أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - بين كيري وقدسنا بندقية














المزيد.....

بين كيري وقدسنا بندقية


جواد بولس

الحوار المتمدن-العدد: 4350 - 2014 / 1 / 30 - 11:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



 
كثرت في الآونة الأخيرة التسريبات حول ما سيعرضه جون كيري على الفلسطينيين والاسرائيليين  وما أصبح يعرف بخطة "كيري"  لحل النزاع. آخر هذه التفاصيل ورد بمقالة  كتبها "توماس فريدمان" في النيويورك - تايمز وفيها استعرض، يوم الأربعاء الماضي، جوهر نقاط خطة كيري النهائية. ربما ستكون تفاصيل فريدمان الأقرب للحقيقة وربما لا، أمّا الواقع فسيتكشف في المستقبل البعيد القريب ومنه سنتعلم، مرّةً أخرى، أن ما عرض في النهاية على الفلسطينيين كخطة أمريكية ناجزة هي بالحقيقة "خطّة" كان قد اطّلع عليها الإسرائيليون كخربشة، فمسودّة، فوثيقة فجّة، فمقترح متكامل جاهز، ووضعوا عليها في كل تلك المراحل ملاحظاتهم وتحفظاتهم التي لم تقبل كلّها، مع أن الجانب الأمريكي عاملها بمراعاة قصوى وقدر كبير من الاحترام والتفهم. 
من لا يقرّ بما طرأ من تغيير على علاقات أمريكا وإسرائيل منذ أيلول (2001)  والعملية الإرهابية التي أسقطت مبنى التوأمين وآلاف الضحايا الأمريكيين، لن يستطيع مجاراة وتفكيك طلاسم الديبلوملسية الأمريكية ودوافعها، خصوصًا فيما يتعلق بالشرق الأوسط. من سيختصر ويوقف دوافع أمريكا، بالرغم من أهمية الادعاء والتوصيف، على ذلك الحلف الخبيث بين الحركة الصهيونية المتنفّذة في المجتمع الأمريكي والممسكة بمفاصل حياته الاقتصادية والثقافية وبين تلك التيارات المسيحية المتصهينة، لن يهتدي الى ما يسعفه من منافذ وحجج بواسطتها قد تصير أمريكا راعيًا صالحًا وليس كما هي عليه اليوم. 
ما حدث كان انقلابًا صارخًا على ما ساد من مبادئ ومفاهيم تحكمت بكيفية التعاطي مع قضايا النزاع العربي الإسرائيلي وخصوصًا الفلسطيني. كانت القاعدة والفرضية تنصان على أن الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية  هو مصدر جميع القلاقل وهو يؤدي إلى جميع أعمال العنف والإرهاب لما يسببه من  مهانة تسبب الكراهية والغضب وهذه هي أم كل تداعيات العنف والقتال.
في عهد بوش وتحديدًا منذ العام 2002 انقلبت أمريكا على هذه المفاهيم حين تبنّت، بشكل واضح وقاطع، ما طرحته حكومة شارون وصرّحت به دومًا: "لا مفاوضات مع الارهاب". شعار لم يرفع ولم يقبل حتى في زمن حكومة رابين وغيرها، فصار منذ ذلك العام مطلبًا أمريكيًا ومن ثم نال إجماع  "الرباعية" وأكثر.
كانت هذه البدايات التي أنجبت "خارطة الطريق"، ولأول مرّة تم ربط أي تقدم باتجاه حل قضية فلسطين بوقف كل أعمال العنف والإرهاب، كما يعرفها الجانب الاسرائيلي والأمريكي كذلك. ثم جاء الشرط المستحدث الثاني الموجب تسيير أعمال السلطة الفلسطينية وفقًا لقواعد الحكم الرشيد والشفافية الأمريكية وما عناه ويعنيه ذلك من توابع. لقد كان الأهم من هذا وذاك إلغاء حتمية جدولة كل خطة وبرنامج بأوقات وسقوف زمنية، فالتقدم من مرحلة إلى مرحلة لم يعد منوطًا بيوم، بشهر وبسنة، بل بانجاز ما تقدم من شرط ومطلب وكان تقييم الأداء الفلسطيني تعجيزيًا على الغالب.  
