أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - مشكلتى ليست من يحكم مصر بل هى كيف تحكم مصر؟!!















المزيد.....


مشكلتى ليست من يحكم مصر بل هى كيف تحكم مصر؟!!


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4347 - 2014 / 1 / 27 - 22:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للأسف الشديد النفاق وتملق السلطة أصبحا ظاهرة وعادة مصرية مستشرية بفجاجة في المجتمع....تبدأ بتملق رئيس الجمهورية ثم تنتشر وتتوالي في كل المواقع والمؤسسات إلي أن تصل لرئيس أصغر وردية عمال... وقد ساهم في انتشار هذه الظاهرة وتفشيها وسائل الإعلام وبعض القائمين عليها من حملة المباخر الذين يجيدون التلون والتحول مع كل حدث ومناسبة، حتي أصبحت تشكل مدرسة وهو أمر بالغ الخطورة في الجمهورية الثانية التي يجب أن يسود فيها مفاهيم جديدة أولها تحطيم التقليد المصري البالية التى تتقن صناعة الفرعون الجديد... فبداخل كل منا فرعون صغير ينتظر لحظة التتويج... والإدراك بأننا في دولة مؤسسات وكل رئيس في المؤسسة هو موظف عند الشعب...الفرعون الصغير سيكبر مع الأيام ليصبح ديكتاتورا يملك ويتحكم ويطيح بكل من يختلف معه فى الرأى ... فليس هناك فرعون يتوج فوق العباد الا اذا كان هناك من يلبسه تاج الجبروت والطغيان ...فلنتعلم جميعاً فى كل بلادنا العربية أن للحرية ثمن وأن الحياة الكريمة من حق كل إنسان فى كل زمان ومكان فلا تجعلوا طواغيت الارض وفراعينها تسلبكم الحق فى حريتكم ....وبصورة عامة فإن الفرعون فى الحياة لا يوجد فقط فى قصر الحاكم وإنما فى مواقع كثيرة حيث يبدأ فيها القادم من المجهول متواضعا ثم سرعان ما تتهيأ له الظروف التى تجعله لا يقاوم الفرعنة فيخرج فى مواكب، ويحيط به الذين يهوون صناعة الفرعون الصغير إلى أن يكبر ويكونوا هم أول من يتخلص منهم، لأن الفرعون عادة لا يحب من رأى بدايته!!!...

الشعب المصرى أصبح على مشارف مرحلة جديدة بآحلام وآمال جديدة يتطلع بها إلى مستقبل أفضل..... إرادة الشعوب تصنع المعجزات ، حين خرجت جموع الشعب ليدلوا بأصواتهم فى أول عرس للديمقراطية ” الإستفتاء على الدستور ” بكامل حريتهم فى مناخ إرتاحت إليه القلوب، و يبقى علينا بعد ذلك الا أن نبنى مصر من جديد.... أعلم أن أى دولة أو حكومة تضع لنفسها منهجاً وخطوطاً عريضة وسياسات عامة ، يسير عليها المسئولين فى ظل مساحة مناسبة من الحرية وتبادل الرأى ، تظهر فيها مواهب وقدرات المسئولين طالما أنها تصب فى صالح الوطن. وبالطبع طالما أننا دولة مؤسسات لا ينبغى لنا أن نقف أو نرجع إلى الوراء بسبب غياب شخص أوحتى سقوط نظام بأكمله ، ولكن علينا أن نضع من الآن لحياتنا ومستقبل مصر خطوطاً عريضة ، وسياسات عامة وواضحة ومدروسة فى ظل توافق تام من كل طوائف المجتمع، لنمضى عليها ويسير وفقاً لها أى حاكم ، ليكون أمامنا طريق وهدف واحد نسعى إلى تحقيقه أياً كان رئيس مصر القادم .... والى كل من يلعب بنار الدين ويلعب على عاطفة وفطرة البسطاء ... اننى لا ارفض الدين ... فالمسألة ليست مسألة دين ... بل هى مسألة سياسة بحتة ... او بمعنى أخر : هى طرح لقضية سياسية شديدة التخلف والغموض من خلال منطق دينى شديد القبول والوضوح ...

