أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ثائر دوري - من جديد عن الحجاب ،و التقدم و التأخر ، و الغزو......















المزيد.....



من جديد عن الحجاب ،و التقدم و التأخر ، و الغزو......


ثائر دوري

الحوار المتمدن-العدد: 1231 - 2005 / 6 / 17 - 11:20
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


عاد موضوع الحجاب ليكون موضوعاً سجاليا بعد أن أقرت فرنسا منعه في المدارس الرسمية . و خلال العام الفائت ، منذ أن أقرت فرنسا القانون السابق الذكر ، كُتبت عشرات المقالات و الدراسات عن هذا الموضوع السجالي . و أدلى ، تقريبا، أغلب العاملين في الحقل العام بدلوهم بهذا الموضوع و توزعت الآراء كالعادة بين معارض لهذا القانون و مؤيد للحجاب . و بين معارض للقانون ، من وجهة نظر حقوقية على اعتبار أن هذا القانون ينتهك الحريات العامة ،مع أنه معارض للحجاب و هذا حال الليبراليين الذين يحترمون أنفسهم و يصح أن يسموا بليبراليين لأنهم منسجمون مع أنفسهم و منهم من ينتمي للغرب . و فريق ثالث مؤيد لهذا القانون و مؤيد للحجاب في الوقت نفسه كحال شيخ الأزهر، الذي يبدو انه وسع مفهوم " و أطيعوا أولي الأمر.." فشمّل شيراك به فصارت إطاعة أولي الأمر واجبة حتى و لو كان جاك شيراك!!!
و هناك نفر أيدوا القانون و رفضوا الحجاب جملة و تفصيلاً، و هؤلاء ينحدرون من مشارب فكرية أغلبها يسارية ترى أن التحديث على الطريقة الغربية هو الخيار الوحيد المتاح للشعوب العربية و المسلمة لتتخلص من تخلفها (( القروسطي)) ، كما يقولون ، و لتلحق بركب الحضارة الغربية لذلك فهم يقترحون برنامجا للنهوض منسوخاً عن تجربة النهوض الغربية بدءاً من المأكل و المشرب و طرق اللباس و انتهاء بالتصنيع و طريقة التعامل مع الفكر الديني. و بالطبع ينتمي للفئة الأخيرة، الذين يقفون مع القانون و ضد الحجاب، أصحاب القانون نفسه أي الحكومة الفرنسية التي سنته.
و من المقالات الهامة التي كتبت حول هذا الموضوع ، مقالة الكاتب محمد على الأتاسي (( مذكرات محجبة سابقة )) (5)
تناول السيد الأتاسي في هذه المقالة موضوع الحجاب البالغ الحساسية بذكاء بالغ . فكي يتجنب الصدام مع وجهات النظر المخالفة و بعضها متعصب ، لجأ إلى لعبة يمارسها الروائيون و كتاب القصة و الدراما التلفزيونية . فبدل أن يقولوا رأيهم بصراحة يلتجؤون إلى الفن و يقولون رأيهم عبر مصائر و حوار شخصياتهم . فإذا قلت لهم إن وقائع التاريخ التي تروونها في روايتكم أو في الدراما التلفزيونية غير دقيقة ، أجابوا :
- هذا فن و ليس بتاريخ
و إذا قلت لهم إن الآراء التي تسردونها في الرواية غير صحيحة . أجابوك :
- لا علاقة لنا بالموضوع . هذه أراء الشخصية و هي شخصية مستقلة عنا تفكر كما شاءت .
