر، لتلتقط ما عساه يتساقط منه في ردائها وحين عرف منها انها وبناتها لايجدن غير ذلك من قوت، بكى بكاءً شديداً واعلن انه سيخرج في الغد ثائراً على العباسيين.
ولتردي الحالة الاقتصادية حيث ان الثروات الضخمة أصبحت بيد قلة قليلة: خلفاء – وزراء – قادة أتراك – كبار الموظفين، واحتدام الصراع الاجتماعي، ادى إلى التمايز الطبقي العميق بين الطبقة الحاكمة المترفة (الاغنياء) واغلبية الشعب المعدم (الفقراء)، وابتلاع اصحاب الاقطاعيات الكبيرة لملكية صغار الفلاحين، عن طريق الالجاء(19)، ثم بعدها تحولوا إلى مجرد فلاحين اجراء في ارضهم، كانت هذه الاسباب الجوهرية لاندلاع الانتفاضات والثورات ضد الخلافة، وكانت ثورتا الزنج (255-270هـ) والقرامطة (278-316هـ) في العراق من الثورات التي هزت اركان الدولة العباسية، بل كادتا ان تقضياعليها، فلقد اتفقتا في الاهداف واختلفتا في المبادئ والعقيدة، رغم انهما ظهرتا في عصر واحد، واعتماد كل منهما على الفقراء والعامة من الشعب في وسط وجنوب العراق.
قامت ثورة الزنج بالبصرة في خلافة المهتدي، في سنة 255هـ، وتزعم الثورة علي بن محمد الملقب بصاحب الزنج، لان اغلب رجال حركته كانوا منهم، وادعى النسب العلوي، ولكن طعن فيه، فبعض المؤرخين العرب يقول انه من عبد القيس القبيلة العربية كالطبري، والبعض الاخر يقول انه من اصل فارسي كالمسعودي، والبعض الاخر يختلف مع الاثنين حيث يعتبره زنديقاً باطنياً كما يقول ذلك ابن الجوزي(20)، وكان يرى رأي الازارقة من الخوارج(21)، من إن المخالف لهم مشرك، مخلد في النار، ويحل قتله، بل كانوا يكفرون المسلمين عامة، ورأيهم في الامامة انها لاتختص بشخص إلى ان يجتمع فيه(22) العلمُ، والزُهد. فإذا اجتمعا كان اماماً ولو كان نبطياً(23)، ويرى الملطي انهم كانوا اصعب الخوارج وأشرّهم فعلاً واسواهم حالاً(24)، وان الدكتور محمود اسماعيل يحاول ان يحسّن صورة الخوارج عندما يقول ((حقيقة ان الخوارج تعرضوا لافتراءات مؤرخي السنة والشيعة)) (25)، ولكن الفعل التاريخي هو الحقيقة التاريخية التي لايستطيع ان يتلاعب بها احد او ان يخضعها لتأويل بعيد عن الفعل التاريخي كلياً، فالاجتهادات تأتي مشوهة اذا لم تستند على وقائع تاريخية بعيدة عن الحد الادنى للشك فيها، فالخوارج اساؤا لانفسهم قبل أن يسيء اليهم الآخرين، ومقتل الإمام علي (ع) على أيديهم فيصل لتحديد الرؤية الموضوعية في هذا الشأن والاحتكام اليه، ولكن رغم هذا لا أحد يمتلك الحقيقة ابداً، فالكل يعرض جزء منها فقط، وحسب ما يطلع عليه المرء من وثائق وكتب ومخطوطات، وتحليل ذاتي يعتمد على الشخص وما يمتلكه من ثقافة رصينة وذكاء جدلي ورؤية ثاقبة في التحليل، وملاحظة المبالغات والتناقضات في النصوص المقروءة والإشارة اليها.
هذا من حيث التقاء صاحب الزنج والخوارج بالرأي، ولكنه يختلف مع القرامطة في الامامة كما بينا ذلك آنفاً لصاحب الزنج، اما القرامطة فهم يدعون إلى امامة محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق، وبانه حي لم يمت، وانه يظهر في آخر الزمان وأنه مهدي الأمة(26).
