أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صبري المقدسي - النصوص المسيحية المقدسة















المزيد.....

النصوص المسيحية المقدسة


صبري المقدسي

الحوار المتمدن-العدد: 4311 - 2013 / 12 / 20 - 09:27
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


النصوص المسيحية المقدسة
تعود المسيحية بجذورها الروحية والأخلاقية الى اليهودية، التي تتشارك معها في الإيمان بكتاب يسمى العهد القديم. ويتكون الكتاب من كتب التوراة الخمسة (توراه) وكتب الشريعة(كتوبيم) وكتب الانبياء (نبويم)، إضافة الى الكتب المسيحية الأساسية التي تسمى بالأناجيل مع رسائل بولس الرسول وأعمال الرسل والرسائل الرعاوية وكتاب سفر الرؤيا للقديس يوحنا الانجيلي.
وتعني كلمة العهد: الميثاق أو الوصية Covenant (الميثاق بين الله والانسان)، الذي بدأ مع ابراهيم وتجدد مع النبي موسى حينما تلقى الناموس (لوحي الوصايا)، وتمّ كمال العهد مع المسيح يسوع (إبن الانسان ـ ابن الله).
وينظر بعض المسيحيين الى العهد القديم والى تاريخه وأنبيائه على أنه الكتاب الخاص باليهودية(الكتاب العبراني)، ولا يحتاج المسيحي الى إستعماله في صلواته أو طقوسه الدينية. في حين أن معظم الآباء المفكرين للمسيحية يرون أنه من الضروري إستخدام العهد القديم مع العهد الجديد لمعرفة خطة الله الخلاصيّة وجذورها العبرية اليهودية. وأما العهد الجديد فهو الكتاب الخاص بالمسيحية والذي تجد الكنيسة فيه مع العهد القديم غذاءَها وقوتها، إذ أنها تتلقى منه كلمة الله. ويحتوي بحسب المسيحية على الحقيقة الموحى بها من اللهً، والتي دونت فيه بإلهام من الروح القدس. ولهذا تحيط الكنيسة، الكتاب المقدس بالإحترام والإجلال. ولا تنظر المسيحية إلى كتابها المقدس بالمُنَزل، بل تعدّه كتاباً موحىً من الله. لأن المسيحية ديانة الكلمة المُتجسّد(يسوع المسيح) الذي تدور حوله الكتب المقدسة جميعها من سفر التكوين في التوراة الى سفر الرؤيا اليوحناوية.
كان المسيحيون الأوائل يستخدمون النصوص المكتوبة من قبل بعض الرسل والمفكرين المسيحيين في طقوسهم الكنسيّة ويعدّونها نصوصاً مقدسة، وذلك منذ القرن الميلادي الأول. وأختار آباء الكنيسة 27 نصاً من هذه النصوص وجمعوها في ما سُمي بالعهد الجديد. ويتكون العهد الجديد من (الأناجيل الأربعة ـ متى ومرقس ولوقا ويوحنا، وسفر أعمال الرسل، ومن الرسائل الرسولية المُرسلة الى الكنائس 21 رسالة، مع سفر الرؤيا ليوحنا الانجيلي). ويُعطي آباء الكنيسة وعلماء الكتاب المقدس (الكاثوليك والبروتستانت)، تواريخ تقديرية عن كتابة الاناجيل:
• انجيل مرقس: كتب بين سنة 68 ـ 73 ميلادية.
• انجيل متى: كتب بين سنة 70 ـ 100 ميلادية.
• انجيل لوقا: كتب بين سنة 80 ـ 100 ميلادية.
• انجيل يوحنا: كتب بين سنة 90 ـ 110 ميلادية.
ويُسمي العلماء، الأناجيل الثلاثة الأولى بالأزائية synoptic Gospels ، لكونها تتشابه في القواعد الأساسية نفسها مع الإختلاف في الخصوصيّات وفي طريقة التحليل والعرض، ما عدا إنجيل يوحنا الذي له خصوصيّته الفريدة من نوعها، إذ تختلف طريقته اللآهوتية عن الثلاثة الأولى، مع الإحتفاظ في طبيعة الحال، على الركائز الإيمانية نفسها كما في الأناجيل الإزائية.
فالكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد: "قد أوحي به من الله وهو مُفيد للتعليم وللتقويم وللتهذيب بالبر" 2 تيموثاوس 3/ 16. والغاية منه هي لتعليم المؤمنين، وهو المرجع الوحيد مع التقاليد الكنسيّة (بحسب الكنيسة الكاثوليكية) للدين والإيمان. ويعدّ الكتاب المقدس بأسفاره الثلاث والسبعين(46 سفراً للعهد القديم و27 سفرا للعهد الجديد)، كتاباً متكاملا في وحدته، نوراً ومصباحا لسبيل المؤمنين في كل أمور حياتهم الروحية والتربوية والأخلاقية، لا يناله الزوال الى المنتهى، لأن أسفاره من وحي إلهي، تحتفظ بقيمتها الروحية والخلاصية الى الأبد. ولذلك كل من يقرأ الكتاب المقدس بصدق وحسن نية يرى بأنه كتاب واحد يجمعه وحدة الموضوع والهدف، ويدور بأسفاره حول شخص واحد هو (يسوع المسيح). والوحدة الموجودة في مواضيعه، يعدّها المفكرون معجزة حقيقية رغم أنه كتب في فترة زمنية تتجاوز 2600 سنة، وإشترك في كتابته 49 كاتباً، وفي مختلف المهن والإختصاصات البشرية، ومن مختلف الخلفيات الإجتماعية والأدبية والإقتصادية، إذ منهم: الملك والراعيً والطبيب والصيادً والفيلسوف والشاعر والقائد العسكري والعشار والرئيس للوزراء. وتمت كتابته في أماكن متنوعة مثل روما وبين النهرين ومصر، أي أنه كتب في ثلاث قارات (آسيا وأفريقيا وأوروبا). وتختلف مواضيعه من الأخلاقية الى الأدبية والتاريخية والحكمية والتربوية والتشريعية والنبوية والسير الذاتية مع أسلوب الشعر والمقالة والمثل والحكاية والقصة والإقصوصة والاسطورة وتراجم حياة ومراسلات ومذكرات شخصية وألوان من الاسلوب المسرحي المأساوي.
عملت الكنيسة على تثبيت قانونية الكتاب المقدس في القرن الخامس الميلادي، وفي زمن البابا (إينسنت الأول Pope Innocent I ) وإختارت بالإجماع الأناجيل الأربعة (متى ومرقس ولوقا ويوحنا). وكان ذلك من خلال مجامع عديدة مثل(مجمع روما سنة 382 Council of Rome) ومجمع (هيبو سنة 393 Synod of Hippo ) ومجمع (كارثيج سنة 397 و 419 Synods of Carthage). وأعطت تلك المجامع الشرعية لتثبيت قانونية الكتب المقدسة، وأصبحت الحافز القويّ لظهور الترجمة الأولى للكتاب المقدس من قبل المطران "ايرونيموس جيروم" وتحت إدارة البابا "داماسوس" سنة 382 ميلادية الى اللغة اللآتينية والمعروفة بترجمة (الفولغاتا Vulgate).
وتعدّ (العبرية والآرامية)، اللغتات الأصليتان بالنسبة الى العهد القديم وأما اللغة اليونانية فهي اللغة الاصلية بالنسبة الى العهد الجديد. وظهر الكتاب المقدس بكامله في اللغة الانجليزية ولأول مرة في القرن الرابع عشر. وترجم المُبشرون المسيحيون الكتاب المقدس بعد ذلك التاريخ الى كل اللغات المكتوبة في العالم.
نبذه عن تاريخ الترجمات للكتاب المقدس:
• الترجمة السبعينية للعهد القديم الى اليونانية وهي ترجمة الكتاب العبراني الذي يُسمى في المسيحية بالعهد القديم الى اللغة اليونانية لأول مرة في التاريخ البشري، وهي من أشهر الترجمات اليونانية. وقد بدأت بترجمتها لجنة من العلماء اليهود تحت رعاية بطليموس فيلادلفوس عام 285 ق.م. وسُميّت بالسبيعنية بسبب اشتراك سبعين شيخا يهوديا قاموا بالترجمة في مدينة الاسكندرية المصرية.
• الترجمة القوطية سنة 312 ميلادية، وقد قام بها الاسقف أولفيلاس ولا تزال محفوظة في المخطوطات.
• الترجمة الى اللغة اللاتينية في سنة 382 ميلادية، من قبل المطران "ايرونيموس جيروم" والتي سُميّت بالفولغاتا(الشعبية) وهي الترجمة الكاثوليكية الاولى التي تعتز بها الكنيسة وتعدّها دليلا قويّا على شرعيّتها الرسولية القديمة وتاريخها العريق.
• الترجمة القبطية الاولى؛ وقد أنجزت في القرن الميلادي الثالث، وما تزال تستعمل في الطقوس المسيحية للكنيسة القبطية في مصر والسودان واثيوبيا والكنائس القبطية في المهجر.
