أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - العقاد لو كان بيننا اليوم حياً يرزق ماذا كان عساه أن يقول عن الإخوان؟















المزيد.....

العقاد لو كان بيننا اليوم حياً يرزق ماذا كان عساه أن يقول عن الإخوان؟


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4340 - 2014 / 1 / 20 - 22:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المثقف هو الابقى وليس الجائزة او المنصب او المال ..... والدليل على ذلك اننا نتذكر فارجاس يوسا الاديب الفائز بنوبل لهذا العام ولانتذكر فارجاس يوسا الذى ترشح يوما ما للرئاسة فى بيرو وخسر امام البرتوفوجيمورى ,وكذلك نتذكر طه حسين المثقف واعماله الادبية والثقافية والفكرية ولانتذكر مناصبه حيث كان وزيرا للتعليم ورئيسا للجامعة ..... فسلطة المثقف اعلى من اى سلطة واكبر وابقى من السلطة او الجائزة ..... قد تسطيع سلطة ما سجن المثقف او اغتياله او قتله معنويا او محاربته فى لقمة عيشه ولكنها لاتستطيع بكل جبروتها ان تنزع عنه صفة المثقف وهو الانسان المثقف ..... فالمثقف قيمة عالية فى اى مجتمع يقدر قيمة الثقافة ....فيجب ان يعتز المثقف بالفكر .... فالمفكر هو اعظم مخلوقات الله .... فالخالق اعطاه الموهبة او الصفة التى رفعته عن الحيوان وعن الانسان ... ولذلك يجب ان يرفع المثقف رأسه وان يرتفع ولا يحن رأسه ابدا ....لذلك كان العقاد عاليا عملاقا , ولذلك تعذب العقاد ولم يحن رأسه , وجاع ولم يمد يده , باع كتبه ولم يبع نفسه .... لقد كان العقاد عالما دقيقا متأكد من علمه وعمله , لقد كان معتدا بعقله الكبير ...لدرجه انه كان اذا غضب يقول : عندما يحاسبنى الله يوم القيامة فاننى ساقول له : كيف تحاسبنى وقد خلقتنى فى عصر فلان من الناس ؟ .... وهذا الفلان قد يكون زعيما او وزيرا او رجل اعمال , على حسب الظروف ....

ان العقاد هيئة انه رابطة اذا جلس فلا تقل انه جلس , وانما قل : ان العقاد قد انعقد بكامل هيئته وبكامل العدد القانونى .... فالعقاد كان مشغولا برأسه عن معدته او قدميه او المظاهر الكاذبة .... العقاد رجل غنى جدا بافكاره , فقد كان شاعرا وناقدا ومؤرخا ومفسرا ومتفلسفا ومفكرا سياسيا وهو فى نفس الوقت صاحب قدرة على التحليل النفسى والمنطقى والواقعى وهو باحث فى اللغة وفى الشريعة .... فالعقاد عقلية موسوعية .... فهو قد قرأ فى اشياء كثيرة وكتب عنها , العقاد قرأ الكثير لانه قارىء يحاول ان يفهم او هو مفكر يريد ان يبحث عن اشياء كثيرة فى هذه الدنيا , وهو يحمل فى يده مصباحا قويا يوجهه فى كل الاتجاهات , لان الحقيقة الكبرى ليست فى مكان واحد انها فى كل مكان ..... العقاد كما قال ابى -رحمه الله - ذات مره حينما كنت اجد صعوبة فى فهم اسلوبه : ياحمدى ياابنى العقاد عنده قلق عقلى ورغبة فى المعرفة ونهم غريب على الفهم تجعله قادرا على المحاولة والفهم والتعبير بعد ذلك باسلوب عال فحياته عظيمة بلا ريب وكتاباته اعظم من كتابات اى كاتب او اديب بل يزيد عليهم انه كان عصاميا فى نشأته وجهاده فقد اعتمد فى تحصيل العلوم والفلسفه والادب وكل العلوم على نفسه هو لقد كان استاذ نفسه وولى امره ومدرسة فكرية جامعة للعلوم كلها .... فاقرأ له يابنى لانه عصارة فكر قدير وحصيلة قريحة خصبة وثقافته اصيلة ....لقد ألف العقاد كتابه عن (الله) لكى يعرف حدود قدراته العقلية .... وهذا الكتاب عبارة عن دراسة فى مفهوم الألوهية عند كثير من الفلاسفة .... وانتهى العقاد الى نظرية خاصة فى معنى الالوهية هى ان هناك ( وعيا كونيا) , هذا الوعى الكونى الالهى يلمسه الناس ويستشعرونه على اشكال مختلفه , فهذا الوعى الكونى الذى هو قوانين الاشياء وقواعدها وحكمتها والقدرة على ابقائها وتنظيمها وتحريكها هو (الله) , وكل الناس والافراد والشعوب فى كل العصور يدرك ذلك باشكال مختلفة ....