لقد عاصر صاحب الزنج الإمام الحسن العسكري (ت260هـ) الذي كان يعيش في سامراء تحت الإقامة الجبرية للعباسيين، وعاصر كذلك دعاة القرامطة واتصلوا به ولكنه لم يتفق معهم على عمل مشترك لانه لم يكن يحمل افكاراً قرمطية(27)، فعندما لقي الداعي القرمطي صاحب الزنج قال له: انا على مذهب ووارئي مائة الف سيف فناظرني فان اتفقنا ملت بمن معك اليك، وان تكن الأخرى انصرفت، فناظره فاختلفا ففارقه(28).
يطرح المفكر هادي العلوي تفاصيل تعتبر مهمة جداً لأي باحث عندما يسلط الأضواء على ثورة الزنج في العراق فيقول: ليس لدينا وصف شافي للطريقة التي توصل بها علي بن محمد إلى تنظيم الزنج للقيام بالثورة وكان هذا يقضيه جهود خارقة بسبب حضور السلطة بينهم وكون الاغلبية من مستثمريهم هم من افرادها، فضلاً عن تدني وعي الزنوج وغربتهم عن الوسط وكان معظمهم لا يحسنون العربية، وما وصلنا من تفاصيل يبدأ من ظهوره واحتشاد الزنوج من حوله، وكان قد استصبأ عدد من البارزين بينهم واوكل اليهم الاتصال بجماعاتهم والسعي لكسبهم له، وتم التحشيد في وقت غير طويل، مما يدل على ان هذه الخطوة جاءت بعد زمن من النشاط السري في صفوفهم(29).
الملفت للنظر ان كثير من الباحثين المعاصرين العرب اغفلوا ملاحظة قيمة بها دلالاتها وأهميتها في موضوعة ثورة الزنج، الا وهي ان الرق لم يلغى، فالذي تغير فيه المعادلة فقط، فان الاسياد أصبحوا عبيداً للعبيد، وكانت تباع المرأة الحرة عندهم بالدرهمين والثلاثة، وأصبح لكل زنجي منهم العشرة والعشرون: يطؤهن، ويخدمن النساء الزنجيات(30)، هذا الحكي دفع بالبعض ان يتساءل: لماذا جعل علي بن محمد وهو الداعي للنسب العلوي، النساء العلويات والعباسيات جواري للزنوج السود، يفعل بهن ما يشاء؟! رغم ان عدداً من العلويين المعارضين لبني العباس، قد التحق (التجأ) إلى المختارة العاصمة التي شيدها صاحب الزنج(31)، هذا الامر لايتفق مع ما جاء به المسعودي والسيوطي بان النساء العلويات استعبدن من قبل الزنج كجواري، فكيف يلتجئ اليه العلويين ونساءهم مستعبدات امام انظارهم، وبموافقته العلنية الصريحة، وهو العلوي بحكم رابطة النسب المعلنة رسمياً؟! كحكاية المرأة الهاشمية التي شكت اليه مالكها، وسألته ان ينقلها منه إلى غيره او يعتقها مما هي فيه، فقال لها: هو مولاك واولى بك من غيره.
هذا يؤيد قولنا فيما ذهبنا اليه، من أن هذه الأقوال تسيء إلى العلويات قبل ان تسيء إلى صاحب الزنج، دون ان يدري واضعها ذلك، اما بالنسبة للنساء العباسيات فهنالك وجهة نظر حقيقية تدعم وتعزز موقعنا ايضاً، لقد أصبحن فعلاً اسيرات كرد فعل مع نزعة الانتقام من العباسيين وإذلالهم عبر نساءهم العباسيات وجعلهن جواري للعبيد السود، نعم لقد تحكمت بعلي بن محمد سايكولوجية الانتقام من اعدائه العباسيين ثأراً لابناء عمومته العلويين، وقد ادعى لاهل البصرة انه يحي بن عمر العلوي، الذي قتل في الكوفة، وذلك لتعلق ومحبة الناس للعلويين(32).
