أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - لمواجهة مرحلة التهويد العنصرية الجديدة















المزيد.....

لمواجهة مرحلة التهويد العنصرية الجديدة


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1229 - 2005 / 6 / 15 - 12:37
المحور: القضية الفلسطينية
    


مؤتمر جديد على نسق مؤتمر هرتسليا الترانسفيري، الذي عقد قبل عدة سنوات، يعقد في مدينة كرمئيل الجليلية التي اقيمت قبل اكثر من اربعة عقود على اراضي اهالي الشاغور (اراضي البعنة ودير الاسد ومجد الكروم ونحف) المصادرة ظلما وعدوانا تحت اليافطة التهويدية "تطوير الجليل"!
فالمؤتمر الذي اعد لعقده يوم الخميس القادم 16/6/2005 اتخذت اجندته عنوانا رئيسيا له بانه "مؤتمر الجليل 2005 – تطوير الجليل هدف قومي"!! وانه سيعقد في "الكلية الاكاديمية الهندسية اورط برافدا" في كرمئيل! وبرافدا "كلمة روسية تعني بالعربية الحقيقة" والحقيقة التي لا يستطيع منظمو هذا المؤتمر اخفاء مدلولها السياسي ان الهدف "القومي" من وراء عقده هو دفع عجلة تنفيذ المشروع التوسعي التهويدي الصهيوني على حساب اراضي اهل الجليل العرب، هذا المشروع الذي اقرته حكومة التمييز القومي، حكومة شارون – بيرس.
وبرأينا ان مؤتمر كرمئيل بعد غد الخميس يمكن اعتباره حلقة عضوية في اطار سلسلة المخطط الترانسفيري الذي جرى التداول حوله في مؤتمر هرتسليا لتغيير الموازنة الديموغرافية بين اليهود والعرب بهدف الحفاظ على اغلبية يهودية حاسمة في مختلف المناطق وفي الدولة عامة حفاظا على طابع يهودية الدولة. هذا عوضا عن حقيقة ان ما هو مطروح على اجندة مؤتمر كرمئيل هو مواصلة تجسيد سياسة تهويد الجليل المنتهجة بشكل منهجي منذ النكبة الفلسطينية وقيام اسرائيل والتي بموجبها جرت مصادرة اكثر من سبعين في المئة من اراضي القرى العربية المهجرة قسرا ومن القرى العربية الباقية والراسخة كعظمة في حلق السياسة العنصرية الصهيونية.
والمكتوب يقرأ من عنوانه، فللتداول حول "تطوير الجليل هدف قومي" لم تجر دعوة أي رئيس بلدية عربية، الا رئيس بلدية سخنين المحامي محمد بشير ولا رئيس بلدية طمرة، عادل ابو الهيجاء ولا حتى رؤساء السلطات المحلية العربية المجاورة لكرمئيل للمشاركة في التداول، الامر الذي يعني ان العرب خارج مخطط تطوير الجليل، وان التوجه لا يعدو كونه توجها انتقائيا عنصريا معاديا لمواطني الجليل العرب ولا يستهدف سوى تطوير تهويدي للجليل، هذا من جهة، ومن جهة اخرى، فقد دُعي للمشاركة والتداول قباطنة سياسة التهويد والمصادرة والتمييز القومي العنصري من رئيس الحكومة ارئيل شارون الى نائبه شمعون بيرس الى الوزيرة ليمور ليفنات، الى ايرز كرايسلر رئيس المجلس الاقليمي مسجاف المعروف بمواقفه العنصرية الى سامي بارليف رئيس بلدية كتسيرين ورئيس "دائرة تطوير الجليل" وعدد من رجال الاكاديميا من البروفيسورية "المتخصصون" في مجال التهويد "التطويري".