والى من ينادى بتطبيق الشريعة اقول له : هل التطبيق الفورى للشريعة بالسودان تبعه صلاح المجتمع السودانى على الفور ... فمثلا فى عصر الفتنة الكبرى ... فرغم وجود الحاكم المسلم الصالح (عثمان رضى الله عنه ) والرعية الصالحة صحابة رسول الله واهله وعشيرته قريبى العهد بالرسالة ... والشريعة التى كانت بالتأكيد مطبقة ... بالرغم من وجود اضلاع المثلث التشريعى الثلاثة حدثت فتنة كبرى مازالت اثارها حتى الآن ... فالعدل لم يتحقق ولم يسود الأمن والأمان ... اذا فالعدل لايتحقق بصلاح الحاكم ولايسود بتقوى الرعية ولايتأتى بتطبيق الشريعة الاسلامية ... انما يتحقق بوجود مايمكن ان نسميه (نظام الحكم) او قواعد تنظيم المجتمع على اسس لاتتناقض مع جوهر الدين فى شىء ولاتصطدم مع معطيات العصر فى اطارها العام ... لذلك أتطلع لأن يقوم السيسى الذى وثق فيه الشعب ويتطلع الشعب أن يحكم مصر الجديدة بعد ثورة 30 يونيو من الآن بتشكيل هيئة كاملة من القوى الوطنية والخبراء والباحثين فى شتى مجالات الحياة ( ثقافية ، سياسية ، إقتصادية ، تعليمية ، إستثمارية ,,, إلخ )، من أجل إعتماد منهج واضح ومحدد (نظام حكم ) وآلية قابلة للتنفيذ ومتفق عليها، تشمل كافة المجالات فى مصر بحيث يأتى من يأتى ليقود البلاد ويمضى فى طريقه نحو تنفيذ هذا المنهج... إن رئيس الجمهورية في كل دول العالم إما أن تكون لديه صلاحيات واسعة ويتم تقييده بمدة محددة في الحكم في النظم الرئاسية كما في الولايات المتحدة الأمريكية حيث لاتزيد المدة عن 8 سنوات متصلة, أو يتم إطلاق مدة الحكم مع منحه صلاحيات بروتوكولية شرفية في النظم البرلمانية كما في اسرائيل, ولكن المشكلة لدينا في مصر أن رئيس الجمهورية هو الفرعون الرب ....فمن المعلوم ان صناعة الفرعون البغيضة قد تؤتى ثمارها العفنة نتيجة لما نشاهده من رفع صور الرئيس الجديد، والهتاف باسمه، والتغنى له، والتدافع الشديد من أجل رؤيته والسلام عليه !!..ومن الامثلة القذرة البغيضة فى صناعة الفرعون الطاغوت ما قاله ( إبراهيم منير ) مسئول التنظيم العالمي للإخوان في الغرب والصديق المقرب لمحمد مرسي ...والذى إنضم الي فريق صناع الفرعون عندما كان مرسى فى الحكم ..... حيث وصف رئاسة مرسى لجمهورية مصر بأنها تعد "استشهادية".. بل وطالب بإطلاق إسم أم المصريين علي شربات زوجة مرسي !!!.....