قتل صاحب الزنج على يد ابي احمد الموفق (ت278هـ) اخو الخليفة المعتمد سنة 270هـ، بعد ان اصيبت الخلافة العباسية بالضعف والهون بسبب استفحال ثورة الزنج حتى كادت تقضي عليها، فلقد وصلت دولته إلى حدود بلدة النعمانية القريبة من عاصمة العباسيين بغداد التي تبعد حوالي تسعين كيلومتر عنها، ويطلق السيوطي اسم الخبيث على علي بن محمد فيقول في كتابه تاريخ الخلفاء: لما قتل هذا الخبيث دخل برأسه بغداد على رمح، والسيوطي قد استمد هذا اللقب الذي صار ملاصقاً لاسمه في مصادر التاريخ من الطبري وبقي الخوف جاثماً على العباسيين وقادتهم من احتمال انفجار الثورة مرة اخرى بعدما خمدت، مما دفعهم إلى ان يجروا بعض الاصلاحات للعبيد، في عدم ارجاعهم إلى عملهم السابق.
وباستطاعتنا معرفة توجهات وافكار ونفسية علي بن محمد، عند الاطلاع على الاية111/ التوبة التي تقول -;---;--إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ-;---;-- لقد نقشها على لوائه في حروبه التي خاضها مع العباسيين، وجعلها الغاية القصوى في تحقيقها لكي تتم عملية بيع انفسهم لله عز وجل، ولكن شتان ما بين الواقع والحلم، ودلالة ان الوقت قد حان للقضاء على الرق والعبودية ونيل الحرية.
يقول ابن العديم (ت666هـ) ان سنة 264هـ كانت اول سنة ظهر فيها امر القرامطة في سواد الكوفة(33)، وهي السنة التي فاتح فيها الداعي القرمطي صاحب الزنج للائتلاف فيما بينهما اذا اتفقا كما مر بنا، اما قيامهم بحركاتهم العسكرية فكانت سنة 278هـ(34)، واذا علمنا ان مدينة الكوفة تقع بالقرب من مدينة بابل ذات الديانات القديمة، وان الامام علي بن ابي طالب (ع) قد اتخذها عاصمة له في أواخر حياته، وامتياز غالبية سكانها بالتشيع، ولوقوعها بعيداً عن بغداد العاصمة العباسية، جعلها ذلك كله مركزاً لكافة النشاطات الشيعية، وبؤرة لكافة الانتفاضات والثورات المضادة للسلطة، وليس هذا فحسب فلقد انبثق التصوف الإسلامي منها حصراً (جابر بن حيان الصوفي – ابو هاشم الكوفي – عبدك الصوفي)، وهذا مجتمعاً ادى إلى تفاعل الخلفيات الحضارية والثقافية والمذهبية: الفارسية – نظرية الحكم / الوصية والتعين – المانوية، والعراقية – الصابئة المندئية، وبلاد الشام – المسيحية ونظرية الحلول، مع الكوفة، وفيها انشئت التنظيمات السرية المعارضة المبنية على عقيدة التقية.
ويعزو النويري(35) إلى ان تعاظم قوة القرامطة وانتشارهم في وسط وجنوب العراق الى: تشاغل الخلافة ببقية الخوارج وصاحب الزنج بالبصرة والاهواز – ضعف الخلافة – خراب العراق – انتشار اللصوص وقطاع الطرق – وفساد الولاة.
بينما يرجع المستشرق الروسي الفلسطيني الاصل بندلي جوزي، سبب نجاح القرامطة إلى اعتقاد المنضويين تحت لوائها: ان صاحب الزمان ودعاته سوف يحررونهم من نير العبودية وظلم الدولة وأصحاب الاملاك(36)، ثم يلخص الدكتور محمود اسماعيل ذلك في: الفوضى السياسية والصراع الطبقي الحاد(37).