نفس اللعبة يلعبها الكاتب محمد علي الأتاسي . فيتكلم عن الحجاب من وراء حجاب . يستحضر شخصية فتاة ، حقيقة أو مفترضة لا فرق ، و يسرد أفكاره من خلالها . و بذلك يستطيع أن يدعي الحيادية التامة . فكل ما يفعله أنه ينقل صوت المرأة المعنية بالحجاب لوحدها ( حسب رأي الأتاسي ) . لأنه منذ البداية ينتقد النقاشات التي دارت حول هذا الموضوع و غيبت صوت المرأة المعني الأول بهذا الأمر . يقول الأتاسي :
((المناقشات التي دارت رحاها على صفحات الجرائد وشاشات التلفزة العربية في شأن الحجاب وموقف الحكومة الفرنسية منه، نزعت في معظمها إلى معالجة الموضوع من الجانب النظري والفقهي، وأفردت مساحات واسعة للجدل الفلسفي حول العلمانية والدين وحقوق الأقليات المسلمة في أوروبا. الصوت الأهم الذي بقي غائبا عن هذه المناقشات، رغم أنه المعني الأول بالمسألة، كان صوت المرأة المسلمة، التي أجتمع مؤيدو الحجاب ومعارضوه للكلام نيابة عنها((
لذلك قرر الأتاسي أن يأتي بما لم يأت به الأولون ، فأحضر امرأة بدون ملامح و كأنها تتكلم من وراء حجاب . لم يخبرنا أية تفاصيل عن حياتها الشخصية . لكن يمكن أن يستشف الإنسان بسهولة أنها من منبت طبقي برجوازي لأن نسبة من يمتلكون السيارات الخاصة ، وهم في مرحلة الدراسة الجامعية في سوريا ، البلد الذي يسوده الفقر ، لا تتجاوز واحد بالألف على أحسن تقدير ( مع التذكير الدائم أن السيارة في سوريا من السلع القيمة و النادرة جداً ) . و ليس لنا اعتراض عن أن تكون بطلة رواية الأتاسي من الطبقة البرجوازية . لكن كان ضرورياً أن يوضح لنا هذا الأمر لاسيما و أنه حريص على إيصال صوت المرأة و رأيها بموضوع الحجاب ، فلربما للمرأة الريفية المحجبة ، و التي تتزوج و تنجب باكراً ، و للمرأة المحجبة من الطبقة الوسطى و ما دون ، و التي تركب وسائل النقل العامة في الذهاب و الإياب من الجامعة ، ولا تملك القدرة على الذهاب إلى المسابح ، وإذا تأخرت في الجامعة تضطر للذهاب مشيا على الأقدام ، لا حبا برياضة المشي و لكن لأنها لا تستطيع استخدام التاكسي لأن ذلك يخرب ميزانيتها الهشة أصلاً . ربما لهؤلاء رأي و صوت آخر يختلف عن صوت محجبة الأتاسي السابقة برجوازية المنبت ، و لا سيما إذا علمنا أنهن يشكلن أكثرية المحجبات ........
كما أن هذه الطريقة بادعاء الموضوعية لها محاذيرها . فإذا كان الكاتب محمد علي الأتاسي قد استطاع أن يُحضر فتاة واحدة تتكلم عن الحجاب بهذه الطريقة فإن السيد عمرو خالد يستطيع أن يحضر آلاف السيدات اللواتي تحجبن على يده ، و سيروين قصتهن و يطرحن أفكارا تناقض تماماً أفكار محجبة الكاتب الأتاسي السابقة . و بإمكان السيد عمرو خالد أن يدعي أن محجباته هن من يمثلن صوت المرأة المسلمة ، و أن ادعاء الكاتب الأتاسي أن صوت محجبته السابقة هو صوت المراة المسلمة هو ادعاء غير صحيح . لكن بالتأكيد لن تنشر جريدة النهار كلام محجبات السيد عمرو خالد ..........
عندها من سيخرجنا من هذا النفق ؟!! من سيقرر من يحق له أن يمثل صوت المرأة المسلمة محجبة الكاتب الأتاسي السابقة أم محجبات السيد عمرو خالد ؟
لذلك نحن نرى أن ادعاء الموضوعية عبر إحضار شخصية واقعية و إعطاء كلامها أبعاد فكرية لا يفيد كثيراً . و يدخلنا في نفق لا نهاية له . لا سيما و أن الكاتب الأتاسي قد وقع في المطب ، الذي انتقد به من سبقوه بمناقشة الموضوع ، فرغم أنه أحضر الفتاة لتتكلم عن تجربتها لأن الموضوع شخصي ، كما أوحى ، عادت فتاته و أعطته أبعاداً أخرى تتجاوز كونه أمراً شخصياً، فمرت على موضوع الدين و الحرية و انتقدت بطرف خفي ظواهر التدين التي تمارسها الفتيات المحجبات ، حيث ربطت ممارسة التجمعات و الدروس الدينية و الانخراط في طقوس متعصبة بارتداء الحجاب . كما ربطت نزع الحجاب بامتلاك الحرية ، و الباقي يفهم ضمناً و هو يعني أن ارتداء الحجاب يعني العكس ...
