أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - قراءة فى مذكرات اللواء محمد نجيب















المزيد.....


قراءة فى مذكرات اللواء محمد نجيب


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4370 - 2014 / 2 / 19 - 21:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اللواء محمد نجيب (1901- 84) هو الواجهة التى تستـّر خلفها ضباط يوليو1952، إذْ استغلوا كبر سنه (بفارق يقترب من العشرين عامًا) لتمرير مؤامرتهم ضد شعبنا التى بدأوها بإلغاء دستور سنة 1923وإلغاء الأحزاب واعتقال اليساريين الذين شاركوا فى الكفاح المسلح ضد الإنجليز فى مدن القنال إلخ. وتعمّد الضباط (صغار السن) أنْ يكون البيان الأول الذى أذيع فى الراديو ممهورًا باسم ((اللواء حمد نجيب قائد ثورة الجيش)) وعيّنه مجلس قيادة (الثورة) رئيسًا لجمهورية مصر(18يونيو53) ثم بدأ التآمر ضده والتخطيط للتخلص منه ثم جاءتْ ذروة الأحداث فى أزمة مارس54. ووصل غدر الضباط به أنهم لم يكتفوا بعزله وبتحديد إقامته (اسم الدلع للاعتقال) وإنما تعمّدوا إهانته لدرجة أنّ الضباط الأصغر منه ضربوه عندما اقتحموا مكتبه لحظة اعتقاله. رغم كل ذلك فإنه يعترف فى مذكراته التى كتبها بعد 30سنة أنه وجّه نقدًا للصحافة التى دأبتْ على نشر ((أخبار الريبة والشكوك فى نوايا رجال الثورة)) فماذا كتبتْ الصحف ؟ الجواب عند نجيب نفسه الذى كتب ((هاجمتْ بعض الصحف والمجلات مثل مجلة (الجمهور المصرى) سلوك ضباط البوليس الحربى وفضحتهم الأمر الذى أثار الخوف فى نفوس بعض الضباط ، وأحسوا أنّ عودة الديمقراطية تعنى نهايتهم أو محاسبتهم على ما ارتكبوه من جرائم ومخالفات إلى جانب فقدانهم النفوذ والسلطان)) (كنت رئيسًا لمصر- المكتب المصرى الحديث- عام 84- ص 240) فهل هذا الموقف من الصحافة يستحق الإشادة أم الإدانة كما فعل نجيب؟ والأكثر دهشة فى تناقضه أنه اعترف بوقائع فساد كثيرة ارتكبها الضباط ((قضينا على الديمقراطية وكنتُ مخلصًا. ولكن كان زملائى يدفعون كل شىء نحو الاستجابة لشهواتهم الخاصة ونحو الدكتاتورية العسكرية. وواجهتم بالأموال العامة التى سحبوها بلا مُبرّر وبعثروها بلا حساب وطلبوا المزيد منها وواجهتهم باستغلال نفوذهم وبكل فضائحهم. وقلت لجمال سالم : أنا غاضب من الأموال السرية التى تنفقونها على أغراضكم الشخصية. وغاضب على دولة المخابرات التى تكونونها بإشراف بعض الضباط (المصريين) وبعض الضباط الألمان الذين كانوا فى الجستابو النازى)) (223، 224) أما التصاعد الدرامى فى شخصية نجيب المُتناقضة عندما اعترف بأنّ بعض الضباط (الأحرار) لم يكن مرتبطـًا بأى مبادىء. وكانوا يحرصون على المصالح التى استفادوا منها ((وجانب منهم كان قد تورّط فى أعمال قذرة جعلتهم يُواجهون خطر المحاكمة إذا ذهبتْ اليد المُساندة لهم)) (259) ولأنه رأى هو وبعض الضباط الشرفاء العديد من نماذج الفساد واستغلال النفوذ والاستيلاء على المال العام بمعرفة مجلس القيادة ذكر أنّ الضباط الشرفاء قالوا عن مجلس القيادة ((طردنا ملكـًا وجئنا بثلاثة عشر ملكـًا)) (201) رغم كل تلك الجرائم التى ارتكبها من