وطالب منير شعب مصر أن تحمل زوجة مرسى لقب "أم المصريين" بعد رفضها ورفض مرسى أن تحمل اللقب البدعة "سيدة مصر الأولى" الذي تم فرضه على مصر خلال أربعين سنة، كما كان لقب زوجة زعيم ثورة 1919م سعد زغلول باشا، مؤكدًا أن بين الرجلين تشابها كبيرا...واستطرد ابراهيم منير قائلا: سعد زغلول قاد ثورة شعب بكل أطيافه، ومرسي شارك في ثورة لكل أطياف الشعب، استهدفه النظام البائد بالاعتقال كما فعل الاحتلال بالزعيم الأول وخرج من معتقله إلى ميدان التحرير ليصبح قائدا لها بإجماع الشعب عليه!!!... ألم اقل لكم : ليس هناك فرعون يتوج فوق العباد الا اذا كان هناك من يلبسه تاج الجبروت والطغيان !! وابراهيم منير كان وقتها لايتوج مرسى بتاج الجبروت والطغيان فقط ولكنه كان يتوج زوجته ايضا بتاج الغرور والتعالى !!! يا ابراهيم منير طقوس المطيباتية لا تختلف من عهد الى عهد ، فتبدأ بمهرجان طبل و زمر فى استقبال الحاكم ، أغانى و قصائد و خطب فى مديحه و الإشادة بعبقريته و نبوغه وورعه و تقواه و شجاعته فى مبارزة الباطل و نصرة الحق ..الخ !!!..و رغم أنك تعلم ، مثل الجميع ، أن مرسى لم يفز بالمنصب لأنه أفنى سنوات عمره سعيا اليه ، و إنما هبط عليه من السماء عندما وضعت العراقيل فى طريق من اختارته جماعته ليدخل فى سباق الرئاسة ..... لم يحل محل المتسابق الأساسى لأنه أفضل رجال الجماعة ، و لكن لأنه الأكثر قربا من المرشد و من المتسابق الأساس ..... ولم تفز جماعته بتلك الفرصة الذهبية لأنهم قادوا ثورة على الحاكم الطاغوت ، بل ترددوا فى البداية و أعلنوا عدم انضمامهم للثوار ، ثم جاءتهم الفرصة على طبق من ذهب عندما تفرق الثوار وتنازعوا على الزعامة و تركوا الملعب خاليا فقفزت الجماعة و خطفت الثورة...

مما لاشك فيه أن المشكلة التي تواجه النظام السياسي في مصر ليست من يحكم مصر ؟ ولكن المشكلة هي كيف تحكم مصر ؟ .... فلو حدث تحول ديمقراطي بضمان الانتخابات الحرة واطلاق حرية الرأي والتعبير وحرية التنظيمات السياسية وغيرها.. وحتى لو تولى الرئاسة السيسى كرئيس منتخب ديمقراطيا في انتخابات شفافة ونزيهة فسوف يتحول إلى فرعون جديد أو رئيس ديكتاتور مرة أخرى.. لأن السلطات والصلاحيات التي يختص بها الرئيس هي صلاحيات واسعة ومطلقة بدون حدود..... لذلك أخشى أن يتناسى المتحاورن في غمار هذه الأحداث أن المشكلة الحقيقية هي صلاحيات الرئيس التي تعوق عملية الاصلاح السياسى برمتها ...إن آمال المصريون فى التغيير لا يمكن أن تتحقق ، إذا لم يكن هناك خروج عن المآلوف، ومحو لسياسات قديمة أثبتت فشلها ، وتبنى أسس تنموية جديدة لها أهدافها وإستراتيجياتها الواضحة ، لنخرج جميعاً من أزمتنا ، ويتحمل كل منا مسئوليته فى هذه الظروف العصيبة ونتمكن من قيادة سفينة المجتمع إلى بر الأمان، ونتطلع إلى مستقبل مشرق... فبعد أكثر من 62 عاما علي ثورة يوليو 1952م ليس لدينا مؤسسات محددة السلطات بينها تناغم أو استقلال .. والمشكلة التي يعاني منها النظام السياسي في مصر ليس الصلاحيات الواسعة التي يمنحها الدستور لرئيس الجمهورية والتي نعترض عليها بما يجعله مهيمنا علي كافة السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية.... وإنما تكمن مشكلتنا في مصر أن المؤسسات تحولت إلي كيانات تابعة للفرد.. بغض النظر عمن يشغل منصب رئيس الجمهورية.... حيث تكررت هذه الهيمنة في ظل وجود الرئيس عبد الناصر كزعيم لثورة يوليو 1952م وكذلك في عهد الرئيس السادات الذي كان نائبا له وعضوا بمجلس قيادة الثورة ثم رئيسا لمجلس الأمة ثم رئيسا للجمهورية بعد وفاة عبد الناصر .. وانتقلت الهيمنة نفسها بل أشد وطأة في ظل حكم مبارك.... والذي كانت كل أمور الدولة تسير في عهده طبقا لتوجيهات الرئيس.. ووصل الأمر أن قرار علاج أحد القضاة علي نفقة الدولة لم يجرؤ وزير العدل علي توقيعه حتي تدخل رئيس الجمهورية .. وانهيار منزل ووفاة سكانه لا يتم تعويضهم بسكن بديل دون الرجوع إلي رئيس الجمهورية.... وازداد الطين بلة بقرارات مرسى واعلاناته الدستورية المحصنة ضد رقابة القضاء عليها !!!...