يمكن تلخيص ما جرى مع بطلة الكاتب الأتاسي أنها تعرضت لأزمة وجودية بحتة (( وفاة العم )) فتحجبت على إثر ذلك و دخلت في جمعيات نسائية دينية لكنها لم تجد نفسها بها فنزعت الحجاب و عادت سيرتها الأولى و انخرطت بعلاقة حب ( لزوم الدراما و النهايات السعيدة ) . تقول بطلة الأتاسي بعد أن نزعت حجابها :
(( أقول الآن إنه من المستحيل أن أتحجب من جديد. لا، لن أعود أبدا بعد اليوم إلى الحجاب أياً تكن الأزمة الوجودية التي يمكن أن تعترضني في المستقبل. لن أظلم نفسي بعد اليوم ولن أحبس ذاتي هذا الحبس ))
و لا ينسى الكاتب ، أو الفتاة ، أن يذكرنا بمفهومه للحرية . فتقول بطلته :
((ورغم نزعي الحجاب، فإن موقفي من قانون منع الحجاب في المدارس الفرنسية يقوم على مبدأ أن لكل إنسان الحق في ممارسة ما يؤمن به ما دام لا يتناقض مع طبيعة المجتمع الذي يعيش فيه ))
و هذا مفهوم للحرية يفتح أبواب جهنم على الناس . فبحجة أن الديمقراطية و التعددية السياسية تتناقض مع طبيعة مجتمعنا تحكمنا أنظمة دكتاتورية . و بحجة عدم ملائمة السفور مع ديننا و عاداتنا فرضت بعض الدول الحجاب بالإكراه . فهل هذا هو فهم السيد الأتاسي للحرية ؟ أم أن فتاته قالت ما قالت لمجرد مسايرة الحكومة الفرنسية !!
سنبدأ بالنقطة الأولى التي يجعل فيها الكاتب محمد علي الأتاسي الحجاب أمراً شخصياً يخص المرأة فقط .
فهل حقاً إن الحجاب يخص المرأة فقط ؟
يشكل الحجاب باعتباره زيا خاصا بالمجتمع العربي الإسلامي جزءا من ثقافة هذا المجتمع . فمن المعلوم أن لباس الرجل و المرأة ، و ما يسمى بالأزياء بشكل عام ، يعكس طريقة تفكير المجتمع و عاداته و تقاليده و طريقة عيشه أي حياته الاقتصادية . إن ثقافة المجتمع بكاملها تتلخص في الزي و لهذا تحافظ الشعوب على أزيائها الشعبية .
إن أي تغيير فكري أو ثقافي أو اقتصادي يطرأ على مجتمع ما ينعكس في تغييرا في زي الرجل و المرأة . و يجزم البعض أن أهم ما يميز المجتمعات الإسلامية من ناحية اللباس هو الحجاب. يقول فرانز فانون :
(( إن نماذج المجتمعات تعرف من خلال اللباس ، قبل أي شيء آخر ، سواء عن طريق الريبورتاجات و المستندات المصورة أم عن طريق جماعات سينمائية . و هكذا فإن حضارات بدون ربطة عنق و حضارات بدون تنورة و أخرى بدون قبعة . و يكون الانتماء إلى مساحة ثقافية معينة ، في أغلب الأحيان ، مشهوراً بتقاليد الألبسة عند أعضائه . فالحجاب الذي تأتزر النساء به في العالم العربي مثلاً هو مما يراه السائح مباشرة . و من الممكن أن يجهل الإنسان أمداً طويلاً أن المسلم لا يأكل لحم الخنزير أو انه يمتنع عن العلاقات الجنسية نهاراً مدة شهر رمضان . و لكن حجاب المرأة يبدو ثابتاً إلى حد انه يكفي بصورة عامة لتمييز المجتمع العربي )) (1)
منذ قرن و نصف على الأقل ، أو بشكل أكثر دقة منذ الاحتكاك المكثف بالغرب و الغزو الغربي للمنطقة ، لم يعد الحجاب موضوعا شخصياً يهم المرأة فقط بل دخل في سياقات معقدة . أبرزها اثنان ، أولهما سياق التقدم و التأخر الذي طرح على المجتمعات العربية و المسلمة. و السياق الآخر سياق الغزو الغربي و مقاومته .
الحجاب و أسئلة التقدم و التأخر
سنبدأ من السؤال الأول ، سؤال التقدم و التأخر ، الذي طرحته المجتمعات العربية و المسلمة على نفسها بعد احتكاكها بالغرب الغازي . و جسد نفسه في سؤال :
- لماذا تأخرنا و تقدم الغرب ؟
ثم السؤال الذي تلاه و هو :
- ما العمل ؟
تعددت الإجابات في هذا المجال . لكن يمكن إيجازها حتى اليوم بتيارين رئيسيين، أولهما أجاب على سؤال :
- لماذا تأخرنا ؟
بجواب بسيط هو :
- لأننا ابتعدنا عن ديننا ........
و بالتالي يصبح الجواب على سؤال :
- ما العمل ؟
هو العودة إلى الدين و الثقافة الإسلامية الصحيحة ، وعند هذا التيار صار التمسك بالحجاب جزءاً من منظومة العودة إلى الدين و بالتالي تجاوز التخلف ...