استولوا على حكم مصر لدرجة الاستعانة بضباط من الجستابو النازى، فإنّ نجيب انتقد الصحف التى ((دأبتْ على نشر أخبار الريبة والشكوك قى نوايا رجال الثورة)) وليته فعل ذلك فى لقاء مع مسئولى تلك الصحف وإنما فعل ذلك فى مؤتمر صحفى عالمى (239، 240) ونجيب تكثر تناقضاته فى مذكراته. فبعد أنْ أدان الاستعانة بضباط من الجستابو النازى كتب بعد عدة صفحات ((فالخبراء الألمان استخدمهم زكريا محيى الدين بموافقتى . ولم يكن هذا غريبًا لأنّ المخابرات الأمريكية نفسها استعانتْ بالخبراء الألمان)) (319)
ونجيب مثله مثل الشخصيات العامة التى ابتلى بها شعبنا مؤمن بالميتافيزيقا ، لذلك ذكر أنه وهو فى الحج فى أغسطس 53((وقفتُ على جبل عرفات أدعو الله أنْ ينصرنا على طرد الإنجليز)) فإذا كان (الله) هو الذى سيتولى مهمة طرد المُحتل فلماذا قاموا (بالثورة) ضده؟ ثم تتصاعد الميتافيزيقا فى شخصيته فلا يعترف بمفهوم الوطن فأضاف فى نفس الدعاء المُوجّه للسماء ((وأنْ ينصر الإسلام والمسلمين)) (303، 304) أى أنه لم يٌفكر- حتى على المستوى الميتافيزيقى – أنْ يكون الدعاء أنْ (ينصر مصر والمصريين) وتستمر مُتوالية الميتافيزيقا عندما ذكر معلومة غاية فى الأهمية ولكنه لم يُوظـّـفها وفق علم السياسة إذْ كتب ((كان الإنجليز يقفون على بُعد 90كم من القاهرة فى طريق السويس. وكان لهم 80 ألف جندى فى قاعدة قناة السويس. وكانوا يعرفون كل شىء عنا وعن الجيش وكانوا يستطيعون الاستيلاء على السلطة والتخلص منا بسهولة. لكنهم- والحمد لله- لم يتحرّكوا)) أما لماذا لم يتحرّكوا فكان الجواب الذى يُناقض ما سبق واعترف به إذْ أضاف ((لأنّ حركتنا فى ليلة 23يوليو كانت مفاجأة لهم)) (305، 306) فكيف يكون التحرك (مفاجأة) للإنجليز وهو الذى كتب فى نفس الفقرة أنّ الإنجليز ((كانوا يعرفون كل شىء عنا وعن الجيش ويستطيعون الاستيلاء على السلطة والتخلص منا بسهولة)) ؟!
فى هذه الفقرة التى كتبها نجيب تجنـّب الإشارة إلى دور أميركا فى خروج الإنجليز من مصر. ولكنه بعد عدة صفحات وقع فى التناقض عندما كتب أنّ أميركا مارستْ ضغطـًا على بريطانيا من أجل الجلاء لكن الضغط الأكبر كان من الفدائيين المصريين فى القناة (320) وهو هنا أيضًا اكتفى بتقرير الواقع ولكنه لم يتطرق لما كانت أميركا تسعى إليه وهو أنّ طرد الإنجليز من مصر سيكون لحساب أميركا ومصلحتها. وهو ما تأكد عندما كتب نجيب عن الأيام الأولى لحركة الجيش حيث كانت تتم الاجتماعات ((فى بيت عبدالمنعم أمين وهو مكان اللقاء المستمر بين رجال (الثورة) والأمريكان. وأنا لم أحضر هذه اللقاءات سوى مرتيْن ، لأننى كنتُ أخشى من أنْ تقع (الثورة) فريسة سهلة فى يد الأمريكان.. وأنّ عبد الناصر كان على صلة وثيقة بالأمريكان منذ الساعات الأولى بعد نجاح الحركة. وكنتُ قد قرأتُ الكثير عن علاقة المخابرات الأمريكية بعبد الناصر وتنظيم الضباط (الأحرار) وكانت الاتصالات تتم بواسطة على صبرى ضابط مخابرات الطيران فى ذلك الوقت والذى كان وثيق الصلة بالملحق الجوى البريطانى مستر إيفانز)) (311) وما كتبه نجيب ذكره معظم ضباط يوليو الذين كتبوا مذكراتهم من بينهم (كمثال) خالد محيى الدين فى كتابه (والآن أتكلم) الصادر عن مركز الأهرام للترجمة والنشر- عام 92- ص 188. وفى لقاء حضره نجيب كتب عنه أنه تم بحضور أربعة من رجال السفارة الأمريكية وأنّ إثنين منهم من المخابرات الأمريكية. وحضره عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وعبد اللطيف البغدادى وزكريا محيى الدين . وأنّ السفير الأمريكى كافرى قال إنّ حكومته تخشى تسلل الشيوعية إلى مصر. وعرض معاونة أجهزة المخابرات الأمريكية لحفظ الأمن . وذكر نجيب أنه اعترض على كلام كافرى ولكن عبد الناصر وافق على تدخل المخابرات الأمريكية ((ورسم خطط حماية عبد الناصر الأمنية. وجاءتْ له بسيارات وأسلحة خاصة لتنفيذ هذه الخطط . وأنّ المخابرات الأمريكية هى التى أسّست المخابرات المصرية. وتحولت هذه المخابرات إلى جهاز لتعذيب الشعب المصرى . وأنّ الاجتماعات الخاصة مع الأمريكان استمرتْ سرًا مع عبد الناصر وعدد من أعضاء مجلس القيادة. وعندما عرفتُ ذلك عارضتُ هذا الاتجاه . وقلتُ لعبد الناصر أنّ الأمريكان يُريدون تخريب (الثورة) ويجب أنْ تقطع صلتك بهم فوعدنى بذلك . وفى يوم مررتُ على مكتب عبد الناصر فوجدتُ عنده كيرميت روزفلت رجل المخابرات الأمريكية. فغضبتُ من عبد الناصر وطلبتُ منه عدم مقابلة هذا الرجل فوعدنى بذلك ولكنه مرة أخرى لم ينفذ وعده . ولم تنقطع الاتصالات مع الأمريكان بل زادتْ (من 311- 313)
وعن المؤامرة التى دبّرها عبد الناصر ضد الديمقراطية عندما كلـّـف رئيس اتحاد عمال النقل (صاوى أحمد صاوى) لتنظيم مظاهرة من العمال تهتف ضد الحياة النيابية وخرجوا بالفعل وكان من بين شعاراتهم ((لا أحزاب ولا برلمان)) كما اشترك فيها جنود من البوليس الحربى يرتدون الملابس المدنية وعمال مديرية التحرير مسلحون بالعصى ، عن هذا اليوم كتب نجيب ((جاءتنى معلومات مؤكدة أنّ اتفاقــًا قد تم بين الأمريكان وبعض أعضاء مجلس (الثورة) على هذه المؤامرة (260، 261) وعلى ذلك ((ظــّـلتْ الأبواب مفتوحة بين الأمريكان وعبد الناصر، يدخل منها عملاء المخابرات الأمريكية)) (268)
وعن عبد الناصر ذكر نحيب أنّ شعراءً سودانيين سجلوا تفاصيل القتال الذى دار فى عراق المنشية فى قصائد طويلة وصفوا فيها عبد الناصر وصفـًا لا يليق بضابط مصرى . وعن علاقة عبد الناصر باليهود كتب ((فى أثناء الهدنة مع اليهود جاء ضابط يهودى اسمه كوهين يسأل عن عبد الناصر ولم يكن موجودًا فكتب له خطابًا وتركه مع ضابط كان من الإخوان المسلمين اسمه معروف الحضرى)) (81، 82) وعن غدر عبد الناصر بزملائه الضباط ذكر نجيب أنّ عبد الناصر دأب على تحذيره من يوسف صديق (الذى كان السبب فى نجاح حركة الجيش) وكان يقول لى ((خذ حذرك فيوسف صديق شيوعى كبير)) وبعد يوسف صديق ((كان الضحية الثانية البكباشى حسنى الدمنهورى لأنه اعترض على اعتقال ضباط المدفعية فتم القبض عليه وحققتْ معه لجنة من عبد اللطيف البغدادى وعبدالحكيم عامر وزكريا محيى الدين وصلاح سالم واتهموه بأنه كان يعد مؤامرة للانقضاض على مجلس القيادة والإفراج عن الضباط المُعتقلين)) اعترض نجيب على ذلك فقال له عبد الناصر((فات الوقت)) ورأس