أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - توفيق أبو شومر - اتقوا عدوى الإحباط














المزيد.....

اتقوا عدوى الإحباط


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4357 - 2014 / 2 / 6 - 20:35
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


نعم إنه أخطر أمراضنا، مرضُ الاكتئاب والإحباط، وهو مزيجٌ من الشعور بالعجز والقهر، إنه مرضٌ خطيرٌ، أشدُّ خطرا من كل الأمراض الجسمانية المعروفة، وهو بالإضافة إلى ذلك مرضٌ معدٍ، يُصيب جميع المحيطين، كما أنه مرضٌ قادرٌ على استنساخ فيروساته في صورٍ شتَّى، فهو مُسبِّبٌ رئيس للعنف والقمع وحتى الجرائم.
وليس عنفُ الشوارع، وعنفُ الأسر والعائلات،وعنفُ العصابات والجماعات وحتى الأحزاب والتكتلات السياسية، إلا عرضا من أعراض الإحباط واليأس!
وهو أيضا بيئة مناسبة لتكاثر الأمراض الجسمانية كلها، فهو بيئة صالحة لأمراض القلب والسكر والضغط ، وحتى السرطانات.
نعم، إن الاكتئاب أحدُ أبرز مسببات مرض السمنة وانتفاخ الأجساد، لأنه المكتئبين والمحبطين، يهربون دائما من مرضهم الخطير، نحو الإفراط في الجنس والأكل، واستهلاك الأطعمة المحفوظة غير الصحية، فتتضخم الأجسادُ، وتتكاثرُ الأعدادُ، وتزداد أعباؤها، مما يزيد من همومها ، وهذا يُعززُ الإحباط والاكتئاب والشعور بالعجز.
لذا فإن الاكتئاب واليأس والإحباط، هي آخر حلقات هزيمة الأوطان بلا حروب، فالأوطان المكتئبة تعيش حالة هزيمة دائمة، وهي الهزيمة النفسية الأقسى والأمَرّ!
إن هزيمة المكتئبين تُنتجُ جيلا عازفا عن العمل والإنتاج، راغبا في الراحة والكسل، باحثا عن الثروات، بواسطة الغش والخداع، التي لا تتطلب جهدا أو عملا!
كما أن عدوى الاكتئاب هي مضادات للإبداع والإنتاج والتفوَّق، لأن المكتئبين يكرهون المبدعين المتفائلين، وهم ينتقلون من طور الكُره إلى طورٍ آخر أشدَّ خطورة، عندما يقومون بمطاردة المتفوقين والمبدعين، ولا يرتاحون إلا بعد أن ينجحوا في مهمتهم، وهي إحباطُهُم وإفشالُ طموحهم، وقصِّ أجنحتهم!
نجحتْ دولٌ عديدة في تطويق هذا الوباء باستخدام الدواء الفعَّال، المضاد للاكتئاب، وهو رحيق الموسيقى، وكابسولات الفنون الجميلة والرياضات بأنواعها، وحُقن هرمونات الثقافة والإبداع، وشراب الأمل في المناهج المدرسية والجامعية، وكلها تُنشِّطُ عضلات الأمم،وتقوي إرادتها!
أما نحن فما يزالُ الغناءُ الحزين، ومواويل النواح والبكاء والجنازات والعزاءات، وشعارات الموت والفناء، هي سيدة المكان والزمان، وهي أشهر الأطباق الشعبية عند العرب.
وما زال العرب حتى اليوم، يُلبِسون أبناءهم في الأعياد، لباس الجنود المحاربين، ويشترون لهم الألعاب النارية والأسلحة، يسلبونهم طفولتهم الباسمة الجميلة، ويلتذون بتحويلهم إلى شيوخٍ حكماء، وجنود مقاتلين، في سنوات عمرهم الأولى، فيسعدون إذا ألغى أطفاُلهم طفولَتَهم، وتحوَّلوا في سنٍ مبكرة إلى شيوخٍ هرمٍين، ثم يوَّرِّثونهم عدوى الاكتئاب والإحباط، ويُكرِّهونهم في الحضارة ومستحضراتها، ويرغمونهم أن يتبعوا سيرة أسلافهم في قشورها، باعتبارها هي الهدف والغاية!
وما إن يسلبوا أبناءهم طفولتهم، حتى يشرعوا في الندب على الأوضاع المحيطة بهم، والبكاء على أطلال الماضي، وهكذا تصبح أوطانُ الكآبة والإحباط مجردَ مسمياتٍ جُغرافية في الكتب والإذاعات، أما هي في الحقيقة فليست إلا مختبراتٍ لحفظ فايروسات الاكتئاب والإحباط واليأس والعجز!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رياح التسونامي الاقتصادي تضرب إسرائيل
- من هم فرق الرعب في غزة؟
- لماذا تجسس إسحق بيرغيل على إسرائيل؟
- الناس على دين إعلامهم
- فضيحة عاشق من شرطة إسرائيل
- تصفية اللاجئين خطة رقم 2
- تصفية المخزون النضالي الفلسطيني في اليرموك
- رسالة خاصة إلى العوليم ليبرمان
- من هو القائد الذي هزم شارون؟
- من هو حاخام الإكس ري؟
- مؤتمر مستقبل جيش إسرائيل
- الفنانة نجوى كرم لاسامية
- ملفات جاسوسية إسرائيلية جديدة
- قصاصو الأثر في الجيش الإسرائيلي والدروز
- هل بيتكم كبيتي مخزن لأدوات الكهرباء؟
- قصة مدرسة أمريكية
- التنقيب عن النساء في القمر
- ميادين العربان ومياديان الخيام
- رسالتان عن عرفات بين مانديلا وفريدمان
- سلاح الحفريات والآثار


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - توفيق أبو شومر - اتقوا عدوى الإحباط