والمشكلة الأخطر في النظام السياسي المصري ليست السلطات الممنوحة للرئيس في الدستور فقط , وإنما هذه الهيمنة للأسف الشديد تجد ثقافة سياسية مجتمعية متخلفة لا تقاوم هذا النمط من الحكم..... بل وتتعامل معه كأنه أمر طبيعي لا يحتاج إلي تغيير.. وحينما تشتد المعارضة للنظام الحاكم لا تعدو أن تكون صرخات ضد شخص الرئيس أو اسرته أو أحد معاونيه أو وزراءه..... ولا تصل المعارضة إلي إعادة تحديد فلسفة الحكم أو وضع أسس للمساءلة السياسية لمن يحكم.... فالرئيس هو المهيمن علي كل شئ ... ويفعل ما يشاء.... ويمنح ما يشاء.... ويمنع ما يشاء.... دون الرجوع لاستشارة أحد... أو استنارة من أحد.... أو الالتزام بأي قيد دستوري أو قانوني..... وتسير في فلك الرئيس كل مؤسسات الدولة الأخري.. فالقضاء الاستثنائي والعسكري بأوامر منه..... ويجد للأسف من يبرر ذلك من القضاة أنفسهم وفي نصوص أحكام المحاكم الإدارية ومحاكم أمن الدولة وغيرها.. ..التى دائما ما تحكم بما يرضي الرئيس.... إن مؤسسة الرئاسة في مصر كيان لا ينطبق عليه وصف المؤسسة التي تعلو علي توجهات الأفراد كما هو الحال في مؤسسة الرئاسة الأمريكية حيث يتمتع الرئيس الأمريكي بصلاحيات واسعة ولكنه غير مهيمن علي المؤسسة الرئاسية ولا السلطات التشريعية والقضائية .. وأن ما لدينا من مؤسسات لا يعدو أن يكون أجهزة تنفذ لتعليمات الرئيس !!....