عبد الناصر المحكمة وأصدرتْ الحكم بالإعدام . وأخبرنى اليوزباشى محمد أحمد رياض أنه شاهد البكباشى حسنى الدمنهورى وهو يتعرض لتعذيب شرس وإهانة قاسية من صلاح سالم حتى يدفعوه للاعتراف بمؤامرة لم يرتكبها ولم يفكر فيها. وتحمل الدمنهورى كل هذا العذاب النفسى والبدنى ورفض الاعتراف (من 184- 186) وكتب أنّ عبد الناصر((كان أكبر قوة داخل المجلس. وعندما ساعده الآخرون فى التخلص منى استدار إليهم وتخلص منهم واحدًا بعد الآخر. وأنّ أول شىء فعله ضباط القيادة بعد أنْ استقرّتْ الأمور هو أنهم غيّروا سياراتهم الجيب وركبوا سيارات الصالون الفاخرة. وترك أحدهم (صلاح سالم) شقته المتواضعة واستولى على قصر من قصور الأمراء فى جاردن سيتى حتى يكون قريبًا من إحدى الأميرات. ولا يتورع من أنْ يهجم على قصرها بعد منتصف الليل وهو فى حالة إغماء بسبب الخمر. وكثيرًا ما طلبتنى الأميرة فى الفجر لإنقاذها من ذلك الضابط . وترك ضابط آخر من ضباط القيادة (عبد المنعم أمين) الحبل على الغرب لزوجته التى كانت تعرف ما يدور فى مجلس القيادة وتستغله لصالحها وصالحه. وكانت تقول علنا ((الجيش فى يمينى والبوليس فى يسارى)) ولما كثرتْ الفضائح فإنّ كثيرين من الضباط واجهوا بها مجلس القيادة وهو ما فعله ضباط المدفعية. فكان لابد – حتى يتخلص ضباط القيادة من أصوات المعارضين – أنْ يُلفقوا لهم التهم للقضاء عليهم . وتطوّر أسلوب التلفيق من تحضير شهود الزور إلى العنف والقسوة فى معاملتهم داخل السجون حتى يعترفوا بجريمة لم يرتكبوها. وعلى كل الحالات كان ضباط القيادة هم الخصم والحكم . وكلما كان أحد المعارضين يسقط أو يضيع أو يختفى وراء الشمس، كلما كان ضباط القيادة يزدادون قوة وعنفـًا ودكتاتورية. وأنّ عبد الناصر قال لنجيب ((لقد اتخذنا قرارًا أرجو أنْ تـُوافقنا عليه ، وهو أنْ يأخذ كل عضو من أعضاء مجلس القيادة مبلغ عشرة آلاف جنيه. وتأخذ أنت مبلغ أربعة عشر ألفـًا فصرختُ فيه (اسكت) ولما هاجمته قال ((أنا كنت بأمتحنك)) ولكننى لم أصدقه. وتأكد ذلك ((فى مرة ذهبتُ لزيارة أحد أعضاء مجلس القيادة فوجدتُ عنده فنانـًا يصنع له تمثالا. وكنتُ أعرف أنّ حالته المالية لا تسمح له بذلك . وفى مرة أخرى عرفتُ أنّ ضابطــًا خسر على مائدة القمار مئات الجنيهات فى ليلة واحدة. ومرة ثالثة ونحن نتناول الطعام فى مجلس القيادة رأيتُ بعض أدوات المائدة مصنوعة من الفضة ومنقوش عليها عبارة (القصور الملكية) وسرق بعض الضباط فلوس معونة الشتاء وسرقوا هدايا وبضائع قطارات الرحمة وباعوها علنـًا وسرقوا فلوس التبرعات الخاصة بالشئون الاجتماعية وسرقوا تحف ومجوهرات وبعض أثاث القصور الملكية. ووفق كلام نجيب أنه رفض كل ذلك وهدّدَ بالاستقالة. ولكن بعد اعتقال ضباط المدفعية ، زادتْ سلطة مجلس القيادة فكان كما كتب ((وبدأتُ أشعر بالضعف أمام الأغلبية فى المجلس)) (من 202- 208) وأنّ عبد الناصر- مثله مثل أى دكتاتور- حرص على تكوين التنظيمات السرية داخل الجيش (210) وأنّ التفجيرات الستة فى السكة الحديد والجامعة وجروبى كانت من تدبير عبدالناصر (246) وهى واقعة اعترف بها كثيرون من ضباط يوليو.
