أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - الضرب في الميت حرام















المزيد.....

الضرب في الميت حرام


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 1241 - 2005 / 6 / 27 - 05:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


انطلقت بنا السيارة من مكان عملنا في نابلس إلى مكان سكننا في مخيم الفارعة، وابلغنا السائق مسبقا أن هناك حاجز طويل وصعب ينتظرنا على طريق الباذان، طالبا منا التزود بالصبر لان الرحلة ( التي هي في العادة لا تستغرق أكثر من ربع ساعة ) ستطول لأكثر من ثلاث ساعات.. مررنا في طريقنا عن مدخل مخيم بلاطة، فقال احد الركاب: اليوم هنا أطلق مسلح النار على المكان الذي كان رئيس الوزراء يجتمع فيه مع زعماء التنظيم وبعض قادة الجماعات المسلحة.. فسأله راكب آخر وماذا يا ترى فعلت حراساته..؟؟ وكيف تجرأ المسلح على الاعتداء على هيبة رئيس الوزراء..؟؟ وهو المسئول الأول عن الوزير المكلف بحفظ الأمن والمسئول الأعلى عن مجلس الأمن القومي..!! وتحت يده أكثر من ثلاثة عشر جهازا امنيا، ترتدي بزّات عسكرية تتباين في ألوانها، وكأنها تؤكد للمواطن في كل لحظة أن كل واحد منها مملكة في حد ذاتها، بل وأن كل فرع منها في كل محافظة يعتبر مملكة مستقلة.. تتباين ولاءاتها-- من الشخصي إلى الجهوي إلى الفئوي-- بينما ولاؤها الوطني مقبور في داخل بعض أعضائها، والعناصر المغلوب على أمرها تنفذ في كثير من الأحيان أوامر ليس لها علاقة بالقانون ولا بالواجب أو بالوطن، والمصيبة أن هذه الأجهزة وفي أحيان كثيرة لا تحمي نفسها عندما تتعرض للاعتداءات والإهانات ( لأنه ليس لديها أوامر ).. ويبلع قادتها ألسنتهم ويسكتوا على المس بعناصرهم-- إما جبنا وتخاذلا، أو لان لبعضهم ملفات سوداء.. يخاف أن يقوم خصومهم بفتحها فتتعرض مواقعهم الوظيفية وامتيازاتهم للخطر.. أو لمعرفتهم أن المعتدين الخارجين عن القانون مدعومين من مراكز قوى اكبر منهم.. فقال احد الركاب وهو يضحك اعتقد أن رئيس الوزراء سيفي الآن بوعده ويستقيل من منصبه، لأنه قال يوم 15/6/2005 بأنه لن يبقى في منصبه ليوم واحد إن لم يوضع حدّ للفوضى والفلتان وأعيد للقانون وحماته الهيبة والاحترام.. وبدأ الجميع يسرد حكايات محزنة عن حوادث الفوضى والفلتان وعن ردود وتصرفات أجهزة الأمن الباهتة عليها، وكان الكل يلعن ويتهكم على السلطة – البعض يحملها المسئولية بسكوتها، والبعض يقول أنها متورطة بها، وان ما يحدث ما هو إلا صراع بين أجنحتها.. البعض يقول لم يعد عندنا سلطة مركزية، والبعض الآخر يقول: لا إن هناك سلطة لكن للأقوياء والمدعومين، وهي تفرض نفسها فقط على الضعفاء والفقراء، والذين ليس لهم ظهر.. فتكلم رجل كبير في السن وقال – يا إخوان الضرب في الميت حرام... ولا داعي أن تصبوا جام غضبكم على السلطة كلما حدثت حادثة فلتان أو تجاوز.. في البداية اعتقد بعض الجالسين أن الشيخ يدافع عن السلطة، ويلومهم على طول ألسنتهم وتجرؤهم على سب ولعن بعض رجالات السلطة.. لكن الشيخ استطرد قائلا: لقد ماتت السلطة منذ اللحظة التي تساهلت بها مع أفراد أو جماعات وسمحت لهم باستلابها بعض صلاحياتها.. ماتت منذ أن واصلت قياداتها العمل بعقلية أمراء الحرب وقيادة التنظيم بدل قيادة الشعب والدولة.. وعندما سخرت كامل مقدرات الشعب والوطن لمصالح شخصية أو جهوية.. ماتت منذ أن رضخت لابتزازات وضغوط مراكز القوى، التي تستخدم بعض المسلحين للحصول على بعض المكاسب... يا إخوان من الواضح أنكم ورغم كل المهازل التي ترونها وتسمعون عنها في كل يوم-- ما زلتم تعلقون آمالا على هذه السلطة، وترجون منها القيام بواجباتها.. ببالغ الأسف أقول لكم-- عليكم أن تقتنعوا أن السلطة كسلطة وطنية قد ماتت، والذي ترونه أمامكم ليس أكثر من هياكل إدارية مترهلة، دون مقومات حقيقية لسلطة فعلية.. إنها سلطة وهمية تملأ فراغا لا يريد احد أن يراه، سواء كان هذا الأحد جيراننا اليهود أو العرب أو الأمريكان، خوفا من قدوم البديل القادر على حشد قوى الشعب في معركة التحرر والخلاص من الاحتلال-- سواء كان هذا البديل وطني ديمقراطي أو إسلامي أصولي-- وصدّقوني أن من يقف وراء الفوضى والفلتان هم رجال في السلطة وفي حزب السلطة، يشيعون الفوضى لإفشال أي مسعى لترتيب الأوضاع وبناء دولة المؤسسات.. فلا تتعبوا أنفسكم بالتذمر والتشكّي، ولا تشغلوا بالكم بالبحث عن أسباب المشاكل ومن يقف وراءها.. ولله درّ ذلك الشاعر الذي قال: قد أسمعت لو ناديت حيّا --- لكن لا حياة لمن تنادي.
إن المخرج الوحيد أمام شعبنا هو إجراء الانتخابات التشريعية، ومن ثمّا تشكيل حكومة وطنية، تباشر فورا بإجراء عمليات إصلاح سياسي واقتصادي وإداري ومالي جذرية، وتعزز دور المؤسسات، وتطبق قوانين التقاعد والإثراء غير المشروع، وقوانين الخدمة المدنية والضمان الاجتماعي، وتطهر أجهزة الأمن ومؤسسات السلطة من مراكز القوى والفاسدين، والذين يعتبرون السلطة إقطاعية أبيهم والبقرة الحلوب التي يستغلونها أبشع استغلال.. لا بد من بناء أجهزة الأمن على أسس مهنية،( ليكون الانتماء للوطن وتطبيق القوانين بنزاهة وحيادية هو رائدها )... وبهذا فقط نخرج من الأزمة.. وهو نفس الشيء الذي تحدث عنه الرئيس أبو مازن في حملته الانتخابية.. لكن وللحقيقة وبعد خمسة اشهر من انتخاب أبو مازن، فقد خاب أمل شعبنا به لافتقاره إلى الحزم، وخضوعه أحيانا لابتزازات مراكز القوى، ولأنه أراد أن يعالج قضايا الفساد بأيد غير نظيفة، ولذلك فشل وسيبقى يواجه الفشل مادام كذلك، وخصوصا أن إسرائيل تريد له الفشل، وتخطط كي يفشل.. يساعدها في ذلك بعض مراكز القوى الفلسطينية، التي ترى أن مصالحها الذاتية أهم من الوطن، وتخاف أن تمس إجراءات أبو مازن بهذه المصالح... وهي نفس المراكز والقيادات التي بدلا من التخطيط الدقيق لاجتذاب أصوات الناخبين في الانتخابات التشريعية القادمة، وبدلا من تحسين أدائها، وقيامها بعملية إصلاح شاملة لمسارها – تقوم منذ الآن بإعداد العدة لمنع تبادل السلطة في حالة خسارة ممثليها للانتخابات، وتخطط لمواصلة السيطرة على مقاليد الحكم، معتمدة على ما لديها من مال وعسكر، غير مدركة للنتائج الكارثية التي قد تلحق بالبلاد والقضية – فيما لو أقدمت على هذه الخطوة الجنونية.

خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
مخيم الفارعة – نابلس – فلسطين
24/6/2005



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذاكرة المخيم الفلسطيني - معركة المقثاة
- كلمات في ذكرى النكبة الفلسطينية
- شعارات لمسيرة في ذكرى النكبة الفلسطينية 2005
- ذكريات لاجئ من جيل النكبة
- في الذكرى السابعة والخمسين للنكبة الفلسطينية - سلام عليك يا ...
- الاغاثة الزراعية الفلسطينية تسهم في تعزيز الديمقراطية
- هتافات في مسيرة تضامن مع اضراب المعلمين الفلسطينيين
- هتافات لمسيرات عمالية في عيد العمال العالمي
- من أدب الانتفاضة الفلسطينية.. شعارات للمجلس التأسيسي
- شعارات سياسية مطلبية - للمجلس التشريعي الفلسطيني - من اجل قو ...
- عودوا الى بيوتكم
- انهم يحاصرون نابلس بالدبابات والنفايات
- الاغاثة الزراعية الفلسطينية تطالب السلطة باعادة النظر في الا ...
- مهرجان يوم الارض في مدينة نابلس
- لتحزم السلطة امرها
- بالعزيمة والاصرار-- تفرض المراة وجودها وتنال المزيد من حقوقه ...
- جمعية تنمية المراة الريفية - نابلس - تحيي يوم المراة العالمي ...
- التنمية شعار وممارسة
- من لهؤلاء الناس ..؟؟
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - و ...


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - الضرب في الميت حرام