ان ما يجعلنا نؤكد بان هذا المؤتمر لا يعدو كونه مؤتمرا تهويديا يعد لتجسيد مرحلة جديدة من التهويد العنصري لتضييق الخناق على تطور وحياة العرب في مدن وقرى الجليل العربية، ان "الشخصية البارزة "على طاولة التداول في هذا المؤتمر العنصري هو نائب رئيس الحكومة، شمعون بيرس رئيس حزب "العمل" ووظيفة ومهمة شمعون بيرس في حكومة شارون انه الوزير المسؤول عن "تطوير الجليل والنقب"!! أي بمعنى آخر، ومن حيث المدلول السياسي، فان مسؤولية بيرس هي العمل لتجسيد الخطة التهويدية التي جرى بلورتها واقرارها في ديوان رئاسة الحكومة وباشراف من ارئيل شارون نفسه في شهر ديسمبر/ كانون الاول الفين واربعة الماضي واتخذت عنوانا "خطة الطوارئ لانقاذ النقب والجليل" على ان يباشر بتنفيذ مراحلها في العام الفين وخمسة. ووفقا لهذه الخطة يجري رصد سبعة عشر مليار شاقل لتمويلها وتجنيد المصادر من ميزانية الدولة ومن الوكالة اليهودية ومن متبرعين ارباب رؤوس اموال صهاينة ومؤيدي سياسة التوسع العدواني الرسمية الاسرائيلية. وان الهدف من وراء هذه الخطة "القومية" و"لانقاذ النقب والجليل" هو تغيير الطابع والوزن الكمي والنوعي للموازنة الجغرافية والديموغرافية في النقب والجليل لمصالح اليهود. وان تجسيد هذا الهدف يتأتى عن طريق دفع وتشجيع وتوجيه اكثر من مليونين ونصف المليون يهودي للاستيطان في الجليل والنقب! وعندما نشرت هذه المعطيات عن هذه الخطة الديموغرافية العنصرية في حينه حذرنا من المخاطر الجدية المرتقبة بالنسبة لحياة وتطور ووجود المواطنين العرب في النقب والجليل. فتوجيه اكثر من مليون ونصف يهودي للاستيطان والاقامة في النقب سيؤدي الى تصعيد الهجمة السلطوية لتنفيذ برنامجها المرسوم ضد القرى العربية غير المعترف بها، وتجسيد مؤامراتها لترحيل اهالي هذه القرى والاستيلاء على اراضيهم وتهويدها وبهدف اقامة مستوطنات ومزارع يهودية مخصخصة عليها مقابل تركيز العرب البدو في تجمعات اشبه ما تكون بالجيتوات. كما لم نستبعد توطين بعض اوباش المستوطنين على الارض العربية المصادرة بعد اخلاء بعض المستوطنات من المناطق المحتلة.
حذرنا في حينه بان الخطة الحكومية العنصرية تستهدف من وراء توجيه مليون ومائتي مستوطن يهودي للاستيطان في الجليل تضييق الخناق على المدن والقرى العربية في الجليل، وأكدنا على مخاطر مصادرة نهائية للاراضي العربية الواقعة تحت سلطة نفوذ المجالس القطرية اليهودية مثل مجلس مسجاف القطري وغيره. فمصادرة هذه الاراضي وتهويدها نهائيا يعنيان عمليا حرمان المدن والقرى العربية التي تعاني من الاكتظاظ الصارخ ومن الازمة السكنية الخانقة من امكانية التوسع والتطور وتحويلها الى "معسكرات اعتقال" مغلقة تساعد ارباب الابرتهايد والعنصرية الترانسفيرية على دفع عجلة "الترانسفير الطوعي" للاجيال الشابة العربية الى بلاد دنيا الله الواسعة بحثا عن الحد الادنى لشروط الحياة الانسانية، بحثا عن المأوى ومكان العمل. وليس من الصدفة بمكان ان من ابرز المتحدثين في مؤتمر كرمئيل التهويدي العنصري هو رئيس مجلس مسجاف القطري! ايرز كرايسلر. فتتحت سلطة نفوذ هذا المجلس تقع وبشكل تعسفي اراض واسعة تابعة، ملكية لاهالٍ من مدينة سخنين العربية، اراض يصل بعضها الى عتبة دور ومبان في سخنين. وبلدية سخنين واهلها يطالبان بتوسيع مسطح القرية لضم هذه الاراضي تحت سلطة نفوذ بلدية سخنين وذلك لمواجهة الاختناق الاكتظاظي السكني ولتلبية حاجات المدينة من تطوير البنية التحتية. ومدينة سخنين اليوم وبفعل سياسة المصادرة ونهب الاراضي السلطوية، اصبحت اشبه ما تكون بالجيتو، معسكر اعتقال، تحيطها الاسلاك الشائكة والمناطق العسكرية على ارضها المسلوبة. واللص السلطوي الرابض في مجلس مسجاف القطري يخطط لمصادرة وتهويد اراضي اهالي سخنين الواقعة تحت سلطة نفوذه. ولهذا فان هبّة رئيس بلدية سخنين المحامي محمد بشير ومناشدته مختلف الاوساط والمؤسسات والتيارات السياسية اليهودية والعربية لمواجهة وافشال المخطط التهويدي العنصري المطروح على اجندة مؤتمر كرمئيل، هي هبة ومناشدة في محلهما ويستدعيان الاستجابة لهما من قبل جميع انصار الدمقراطية والمساواة والتعايش الحقيقي القائم على مبادئ العدل والمساواة في الحقوق.
