حمدى السعيد سالم
الحوار المتمدن-العدد: 4337 - 2014 / 1 / 17 - 11:04
المحور:
الادب والفن
أنا رجل كالشجرة التى تقف وحيدة على تلك التلة ولا تخاف ....
لقد اعتادت الوحدة وعدم وجود أيا من بنى جنسها بجوارها .....
هذه الشجرة اعتادت أن تقاوم الرياح والامطار والاعاصير والعواصف والشمس الحارقة وحدها ....
هذه الشجرة اعتادت بل أدمنت تعاقب الفصول وتغير الاجواء ......
لقد اعتادت أيضا ضجيج الأصوات صباحا والهدوء القاتل ليلا ......
هذه الشجرة العنيدة تتحمل نصل السكين الجارح التى يغرسها العشاق ليحفروا
اسمائهم كى يخلدوا ذكراهم على جسمها دون أن يشعروا بآلامها ....
هذه الشجرة القوية حملت على كاهلها وحدها تنقية الهواء المحيط بها من الشوائب التى خلفتها البشرية ....
هذه الشجرة الوحيدة تصمت طوال الليل الكئيب عندما يخلو المكان من حولها ....
هذه الشجرة الفريدة خبأت فى جوفها صرخة ألم تمزق احشائها ....
عندما تتذكر غدر وخيانة اغصانها التى هجرتها ....
فأصبحت هذه الاغصان طعاما شهيا لنيران الحقد والغل ضد الشجرة القوية ...
هذه الشجرة النادرة تتلقى الصدمات من اغصانها ومن اقرانها حسدا وحقدا ولكنها قوية كالطود العظيم ....
وسر قوتها أنها انتصبت طوال حياتها هناك أعلى التلة ....
وما اتكأت يوما على جذع شجرة غيرها ...
وحدها هى دائما أقوى لانها ليست بحاجة لأحد ....
هذه الشجرة العنيدة تؤمن ان الشجر يموت واقفا ....
ولكن ظل الشجرة أبدا لايموت .....
هذه الشجرة الكريمة رغم رياح الدهر تجرح جنباتها ....
الا انها للموت ابدا ما أرخت الهامات !!...
شموخ تلك الشجرة عبره لمن يفهم الاشارات ....
أنا تلك الشجرة الشامخة الحالمة النظرات .....
حمدى السعيد سالم
#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