أما التيار الثاني فهو التيار التحديثي فقد أجاب على سؤال ما العمل ؟ بجواب هو أيضاً في جوهره مبسط . فاقترح تقليد الغرب بكل تفاصيل تجربته من الطعام و اللباس إلى الثقافة و حتى إلى اللغة و كل ذلك لتجاوز واقع التخلف . و المثال المتطرف لهذه الحالة هو السيد كمال أتاتورك و تجربة تركيا العلمانية . لقد فرض أتاتورك على الأتراك تقليد الغرب في اللباس ، فطالب المرأة بنزع الحجاب ، و ما زال هذا النهج مستمراً حتى اليوم . و وصل الأمر بالأتاتوركية أن أبدلت الحرف العربي بالحرف اللاتيني و كل ذلك حسب زعمها لتدارك تأخر الأتراك . لكن هذا ساهم في إدخال الأتراك المعاصرين بمأزق حضاري لا يجدون حلاً له حتى اليوم و لا يغرنكم ما تشاهدونه من هدوء ظاهري على السطح ، فالمرجل يغلي بما فيه و تركيا ضائعة بين غرب لا يقبلها و بين شرق تنتمي إليه و أضاعت لغة التواصل معه ........
و نشير هنا إلى أن كل تجارب النهوض في العالمين العربي و الإسلامي و حتى في العالم الثالث و على مدار القرن العشرين قامت على وهم اللحاق بالعالم الغربي ، و بالتالي اعتبرت التجربة الغربية مثلاً أعلى يجب بلوغه فاستنسخت التجربة الغربية بدرجات مختلفة . بعضها متطرف كحال تركيا و تونس و بعضها قليل التطرف . لكن الخيط الناظم لكل تجارب التحديث في العالم الثالث واحد ، و هو محاولة تقليد الغرب ، سواء عبر التمرد عليه أو عبر الإذعان له ، و قد فشل ذلك بالتجربة الواقعية فشلاً ذريعاً . فقد تبين أن طريق الغرب غير متاح لنا لأسباب لا كجال لتفصيلها الآن أهمها أن هناك استحالة واقعية لاستنساخ التجربة الغربية لسبب بسيط أن موارد الأرضي من ماء و مواد أولية و أكسجين لا تحتمل أن تستهلك شعوب الأرض كما يستهلك الأمريكان ، مثلاً ........
إن نهوض أمة مسالة أعقد من أن يتم استيراد وصفات جاهزة لها . فكل تجربة نهوض تصلح للاستعمال لمرة واحدة فقط . وهي غير قابلة للتكرار و بالتالي على كل أمة شق طريق نهوض خاص بها يستند إلى تاريخها و عاداتها و تقاليدها و موقعها الجغرافي و مواردها المادية و الظروف الدولية المحيطة بها .
و قبل أن نختم هذه الفقرة لا يفوتني أن أشير إلى وجود تيار ثالث ، و نحن بكل تواضع ننتمي إليه ، يعتقد أن النهوض و التحديث غير قابل للاستيراد بل تبدعه كل أمة بنفسها . ولا يصح أن يكون مستنسخاً من تجربة أخرى فكل أمة تشق طريقها بنفسها و هذا لا يعني أن تنغلق على نفسها فهي تستلهم تجارب الآخرين لكن لا تقلدها .........
لقد دخل الحجاب في سياق معركة التقدم و التأخر و لا يزال منغمساً بهذا السياق و سيبقى كذلك حتى تفكيك ثنائية : العودة للتراث مقابل تبني تجربة التحديث الغربية .
الحجاب و الغزو الغربي
السياق الثاني الذي انخرط الحجاب به هو سياق الغزو الغربي و مقاومته في المجتمعات العربية -الإسلامية فاكتسب حياة و تاريخية خاصة بل و منفصلة أحياناً عن كونه مجرد زي شعبي . لقد صار موضوعاً مشبعاً بالرموز والإيحاءات عند الطرفين : الغرب الغازي ، و العربي المسلم المقاوم .
منذ البدء ركز الغرب جهده لإخضاع العرب و المسلمين ثقافياً و حضارياً قبل أن يخضعهم عسكرياً ، و استمر بهذا الجهد بعد أن أخضعهم عسكريا من أجل إدامة سيطرته .
منذ أن بدأ الغرب محاولاته لغزو العالم العربي و الإسلامي برز الحجاب و بالتالي وضع المرأة في المجتمع العربي – الإسلامي كقضية محورية لدى الغازي و بالتالي ، كرد فعل ، لدى المدافعين عن حضارتهم....
فالحجاب بعد أن تم توسيع مفهومه من قبل الغربيين و إقرانه بالحريم لم يعد مجرد زي أو غطاء رأس بل صار رمزاً ثقافياً للمجتمعات العربية و الإسلامية . و ارتبط بذهن الغربيين بحجب المرأة و اضطهادها و جعلها مجرد أداة جنسية لمتعة الرجل ، فهو حسب زعمهم يلخص وضع المرأة العربية و المسلمة.و نسجوا حول ذلك أساطير يمتزج فيها الشغف بالاحتقار ، و الخيالات الجنسية الجامحة و النظرة إلى المرأة الشرقية كعاهرة لا عمل لها إلا إعطاء الرجل اللذة ، و في نفس الوقت كمضطهدة يحبسها الرجل .......