فمثلا عصام الحضري أهم حارس مرمي في تاريخ الكرة المصرية حتي الآن، كان يأتيه تليفون من الرئاسة فى عهد المخلوع مبارك ... يستدعيه علي الفور للقصر، يترك عصام التدريب والاستعداد للبطولات، ويتوجه مباشرة إلي القصر الجمهوري، ليجد أن المهمة التي سيقوم بها هى : أن يقف حارس مرمي للحفيد محمد علاء مبارك... الغريب أن الذى كان يقوم بالاتصال بالحضرى هى مؤسسة الرئاسة التى يجب ان تعلو على توجهات الافراد مهما كانوا .. وأصبحت كل كلمات الرئيس الشفهية أوامر تنفذ حتي دون قرار مكتوب.. وبكلمة واحدة تتغير السياسات التي توضع.. وتعدل الموازنة العامة للدولة.. ويعدل الدستور ونظام الانتخاب وكل شيء بإشارة من إصبعه دون أدني تعقيب من أية سلطة وفق إرادة منفردة… إن صلاحيات الرئيس الواسعة التي نراها نافذه في الواقع ليست كلها مستمدة من الدستور بل من العرف السائد علي مدي ما يزيد علي 62 عاما بعد ثورة يوليو 1952م.. فإذا أعترض أحد في عهد الرئيس السادات علي ترشيح د. رفعت المحجوب رئيسا لمجلس الشعب بحجة أنه غير منتخب من دائرة انتخابية.... وأنه أحد العشرة المعينين بقرار من رئيس الجمهورية.. يرد عليه السادات بقوله (ما أنتم كلكم معينون).. وكذلك فعل مبارك عندما عين د. ميلاد حنا رئيسا للجنة الإسكان بمجلس الشعب وغيره كذلك تم تعيينهم رؤساء للجان أخرى بالمجلس وكانوا معينيين بقرار من رئيس الجمهورية وليسوا منتخبين من دوائر انتخابية.. كان رد مبارك أيضا (كلكم معينون).. وطبقا لتوجيهات الرئيس بل وأحلامه يتم تنفيذ الأوامر حيث تتولي كل اجهزة الدولة ذلك دون تفكير أو مناقشة ولا أقول معارضة.... ويسير في ركب مؤسسات الدولة – إذا وجدت أصلا – الإعلام بكل تنويعاته.... بل والأدهي أن المعارضة السياسية أو الحزبية ليست بديلا للنظام أو لسياساته ورجاله بل هي تقليد زائف لكل منها...

والمتعارف عليه في النظم السياسية في العالم كله أن توازن السلطات أو توازن القوة بينها هام جدا لمنع تغول السلطة التنفيذية عليها وضمان استمرار التعاون بينها لتأكيد استقرار الحكم وعدم شيوع المسؤولية أو عدم تحديدها.... كما أن مفهوم الرئيس المسئول بالمعني المؤسسي غير موجود في الدستور المصري حيث إن الرئيس – مهما كان شخصه ـ لا يكتفي بصلاحياته الواسعة الممنوحة له في الدستور.. وإنما يلجأ لطرق خلفية لتأكيد الهيمنة.. وللأسف لم يعد لدينا مفهوم الشعب أو الأحزاب السياسية ذات التوجهات المتباينة أو المعارضة.. بل لدينا مفهوم الرعية بالمعني الأخلاقي وليس بالمعني الدستوري.. أي مفهوم الرعية بالمعني التوجيهي وليس بالمعني المؤسسي.....ويرجع كل ذلك إلي عدم وجود فرز اجتماعي أو نخبوي في بلادنا وعدم إرساء تقاليد من شأنها الموازنة بين السلطات.... وسبب ذلك كله وجود عوامل لدينا في الثقافة السياسية للمصريين فلم يعد لدينا من مقاومة لكل ذلك التسلط وتلك الهيمنة غير حركات الاحتجاج الاجتماعي الجديدة... إننا لسنا أمام رئيس جمهورية وإنما أمام ملك فرعون يحظي بقداسة لشخصه ولقراراته بل وهمساته دون أية بادرة للمساءلة أو حتي الاعتراض من أية جهة…نعم نحن من ظلمنا أنفسنا ونحن من سمحنا لهؤلاء الطواغيت بسلب حريتنا وقهر إرادتنا ... ومحو هويتنا ...ودائماً يخنقوننا بحبل لقمة العيش وحالتنا الأقتصادية .... ثم تنازلات وراءها تنازلات ورائها رؤوس منكسة بسبب لقمة العيش ....وها نحن نحيا مثل سابق نأكل ماكنا نأكل ونشرب ماكنا نشرب ولا شىء تغير فينا وفى طريقة حياتنا سوى أمر واحد فقط هذا الشىء هو أن كرامتنا عادت لنا والشعور بالثقة اصبح يدق بابنا كل صباح إذن لقمة العيش لم تكن سبب صمتنا والجوع لم يكن سبب سلب حريتنا ....لكن نحن نشأنا وتربينا على حب( صناعة الفرعون ) لابد لنا من كبير ولابد لنا من قاهر وظالم نشعر انه يحكمنا فهكذا نشأنا من آلاف السنين شعوب مسلوبة الإرادة مطحونة الروح تتضاءل هويتها يوماً بعد يوم ....فليس هناك فرعون يتوج فوق العباد الا اذا كان هناك من يلبسه تاج الجبروت والطغيان ...فلنتعلم جميعاً فى كل بلادنا العربية أن للحرية ثمن وأن الحياة الكريمة من حق كل إنسان فى كل زمان ومكان فلا تجعلوا طواغيت الارض وفراعينها تسلبكم الحق فى حريتكم ....سوف ينشط صناع الفرعون فى ممارسة حرفتهم ، وسوف ينبطحون متسابقين الى الانضمام للجماعة الحاكمة !!!...


