أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود هادي الجواري - الديمقراطية وادوات نفيها في العراق ..الجزء الثاني















المزيد.....

الديمقراطية وادوات نفيها في العراق ..الجزء الثاني


محمود هادي الجواري

الحوار المتمدن-العدد: 4337 - 2014 / 1 / 18 - 04:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الديمقراطية وأدوات نفيها في العراق ..الجزء الثاني
فشل تكنولوجيا السلوك الانساني عند العرب ...
بقلم الكاتب والمحلل السياسي -محمود هادي الجواري ..
لم يكن في حسابات الكثير من المحللين السياسيين الذين وجدوا انفسهم في فسحة وسعة في بناء تحليلاتهم السياسية " كلها كانت نتاج أنفلاتات للأوضاع الامنية وخاصة بعد الاجهازعلى نظام الطاغية وانفراط عقد منظومته الاستخبارية والأمنية والمخابراتية والذين اصبحوا مطلوبون للقضاء أو الاخرون الذين حالفهم الحظ في التدفق عبر الحدود المفتوحة ليتخذوا لهم منابر اعلامية جديدة في الدول المجاورة :او الاخرين الذين طلبوا اللجوء في البلدان الاوربية مقلدين ممن سبقهم في التأسيس الى معارضة للنظام الجديد وليس على اساس التغيير وإنما الى الرجعية وتمجيدهم للعهد الصدامي البائد ..اذن نستطيع القول ان النظام الصدامي كان كاتما على الحرف الواحد لا الكلمة كلية ان تصدر عن افواه ممن معارضون لنظامه سواء اكانو في الداخل او ممن اتخذ موطئا في الدول المجاورة والإقليمية والى تلك التي كانت تربطهم بها مصالح عميقة ومتجذرة وبقضايا مصيرية مع النظام ألصدامي ولعل من اقرب الصفات التي كانت تنطبق عليهم أنهم كانوا برغماتيون بحنكة ومكر وكان لا يهمهم شئ من وضع الشعب العراقي إلا الشعارات الزائف التي كانت يرفعون ""وحتى ولو بالحدود الدنيا من الانسانية ..ولعل من يطلع على خطابات الطاغية كانت لا تخلو من الايحاءات التي تشير الى ضرورة ان تقف الدول العربية مساندة لنظامه وملوحا ""ان بانهيار نظامه هي بداية مرحلة انفلات اول حلقة من حلقات الدكتاتورية التي يجثم حكامها على رقاب الشعوب العربية وستشهد الدول الاقليمية احداثا لم تشهدها من قبل فكانت هي الاخرى عليها ان تفهم مغزى الخطاب التاريخي الصريح وعليها تغيير اقنعتها لتتلاءم وسياستها البرغماتية تجاه دول المنطقة العربية من جانب وإسرائيل من الجانب الاخر وفي ظل مستجدات جديدة على ساحة الاحداث وبحضور اكبر قوة في العالم والمتمثلة بقوات التحالف .. وما معلوم للكثير من المتابعين للشأن السياسي في العراق انه كان يشير الى ان اغلب المحللين السياسيين والنخب اللامعة من الاعلاميين كانوا ينظرون الى العراق بعيونهم المصابة بعمى الالوان السياسية وهذا هو ليس افتراء ولكن الضغط الهائل الذي سلطه طاغية العراق جعلهم لا يرون ولا يسمعون إلا ما يقوله صدام التي كانت تلهمهم في بناء تحليلاتهم السياسية التي لا تخلو من رائحة المديح والتهالك وحتى على كسب لقمة عيش مختلفة قليلا عما يحصل عليها العامة من ابناء الشعب " هذا التميز المريض والمتطرف في التفكير الاحادي الهدف والغاية صنع منهم يرسخون القدسية و التأليه لشخصية الطاغية "" انسحب ذلك الهبوط الفكري ليشمل الكثيرين من الطلبة الراغبين في نيل شهادة الدكتوراه والذين تخصصت بحوثهم وأطاريحهم في تحليل سر العظمة لصدام التي كما اسلفت انهم ايضا مرضى في عدم استطاعتهم رؤية الحقائق التي يقف عندها العالم المتمدن والعودة الى الفلسفة الاغريقية في تمجيد الفلاسفة و العظماء .. ولا يقف امر استشراء هذا المرض بل اخذ يتفشى وبشكل واسع في الاوساط الدينية والعشائرية .. اذن لقد ترك لنا الطاغية لوثة فكرية وارث ضحل من الحثالة الني تبددت عفونتها وقبل ان يتعفن جسد الطاغية والروائح المزكمة للأنوف ..كل ذلك الموروث الفكري المتعفن والآثار التدميرية التي تركها النظام القمعي كانت قنابل موقوتة وألغاما في طريق التأسيس الى نظام حكم جديد ويكون معافى وسليم ويستطيع مواكبة مسيرة معلومة الاتجاه دون حدوث خسائر .. ناهيك عن الاخطاء التي سترتكبها قوات التحالف وبشكل خاص اولويات المتحدة الامريكية التي جاءت على عجالة من امرها في احتلال العراق .. والتي ستزيد الطين بله في التنظير لإدارة ملف العراق الشائك والمعقد ..والذي سيسبب في اختلال موازين القوى في المنطقة برمتها ..