وإذا كان الإعلام الناصرى/ العروبى صوّر انفصال السودان عن مصر بحجة (تقرير المصير) فإنّ نجيب كتب ((من سخريات القدر أنْ يسعى عبد الناصر للوحدة مع سوريا ويفعل المستحيل لفك الوحدة مع السودان ، رغم أنّ الوحدة مع السودان أمر طبيعى والوحدة مع سوريا هى وحدة بين قطريْن متباعديْن جغرافيًا ونفسيًا. ومن أجل استمالة الزعماء السودانيين استضافهم فى مصر وأهدى بعضهم البيوت والفلل وكان من بين المستفيدين المرغنى الذى حصل على سراية فى الإسكندرية. مع أنه أحد عملاء المخابرات البريطانية)) (289- 291)
وعن محمد حسنين هيكل ذكر أنه كان على علاقة بالأمريكان (311) فأراد هيكل أنْ ينتقم من نجيب فكتب فى الأهرام (ضمن سلسلة مقالات جمعها فى كتابه (عبد الناصر والعالم) أنّ محمد نجيب تقاضى من المخابرات الأمريكية مبلغ ثلاثة ملايين دولار. فى حين أنّ نجيب كان أثناء حدوث تلك الواقعة قيد الإقامة الجبرية. كما أنّ رجل المخابرات الأمريكية مايلز كوبلاند ذكر فى كتابه (لعبة الأمم) أنه سلم المبلغ لرجل المخابرات المصرى حسن التهامى ، صديق عبد الناصر المُقرّب وأحد الذين يعتمد عليهم فى اتصالاته السرية. واشترك فى كل الاتصالات التى تمتْ بين الأمريكان وضباط يوليو. إزاء ادّعاء هيكل الكاذب أقام نجيب دعوى قضائية فى نوفمبر72 أمام محكمة جنيات الجيزة. فلما عرف هيكل بالدعوى اتصل بمحامى نجيب وطلب منه التوسط لسحبها. وافق نجيب بشرط أنْ ينشر هيكل بيانـًا فى الأهرام والديلى تليجراف والنهار اللبنانية يعتذر فيه عما نشره ويكذبه. نشر الأهرام بيانـًا يوم 2يونيو72وكان تعليق نجيب ((واضح من البيان أنه يكذب ولا يكذب وصاحبه يلف ويدور كعادته. وأصررتُ على أنْ أذهب إلى المحكمة بنفسى)) ذهب نجيب بالفعل للمحكمة وكل ما فعله طلب أنْ يثبت فى محضر الجلسة أنه لم يتقاض أى مبالغ تتصل بما ذكره هيكل . ثم كتب (وتنازلتُ عن الدعوى) (من 371- 375) ونجيب فى هذا الموقف فى حاجة إلى محلل نفسى على مستوى سيجموند فرويد لمحاولة الغوص داخل عقليته للإجابة عن سؤال : لماذا ضيّعتَ الفرصة يا نجيب؟ لماذا لم تتماسك وتصمد للنهاية وتترك الدعوى تسير فى مسارها الطبيعى أمام القضاء ؟ هل تعرّضتَ لضغوط ؟ هل مارس هيكل عليك سلطته الباطشة خاصة أنه فى عام 72كانت علاقته بالسادات وطيدة وعميقة وينطبق عليها قول شعبنا الأمى العبقرى ((سمن على عسل)) لماذا يا نجيب ضيّعتَ هذه الفرصة الذهبية حتى يعرف شعبنا من هو الأستاذ المقدس المدعو (هيكل) ؟ وهل لعب الخوف (وهو ضعف إنسانى مشروع) دورًا فى ذلك خاصة وقد ذكر أنه بعد فتوى مجلس الدولة برئاسة السنهورى بعدم دعوة مجلس النواب (المنحل) للانعقاد وهى الفتوى التى اعترض عليها د. وحيد رأفت وتحدى سلطة الضباط ، وعن هذه الأيام الأولى بعد سيطرة الضباط على مصر، كتب نجيب ((بعد أقل من أسبوع على رحيل الملك كنا نسير فى طريق تكييف القوانين التى انتهى بنا إلى هاوية اللاقانون بعد ذلك . وأنا أعتبر هذا الخطأ (حل مجلس النواب) بداية مشوار طويل من الأخطاء التى لم نكن مسئولون عنها وإنما كان مسئولا عنها الخوف من الضباط)) (152) فكيف يكون نجيب (غير مسئول) فى حين فى الأسبوع الأول بعد طرد الملك هو أكبر شخصية (سنـًا ورتبة) بين ضباط يوليو؟ وبينما كتب فى مذكراته أنه لم يُوافق على حل مجلس الأمة ، فلماذا لم يتخذ نفس الموقف الرائع الذى اتخذه د. وحيد رأفت ؟ وذكر نجيب أنّ الضابط رشاد مهنا تجاوز حدود سلطته الدستورية. وكان يسعى لإحياء الخلافة الإسلامية ليكون هو على رأسها. ورغم فارق السن والمنصب فإنّ نجيب اتصل برشاد مهنا ليُهنئه على مولوده الجديد ، ولكن مهنا المدعوم من عبد الناصر((صرخ فى وجهى)) (154)