يكفينا ما حاق بمصرنا خلال عقود ثلاثة حكمنا فيها مبارك وعصابته بمنطق: (اخترناه وبايعناه.....)، فصدق المخلوع عصابته أنه قد صار صاحب البيعة والأمر فصم عن سماع أصوات معارضيه حتى اقتحمت عليه أصوات الثوار معبده وأزاحت سدنته..... مبارك الذى حكم مصر عقودا ثلاثة كانت أقصى أمانيه قبلها أن يعين ملحقاً عسكرياً فى إحدى الدول الأجنبية، وبين لحظة وضحاها انقلب الحال فأصبح مبارك هو رجل الحكمة وهو الزعيم المُلهم، وأن كل القرارات التى يتخذها وزراؤه ومعاونوه هى بناء على توجيهاته ورؤيته التى لا تخيب أبدا، حتى الانتصارات الرياضية كانت تنسب له ....وكأنه هو الذى أحرزها بنفسه، حتى مداعباته ولو بالسخرية من شخص ما , هى وسام الشرف الذى يحصل عليه ذلك الشخص الذى سخر منه، ولم يعد يتبقى إلا أن يلحق باسمه كلمة رضى الله عنه تمهيداً لأن يحوز لقب عليه السلام.... وهؤلاء لا يخدعون الناس فحسب، وإنما يخدعون أنفسهم أيضا، لأن التاريخ لا تصنعه مقالات الصحف وأغانى التليفزيون، وإنما تشهد به وتدل عليه الحقائق الماثلة على أرض الواقع، وإلا لما تهاوى نظام مبارك أو تداعى حكمه بين عشية وضحاها.... ولذلك اقول للسيسى لاتغتر بمن حولك الذين يريدون أن يجعلوا منك فرعونا جديدا وعليك أن تكون رئيسا لنا وليس علينا ... رئيسا لايتسلط علينا ولايهيمن على احلامنا فيسرقها لنفسه ... لاننا إذا إحتكمنا إلى التاريخ تجده يذكرنا دائماً بأنه حين تغيب روح الوحدة والتوافق والعمل الجماعى والهدف المشترك وتمضى المجتمعات بعشوائية دون آليات وبرامج ، تتعرض بعد ذلك لمخاطر قد لا يحمد عقباها ...وإنّ الديمقراطية السياسية لا معنى لها دون ديمقراطية اقتصادية واجتماعية.... إنّ سيادة الشعب على الدولة (الدّيمقراطية) ينبغي أن ترافقها سيادة الشعب على خيرات البلاد وثرواتها.... ولا يمكن لهذه السيادة أن تتحقق إذا تواص العمل بالسياسة الاقتصادية الحالية ذات الطابع الرأسمالي التابع والمتوحش الذي يرهن مستقبل البلاد بيد حفنة من كبار الأثرياء المحليين الذين يقومون بدور الوسيط في التفريط في خيرات البلاد وثرواتها للشركات والمؤسسات والدول الأجنبية....