تقول جودي مابرو judy mabro . مؤلفة كتاب تصورات الرحالة الغربيين عن النساء في الشرق الأوسط :
(( و الحال أن أوربا قد سحرت بالحجاب و الحريم و نفرت منهما في آن واحد ، فقد عمل هذا الرمزان من جهة أولى ، على الحيلولة بين المراقب الأوربي و رؤية النساء أو الاتصال بهن مما أيقظ لديه مشاعر الإحباط و السلوك العدواني . أما من جهة ثانية فقد وفر فرصة الجموح بالخيال و التلويح بتجارب غريبة و شهوانية مع (( الجميلة المتحجبة )) و ((( درة نساء الشرق )) (2)
كما أن الغربيين شعروا بالعداء تجاه الحجاب :
(( هؤلاء النسوة المحجبات لم يكن النسبة للمصور لغزاً محيرا و حسب ، بل كن أيضاً بمثابة هجوم صريح عليه ، و لا بد من الاقتناع بأن النظرة الأنثوية المحدقة ترشح من خلال الحجاب هي نظرة من نوع خاص فهي إذ تركزها الفتحة الضيقة المخصصة للعين ، تشبه عين آلة التصوير ، أو العدسة التي تجعل من كل شيء هدفا لها )) (2)
إن الوصف السابق للمرأة ،التي تراقب الغربي الذي يحاول أن يصورها ليعرف ما في داخلها ، أجده ينطبق على المجتمعات العربية و الغربية التي اجتاحها الغربي بقوته العسكرية لكن لم يقدر على النفاذ إلى أعماقها و هو يشعر بهذا . فرغم الاستسلام الظاهري أحس أن هذه المجتمعات لم تستسلم بل تراقبه بعين ثاقبة و تحرمه من معرفة ما تخبأ في داخلها فيصاب بالغربي بالذعر و يصمم على هتك حجابها مهما كلفه الأمر .
لذلك قامت استراتيجية الغرب منذ البداية على اكتساب المرأة إلى صفه و استخدامها كحصان طروادة لاقتحام المجتمعات العربية و المسلمة ، و تجلى ذلك في الحركات النسوية الغربية التي تحاول سحب اهتمام المرأة إلى قضايا مثل الحجاب و الختان و تعدد الزوجات بعيداً عن التحرر من المستعمر (( و من الأمثلة على ذلك ما تورده تروبريدحهال في كتابها عن مصر في صورة ظليلة :
إيه أيتها النساء يا من تقاتلن من أجل الحرية أروع قتال و أنبله ، فلتنسين في الحال كل كفاح سياسي . إن المهمة الملقاة على عاتقكن لهي أعظم بما لا يقاس من الكم الذاتي لبلادكن. فلتنسين كل شيء ما عدا إلغاء تعدد الزوجات ، تلك اللطخة الشنيعة التي تشوه سمعة بلادكن الطيبة )) (2)
و صار لموضوع السفور و نزع الحجاب دوراً هاماً في استراتيجية كسب النساء العربيات و المسلمات لصالح طريقة الحياة الغربية .و قد تناول المفكر المارتينيكي – الجزائري المناضل فرانس فانون قصة الحجاب في الجزائر العربية المسلمة تحت الاستعمار الفرنسي ، و هي قصة رواها في كتابه (( سوسيولوجيا ثورة )) . و هي جديرة بأن تروى من جديد لأنها تلخص كل جوانب المسألة .
يذكر فانون أن قصة الحجاب في الجزائر بدأت عام 1930- 1935. و ذلك لتحطيم أصالة الشعب الجزائري . يقول :
(( ذلك أن المسوؤلين عن الإدارة الفرنسية في الجزائر ، و قد أوكل إليهم تحطيم أصالة الشعب مهما كان الثمن وزودوا بالسلطات لممارسة تفتيت أشكال الوجود المؤهلة لإبراز حقيقة وطنية من قريب أو من بعيد ، سوف يعملون على بذل أقصى مجهوداتهم ضد ارتداء الحجاب على اعتباره في الحالة الراهنة ، رمزا لتمثال المرأة الجزائرية . و لم يكن موقف كهذا نتيجة لحدس طاريء . إلا أن الأخصائيين في المسائل التي تدعى مسائل السكان الأصليين و المسؤولين في الدوائر المختصة بالعرب قد نسقوا أعمالهم بالاستناد على تحليلات علماء الاجتماع..............إلى الصيغة المشهورة : (( لنعمل على أن تكون النساء معنا و سائر الشعب سوف يتبع )) (1)
و يتابع :
(( و استطاعت الإدارة الاستعمارية تعريف نظرية سياسية محددة ، قائلة : (( إذا أردنا أن نضرب المجتمع الجزائري في صميم تلاحم أجزائه ، و في خواص مقاومته ، فيجب علينا قبل كل شيء اكتساب لنساء ، و يجب علينا السعي للبحث عنهن خلف الحجاب حيث يتوارين ، و في المنازل حيث يخفيهم الرجل )) (1)
و يشرح فانون كيف بدأت الحملة على الرجل الجزائري لإشعاره بالمهانة لأنه يسجن النساء و يضطهدهن و يبدأ الحصار الفرنسي للنساء بالنساء الفقيرات الجائعات . فالجمعيات النسائية توزع الدقيق و السخط على الحريم و الحجاب ، و بعدها يأتي دور النصائح العملية و يصار إلى حث النساء على التمرد و رفض التبعية لرجل و على نزع الحجاب .....