إلى ذلك، فمن يتابع ما كتبه إسرائيليون واكبوا هذه الحقبة، وكانوا شركاء فاعلين يستطيع أن يستشف الكثير من الدروس والعبر التي قد تساعد على فهم ما يجري في هذه الأيام. فعلى الرغم من ارتياح شارون والقيادة الإسرائيلية للموقف الأمريكي الجديد، بدا لهم واضحًا أن الموافقة الاسرائيلية على خارطة الطريق الأمريكية، وعلى الرغم ممّا أتبعته الحكومة الاسرائيلية لها من تحفظات، تعني أيضًا الموافقة "الشارونية" على حل الدولتين واقامة دولة فلسطينية مستقلة. افترض كثيرون  أن شارون وحكومته اليمينية وافقوا على ذلك وكانوا على يقين أن استحقاق إقامة الدولة الفلسطينية سيبقى فرضية نظرية تائهة على طريق ضاعت خريطته، علمًا بأن "دوف فايسجلاس" وهو أقرب مساعديه في تلك التجربة، لا يجزم في كتابه الجديد عن شارون، بأن هذا هو الدافع السياسي الوحيد لموافقة شارون على حل الدولتين.
على جميع الأحوال، احترمت القيادة الفلسطينية، ممثلة في منظمة التحرير، ما وافقت عليه من التزامات وهكذا فعلت الحكومات الفلسطينية المتعاقبة، ثم جاء موقف حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" ومعها الفصائل الفاعلة في غزة والتزمت بدورها ولأسبابها بالتهدئة وإن كانت هذه على مراحل وتقطعات. 
على هذه الخلفية وعلى إثر استشعار وتائر الخيبة والغضب الدفين في فلسطين وعلى ضوء ما يجري في العالم العربي، وهو عامل كان له كبير الأثر على مواقف أمريكا تجاه القضية الفلسطينية وتحديد مفهوم "ألمصالح الأمريكية في المنطقة"، جاءت تحركات كيري ومبادرته. 
لست في معرض تبرير أي سياسة أو نهج فلسطيني رسمي أو غياب نهج أخر، فأنا أعيش بين شعبي وأتابع ما يجري حولي في الدول الشقيقة و"الحبيبة" وأقرأ بين سطور ما يتيحه هامش النشر الإسرائيلي، ومن كل هذا أتعلم وأعبر هنا عن وجهة نظر قابلة للنقاش، فما سرّبه توماس فريدمان وما رشح من قبل، لا يفي بما اصطلح على تسميته بالثوابت الفلسطينية ولكن إذا كان الحديث عن دولة فلسطينية مستقلة  بحدود حزيران وإذا عاد الأمريكيون إلى نظام الجدولة الزمنية والمقاييس ولاستحقاقات حسبها الاسرائيليون أنها ستبقى رابعة لمستحيلات ثلاثة  فهل سيصبح ما أعلنه نتنياهو مؤخرًا عن عدم ضرورة موافقة إسرائيل على كل ما يطرحه الجانب الأمريكي "ضغث" يضاف الى "إبّالة" وزير الجيش يعلون الذي وصف كيري ب"المهلوس الاستحواذي الحالم المسيحاني"؟  أما هكذا يبرعم طلاق حتى في أحسن العائلات؟ مجرد فكرة أو أمل!  
   
 



#جواد_بولس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألحريّة لمرّوان البرغوثي
- عنجهية VIP
- عند العقدة يبرع النجّار
- أمل وحرية بحجم السماء
- صمت الغنائم
- لماذا يخافون شجرة الميلاد؟
- دندنة شمعون بيرس: -أنا زي مانا وإنت بتتغير-
- -عوفر-..سجنٌ أم مرجُ غزلان؟
- أصوات وبنادق
- هذا هو شعبي الذي به سررت
- -إلى فلسطين خذوني معكم-
- انتخابات المجالس ويهودية الدولة
- -يهودية الدولة- بين الواقع والخيال
- كفاية!
- الناصرة أختٌ لبيت لحم
- المال السياسي زينة الحياة السفلى
- رسالة عن أبي حنين أحمد قطامش
- وطن شيخ ومطران
- أصالة
- ما هكذا تورد الإبل


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - بين كيري وقدسنا بندقية