أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - المسلمون وهيرو اونودا















المزيد.....

المسلمون وهيرو اونودا


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4337 - 2014 / 1 / 18 - 03:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هيرو اونودا الذي توفى ليلة امس لمن لا يعرفه كان جنديا في قوات الجيش القيصري الياباني التي احتلت جزيرة لوبانگ الفلبينية في الحرب العالمية الثانية. وقُبيل ان تضع الحرب اوزارها انهى هيرو اونودا دورة تدريب عسكرية خاصة لخوض حرب العصابات رُقي بعد ان اجتازها بنجاح الى مرتبة ملازم، كانت الآوامر العسكرية الى الجنود اليابانيين المقاتليين قاطعة الصرامة تنص على مواصلة القتال الى النهاية وعدم الاستسلام مطلقا.
بعد ان انتهت الحرب، لم يسلم هيرو نفسه للقوات الامريكية المتواجدة في الفلبيين، لم يكن الوحيد الذي لم يقتنع بهزيمة اليابان، فقد كان هناك معه ثلاثة جنود لم يضعوا السلاح وفضلوا الاختباء في غابات جزيرة لوبانگ الكثيفة. احدهم سلم نفسه في سنة 1950 اي بعد مرور 15 سنة على انتهاء الحرب، اما الاخران فقد ماتا دون ان يقرا بان الحرب قد انتهت فعلا وان اليابان قد خسرت.
هيروا اونودو استمر بالتخفي مدة ثلاثين سنة، وخلال كل هذه السنوات لم يكن يخطر على باله بأن القيصر الياباني قد وقع صك الهزيمة والاستسلام واذعن للولايات المتحدة الامريكية، رغم انه، اي هيرو، قد اطلع على المناشير التي اسقطتها الطائرات والتي تؤمر الجنود اليابانيين بتسليم انفسهم لان الحرب قد انتهت، ورغم ان رفاقه في السلاح، من غير مرافقيه الثلاثة، قد ادركوا حقيقة الهزيمة واستسلموا على فترات متفاوتة للقوات الامريكية، استمر هو على اعتقاده الاعمى فكانت حصيلة الذين قتلهم ثلاثين فلبينيا ما كانوا ليٌقتلوا لولا حمقه.
هيرو لم يلق بسلاحه حتى اخبره بذلك قائد فرقته العسكرية المسن الذي قدم الى جزيرة لوبانگ الفلبينية في سنة 1974 في مهمة خاصة ووحيدة هي اعطاء امر لهيرو اونودا بالقاء السلاح.
ورغم ان هيروا قتل ثلاثين فلبينيا بعد انتهاء الحرب، وهي جريمة مع سبق اصرار حسب العرف الجنائي، اصدر رئيس الجمهورية الفلبينية عفوا خاصا عنه، ليس تقديرا لشجاعته، ربما اقرارا بغبائه.
عند رجوع هيرو اونودا الى اليابان استقبله اليابانيون استقبال الابطال وبحماس مسعور لا يعرف له سببا. فما هو وجه البطولة في تصرف احمق عاش في الغابة لمدة ثلاثين سنة على الحشائش والاحراش والحشرات وتمزقت ثيابه وهي عليه حتى تحولت الى اسمال لا تستر جسمه وبقى محتفظا بسيف السوماراي وبندقيته القديمة الصدئة دون ادراك انتهاء الحرب.
قصة هيرو اونادا فريدة من نوعها ولا يتكرر حدوثها، وقد تكون صعبة على التصديق او قد يتوخى الانسان اسبابا اخرى غير تلك التي ابرزتها الصحافة لتسهيل تصديقها، اذ من الصعب تصور احد بمثل هذه الهبالة والخبال، لكن لا يصعب علينا نحن العرب والمسلمون تصديق اي قصة من قصص اللامعقول. فنحن ابطال اللامعقول، بل ربما استسقى صموئيل بكيت قصصه من تراثنا الذي ليس له من المعقول والواقع سوى وجوده في عقولنا.
فبلداننا العربية والاسلامية وهي استثناء سلبي دائم لا بد من الاشارة اليه عند الحديث عن بلدان العالم التي وصلت الى القمر وحطت مركباتها الاستكشافية على المريخ وكشف علمائها الغاز الخارطة الجينية للانسان وحلوا متاهات والغاز الكون، بلداننا العربية والاسلامية، رغم جدبها وقلة مياهها واتساع صحاريها وفقر شعوبها وشحة انتاجها، تعج بغابات كثيفة من الغباء والحمق والبلادة، بحيث يختفي خلف كل شجرة غباء مئة هيرو اونودا لا يعتقدون بان الماضي قد ولى وانتهى واننا نعيش في القرن الواحد والعشرين، وان الناس لم تعد تصدق بخرافات المحدثين وسفاهات المفسرين والروائيين، وان البخاري ومسلم والترمذي والطوسي وغيرهم، ليس الا نكرات لا يعرفها احد غير اولئك الذين يجدون في تعلم الغباء فائدة ومنفعة. وان شعوب العالم لم تعد تهتم بخلافات الاديان والطوائف ولا بقداسات الانبياء والاوصياء.
في غابات الغباوات العربية والاسلامية ينتشر الاف الهيرو اونودوون، الذين يعتقدون بان النبي محمد لازال يقاتل المشركين و يرسل بجماعاته لقطع الطريق على قوافل قريش، وان خليفته ابو بكر لا زال منهمكا بالاستعداد لحروب الردة، وان الفرس المجوس تعد العدة للاخذ بالثأر من الخليفة عمر بن الخطاب لأنه اخضعهم وسلب ملكهم واستعمر بلادهم، وان ابن سبأ اليهودي هو المسؤول الاول عن شق وحدة المسلمين وتقسيمهم بين شيعة وسنة، وان البليد محمد بن عبد الوهاب مؤسس فرقة الوهابية هو مجدد الاسلام ورافع لوائه وخنجر الله المسلول.
هيرو اونودو الياباني نتاج لثقافة تقول بتفضيل الموت على الهزيمة، انه ثمرة لثقافة الساموراي الذي يفضل ان يبقر بطنه بسيفه على ان يستسلم، ربما يمكن تفسير حماس اليابانيين الجنوني عند استقبالهم له بانهم يحيون ايضا ثقافة الافتخار القومية، ربما استقباله بكل تلك الحفاة انتقادا لقيصر اليابان على التسليم بالهزيمة.
لكن ابو قتادة وابو مصعب وابو القعقاع وابو عمر وابو حفص والشيخ الاسير وداعش والنصرة وانصار السنة والقاعدة واخوان المسلمين وجيش المختار وعصائب اهل الحق وفرق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، نتاج اي ثقافة غير تلك التي لا يتعلم منها الانسان سوى الغباء وضياع العقل.واي ثقافة تلك التي تجود بها نجد والقصيم وكهوف تورا بورا وقندهار؟
وكيف لنا تفسير الحماس الذي تبديه الطوائف الاسلامية وهي تصفق وتهلل لفرقها المتقاتلة التي يبيد احدها الاخر وتستمر في رفد مجاميع الارهاب والقتل الاسلامي بالمقاتلين والذباحين والمعتوهين وبمجاهدات النكاح اللاتي يجدن في اطفاء غلمة الذباحين طريقا سالكة الى جنان الله!!
بل كيف لنا تفسير من لا يحسب نفسه على هذه الطوائف الدينية المتقاتلة، من ادعياء الثقافة والمتياسريين، الذين يعتقدون بان قطر والسعودية ودويلات الخليج الوهابية هي رائدة الديمقراطية في البلدان العربية؟
واذا كان قائد الفرقة امر هيرو اونودا بالقاء السلاح فاستجاب الضابط لقائده دون مناقشة، فكيف لنا ان نقنع كل هذه الحشود المخبولة التي لم تكتف بتحويل الشوارع والمساجد والبيوت والسيارت الى سلخانة، فحولت الفضائيات وتطبيقات التليفونات ومواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاكترونية الى وسائل لاصدار اوامر القتل والذبح وتضييع العقول؟
فكيف لن ان نعيد النبي محمد، او عمر او ابو بكر الى الحياة مرة اخرى لكي يامرهم بالاستسلام الى العقل والكف عن هذا الخبال الاجرامي.؟
لكن حتى لو عاد احد منهم هل يصدق به احد؟
مرزا غلام احمد القياداني مؤسس طائفة الاحمدية، الذي ادعى بانه الامام المهدي الذي بشر به النبي محمد وهو ايضا المسيح الموعود الذي بشرت به التوراة، قال مرة، لنفرض بانني ليس المهدي ولا المسيح الموعود، وان الله قد ارسل المهدي والمسيح الحقيقيَن كما يدعي المسلمون، فهل سيصدقون بأي منهما ؟
ثم اكمل قائلا بانه متأكد بان لو عاد محمد الى الحياة مرة اخرى لما صدق به احد ولرجموه وكذبوه وطردوه واستمروا في معاركهم الدموية.