و يحاصر الرجل أيضا في العمل فيصبح موضع انتقاد زملائه الأوربيين و موضع انتقاد رؤسائه في العمل و يصبح توجيه أسئلة من نوع :
(( هل زوجتك سافرة ؟ لم لا تصطحب زوجتك إلى السينما و ألعاب الكرة و المقهى ؟ ))
و يتابع فانون أن الأوربيين يتبعون أساليب (( السيو )) في محاصرة الرجل الجزائري و هكذا فإن المدير يدعو الموظف الجزائري و زوجته بمناسبة أحد الأعياد كعيد الميلاد أو رأس السنة أو ببساطة في مناسبة خاصة بأعضاء الدائرة و لا تكون الدعوة جماعية ، و إنما يُطلب كل جزائري إلى مكتب الإدارة و يدعى بالاسم للمجيء بصحبة (( عائلته الصغيرة )) و باعتبار أن الدائرة هي أسرة كبيرة فلسوف ينظر نظرة سيئة إلى الذين يحضرون بدون زوجاتهم ، إنكم تفهمون اليس كذلك ؟
و يعاني الجزائري أمام هذا الإنذار الرسمي للقيام بالواجب لحظات صعبة في بعض الأحيان . فإن المجيء بصحبة زوجته معناه الاعتراف باندحاره و هذا معناه (( تعريض زوجته للمهانة )) و العمل على عرضها للأنظار و التخلي عن كيفية المقاومة . و يكون الحضور لوحده ، على العكس امتناعاً عن إرضاء رب العمل و هذا ما يجعل البطالة ممكنة . إن دراسة أية حالة تؤخذ بالصدفة و دراسة نمو الكمائن التي ينصبها الأوربي بقصد حصر الجزائري لكي يتميز و يعلن :
(( زوجتي محجبة و لن تخرج )) أو لكي يتخاذل و لسان حاله يقول : (( بما أنكم تريدون رؤيتها ، فها هي ذي )) و ما في الروابط و العلاقات من طابع سادي و فاسد سوف توضح باختصار ، على المستوى النفسي ، مأساة الوضع الاستعماري و التصدي الذي يجري خطوة ، خطوة بين نظامين ، أي ملحمة المجتمع المستعمر ( بالفتح ) بخصائصه في الوجود ، في مواجهة الأخطبوط الاستعماري
الحجاب . لقد أصبحت المرأة محورية في برنامج التدمير الثقافي الذي سنه المستعمر( بكسر الميم ) فهي التي ستحول الرجل بعد أن يتمكن من كسبها إلى جانب القيم الغربية ، و هي التي ستكون المعول الذي سيفتت الثقافة الجزائرية. يقول فانون عام 1959 ، أي بعد أربع سنوات من بداية الثورة الجزائرية :
(( إن الحلم بعملية ترويض شاملة للمجتمع الجزائري تجري بمعونة (( النساء السافرات المعاونات لرجل الاحتلال )) لم ينفك حتى يومنا هذا يراود عقول المسؤولين السياسيين عن عملية الاستعمار ))
و قد وصلت جدية البرنامج الاستعماري حول موضوع الحجاب أن تدخل الجنرال ديغول شخصياً بالأمر و ذلك عام 1958 في قسنطينة ، كما يتدخل جاك شيراك اليوم في باريس .