اذن سقوط طاغية العراق كان بمثابة جرس الانذار الذي يعلن ودون الحياء او الخوف ان خارطة الشرق الاوسط الجديدة بدأت في الانتقال من مرحلة التنظير الى مرحلة التطبيق على ارض الواقع ولذلك يعتبر العراق المفصل الحيوي في تحريك الخطوط طولا وعرضا ويعد المختبر لتقييس سلوكيات الدول الاقليمية ومتابعة ردود افعالها .. المملكة السعودية الدولة اللصيقة بالعراق والتي كانت تلعب الدور الهام في تحريك سياسة العراق في فترة حكم الطاغية اصبحت اليوم امام الامر الواقع وخاصة ان رياح التغيير بدأت تعصف في بعض الانظمة العربية وخاصة في الدول التي تهيمن عليها المملكة اقتصاديا مثل تونس والمغرب العربي واللذان يعتمدان على الدعم المقدم من المملكة في تنشيط قطاعاتها السياحية والتي كانت قبلة الخليجيين والسعودية بشكل خاص ..اذن كل دولة من دول الاقليم المجاورة للعراق وخاصة تركيا وإيران كان لابد لكلتا الدولتين من عقد تحالفات سريعة لإفشال دور العراق في المنطقة والمهام التي اناطها الامريكان للحكومة العراقية ليكون المرجع في تقييم ومتابعة اللعبة الامريكية الجديدة في المنطقة .. ولكي تدفع المملكة برياح التغيير عن نظامها الدكتاتوري خوفا من انفلات الشعب الذي يعيش اقسى انواع العبودية في القرن الواحد والعشرين وانكشاف ما يستتر عليه آل سعود من الفساد الديني والأخلاقي وعلى حد سواء " شرعت الى اعادة النظر في تنظيماتها السرية ودعوتها الى صنيعتها القاعدة من افغانستان والشيشان ويوغسلافيا (البوسنة)وكما اقامت اتصالات مع الخلايا النائمة في العراق وسوريا والأردن وآخرين في الدول العربية لمحاصرة العراق وتطويقه بتوزيع الخلايا الارهابية التي ستلعب الدور المعطل لإرساء قواعد الديمقراطية المزمع تطبيقها والتي تخشى المملكة من عدواها التي لو وصلت الى ارض الجزيرة فمن المؤكد لهي قادرة على قلب الطاولة على رؤوس السلفيين والوهابيين وخاصة الشعب السعودي الذي ايقن ان آل سعود هم لايمتون اية صلة باللواء المزخرف بكلمة لا اله إلا الله محمد رسول الله ..ولا بالدين الحنيف او الرسالة المحمدية ..وكما هو معلوم للجميع ان امراء المملكة وبأموالهم استطاعوا من التأسيس الى واجهات اعلامية متطورة وحديثة متمثلة بالقنوات الفضائية "كما لجئت الى شراء ذمم ذوو النفوس الضعيفة من مرتزقة صدام القابعين ما وراء الحدود العراقية للعمل فيها و لبث السموم في تيارات رياح التغيير وعمدت الى توجيه اقوى محركات الدفع لتنفث تلك السموم صوب الجارة سوريا وفتح الثغرات في الاراضي العراقية لتمرير تلك الرياح المسممة الى الذين فقدوا هيبتهم ونعمتهم من ابناء الجزيرة في العراق و بعد زوال حكم الطاغية وخاصة الضباط ورجالات الدين ورؤساء العشائر .. محافظة الانبار التي ساندت الطاغية في الحرب العراقية الايرانية التي اشعلتها المملكة ضد الجمهورية الايرانية "" الجيش العراقي أصبح فتيلها الملتهب و كان بإرادة سعودية محضة لغرض تحجيم دوره الذي اذهل العالم في شجاعته وبسالته وذكاءه ..نستنتج مما اوردنا ان التحليلات السياسية التي حيدت مسارات الحقيقة عن اتجاهها الحقيقي كانت من الاسباب التي سمحت للفكر الطائفي في التنامي ليبسط ذراعه الطويلة في توجيه الصفعات المهينة على وجوه الابرياء من ابناء السنة وأبناء الشيعة ولكي يصبح القتل على الهوية .. الحقيقة هي ليست كما يتذرع بها السياسيون الجدد على الساحة السياسية ولتثبيت مواقعهم في السلطة المتحركة نحو القضاء على الديمقراطية والجلوس على اطلالها ارضاءا للملكة ومن لف لفها .اذن ما زال هناك نفر سياسي او محلل يدعي السياسة ان ما يحدث في العراق من حرب سببه النزعة الدينية او ما يطلق عنها التعصب الطائفي .. اولئك هم يجانبون الحقيقة اما في معرفتهم او جهلهم ولا يحاولون النزول الى عمق الحقائق ومكمنها البقاء في السلطة ولو اريقت دماء كل شعوبهم ..فالمملكة لا يهمها من امور الدين أكثر ما يهمها من امور الدنيا ولو كان العكس لارتضوا العدالة الالهية المتمثلة بكتاب الله وارتضوا الديمقراطية او الشورى كما وردت في كتاب الله .. اذن ما يحدث في العراق اليوم هو صناعة سعودية بامتياز وليس من اجل نشر الدعوة الاسلامية .. كذلك من هو في الطرف الاخر المتطرف ايضا هو يدافع عن سلطته حاملا لواء التشيع ..هو لا يمت صلة في تطبيق نهج ال ببيت النبي وهو يدعوا الى الفساد ويقف مدافعا عنه ومتصدي لكل نزيه .. اذن من المستفيد مما يحصل لهذه الامة المتفرقة من اجل الدرهم والدينار .. اقول ان خارطة الشرق الاوسط الجديدة هي في طريقها الى التطبيع والتطبيق ولو نفذت على جثث الملايين من ابناء الشعب العربي لأنها في الاخر هي نهاية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي ولكن العرب في غيهم يعمهون وأنا لله وانا اليه راجعون وسحقا للمحللين السياسيين ..