لقد كان العقاد ديمقراطيا فى حياته واشتراكيا تعاونيا فى مذهبه ..... فقد سئل يوما : لماذا هو ديمقراطى ؟ . فاجاب : لاننى لست بالمذل ولست بالذليل , ولست بالمؤمن بصلاحية الاستبداد فى جميع الاحوال وهذه هى الاسباب التى تبغض الى الاستبداد حيث كان وتحبب الى الديمقراطية حيث كانت ولو كانت بين اناس لايستحقونها احسن استحقاق , فالحرية فى اقبح اوصافها خير من الاستبداد , وقد شبع العالم من عيوب الحكم المطلق الوفا بعد ألوف من السنين ....وقال عن مذهبه الاشتراكى فى مقال كتبه فى ذلك : انه هو اشتراكية التعاون التى تحداها ولاة الامر فى وطننا , لاصلاح المجتمع بتحسين معيشة العامل والفلاح وتحديد الثروة على انواعها , وتقريب المسافة بين طبقات الامة وهى اشتراكية تؤتى ثمراتها على التحقيق كلما تتابعت بها التجربة بعد التجربة , على اساس التوفيق بين تقييد الاحتكار والاستغلال واطلاق النشاط الحر والكفاية الضرورية فى ميادين العمل كافة ..... لقد ألف العقاد اكثر من مائة كتاب ونيف , هذا عدا خمسة عشر ألف مقال او تزيد كتبها العقاد فى العلوم والفنون وفى الصحف العلمية والادبية مما يملأ مئات من الكتب الاخرى الى جانب ما خلف من مؤلفات غزيرة ...

هذا العملاق لم يفوز بجائزة نوبل فى الاداب ولم يرشح لها ....لأنه لم ينبطح ويراسل الناقد اليهودى الاسرائيلى جنرال الاحتياط(سوميخ ) الذى تغزل فيه يوسف ادريس واعتبره (يفضل نقاد العربية قاطبة) .... فتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف ادريس كانوا يظنون ان جائزة نوبل الوصول اليها لن يتم الا عبر اسرائيل , لذلك تفننوا فى الغزل والنفاق السرى والعلنى مع كتاب ونقاد من اسرائيل مثل (سوميخ) لما لاسرائيل من نفوذ على الاكاديمية السويدية التى تمنح جائزة نوبل فى الاداب .... فمن المعروف ان جوائز نوبل الخمس تمنح من قبل الاكاديميات السويدية , اما الجائزة السادسة جائزة السلام فيمنحها البرلمان النرويجى , وذلك بسبب الاتحاد الذى عقد بين النرويج والسويد فى عام 1905 ..... فجائزتا الكيمياء والطبيعة تمنحان من قبل الاكاديمية الملكية للعلوم بالسويد , وجائزة الطب تمنح من قبل معهد كارولنيسكا لمجلس نوبل , وتمنح الاداب من الاكاديمية السويدية (الاسرائيلية).... العقاد اكبر من جائزة نوبل لانه لم يحن رأسه ولم يمد يده لانه كان عاليا عملاقا .... هذا الرجل العملاق بصدق كانت له حكايات مع الإخوان لدرجة انهم حاولوا اغتيال العقاد !!... انهم لايعرفون قيمة الاشياء ولا الأشخاص !!...عندما كانت أهداف جماعة الإخوان المسلمين دينية لم يختلف معها عباس محمود العقّاد، ولم يتعرَّض لها بسوءٍ....إنَّ الذي أثار العقاد وجعله يتخذ منها موقفاً، هو استخدامها القتل والاغتيال، كوسيلة للوصول إلى أهدافٍ سياسية مُعيَّنة، والذي كانت نتيجته اغتيال الوطني الكبير محمود فهمي النقراشي عام 1948، رئيس وزراء مصر، ورئيس حزب السعديين بعد اغتيال رئيسه السابق أحمد ماهر، والاثنان من الوطنيين المشهود لهم بالمواقف الوطنية الجليلة..... هذا إلى جانب أن العقاد كان يُكِنُّ مودةً خاصة للنقراشي؛ نظراً لمواقفه في ثورة 1919 من ناحية، ومن ناحيةٍ أخرى أن العقاد كصاحب رأيٍّ حر، كان يُبغِض أسلوب الإرهاب الفكري... ومن هنا كان موقفه من الإخوان....