واتفقوا – أي القرامطة - على انه لابد في كل عصر من امام معصوم قائم بالحق يرجع اليه في تأويل الظواهر وحل الاشكال في القرآن والاخبار، وانه يساوي النبي في العصمة(38)، وهو محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق، وهو الامام المهدي الذي يظهر في آخر الزمان، ويقيم الحق وان البيعة له(39)، وكانت اعلامهم بيضاء كب عليها: -;---;--وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ-;---;-- القصص : 5، وهذه الاعلام رفعت في معركتهم الاخيرة سنة 316هـ، حيث انهزمت القرامطة وقتل اكثرهم واسروا واخذت اعلامهم، فدخلت بغداد منكوسة، واضمحل امر القرامطة بالعراق، وقتل الأسرى بباب الكناسة وصلبوا هناك(40).
لم تكن العوامل الاقتصادية وحدها التي ادت إلى انتشار دعوة القرامطة في سواد الكوفة، بل ان الاحوال الاجتماعية بهذه المنطقة كان لها اثر كبير في انتشار الدعوة، يصف المؤرخ البراقي في كتابه ((تاريخ الكوفة)) هذه المنطقة بقوله: ((كان فيها طبقات من الأمم، فكانت الافكار فيها تتضارب، والنزعات تتخالف)) فضلاً عن ذلك فقد التقت فيها المذاهب من كل نوع(41)، ان هذه الدعوة انتشرت بين جميع القبائل في وسط وجنوب العراق، وتفاوتت فقط في اعداد الذين استجابوا لها من قبيلة لاخرى، وهذا ينفي الافتراءات التي الصقت بالقرامطة من اجتماع الرجال بالنساء في ليلة اباحية في يوم واحد من كل سنة كما يذكر النويري في نهاية الارب، فهذه الفرية ليست جديدة، انما اخذت من الخرمية والبابكية اللتين وصفتا بها.
ونقرأ في كتاب (تثبيت دلائل نبوة سيدنا محمد (ص)) لقاضي القضاة عبد الجبار الهمداني المعتزلي (ت415هـ): وقد كان علي بن عيسى بن داود الجراح وزير المقتدر بالله كاتب ابا سعيد الجنابي يقول له ((زعمت انك رسول المهدي، وقد قتلت العلويين وسبيت ال الاخيضر العلويين، واسترقت العلويات)) فاجاب ولد ابا سعيد علي بن عيسى عن كتابه بان اهل البحرين بغوا علينا، وغدروا بنا، ورمونا، وقالوا: انا نشترك في ازواجنا، ونرى الاباحة وتعطيل الشريعة، وقد كذبوا علينا، ونحن قوم مسلمون، وما نُحل من اتهمنا بغير الإسلام(42).
وقد فندها بعض الباحثين المعاصرين من أمثال برنارد لويس ومحمد عليان، ولو كان الامر كما ذكره المؤرخين لما كان هذا الاقبال الجماهيري الواسع في انخراط القبائل العربية والقوميات المتعددة إلى الدعوة القرمطية، وهي التهمة ذاتها التي الصقها ابن الجوزي (ت597هـ) بالصوفية في مؤلفه ((تلبيس ابليس)) (43)، ثم يعود النويري في نهاية الارب ليشيد بانجازات الدعاة، ودقة تنظيمهم الاجتماعي، فكان الداعي القرمطي: يكسو عاريهم وينفق عليهم ما يكفيهم، ولا يبقي فقيراً بينهم ولا محتاجاً ضعيفاً(44)، ويلاحظ من ذلك ان النويري وغيره من المؤرخين ينقل من مصادره نقلاً حرفياً، ولا يخضع مواده المنقولة للمقارنة والتمحيص والفرز، ودون تحفظ، مما يجعل الباحث المعاصر يكتشف مدى التحامل والافتراء وعمق الزيف والتناقض عند مؤرخي السنة والشيعة على السواء، ضد المعارضين لمؤسسة الخلافة او المرجعيات او المختلفين معهم.