وإذا كان كثيرون يدّعون أنّ عبد الناصر تحدى الإخوان المسلمين ، فإنهم يتجاهلون الوقائع المريرة بعد استيلاء الضباط على حكم مصر، وهى وقائع ذكرها كثيرون من المؤرخين والضباط ومن بينهم نجيب الذى كتب أنّ عبد الناصر اتصل بحسن عشماوى ودعاه لمقابلته. وفى هذا اللقاء عرض عبد الناصر عليه أنْ يشترك الإخوان فى الوزارة. ثم اتصل عبد الناصر بحسن الهضيبى (مرشد الإخوان) وطلب منه ترشيح ثلاثة للوزارة. رفض الهضيبى فكرة عبد الناصر. ولكن الشيخ الباقورى وافق ففصله مكتب الإرشاد بعد ساعات من قبوله الوزارة. ولأنّ نجيب متسق مع نفسه فيما يتعلق برغبته فى تطبيق الشريعة الإسلامية ، لذا كتب أنه شعر بالحزن بعد رفض مكتب إرشاد الإخوان التعاون مع الضباط خاصة ((وأننى أعرف أنّ الإخوان كانوا أول من ساعدوا عبد الناصر فى تنظيم الضباط (الأحرار) وكان بين عبد الناصر وبينهم تاريخ طويل)) فلماذا اعترض الإخوان على قبول التعاون مع الضباط ؟ كتب نجيب ((كان الإخوان يتصوّرون أنّ (الثورة) قامت لحسابهم . وهاجموا فى بيانهم الذى أصدروه فى أول أغسطس 52 الإصلاح المنشود فى العهد الجديد : هاجموا الحياة النيابية هجومًا شديدًا)) وقال مرشد الإخوان لعبد الناصر ((لكى يؤيد الإخوان (الثورة) فيجب عرض الأمور التى تتخذها (الثورة) قبل إقرارها)) وهنا بدأ (صراع الوحوش) من يلتهم مصر؟ ورغم ذلك يعترف نجيب ((رغم الصدام الذى وقع بين الإخوان و(الثورة) إلاّ أننا لم نقطع كل الجسور معها كجماعة سياسية)) (من 166- 168) وهنا ارتكب نجيب نفس الخطأ الذى ارتكبه كل من (تعاطف) مع الإخوان ، لأنه زوّر الواقع لأنّ الإخوان ليسوا (جماعة سياسية) كما كتب ، وإنما هم يستهدفون إقامة (الدولة الدينية) وضد النظام البرلمانى . ومن أجل تملقهم طلب عبدالناصر عدم اعتبار الإخوان حزبًا عند صدور قانون إلغاء الأحزاب. وقال ((لأنّ جماعة الإخوان كانت أكبر عون لنا ولا يصح أنْ نـُطبق عليها قانون الأحزاب)) (169) فعل عبد الناصر ذلك رغم معرفته باتصالات الإخوان بالإنجليز. ولكن بعد أنْ ثبت للمخابرات المصرية أنّ الإخوان يتغلغلون داخل الجيش والبوليس ، ووجود تنظيم سرى تابع للإخوان بين ضباط الجيش . وتنظيم داخل قوات البوليس ، اضطر عبد الناصر فى يناير54 أنْ يُصدر قرار حل الإخوان . ونجيب المتعاطف مع الإخوان يعترف بأنه عندما هتف بعض الطلبة اليساريين ((الله أكبر والعزة لمصر)) فإنّ هذا الهتاف لم يُعجب الطلبة التابعين للإخوان فهاجموا الطلبة اليساريين بالكرابيج والعصى وقلبوا عربة الميكروفون وأحرقوها (من 218- 220)
وذكر نجيب أنه قبل أنْ ينقلب عبد الناصر ضد الإخوان فإنّ الإخوان أعلنوا فى مارس 53 أنهم ضد الحياة النيابية ومع الحياة العسكرية. وكتبوا فى الصحف ((إننا ندعو المصريين أنْ يسيروا وراءنا ويقتفوا أثرنا فى قضية الإسلام)) وأعلنوا صراحة أنهم مع بقاء الحكم العسكرى ، لذلك أفرج عبد الناصر عن الهضيبى وعن جميع الإخوان المسلمين . وكان تعليق نجيب ((لقد اشتراهم عبد الناصر ليبيعنى ثم باعهم واشترى السلطة المطلقة)) (253، 254) ويعترف بما هو أفدح فكتب ((كانت مشاعرى مع الإخوان رغم أنهم تخلوا عنى وعن الديمقراطية. ورفضوا أنْ يقفوا فى وجه عبد الناصر فى أزمة مارس بل إنهم وقفوا معه وساندوه بعد أنْ اعتقدوا أنهم سيضحكون عليه. فإذا به يستغلهم لضربى وضرب الديمقراطية)) (358)