#محمود_هادي_الجواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش العراق والمعادلة الاقليمية
- المملكة وقطر الهجمة المرتدة
- ازالة فوبيا وحدة العراق
- مناظرة بين معلم عراقي ومدرس سويسري
- ما لم يقله الدكتور علي الوردي عن الديمقراطية في العراق
- ذكاء العراقيين يقتلهم بالجملة
- هجرة العقول .. الخطر الذي يداهم العراق
- ضمانة الديمقراطية بضمانة دستورها
- الانوية والبرانويا العمود الفقري للديمقراطية في العراق
- بورصة الاعلام والاعلام المضادومزادات التحليل السياسي
- كتاب الدستور العراقي استغلوا ضعف الوعي الجماهيري
- القضية الفلسطينية بين التطرف و السلاح
- الانتخابات في العراق بين الاقبال والعزوف
- المناسبات ليس بمقدورها من وضع الحلول ، ولكنها لمجرد الاحتفاء
- العملية السياسية في العراق .. المصطلحات التي افشلت الديمقراط ...
- ثابت أ ومتحرك ب في السياسة العربية والاقليمية والدولية
- الانتخابات غسيل للفساد السابق ، وخلق لصراع جديد
- سياسيونا افشلوا الدستور والحضارة
- الديمقراطية في العراق وجدليةالسياسة و الدين في تركيا والجزير ...
- المحاصصة نتاج للتكنلوجيا وليس نتاج للعقل البشري


المزيد.....




- نقطة حوار: هل تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟
- إسرائيل تتأهل إلى نهائي مسابقة يوروفيجن الأوروبية رغم احتجاج ...
- شاهد: فاجعة في سان بطرسبرغ.. حافلة تسقط من جسر إلى نهر وتخلف ...
- المساعدات الأوروبية للبنان .. -رشوة- لصد الهجرة قد تُحدث الع ...
- بوتين يوقع مرسوما بتعيين ميخائيل ميشوستين رئيسا للحكومة الرو ...
- -صليات من الكاتيوشا وهجومات بأسلحة متنوعة-.. -حزب الله- اللب ...
- بالفيديو.. -القسام- تستهدف جنود وآليات الجيش الإسرائيلي شرقي ...
- سوريا..تصفية إرهابي من -داعش- حاول تفجير نفسه والقبض على آخر ...
- حماس: في ضوء رفض نتنياهو ورقة الوسطاء والهجوم على رفح سيتم إ ...
- كتائب القسام تقصف مجددا مدينة بئر السبع بعدد من الصواريخ


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود هادي الجواري - الديمقراطية وادوات نفيها في العراق ..الجزء الثاني