لذلك يقول العقاد في جريدة «الأساس» في 17 كانون الثاني (يناير) 1949: «أجمع المصريون على استنكار تلك الجرائم الوحشية التي يُقْدِم على ارتكابها أفراد جمعية (الإخوان المسلمين)، ولكن فريقاً من الذين بحثوا في أسرار تلك الجرائم يتوهَّمون أن جُناتها الأشرار يُساقون إليها بدافعٍ من الإيمان المُضلَّل، ويحسبون أن إدخال هذا الإيمان إلى عقولهم الملتوية يحتاج إلى قدرة نفسية، أو قوة من قبيل القوة المغناطيسية، وهذا هو الوهم الذي يفرض للمُجرمين شرفاً لا يرتفعون إليه، وهو شرف الإيمان، ولو كان إيماناً مُضللاً منحرفاً كل الانحراف عن مقاصد الأديان، وبخاصةٍ مقاصد الدين الإسلامي».....ويرفض العقاد اغتيال النقراشي كوطني، ويربط بين جماعتهم وعِصابة (الخُط) بالصعيد، في تحريك طبيعة الشر والطَّمع والغرور، فيقول: «إن فقيد الوطن -النقراشي- رحمه الله قد أراح هذه البلاد من عصابات كثيرة، قبل هذه العصابة الإجرامية، ومنها عصابة (الخُط) المشهورة، التي كانت تعبث بالفتك والسلب والنهب في أوساط الصعيد، والخُط لم يدَّعِ لنفسه أنه إمام من أئمة الدين، ولم يدَّعِ له أحدٌ شيئاً من العلم، أو القدرة على التدجيل باسم العلم والدين، ومع هذا فقد استطاع ذلك المخلوق أن يجمع حوله أربعين أو خمسين رجلاً، يُجازفون بالحياة في سبيل طاعته... فهل كانوا مُحتاجين إلى إيمانٍ مُضلَّلٍ يسوقهم إلى المجازفة بالحياة، وعصيان الدولة، وإعلان الحرب على المجتمع كله، بغير نظرٍ إلى عواقب الأمور؟ كلا، لم تكن بهم حاجة إلى إيمانٍ قويمٍ، ولا إيمانٍ منحرفٍ، ولم تكن بهم حاجة إلى إيمانٍ قويّ، ولا إيمانٍ ضعيف، وكل ما احتاجوا إليه هو تحريك طبيعة الشر والطمع والغرور»....

في الـسابع عشر من يناير عام 1949 وبعد سلسلة من حوادث العنف والاغتيالات السياسية قامت بها جماعة الإخوان كتب الأستاذ الكبير عباس محمود العقاد مقالة يستنكر فيها فكر الجماعة الإقصائي ويدين تصرفاتها الهمجية ولجوئها للعنف المفرط فقال:” إن تلك الجماعة يجب أن تسمي جماعة “خوان المسلمين” وشرح فيها أهدافهم قائلاً:” الواقع أن الطمع هو الباعث الأول في نفوس هذه الجماعة, على سفك الدماء, وإشاعة الفوضى في جوانب هذه البلاد, وأنهم يعملون ليقبضوا بأيديهم على زمام الدولة في يوم من الأيام”....فما كان من جانبهم إلا أن قذفوه بوابل من خطابات التهديد والوعيد والتوعد بالقتل , فقام النائب العام وقتئذ بتخصيص حراسة خاصة للكاتب والأديب الكبير فلم يردعهم ذلك وأقدموا بالفعل علي محاولة اغتياله بأن اتصلوا به تليفونيا بعد منتصف الليل, وكانوا يعرفون أن تليفونه إلى جوار النافذة المطلة على الشارع, وعندما اتجه العقاد ليرد علي هاتفه أطلقوا الرصاص عليه لكن قدر الله أن تبوء محاولاتهم الدنيئة بالفشل تماماً كما فشلت محاولات اغتيال جمال عبد الناصر في حادث المنشية الشهير بنفس الطريقة في السادس والعشرين من أكتوبر لعام 1954.....ولم يرتدع العقاد بل كتب مقالة أخري بعنوان “خدام الصهيونية” ليثبت أن أفعال الجماعة بمصر أشد ضرراً من خطر الصهيونية وجاء فيها نصياً :” إن يهود الأرض لو جمعوا جموعهم, ورصدوا أموالهم, وأحكموا تدبيرهم, لينصروا قضيتهم بتدبير أنفع لهم من هذا التدبير الذي تصنعه هذه الجماعة, لما استطاعوا”....

