أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - المعارضة السورية وجنيف














المزيد.....

المعارضة السورية وجنيف


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 4361 - 2014 / 2 / 10 - 13:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كان واضحا منذ بداية الأحداث في سوريا قبل ثلاث سنوات تقريبا أن الأوهام وضرب وتحديد المواعيد غير الواقعية هي أهم ما يميز الناطقين باسم ما أسموه ثورة. وهذا ما يمكن أن يكون ناتجا عن جهل بالسياسة وموازين القوى أدى إلى مقتل عشرات الآلاف وتدمير معظم ما بناه الشعب السوري خلال تاريخه الحديث، أو أن هذه القوة كانت بمثابة أداة عمياء بيد قوى أخرى مثل السفير الأمريكي روبرت فورد الذي بلغ به الاستخفاف بهذه القوى حد الاحتقار حين قال لهم تلك العبارة الشهيرة" كلوا خ..." والبقية معروفة كما قال أحدهم، وهو بسام جعارة.
وتبدو هذه الأوهام أكثر وضوحا لدى الوفد الذي يمثل 40%من الائتلاف الذي لا يمثل أكثر من 10% من القوى الموجودة على الأرض في أحسن الأحوال . فقد بات واضحا من اللحظة الأولى أن هذا الوفد ذاهب إلى جنيف لاستلام كرسي الحكم في سوريا والتوجه بسرعة إلى القصر الرئاسي في دمشق. وأعتقد أن هذا الإصرار على كرسي الحكم وحده يفسر عجزهم عن تحمل المسؤوليات التي يمكن أن تترتب عليهم في القضايا الأخرى حين يضطرون للاعتراف بأنهم غير قادرين على إقناع أحد بتنفيذ ما يجب عليهم التعهد به في حال التوصل إلى أي اتفاق يتعلق بأي من بنود بيان جنيف للعام 2012.
من الواضح أن وفد ما تبقى من الائتلاف يريد تحاشي الخوض في كل ما يمكن أن يكشف ضعفه وانسلاخه عن الواقع السوري. فلو تم الاتفاق على وقف أعمال العنف أو فك الحصار عن القرى والمناطق المحاصرة، لتبين بشكل واضح أن أحدا لن يسمع لهم كلمة واحدة لو طلبوا ممن يحاصر نبل والزهراء والفوعة وعشرات القرى المحاصرة والمهجرة من قبل المجموعات المسلحة ان يفكوا حصارهم. وبالمقابل يمكن للحكومة السورية تنفيذ ما تلتزم به خلال ساعات قليلة. والشيئ ذاته ينطبق على باقي البنود.
مؤتمر جنيف، في حال استمراره، سيؤدي إلى كشف المستور في دور وفد الائتلاف الذي سيكون عليه أن يجيب على أسئلة محرجة تتعلق بعلاقته بالمجموعات التكفيرية الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة والجبهة الإسلامية وغيرها من المجموعات التي تعلن أنها لا ترضى بأقل من الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية واعتبار كل من يخالفها الرأي والمعتقد كافرا حتى وإن كان ينتمي للمذهب ذاته الذي تنتمي له هذه المجموعات. فهذا الوفد يتمسح بشعارات مغرية وجذابة كالديمقراطية والدولة المدنية في حين ان الذين يمارسون القتل والتدمير على الأرض يعتبرون الديمقراطية والدولة المدنية كفرا صريحا يستحق أتباعه والمطالبون به القتل. فكيف سيقنعون هؤلاء التكفيريين بالاستماع إليهم؟
هل سيظل أعضاء هذا الائتلاف يكتفون بتكرار حكاياتهم المملة عن قرب سقوط النظام خلال أيام، وأنهم هم الذين يمثلون الشعب السوري كله في حين نرى انهم يمثلون السفير الأمريكي السابق في دمشق وقبله وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون التي أصدرت قرارها بإعدام المجلس الوطني وخلق الائتلاف بجملتين فقط . وقد أوضحت في حينه أنهم لا يمثلون الشعب السوري وبعضهم لا يعرف سوريا منذ عقود.
في أحسن الأحوال لن يكون هؤلاء أكثر من واجهة تمثل مصالح القوى الغربية كما سبق لرئيس هذا الائتلاف، معاذ الخطيب، أن صرح بذلك. وبالتالي لن يكون لهم تأثير على ما يجري في الداخل السوري.
ووسط هذا الضجيج الذي احتضنه الغرب الاستعماري المعادي لمصالح الشعوب ومعه الدول الأكثر عداء للديمقراطية وحرية الشعوب، لايمكن للمرء إلا ان يتساءل: أين هذه الثورة التي يتحدثون عنها وسط القتل الطائفي الشنيع والتذابح ضمن الطائفة الواحدة وضمن الفصيل التكفيري الواحد الذي يتحد في لحظة معينة لقتل الآخرين ليعود سريعا إلى التقاتل الداخلي. فهل يشكل هؤلاء أمل السوريين بدولة مدنية ديمقراطية؟



#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الرزاق عيد هل يحل لنا لغز داعش بعد جبهة النصرة؟
- هل على السوريين رؤية ما ليس موجودا؟
- من سيتبع الآخر: أمريكا أم السعودية؟
- هل تعب ثوار الفضائيات السوريون؟
- اهربوا: المسلمون قادمون
- التاريخ يستعرض دروس معركة قادش في القصير
- من قادش إلى القصير -كلمة للتاريخ
- مجموعة أكاذيب لا تصنع ثورة
- هل أمريكا مفتونة بالديمقراطية إلى هذا الحد؟
- حين خسر السوريون عقولهم
- من يخلص الإسلام من الإسلاميين؟
- عبد الرزاق عيد وأسواقه الطائفية
- الاستحمار أعلى مراحل الإمبريالية
- معارضة من أجل الوطن أم ضده؟
- المسافة بين عبد الرزاق عيد وعدنان العرعور
- معارضة ضائعة أم تدعي الضياع؟
- المثقف السوري يتحول إلى -بائع حكي-
- السوريون: سنة بلا رأس ومعارضة بلا رؤية
- عرب يهزمون أنفسهم إن لم يجدوا من يهزمهم
- مرة أخرى يفعلها أخوة يوسف


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - المعارضة السورية وجنيف