ياسيسى لقد كنت أنا من أوائل من خرج فى ثورة 30 يونيو ضد حكم الاخوان http://www.youtube.com/watch?v=NqLPgedxdKc&feature=player_detailpage ...كما كنت أول صحافى فضح تخابر مرسى وعمالته وخيانته لمصر من خلال خيانته للعالم المصرى د/عبدالقادر حلمى وحقق هذا المقال قراءة تقارب 2 مليون قارىء اثناء حكم مرسى ولما اخشاه أو اخشى جماعته التى ما زالت تمارس معى من خلال لجانهم الالكترونية أقصى انواع المكارثية فى تشويه الخصوم ولكنى لا أهتم لحالهم فهم عندى مثل الطفيليات والحشرات العالقة (http://www.mepanorama.com/204859/%D9%85%D8%B1%D8%B3%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%B7-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A8%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%87-%D9%84/ ) لقد تحملت كل ذلك من أجل أن ارى بلدى أفضل بلد فى الدنيا ...فأنا لست من حملة المباخر او سدنة معبد الفرعون !!... لذلك اقول عليك بتحرير مصر من أي هيمنة اقتصادية أجنبية ومن قبضة السماسرة المحليين وتنميتها تنمية متوازنة بالاعتماد أولاً على تطوير القطاعات الإنتاجية الأساسية (الفلاحة والصناعة) وتعصيرها وفق خطة شاملة لتسديد حاجات الشعب المادية والمعنوية والنهوض بالمجتمع والانتقال بمصر إلى مرتبة البلدان المتقدمة....من خلال تأميم المصالح الأجنبية ذات الطابع الهيمني والاستعماري... و إلغاء الاتفاقيات والمعاهدات المكرّسة للتبعية والنهب ...و إبرام معاهدات واتفاقيات جديدة على قاعدة احترام استقلال البلاد ومبدأ التكافؤ والمصالح المشتركة.... إلى جانب إلغاء المديونية الخارجية باعتبارها مصدرا للنهب والسيطرة على مصائر البلاد....وتأميم القطاعات الإستراتيجية الأساسية (النفط، المناجم، الكهرباء والغاز، الماء، الاتصالات، النقل الخ...) لتشكيل النواة الأساسية لاقتصاد وطني قوي، وإخضاع المؤسسات التابعة لهذه القطاعات للتسيير الديمقراطي للعمال ...وتأميم المشاريع التي كانت ملك لعصابات الفساد في عصر مبارك ومرسى ووضعها تحت تصرف العاملين فيها في شكل مؤسسات عمومية ذات صبغة تعاونية....وإعطاء الأولوية في الاستثمار والدّعم للقطاعات المنتجة (الصناعة والفلاحة ) وبعث مشاريع اقتصادية جديدة ذات قدرة إنتاجية عالية وطاقة تشغيلية كبيرة خاصة في المناطق المحرومة وإحكام توظيف الخصائص الاقتصادية والجغرافية والديمقراطية لكلّ جهة منها بما يحقق اندماجا اقتصاديا ووطنيا أفضل....