من الطبيعيٌّ أن يكون لهذا الموقف من العقاد ضد الإخوان ومرشدهم حسن البنا رد فعل من الإخوان، حتى إنهم أنذروه، وهدَّدوه أكثر من مرة، ولكنه لم يأبه بتهديدهم، ولم يهتم لإنذاراتهم، حتى إنهم كانوا يُرسلون إليه خطاباتٍ متتالية يقولون فيها «قذفت القاذفة» يريدون قول: (أزِفَتِ الآزفة) مُهدِّدين إياه بالقتل إنْ لم يكفّ عن مهاجمة أساليبهم، ولكن العقاد لم يكف، ولم يصمت، لأنه رأى أن ما يقوله ويدافع عنه هو الحق...... ووضعوا المتفجرات عند بيته، حتى يرتدع، ولكنه لم يرتدع، وأخيراً حكموا عليه بالموت، وكانت خطتهم في ذلك أن يتصلوا به في الليل، وكان التليفون بجوار النافذة، وعندما ردَّ العقاد أطلقوا عليه الرصاص، لإصابته في مقتل، ولكنْ نجاه الله من هذه المكيدة، وظلَّ اسمه في قائمتهم السوداء انتظاراً لإعدامه وقتله، بين لحظةٍ وأخرى، لا لشيءٍ إلاَّ لأنه اختلف معهم في الرأي....ويحكي الأديب محمد طاهر الجبلاوي هذه القصة بتفاصيلها في كتابه «مع العقاد في ظل العقيدة الوطنية» فيقول: «وقد وضع الإخوان المتفجرات عند بيت العقاد، وطلبه أحدهم في الليل في التليفون، وتليفون العقاد يقع إلى جوار نافذة زجاجية مواجهة للخَلاء، فلمَّا انتقل العقاد إلى حجرة التليفون، وأمسك بالسماعة، أُطْلِقتْ عليه رصاصة اخترقت زجاج النافذة، ولكنها لم تُصِبْه! ولم يُبلِّغ العقاد عن هذه الأحداث، ورأى من الخير كِتمانها، وعدم الاكتراث بها، ولكنَّ وزارة الداخلية نمتْ إليها الأخبارُ عن طريق غير مباشر، وضَبطتْ قوائم فيها أسماء بعض رجالات مصر، ومنها اسم العقاد، للقضاء على حياتهم، فأرسلتْ إلى العقاد حَرَساً لازمه أشهر عدة، بعد أن تبيَّن حقيقة ما يُدَبَّر له»..... كان العقاد يطلق على جماعة الإخوان المسلمين صفة «خوان المسلمين»، وفيما يلى مقال للعقاد نشر فى جريدة «الأساس» صباح 2 يناير 1949، وكان عنوانه «الفتنة الاسرائيلية»: «الفتنة التى ابتليت بها مصر على يد العصابة التى كانت تسمى نفسها بالإخوان المسلمين هى اقرب الفتن فى نظامها إلى دعوات الاسرائيليين والمجوس، وهذه المشابهة فى التنظيم هى التى توحى إلى الذهن ان يسأل لمصلحة من تثار الفتن فى مصر وهى تحارب الصهيونيين؟!، السؤال والجواب كلاهما موضع نظر صحيح، ويزداد تأملنا فى موضع النظر هذا عندما نرجع إلى الرجل الذى أنشأ تلك الجماعة فنسأل من هو جده؟، ان احدا فى مصر لا يعرف من هو جده؟ على التحديد، وكل ما يقال عنه إنه من المغرب وأن والده كان «ساعاتى»، والمعروف أن اليهود فى المغرب كثيرون، وأن صناعة الساعات من صناعاتهم المألوفة، واننا هنا فى مصر لا نكاد نعرف «ساعاتى» كان يعمل بهذه الصناعة قبل جيل واحد من غير اليهود.....

