أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل جبران - نورة الطفلة ..نورة الجهادية














المزيد.....

نورة الطفلة ..نورة الجهادية


عادل جبران

الحوار المتمدن-العدد: 4367 - 2014 / 2 / 16 - 04:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل ستحمل نورة المغربية السلاح أم ستكون فقط مسخرة للاستغلال الجنسي؟سؤال يطرحه المحامي كنون حول مصير نورة الطفلة المغربية ذات الخامسة عشر سنة في سوريا بالنظر إلى صغر سنها القضية لا تتعلق بجهادية خطيرة بل بطفلة صغيرة مراهقة تم التلاعب بعقلها و استغلال سذاجتها انها ضحية لشبكات منظمة تمكنت من اختراق وسطها العائلي و استطاعت أن تعبر بها الحدود الفرنسية وصولا إلى تركيا.و نجحت بطريقة تبعث على الكثير من الشك و الحيرة في الإمكانات اللوجيستية لهذه الشبكات و مدى تورط عدة مؤسسات حكومية في الجريمة التي تدفعنا الى طرح سؤال حول مصير الكثير من المغاربة المغرر بهم،و كيف يمكن ان يتحرك مهربي الجهاديين بحرية في فرنسا؟ سؤال أصبح يتعاظم و لا يتراجع خصوصا في جمهورية حقوق الإنسان و رعاية الطفولة و هي التي تحرم تجارة الرقيق.
السؤال الصريح و الحارق الذي سيظل يلازمنا من هو الذي اختطف نورة إلى حين عودتها،من يتحمل مسؤولية حماية أولادنا من مافيات الدين و الجهاد و النخاسين من تجار البشر؟لا يهمنا هنا الخوض في الطريقة التي هجرت بها الطفلة نورة و لا الطرق التي قطعتها نحو سوريا،و الانضمام الى صفوف الجهاديين،و لن نخوض في احقيتهم في الاقدام على هذا الامر ام لا لان كل المواثيق و الاعراف و القوانين تقر باجرام من اقدم على الزج بفتاة بريئة في معركة اكبر من إدراكها.
المثير للدهشة و الاستغراب حول الحادث هو في انعدام أي ردة فعل من جهات المفروض فيها حماية الطفولة في بلادنا، هل يمكن أن ننتظر حتى تعود نورة و غيرها من المغرر بهن بأطفالهن من صلب مجرمي حرب كي يعيشوا بيننا.استعجالية الأمر و خطورته تفرض على المسؤولين المغاربة حكومة و مجتمع مدني و إعلام و أحزاب و رجال دين أن يفتحوا نقاشا وطنيا يفضح خطر كل من يتاجر في بناتنا و أبنائنا باسم الجهاد في سبيل الله.
لقد وقع المغرب على اتفاقية حقوق الطفل و التي تنص على عدم استغلال الأطفال في أية أعمال تحط من كرامتهم او الزج بهم في حروب،فماذا علت الحكومة المغربية من اجل التعريف بقضية نورة القاصر سواء داخل فرنسا او على المستوى الدولي؟أليست القضية الإنسانية للطفلة نورة فرصة لفضح تجار الحرب و كل التكفيريين الذين يرفعون شعار الدين و يستغلونه لمآربهم الشخصية مستغلين القصور الفكري و عدم نضج اطفال صغار معتمدين على شحن و غسل أدمغتهم الساذجة.
نحن اليوم أمام ظاهرة خطيرة جدا ظاهرة تتناقض مع القيم التي يؤمن بها الشعب المغربي قيم التسامح و الانفتاح و التعايش،ما يحتم علينا البحث في التدابير الحمائية و الوقائية لاطفالنا حتى لا تتكرر ماساة هذه الطفلة نورة التي من المحتم أنها تعرضت لانتهاك طفولتها في صراع سياسي عسكري.يمكن الان ان نتصور مدى الاستغلال و التطرف التي سقطت فيه البريئة نورة،طفلة صغيرة لا يتعدى عمرها خمسة عشر ربيعا ستصبح امرأة و ربما أماً و جهادية أيضا رغما عنها.و لن تتعدى مهمتها في هذا الوسط الحقير سوى ماكينة جنسية ترضي رغبات من المحرومين الذين يؤمنون بجهاد الناح.
نورة طفلة بريئة كانت في حاجة إلى التربية و العناية و الحنان،ستغدو هي مجبرة على منحه الى قلوب قاسية جامدة لا تعترف سوى بالدم و الذبح و رائحة البارود و الاشلاء..
طفلة صغيرة ذهبت لتساهم في حل مشكلتهم المعقدة لتصبح هي المشكلة بفعل تصارع و تجاذب نزوات أولائك الجهاديين ،أتساءل معكم كيف لزواج إذا كان زواجا أصلا على ارض معركة لا امن فيها و لا أمان أن يتحقق نبل هذا الوثاق المقدس .صراحة ،اذا كنا لا نكترث لعدد الجهاديين الذين نصدرهم كل يوم فماذا ننتظر؟أن نصبح بلاد المليون جهادي عبر العالم.
أظن أن الأمور أصبحت أكثر تعقيدا و بالتأكيد فنحن نحصد ما زرعه مهندسو جهاديي أفغانستان ،و البقية لا تخفى على احد.
لا أخفيكم أنني بمجرد سماعي لخبر نورة حتى تبادرت الى ذهني أسئلة محيرة،كيف لأناس يؤمنون فقط بالعنف و الحرب و الدم و كيف لأشخاص لا يكترثون لا بقوانين و لا اعراف و لا مواثيق أن يدافعوا عن حقوق الآخرين و الحلم بتأسيس دولة تقوم على اللذة و الاستغلال و التحايل و الأهواء ،في حين أنهم في الحقيقة لا يعرفون حتى ماذا يريدونهم فقط آلة للقتل و الجهاد في العباد و لا يعرفون من الجهاد الا الاسم جهاد مؤدى عنه لا يقوم على مبادئ و لا تصورات مسلم ضد مسلم آخر باسم الإسلام، إنها اكبر صورة للاستهتار و تحقير الإنسانية جمعاء.
أخيرا لا يمكن ألا تستحق قضية الصغيرة نورة ان تكون محفزا للمملكة بتجنيد إمكاناتها الدبلوماسية و الإعلامية و السياسية لفضح خطورة هذه الشبكات التي تقتنص مثل هذه الطفلة و تحولها الى وعاء جنسي؟ أليس حريا بالوزارة المكلفة بالطفولة و باقي مكونات المجتمع المدني أن يتوحدوا من اجل الإعلان عن رفضها لاستغلال الأطفال و التضامن مع نورة و غيرها من المغرر بهن،و التحسيس بخطورة هذه المافيات المستغلة للدين من اجل أغراض دنيوية .أليست قضية الطفلة نورة مدخلا حقيقيا لمصالحة شرائح عريضة من الشابات و الشبان مع السياسة و الأحزاب و العمل على فتح نقاشات وطنية و جهوية و لما لا دولية للتعريف بالظاهرة و محاصرتها في مهدها؟