أما أسوأ مواقف نجيب فكانت فى المذبحة التى دبّرها ضباط يوليو ضد عمال مصانع كفر الدوار، التى حركتْ من بئر الأحزان مذبحة دنشواى 1906ضد الفلاحين المصريين، كتب نجيب بعض التفاصيل منذ بدء إضراب العمال وعدد المقبوض عليهم والأحكام الصادرة ضدهم وتتراوح ما بين 5 إلى 15سنة. والحكم بإعدام العامليْن محمد البقرى ومصطفى خميس . وأنّ ضباط مجلس القيادة بعد أنْ أصدروا قرارهم بالموافقة على الإعدام وأرسلوه لنجيب لتوقيعه. فكتب نجيب هذا المشهد الذى يستحق التوقف أمامه ((طلبتُ أنْ أقابل خميس والبقرى . دخل خميس ثابتــًا مرفوع الرأس وكأنه فى حفل زفاف . طلبتُ منه أنْ يتعاون مع المدعى العام . ويشرح له الدواقع التى جعلته يفعل ذلك . أو ليقل لنا من وراءه . لكنه قال فى إصرار: لا أحد ورائى . وأنا لم أرتكب ما يستحق الإعدام)) وبعد هذه الجملة مباشرة كتب نجيب ((فلم أجد مفرًا من التصديق على الحكم)) (من171- 173) فى هذه الفقرة يعترف نجيب (دون أنْ يقصد) أنه حاول توريط خميس عندما قال له : قل لنا من وراءك)) ورغم أنّ الحكم أصدرته محكمة عسكرية ، أى بعيدًا عن القضاء الطبيعى ولم تتوفر فيه أدنى الحقوق القانونية ، ورغم إدّعاء نجيب فى مذكراته أنه مع الديمقراطية ، رغم كل ذلك اعترف بأنه لم يجد مفرًا من التصديق على الحكم . فهل خاف من ضباط مجلس القيادة وباع ضميره لإرضائهم ؟ ولكنه بعد أنْ ابتعدتْ عنه أشباح وجوههم وهو يكتب مذكراته كتب ((بعد يوميْن من حادث كفر الدوار وقع حادث آخر فى مدينة مغاغة بالمنيا ، فقد امتطى أحد ملاك الأرض (عدلى لملوم) جواده ومعه 35رجلا وحوّطوا الفلاحين وأخذوا يُطلقون النار فى الهواء على طريقة رعاة البقر. معارضين تحديد الملكية. وذلك قبل أنْ يصدر القانون . وتم تقديمه للمجلس العسكرى واكتفتْ المحكمة بحبس لملوم مدى الحياة (173) وما لم يقله نجيب أنه تم تخفيف الحكم إلى عشر سنوات وبعد فترة قصيرة تم الإفراج عنه بحجة (المرض) ولعلّ هذا ما قصده نجيب عندما كتب ((تعجبتُ أنْ تترك (الثورة) الحرية الشخصية للاقطاعيين الذين مصوا دماء الفلاحين وأنْ تترك حرية اختيار مكان الإقامة للرأسماليين الذين تحالفوا مع الإنجليز)) (357) وبينما إدّعى نجيب أنه صدق على الحكم بعد مقابلة العامل مصطفى خميس، فإنّ المؤرخ العمالى طه سعد عثمان ، كذب كلام نجيب وكتب أنّ نجيب صدق على الحكم قبل عشرة أيام من مقابلته لخميس ، وأنّ التبريرات التى قدمها نجيب ليعفى نفسه من مسئولية إعدام الشهيديْن خميس والبقرى ففى كلامه أبلغ رد عليها ، وإنْ كان من الواضح من كلامه أنّ هناك الكثير الذى لم يقله فى كتابه)) (خميس والبقرى يستحقان إعادة المحاكمة- شركة الأمل للطباعة والنشر- عام 93- ص 50) فإذا الحكم قد صدر قبل مقابلة نجيب لخميس بعشرة أيام ، فلماذا أراد أنْ يُورّطه عندما طلب منه أنْ يعترف بمن هم وراءه ؟
ورغم أنّ نجيب وجّه نقدًا حادًا ضد مجلس قيادة (الثورة) لدرجة أنْ وصفهم ب (الضباط الأشرار) وأنهم حولوا (الثورة) إلى عورة (376) و((طردنا ملكــًا وجئنا ب 13ملك)) هم عدد ضباط مجلس القيادة (201) ورغم علمه بأنه لا يجوز قانونـًا ترقية أى ضابط أربع ترقيات مرة واحدة وفى قرار واحد ، ورغم أنّ عبدالحكيم عامر لم يُظهر أى نبوغ أو أية عبقرية عسكرية ليستحق تلك الترقية (المُشينة) إلاّ إذا كانت العلاقة (المُلتبسة) بينه وبين عبد الناصر، والولاء للشخص وليس للوطن إلخ كانت هى مؤهلات تلك الترقية التى تسببّتْ فى الكثير من الجرائم فى حق شعبنا