ويضيف العقاد: ونظرة الى ملامح الرجل تعيد النظر طويلا فى هذا الموضوع، ونظرة الى اعماله واعمال جماعته تغنى عن النظر إلى ملامحه وتدعو إلى العجب من الاتفاق فى هذه الخطة بين الحركات الاسرائيلية الهدامة واعمال هذه الجماعة، ويكفى من ذلك كله أن نسجل حقائق لاشك فيها وهى اننا امام رجل مجهول الاصل مهيب النشأة، يثير الفتنة فى بلد اسلامى والبلد مشغولة بحرب الصهيونيين ويجد الرجل فى حركته على النهج الذى اتبعه دخلاء اليهود والمجوس لهدم الدولة الاسلامية من داخلها بظاهرة من ظواهر الدين، وليس مما يحجب الشبهة قليلا أو كثيرا أن هناك من اعضاء جماعته يحاربون فى ميدان فلسطين، فليس من المفروض ان الاتباع جميعا يطلعون على حقائق النيات، ويكفى لمقابلة تلك الشبهة ان نذكر ان مشاركة اولئك فى الطلائع الفلسطينية يفيد فى كسب الثقة، وفى الحصول على السلاح والتدرب على استخدامه وفى امور اخرى قد تؤجل الى يوم الوقت المعلوم هنا او هناك, فاغلب الظن اننا امام فتنة اسرائيلية فى نهجها واسلوبها، ان لم تكن فتنة اسرائيلية اصيلة فى صميم بنيتها....

ويضيف العقاد قائلا: امة مصرية مشغولة بفتنة هنا وجريمة هناك وحريق يشعل فى هذه المدرسة ومؤامرات فى الخفاء وتقوم هذه العناصر المفسدة بالتحريض والتهييج وتزودها بالذخيرة والسلاح، اهذه هى محاربة الصهيونية والغيرة على الاسلام، ان يهود الارض لو جمعوا جموعهم ورصدوا اموالهم واحكموا تدبيرهم لينصروا قضيتهم، فى تدبير انفع لهم من هذا التدبير لما استطاعوا، وإلا فكيف يكون التدبير الذى ينفع الصهيونية فى مصر فى هذا الموقف الحرج؟ ان العقول اذا ران عليها الغباء كانت كتلك العقول التى وصفها القرآن لاصحاب الهاوية الذين لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لايسمعون بها «اولئك كالأنعام بل هم أضل اولئك هم الغافلون»، هؤلاء الغافلون يمكن ان يقال لهم انها هى الفرصة السانحة للانقلاب أولئك هم الغافلون، فرصة لمن؟، فرصة للصهيونية نعم، اما فرصة لمصر، فمتى وقع فى التاريخ انقلاب ودفاع فى وقت واحد، ما استطاع اناس ان يوطدوا انقلابا ويهيئوا اسباب الدفاع فى اسبوع واحد او شهر واحد أو سنة واحدة، ابت الرءوس الآدمية أن تنفتح لضلالة لمثل هذه الضلالة لو كان الامر امر عبث ومجون وانما هى مطالع خبيثة تتطلع وغرور صبيانى يهاجم وشر كمين فى الخفاء يستثار»....