بل يصل الاختلاف إلى اصول القرامطة، فالبعض يقول ((انهم انشقوا على الدعوة الإسماعيلية، ورفضوا الاعتراف بالتبعية لائمتها رغم انبثاق دعوتهم من الدعوة الإسماعيلية))(45)، والاخر يقول: ((انهم استجابوا للدعوة الإسماعيلية التي تدعوا إلى إمامة محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق)) (46)، وآخر يجعلها متزامنة مع الإسماعيلية في الظهور ((لانهما اجتمعا وعملا ناموساً يدعوان اليه)) (47)، بينما يذهب المستشرق ايفانوف إلى القول بان القرامطة تنظيم قائم بذاته، مستقل كل الاستقلال عن الاسماعيلية(48)، وفي الكامل لابن الأثير ج8/426: ((الاسماعيلية هم الذين كانوا قديماً يسمون: قرامطة))، اما المستشرق باول كروس فيجعل القرامطة الاصل والاسماعيلية الفرع فيقول ((ان الاسماعيلية التي نشأت عن حركة القرامطة المضادة، وجدت نفسها مضطرة، حينما كانت عماد الإسلام في الدولة الفاطمية، إلى محاربة هذه التيارات التي كانت على صلة بها قريبة فيما قبل))(49).
اخيراً ومن خلال الحقائق التاريخية، نسجل ان ثمة حركات سياسية وثورات كثيرة في العصور الإسلامية كانت شيعية الايديولوجية، والثورة هي اقوى انواع المشاركة السياسية في حياة المجتمع على سبيل المثال: الزنج، القرامطة(50).
وكما أن الفرس انسلخوا عن تنظيماتهم وعلاقاتهم الاجتماعية قبل الفتح الإسلامي، كذلك فقد العرب إلى حد بعيد كيانهم القبلي والعشائري الذي كانوا عليه قبل الاختلاط والاحتكاك، أي يعد الفتح الإسلامي ، لقد حدثت إعادة تكوين وتنظيم للمجتمع، والطبقات المتنازعة تأخذ بأقرب فكر يدعمها ويميزها عن أعدائها: إسلام، مانوية، مزدكية، فلسفة يونانية، وتشّكل على هذه الاسس من قلب الواقع افكار جديدة: الخوارج، الاثني عشرية، الإسماعيلية، القرامطة... وغيرها(51).
وعلينا ان نلاحظ ان كلا الفريقين: الخلافة / السلطة والمعارضة، يتمسك بالنصوص الدينية،ويستل من النص القرآني ما يلائمه، لدعم توجهاته وطروحاته، بمعنى انه أصبح ضمن الدين الواحد، رؤيتين، رؤية الحاكم، ورؤية المحكوم، رؤية الأغنياء مقابل رؤية الفقراء، وعليه ليس من المصادفة ابداً، ان تكون جميع الحركات الاجتماعية الثورية في القرون الوسطى، دينية – نصية.

الاحالات والهوامش :
1- ابن الأثير – الكامل في التاريخ 5: 534. المسعودي – مروج الذهب 4: 79. السيوطي – تاريخ الخلفاء ص312.
2- د. عبد العزيز الدوري – تاريخ العراق الاقتصادي في القرن الرابع الهجري: المقدمة.
3- مروج الذهب - 4: 131. تاريخ الخلفاء – ص287.
4- مروج الذهب – 4: 157.
5- الطبري – تاريخ الأمم والملوك – 7: 541-542.
6- محمد عبد الفتاح عليان – قرامطة العراق في القرن الثالث والرابع الهجريين . ص127. الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر 1970.
7- تاريخ الخلفاء – ص419.
8- مروج الذهب 4: 137 ، تاريخ الخلفاء – ص321.
9- قرامطة العراق – ص127. تاريخ الخلفاء – ص419 مجموعة باحثين – الحضارة العربية في الأندلس ج2 ص1089 – مركز دراسات الوحدة العربية ط2 بيروت 1999. قرامطة العراق ص16 نقلاً عن البراقي – تاريخ الكوفة ص367.
10- الطبري – تاريخ الامم 7: 427.
11- المسعودي – مروج الذهب 4: 138.
12- م. ن 4: 160.
13- قرامطة العراق ص18 نقلاً عن ابن الأثير – الكامل 5: 360.
14- المسعودي – مروج الذهب 4: 165.
15- د. سهيل زكار – أخبار القرامطة ، دار الكوثر، الرياض 1989، ص126.