#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الشيطان شريك الله؟
- التناقض الديني المعيب في الفكر الاسلامي؟
- ثقافة الموت وثقافة الحياة والديمقراطية!!
- هل زواج المتعة مدرج في قانون وزير العدل؟
- انظمة الفوضى الدينية
- علاوة سمعة
- كيف تشخص مازوخيا يساريا؟
- سوريا عروس عروبتكم فلماذا ادخلتم كل زناة الليل.
- سوريا: من يملك رخصة استخدام غاز السارين
- التطرف في لغة العنف عند الاخوان المسلمين
- ثوار احرار حنكًمل المشوار
- مليونيات الاحرار ومليونيات العبيد.
- الدين والزمن الجميل
- البعدين الطبقي والجنسي لنِكاحيً المتعة والمسيار
- ثورة ميدان التحرير وردة ميدان رابعة العدوية
- النقيض الاسلامي الكلي للديمقراطية!
- الثورة المصرية: التناقض بين الديمقراطية وبين الاسلام السياسي
- مع الدكتور جعفر المظفر: هل يخلع حسن نصر صاحبه مثلما يخلع الخ ...
- السعار الاسلامي في مصر ونموذج الثورة السورية
- اللهم اعز الاسلام بصوت المغنية احلام


المزيد.....




- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - المسلمون وهيرو اونودا