إلى جانب إخضاع القطاع الخاص لمقتضيات التنمية الوطنية وحاجات الشعب المصرى: من خلال تنمية الانتاج، وتوفير فرص العمل ، واحترام الحقوق الأساسية للعمال ، واحترام البيئة....وتشجيع المؤسسات الاقتصادية الصغرى والمتوسطة وخاصة الإنتاجية منها لتحسين إنتاجيتها وتحقيق تنمية أفضل.... إلى جانب سنّ إجراءات ملموسة ماليّة وضريبية و تجارية لحماية الإنتاج المحلّي وأصحاب المهن الصّغرى....وإعطاء الأبحاث العلمية والتكنولوجيّة والتكوين مكانة أساسية في مسار التنمية الوطنية....إلى جانب اتباع سياسة بنكية تخدم الاقتصاد الوطني المصرى من خلال تأمين نواة بنكية عمومية، قوية وناجعة لتوجيه الاستثمار إلى القطاعات الإنتاجية والبنية الأساسية والخدمات العمومية والاجتماعية.... و إحياء بنوك الاستثمار العمومية للقيام بدورها التنموي في إطار المخططات الوطنية....وتوجيه البنوك الخاصة نحو إسداء الخدمات المصرفية الاعتيادية من ادخار وإقراض للاستهلاك الخ... إلى جانب مراجعة علاقة البنوك بالخزينة العامة والبنك المركزي وصندوق الادخار باتجاه تشجيع الخدمات التي تخلق سيولة وتنشط الدورة الاقتصادية....مع الوضع فى الحسبان الإصلاح الزراعي لإنقاذ الريف والنهوض بالفلاحين .... لإن مصر بلد زراعى .... و رغم ما فيه من خيرات وثروات وإمكانات فإنّه يستورد جزءًا هاما من غذائه بأسعار باهظة..... وذلك بسبب السياسة التي كان ينتهجها النظام القائم وهي سياسة تهدف إلى نهب الريف، دون العمل على تطويره .... من خلال القيام بإصلاح زراعي جوهري لفائدة الفلاحين الصغار والفقراء لتأمين نهضة الريف المصرى وتحرير الفلاحين من استغلال كبار الملاك ومافيات النظام السابق والدّولة والبنوك، وتوفير الغذاء للشعب....وتوفير الأرض للفلاحين الفقراء ومساعدتهم على استغلالها والاستقرار فيها.... وإلغاء ديون الفلاحين الصغار....و تشجيع الفلاحين مادّيا وتقنيا على الاستثمار الجماعي لأراضيهم للحدّ من تشتيت الملكية....إلى جانب توسيع شبكة الطرقات بالريف لتأمين المسالك الضرورية لتنقل السكان ونقل المنتوجات....
و توسيع شبكة الكهرباء وتأمين الانارة لسكان الريف ضمن خطة شاملة مقيّدة زمنيا....وتوسيع شبكة توزيع الماء الصالح وتأمينه لكافة سكان الريف في أقصر مدّة ممكنة.... لذلك اقول لك مرة أخرى يا سيسى لاتغتر بمن حولك الذين يريدون أن يجعلوا منك فرعونا جديدا وعليك أن تكون رئيسا لنا وليس علينا ... رئيسا لايتسلط علينا ولايهيمن على احلامنا فيسرقها لنفسه ... فمشكلتى ليست من يحكم مصر بل هى كيف تحكم مصر؟!!

حمدى السعيد سالم
صحافى ومحلل سياسى



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان استخدموا المستشفى الميدانى فى التحرير ورابعة للتعذيب ...
- ما الذى حدث فينا
- اوجاع صاحبة الجلالة
- العقاد لو كان بيننا اليوم حياً يرزق ماذا كان عساه أن يقول عن ...
- أنا الشجرة ...
- سر العين العوراء فى احداث يناير والمستقبل تشرحه لعبة ورق
- الاوبامية البيروسية الكولونيالية
- الاعلانات وثقافة التفاهة
- افهموا الملعب السياسى التركى يرحمكم الله
- لا تحرمينى من غدى
- إلى قطر : لقد نفذ رصيدكم
- أبلسة التاريخ وتزييفه لإدراة الجماهير
- الهندسة المناخية كسلاح دمار شامل
- مؤامرة شرق أوسط جديد ينتظر قص الشريط
- الفخ
- الدين الوهابى السعودى بين الولادة والتشوهات
- التحدى التركى الايرانى لمصر ... إلى أين؟!
- دكتور امراض نسا
- الهيئة العامة السعودية للاستثمار حجر عثرة أمام الاستثمار
- الدولارات تبيح لدى الاخوان انشاء جهاز للاستخبارات


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - مشكلتى ليست من يحكم مصر بل هى كيف تحكم مصر؟!!