16- الالجاء : هو اضطرار المزارع الصغير إلى تسجيل أرضه في ديوان الخراج باسم إحدى الشخصيات الكبيرة مقابل التنازل عن جزء من المحصول نظير حمايته.
17- ابن الجوزي – تلبيس ابليس ص122.
18- المسعودي – مروج الذهب 4: 172.
19- ابن الجوزي – تلبيس ابليس ص106.
20- م.ن ص107.
21- د. احمد عوض ابو الشباب – الخوارج، منشورات دار الكتب العلمية . بيروت ط1 2005 ص214-215.
22- د. محمود إسماعيل – الحركات السرية في الإسلام. كتاب روز اليوسف العدد 3 القاهرة مايو/1973.
23- النويري – نهاية الارب في فنون الأدب ص457 (ضمن اخبار القرامطة).
24- هادي العلوي – شخصيات غير قلقة في الإسلام . دار الكنوز الأدبية . بيروت لبنان ط2 1997 ص215.
25- ابن الجوزي – المنتظم في تاريخ الأمم والملوك (ضمن اخبار القرامطة) ص390.
26- هادي العلوي – شخصيات غير قلقة ص216.
27- المسعودي – مروج الذهب 4: 184 السيوطي – تاريخ الخلفاء ص291.
28- هادي العلوي – شخصيات غير قلقة ص218.
29- محمد عبد الفتاح عليان – قرامطة العراق ص17.
30- ابن العديم – بغية الطلب في تاريخ حلب (ضمن اخبار القرامطة) ص408.
31- النويري – نهاية الأرب في فنون الأدب ص429. محمود إسماعيل – الحركات السرية في الإسلام ص184.
32- النويري – نهاية الأرب ص458.
33- بندلي جوزي – من تاريخ الحركات الفكرية في الإسلام. سلسلة إحياء التراث الثقافي الفلسطيني (4) ط2 1981 ص161.
34- د. محمود إسماعيل – الحركات السرية في الإسلام ص179.
35- ابن الجوزي – المنتظم ص393.
36- النويري – نهاية الأرب ص440-457.
37- م.ن ص502 ابن الأثير – الكامل 6: 335-336.
38- محمد عبد الفتاح العليان – قرامطة العراق ص27.
39- عبد الجبار الهمذاني – تثبيت نبوة سيدنا محمد (ضمن اخبار القرامطة) ص300-301.
40- ابن الجوزي – تلبيس ابليس ص391.
41- النويري – نهاية الارب ص434.
42- د. محمود إسماعيل – الحركات السرية ص161.
43- محمد عبد الفتاح العليان – قرامطة العراق ص13.
44- محمد بن مالك اليماني – كشف اسرار الباطنية (ضمن اخبار القرامطة) ص356.
45- د. سهيل زكار – اخبار القرامطة ص109.
46- د. عبد الرحمن بدوي – من تاريخ الالحاد في الإسلام . سينا للنشر ط2 1993 القاهرة ص206.
47- بوعلي ياسين – الأعمال الكاملة . المجلد 2. دار الكنوز الأدبية . بيروت ط2 2003 ص

48- م.ن ص194.



#أسامة_غانم (هاشتاغ)       Osama_Ghanim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استراتيجية لعبة الاسطورة المعولمة
- بنية الوعي الطبقي في الصورتين الواقعية والحلمية
- ازمنة السيرة المتداخلة في ذاكرة النص والجسد
- التجربة الجمالية والمكان في الرواية العربية
- التجربة الجمالية والزمن في الرواية العربية
- ازدواجية الجسد وشفراته السرية
- شعرية التجريب في رؤية الانثى لجسدها
- سلطة الجنس
- الرؤية الغرائبية في سوسيولوجية الجسد
- رواية - برهان العسل - قراءة سوسيوثقافية
- اللعبة الايروتيكية وتحولات التخييل السردي
- واقعية المتخييل السردي في التاريخ المؤول
- تحولات حداثية السرد في المتخييل التراثي
- قراءة في -جمهورية البرتقال-


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أسامة غانم - قراءة سوسيوثقافية للحلاج