الذى مات جنوده فى اليمن وفى هزيمة 56وفى كارثة 67، أقول إنّ نجيب الذى انتقد ضباط مجلس القيادة (بما فيهم عبد الحكيم عامر) فإنه يعترف فى مذكراته أنه هو الذى وقـّع قرار ترقية عبد الحكيم عامر من رتبة صاغ إلى رتبة لواء وأنْ يكون قائدًا عامًا للقوات المسلحة)) وكان ذلك بتاريخ 18يونيو53 بصفة محمد نجيب هو رئيس الجمهورية (ص196) وذاك التاريخ (18 يونيو53) كان اليوم الأول لتوليه رئاسة الجهورية (بشكل رسمى) أى أنه بدأ وظيفته بتلك الجريمة التى خطط لها عبد الناصر ونفذها محمد نجيب .
000
أعتقد أنّ حياة اللواء محمد نجيب توفرتْ لها كل عناصر التراجيديا الإنسانية. فهو إنسان طيب متسامح ، ولكنه استسلم لغواية السلطة. وصدق الضباط (الأشرار) الذين صنعوا منه واجهة مؤقتة. ثم غدروا به (باستثناء خالد محيى الدين) واعتقلوه فى المرج تحت مسمى اسم الدلع (تحديد إقامة) وحرموه من أبسط حقوق المواطنة مثل رغبته فى الاشتراك فى حرب 56 إلى آخر الأمثلة التى ذكرها فى مذكراته. لم يكتف الضباط (الأشرار) بكل ذلك وإنما امتد بطشهم ليشمل أولاده من ضرب واعتقال وحرمان من العمل. فهل يأتى يوم على مصر ويكون لدينا السيناريست والمخرج والممول الذين تنبض قلوبهم بحب شعبنا وحب الحقيقة ليصنعوا فيلمًا يدخلون به التاريخ ، أعتقد أنه من الممكن يوم تتوفر فيهم الجسارة قبل الإبداع .



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على الأستاذ أحمد عليان
- قراءة فى مقدمة ابن خلدون
- كارثة العروبة على مصر
- العلاقة التاريخية بين الدين والقومية
- القرن التاسع عشر وتحديث المدن المصرية
- الخيال والإبداع الروائى
- تحايل إيزيس على (رع)
- الأنثروبولوجيا والفولكلور والثقافة القومية
- التعليم الدينى وجذور العنف
- الفرق بين أسطورة أوديب اليونانى والأمير المصرى
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (16) د. محمد بيومى مهران
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (15) د. حسين مؤنس
- الملاح والثعبان رئيس الجزيرة
- العداء للمعرفة والتعصب الدينى
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (14) أحمد صبحى منصور
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (13) محمد أحمد خلف الله
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (12) د. قاسم عبده قاسم
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (11) رجاء النقاش
- رد على الأستاذ أحمد المصرى
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (10) الدكتور جلال أمين


المزيد.....




- قمة إسلامية في غامبيا وقرار منتظر بشأن غزة
- بالفيديو.. الرئيس بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية الم ...
- استعلم الآن … رابط نتيجة مسابقة شيخ الأزهر 2024 بالرقم القوم ...
- شاهد.. الغزيون يُحَيُّون مقاومة لبنان الإسلامية والسيد نصرال ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف بيّاض بليدا والراهب والرا ...
- الاحتلال يقيد وصول المسيحيين لكنيسة القيامة بالقدس في -سبت ا ...
- الجبهة اللبنانية واحتمالات الحرب الشاملة مع الاحتلال.. وقمة ...
- جامعة الدول العربية تشارك فى أعمال القمة الاسلامية بجامبيا
- البطريرك كيريل يهنئ المؤمنين الأرثوذكس بعيد قيامة المسيح
- اجعل أطفالك يمرحون… مع دخول الإجازة اضبط تردد قناة طيور الجن ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - قراءة فى مذكرات اللواء محمد نجيب