#عادل_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطر القادم .. من الشعبويين و التكفيريين
- دراسة المستقبل ..وظيفة من؟
- ديمقراطية المغرب تؤرق جنرالات الجزائر
- العمر السياسي للزعيم الحزبي في المغرب
- بوليساريو و أحداث 16 ماي.. ظاهرتين للتأمل
- أفق حوار راديكاليي المغرب..
- الهوية المغربية.. روح الملكية الثانية


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح من الجانب الفلسطيني ويرف ...
- فرنسا: ارتفاع الهجمات المعادية للسامية بنسبة 300 بالمئة في ا ...
- ولي عهد السعودية يتصل برئيس الإمارات.. وهذا ما كشفته الرياض ...
- فولودين: بوتين يعد ميزة لروسيا
- الجيش الاسرائيلي: قوات اللواء 401 سيطرت على الجهة الفلسطينية ...
- في حفل ضخم.. روسيا تستعد لتنصيب بوتين رئيساً للبلاد لولاية خ ...
- ماكرون وفون دير لاين يلتقيان بالرئيس الصيني شي جينبينغ في با ...
- تغطية مستمرة| بايدن يحذر من الهجوم على رفح ومجلس الحرب الإسر ...
- فلسطينيون يشقون طريقهم وسط الدمار ويسافرون من منطقة إلى اخرى ...
- جدار بوروسيا دورتموند يقف أمام حلم باريس سان جيرمان!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل جبران - نورة الطفلة ..نورة الجهادية