اننا نحذر حكومة القهر القومي العنصرية الشارونية – البيرسية، من مغبة ان تقود سياسة التهويد العنصرية المطروحة اليوم الى انفجار يوم ارض جديد. لا تستفزوا جماهيرنا فنحن لسنا ابدا ضد تطوير الجليل ولكن بشرط ان يخدم هذا التطوير المصالح الحقيقية لجميع سكانه من اليهود والعرب. ولا يمكن ان نقبل بسياسة عنصرية تهمش عمليا اكثر من 46% من مجمل سكان الجليل الذين يقطنون في مدن وقرى عربية تعاني اكثر من غيرها، وبسبب سياسة المصادرة والافقار الحكومية، من الضائقة السكنية والفقر والبطالة ومن معالم التطور الحضاري (التصنيع وغيره). ولهذا فاننا نضم صوتنا الى صوت رئيس بلدية سخنين مناشدين كل القوى الخيّرة، اليهودية والعربية، الى اوسع وحدة صف كفاحية، جماهيرية سياسية، وعلى مختلف الصعد السياسية والبرلمانية، لافشال المخطط العنصري الانتقائي الذي يرسي قواعد الابرتهايد في هذه البلاد. ونحن اذ نحيي موقف ونضال "خط بديل في الجليل" ضد هذا المخطط العنصري، فاننا ندعو جميع المنظمات والتنظيمات والحركات السياسية والجماهيرية الى ان تحذو حذو "خط بديل في الجليل". فبالتهويد لا يمكن بناء جسور التعايش بين شعبي هذه البلاد، بل يهدم هذه الجسور، وجماهيرنا بنضالها الدؤوب خلال سبع وخمسين سنة اكدت لقباطنة سلطة القهر القومي انها تركل بارجلها سياسة تعايش الذئب والحمل، الفارس والفرس ولن ترضى بديلا لحقها بالمساواة الكاملة القومية والمدنية، حقها الشرعي هذا بحكم مواطنتها كجزء عضوي من جدليتها مع هذا الوطن، وطنها الذي اصبح مشتركا للشعبين.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصيلة جنونية للانفاق العسكري: هل يوجد أي أمل بالسلام مع سلاط ...
- لمواجهة متطلّبات وتحدّيات الحاضر والمستقبل: خطوات جدية لتوحي ...
- هل تسلّم الجماهير العربية رقبتها ومصيرها الى - الفشّ الطالع ...
- مع إضاءة الشمعة الـ 81 : الشبيبة الشيوعية كتيبة ثورية نضالية ...
- مع إضاءة الشمعة الـ 62 من عمرها المتجدد -الاتحاد- الصرح الحض ...
- عالبروة رايحين!
- في أول ايار 1958: الشيوعيات الكفرساويات يخترقن الحصار!
- رسالة شارون في -عيد الحرية- عبودية!
- خطة شارون – نتنياهو الاقتصادية عمّقت فجوات التقاطب الاجتماعي
- مدفع نمر وصمدة ذيبة
- طَرْش العنصريين وصمة عار للرياضة
- رمانة أم الفهد عصيّة على الموت
- في ارجوحة المخططات التآمرية التصفوية: ألصراع على الحق بالوطن
- يوم الأرض مش يوم خبيصة
- ماذا تمخّض عن قمة الجزائر؟
- بعد سنتين من احتلال العراق: لا بديل لإنهاء الاحتلال الانجلوا ...
- الصمود والوحدة والتضامن
- عنزة ولو طارت
- على ضوء لقاء الاحزاب الثلاثة في عمان: مبادرة الانطلاقة
- حين يلعب الاحتلال بالقانون الدولي!


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - لمواجهة مرحلة التهويد العنصرية الجديدة