فى هذا المقال يكشف الأديب الكبير عباس محمود العقاد في جريدة "الأساس" سراً لا يعرفه كثيرون عن نشأة الإخوان المسلمين وحقيقة داعيتهم وزعيمهم حسن البنا، مؤكداً انه يهودي من أب يهودي وأم يهودية، وهو ليس مصرياً وانما مغربي قدم إلى مصر هرباً من الحرب العالمية الأولى، وتلقفته الجماعات اليهودية بمصر ووفرت له المأوى والعمل، حيث التحق والده بهيئة السكة الحديد في مهنة اصلاح ساعات الهيئة، وهي المهنة التي كان يحتكرها اليهود في مصر....وقال ان زعيم الاخوان دخل باسم حسن أحمد عبدالرحمن وقد أضاف له والده كلمة البنا بأمر من الماسون المصريين اليهود حتى يكون تنظيم الماسون له فرع عربي، حيث إن كلمة بنا بالعامية تقابلها كلمة mason بالإنجليزية...حسن البنا ولد في البحيرة وهي أكبر منطقة يهودية في مصر، وفيها ضريح أبو حصيرة الذي يحج إليه اليهود اليوم، وأغلب يهود البحيرة جاؤوا من المغرب ومعظمهم تأسلم ومنهم جد اليهودي حسن البنا الذي كان صوفياً كعادة أغلب يهود العالم العربي في افريقيا...وعلق عباس العقاد على الحي الذي ولد فيه حسن البنا قائلاً: انه لا يعرف مصرياً يعمل فيه غير اليهود، وكانت مهنة تصليح الساعات من المهن اليهودية، فكيف أصبح الساعاتي بناء بقدرة قادر....ولم يكن العقاد الوحيد الذي كشف سر البنا، فقد دخل على الخط الإمام المجدد محمد الغزالي الذي طرده الاخوان لأنه يعرف حقيقة زعيمهم، فأصدر كتاباً تحت عنوان "قذائف الحق" شرح فيه ماسونية حسن البنا وحسن الهضيبي الذي لم يكن من الاخوان ولكن الماسونية نصبته خلفاً لحسن بعد مصطفى السباعي الماسوني الحمصي المعروف وتلميذ حسن البنا الذي عمل تحت قيادة غلوب باشا الماسوني اليهودي البريطاني......الماسونية رفعت شعار: حرية.. عدالة.. مساواة....وهذا مذكور في بروتوكولات صهيون ....وجماعة الإخوان رفعت نفس الشعار: حرية.. عدالة وبقيت المساواة...!!!

"ولقدْ يُفْهَمُ موضعُ الشَّرِ والغرورِ في جرائمِ (الإخوان)، إلاَّ أنَّ موضعَ الطَّمعِ منهَا أخفَى مِن موضعِ الشَّرِ والغرورِ والواقعِ؛ أنَّهُ الباعثُ الأوَّلُ في نفوسهِم علَى سفكِ الدِّماءِ وإشاعةِ الفوضَى في جوانبِ البلادِ، والعجيبُ أنْ يُقالُ لهمْ إنَّ إرهابَ القضاءِ كفيلٌ بنجاتِهِم من حكمِ الموتِ، وأنَّهُم لا يلبثُونَ أنْ يخرجُوا من السِّجنِ أبطالاً متوَّجِينَ بأكاليلِ الفخارِ، متربِّعينَ على مناصبِ الحكمِ، متصرِّفينَ في الأنفسِ والأموالِ، فإنَّ خانَهُم الحظٌّ العاثرُ، ونُفِّذَ فيهِم حكمُ الموتِ فَهُنَا يأتِي الطَّمعُ الأكبرُ في جناتٍ عرضُها السَّمواتُ والأرضُ"....هكَذَا يصفُ العقادُ حالَ جماعةِ الإخوانِ المسلمين عامَ 1949م؛ وصفًا يُحاكِي تمامًا مَا يحدثُ هذِه الأيامُ فِي مصر ، ويُحاكِي حالَ الأتباعِ في كلِّ مكانٍ خاصَّةً في جزيرةِ العربِ....العقاد لو كان بيننا اليوم حياً يرزق ماذا كان عساه أن يقول ؟

حمدى السعيد سالم
صحافى ومحلل سياسى



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا الشجرة ...
- سر العين العوراء فى احداث يناير والمستقبل تشرحه لعبة ورق
- الاوبامية البيروسية الكولونيالية
- الاعلانات وثقافة التفاهة
- افهموا الملعب السياسى التركى يرحمكم الله
- لا تحرمينى من غدى
- إلى قطر : لقد نفذ رصيدكم
- أبلسة التاريخ وتزييفه لإدراة الجماهير
- الهندسة المناخية كسلاح دمار شامل
- مؤامرة شرق أوسط جديد ينتظر قص الشريط
- الفخ
- الدين الوهابى السعودى بين الولادة والتشوهات
- التحدى التركى الايرانى لمصر ... إلى أين؟!
- دكتور امراض نسا
- الهيئة العامة السعودية للاستثمار حجر عثرة أمام الاستثمار
- الدولارات تبيح لدى الاخوان انشاء جهاز للاستخبارات
- الاوليجاركية والاناركية وثقافة الفوضى فى الثورة المصرية
- الشرطة المصرية... الداء والدواء
- استحقاقات سياسية لم يفهمها الإخوان
- فيتامينات الزيف ومقويات الضلال فى مسلسل عمربن الخطاب


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - العقاد لو كان بيننا اليوم حياً يرزق ماذا كان عساه أن يقول عن الإخوان؟