(( ففي تجمع في قسنطينة لاستقبال الجنرال ديغول في أكتوبر 1958 طلبت السلطات الفرنسية من بنت أحد الموظفين في إدارتها أن ترتدي الحجاب و تقف في صفوف المشاهدين الجزائريين ، حتى إذا صدر آمر التخلص من الحجاب من قبل ديغول ترمي هي بحجابها على انه استجابة للطلب الفرنسي ، و هذه البنت معروفة في قسنطينة ، و لم تكن قد ارتدت الحجاب في حياتها أصلاً قبل ذلك اليوم . و تجدر الإشارة إلى أن عدداً كبيرا من الفتيات الجزائريات كن سافرات آنئذ . و أن عددهن كان في تزايد . لكن طريقة نزع الحجاب هذه جعلت عددا من السافرات يرجعن على الحجاب حتى لا يتصور الناس أن سفورهن استجابة لطلب الزعيم الفرنسي )) (3)
يقول فانون :
((... كل حجاب منزوع يكشف للمستعمرين آفاقا كانت ممنوعة حتى ذلك الحين ، يبرز لهم قطعة فقطعة الجسد الجزائري المعرى و بعد سفور كل وجه تظهر روح المحتل العدائية و بالتالي آماله ، مضاعف عشرات المرات . و تعلن كل امرأة جزائرية جديدة سافرة ، إلى المحتل عن مجتمع جزائري ، تأذن نظمه الدفاعية بالتفسخ ، و انه مجتمع مفتوح و ممهد . و كل حجاب يسقط و كل جسم يتحرر من وثاق الحايك التقليدي و كل وجه يبرز لنظر المحتل الوقح ، الجزع يكشف على نحو سالبي بأن الجزائر قد بدأت بالتنكر لنفسها و تقبل بهتك سترها من قبل المستعمر ( بالكسر ) . و يبدو لمجتمع الجزائري مع كل حجاب مهجور ، انه يرضى بوضع نفسه في مدرسة السيد و أنه يقرر تغيير عاداته ، تحت إدارة و إشراف الاستعمار )) (1)
فإذا كان المستعمر ينظر إلى نزع حجاب المرأة الجزائرية على أنه وسيلة لهتك القيم الحضارية و الثقافية للمجتمع الجزائري و يبني استراتيجية الغزو و الهيمنة و الإلحاق على هذا الأمر فمن الطبيعي أن ينظر الشعب الجزائري إلى التمسك بالحجاب على أنه وسيلة من وسائل المقاومة للحفاظ على الشخصية الحضارية و لمقاومة التذويب في الثقافة الفرنسية و بالتالي مقاومة التلاشي حضاريا و سياسيا كما يريد له المستعمر ( بكسر الميم ) . و هنا نصل إلى الملاحظة النافذة لفرانس فانون :
(( و هنا نعثر على قوانين علم النفس الخاص بالاستعمار . هو أن الفعل و مشاريع المحتل هي التي تحدد في المرحلة الأولى مراكز المقاومة التي تنتظم حولها إرادة البقاء في شعب ما . إن الأبيض هو الذي يخلق الزنجي ، لكن الزنجي هو الذي يخلق صفات الزنجية )) (1)
و هكذا يصبح مفهوماً أن تكون رموز المقاومة العربية - الإسلامية رموزاً دينية في هذه المرحلة ، طالما أن الغازي الأمريكي يعلنها حرباً صليبية . و تشن أجهزة إعلامه و مراكز أبحاثه و مثقفيه و جيوشه حرباً على مدار الساعة على الإسلام ............
و يتابع فرانز فانون :
(( وردا على الروح العدائية الاستعمارية من حول الحجاب فإن المستعمر ينمي التعلق بالحجاب و ما كان عنصرا لا نصيب له من الاكتراث في مجموع متجانس ، اكتسب صفة التابو لذلك فإن موقف تلك الجزائرية من الحجاب سوف يقارن باستمرار بموقفها الكلي من الاحتلال الأجنبي )) (1)
إن الحجاب هو عنصر من عناصر الثقافة الوطنية في حالات الغزو ، كحالة الجزائر أو محاولة التذويب الحضاري و الثقافي ، كحال عرب و مسلمي فرنسا اليوم بحجة الدمج . و ليس بالضرورة أن تكون عناصر الثقافة الوطنية في الشعوب التي تتعرض للغزو متقدمة ، بل ربما بالضرورة أن تكون متأخرة و متخلفة بالنظر للحصار الذي تعانيه الثقافة الوطنية على يد الغازي . و هنا يلاحظ المفكر فرانس فانون الشرخ الذي تعاني منه الثقافة الوطنية تحت الغزو :
((فبينما يظل سواد الناس يتابعون تقاليدهم الراسخة المختلفة تماماً عن تقاليد الحالة الاستعمارية، ويظل الحرفيّون يتابعون شكليات صناعاتهم، نرى المثقف يندفع محموماً للأخذ بثقافة السلطة المحتلة، منتهزاً أي فرصةٍ لانتقاد ثقافته الوطنية، أو أنه يبالغ في مزايا ثقافته الوطنية بصورة حماسيةٍ سرعانَ ما تنطفئ، ويخبو نفعُها .....)) (4)
إن الغزو يسبب تجمدا للثقافة الوطنية لكنها تبقى ثقافة الأغلبية ، التي ستتمرد يوما بواسطة ثقافتها المتأخرة المنغلقة ، لكنها في الوقت عينه تحمل في جوفها النواة الصلبة التي لم تطلها يد المستعمر ، و التي ستكون ذات يوم أساس أي بناء راسخ ستقوم عليه نهضة الأمة ، إن أغلبية المجتمع ذات الثقافة المتأخرة التي لم تطلها يد المستعمر هي التي ستتمرد على الغازي ، كما ذكرنا . إنها أشبه بعملية تمر بها بعض الكائنات الحية فتحيط نفسها بغلاف قاس لتحافظ على حياتها و تقاوم ظروف الطبيعة غير المواتية و الموت ، و عندما تتحسن الظروف تراها تنتش بسرعة .
يقول فانون :
(( في البلد المستعمَر، تكون الوطنيةُ الأكثر إطلاقاً، الأكثرُ بدائيةً وخشونة، هي أكثرُ الوسائل حميّةً وكفاءة، للدفاع عن الثقافة الوطنية )) (4)
أي أن روح المقاومة تكون أعظم ما تكون عند الأمة المستعمرة ( بفتح الميم ) في العناصر الخشنة و البدائية من ثقافتها. و هي نفس الملاحظة التي سبقه إليها المرحوم المجاهد البشير الإبراهيمي، رئيس هيئة علماء الجزائر ، و هي الهيئة التي لعبت دوراً كبيراً في الحفاظ على عروبة الجزائر و عبر عنها بشكل بسيط ، فحمد الله على أن الأم التي ولدته و أرضعته و ربته كانت أمية لا تقرأ و لا تكتب لأنها لم تتعلم في مدارس الفرنسيين ( الوحيدة المتاحة في ذلك الوقت ) لذلك حافظ على نقاء لغته العربية في حين أن أبناء المتعلمات يرطنون بالفرنسية.
و في النهاية أقول دون أن يزول الغزو الغربي و يندحر العدوان و تمتلك أمتنا طريق نهوضها الخاص و تبدأ السير به سيبقى الحجاب موضوعاً محملاً بالرموز و الدلالات و الإيحاءات و سيبقى ميداناً لمعارك تتجاوز كونه غطاءا للرأس .

المراجع :
1- فرانز فانون – سوسيولوجيا ثورة ( ط1 1970 ) – دار الطليعة - ترجمة ذوقان قرقوط
2- كتاب تصورات الرحالة الغربيين عن النساء في الشرق الأوسط- جودي مابرو judy mabro - وجهات نظر العدد 36 يناير 2002و الكتاب كاملا من ترجمة د. ثائر ديب و نشر في سوريا قبل سنوات
3- الجزائر في سنوات التسعينيات (( بنيامين سنورا )) وجهات نظر العدد 36 يناير 2002
4- نقلاً عن مقال سعدي يوسف(( فرانز فانون وثقافة التحرير)) – مواقع الكترونية مختلفة منها موقع الكادر
5- مذكرات محجبة سابقة – محمد علي الأتاسي - ملحق النهار الثقافي يوم 15 شباط 2004.



#ثائر_دوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة .... صورة :ذاكرة الماضي من أجل الحاضر و المستقبل
- كيف تنتصر حرب العصابات ؟ مختارات من فانون -2-
- مختارات من فرانز فانون
- الغول الأمريكي نحو مزيد من الغوص في الرمال المتحركة العراقية
- شياطين بلبوس ملائكي
- إعادة تشكيل المشرق العربي
- بسيطة كالماء ....... واضحة كطلقة المسدس*
- هل ضاعت البوصلة أم فقد القباطنة أبصارهم ؟
- الموت الرحيم على الطريقة الأمريكية
- مبدأ ساترفيلد و مبدأ مونرو
- فهم السياسة بالهمس ؟ أم باللمس ؟ أم بالنظرات ؟
- دليل تعلم صناعة الثورة على الطريقة الأمريكية في عشرة أيام
- الاحتلال القبيح و الاحتلال الجميل
- المحافظون الجدد : من لم يمت باليورانيوم المنضب مات بسياسات ا ...
- انتهى درس الحداثة الاستعمارية يا غبي
- استنساخ التجربة الاستعمارية من الجزائر إلى العراق
- سلاح الذاكرة في وجه القتلة
- .........ديمقراطية السجون
- بغداد : الماء يشبه السلام لا تدرك قيمته تماماً حتى تفقده ( b ...
- شيطنة العدو صناعة غربية بامتياز


المزيد.....




- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ثائر دوري - من جديد عن الحجاب ،و التقدم و التأخر ، و الغزو......