• الترجمة السريانية الاولى للكتاب المقدس والتي انجزت في القرن الرابع الميلادي وسُميّت بالبشيطا(البسيطة)؛ وما تزال تستخدم في الطقوس الكنسيّة للكنائس الشرقية الآشورية والكلدانية والسريانية.
• الترجمة الى اللغة الصينية؛ وقد انجزت من قبل المبشرين المشرقيين(كنيسة المشرق) في سنة 640 ميلادية وقدمت الى الامبراطور الصيني(تاي تسونغ).
• الترجمة الأرمنية في القرن الخامس؛ وتستعمل من قبل الكنيسة الأرمنية الارثوذكسية والأرمنية الكاثوليكية في طقوسها الكنسية الى يومنا هذا.
• الترجمة السلافية القديمة؛ وقد أنجزت في القرن التاسع الميلادي وما تزال تستعمل في الكنائس الارثوذكسية في روسيا والبلدان التي تنتشر فيها الجاليات الروسية.
• الترجمة الانجليزية من اللغة اللاتينية؛ وقد أنجزت من قبل (جان ويكليف) سنة 1384 ميلادية، ومُنعت من التداول في مجمع اكسفورد سنة 1408.
• الترجمة الالمانية باستعمال الحروف المعدنية ولأول مرة في ماينز بألمانيا؛ وقد أنجزت في سنة 1450 ميلادية. وطبعت بعد ذلك بالايطالية في سنة 1471 ميلادية، ثم بالفرنسية والهولندية والاسبانية.
• الترجمة الى الالمانية؛ وقد إعتبرت من أشهر الترجمات جميعها وتمت من قبل المصلح البروتستاني الكبير (مارتن لوثر) في سنة 1532، حيث ترجم الكتاب بكامله الى الانجليزية في سنة 1526 م. وأشتهرت بعدها ترجمة (مايلز كوفردال) التي عرفت بأسم الملك هنري الثامن.
• الترجمة الى اللغة الصينية في سنة 1615 ميلادية، مع ترجمة النصوص الطقسيّة؛ وقد أثرت على انتشار المسيحية السريع في هذه الفترة وأوقفتها الاضطهادات القاسية من قبل الأباطرة الصينيين.
• الترجمة العربية الاولى التي أنجزت في اشبيليا(اسبانيا) سنة 724 ميلادية. والترجمة التي انجزها ابن العسّال من اللغة القبطية الى اللغة العربية في 1250 ميلادية، حيث طبع الكتاب المقدس ولأول مرة سنة 1645 ميلادية، ثم تلتها الطبعات الاخرى في لندن سنة 1657 م. وتلتها كذلك الطبعة التي أشرف عليها المطران سركيس الرزّي في روما سنة 1671م. ثم طبعة فارس الشدياق سنة 1865 والمعروفة بترجمة البستان ـ فاندايك.
• ترجمة الآباء الدومنيكان في الموصل والتي طبعت في عام 1878 ومن بعدهم قام الأباء اليسوعيون في بيروت بعمل ترجمة طبعت في سنة 1880 ميلادية.
مع الترجمة العربية الحديثة الصادرة عن جمعيّات الكتاب المقدس والترجمات الكاثوليكية الجديدة. والترجمة المشتركة لجمعية الكتاب المقدس وهي ترجمة من قبل لجنة من اللاهوتيين الكاثوليك والإرثوذكس والبروتستانت بصياغة الشاعر يوسف الخال. والترجمة التفسيرية وهي ترجمة مشتركة لدار الكتاب المقدس وضعتها لجنة مؤلفة من علماء الكتاب المقدس ولاهوتيين من مختلف الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والإنجيلية. وبلغت الترجمات العالمية للكتاب المقدس أكثر من 2.200 لغة ولهجة، ويُمثل هذا الرقم ثلث اللغات المعروفة في العالم ويبلغ عددها أكثر من 6.500 لغة ولهجة.



#صبري_المقدسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيحية: هل هي ديانة أم مُجرّد تعاليم أخلاقية وإنسانية
- نشوء المسيحية: البيئة والخلفية التاريخية
- المُختَصر في تاريخ المسيحية
- مفهوم الله في المسيحية
- العقائد المسيحية
- أساسيات الإيمان المسيحي
- تعاليم يسوع أجوبة مستفيضة عن الحقيقة والحياة ومعناها
- ميلاد المسيح تجسيد حقيقي لروح الأخوّة والمحبة والفرح والسلام
- خلق الانسان بحسب الألواح السومرية(قراءة جديدة للألواح السومر ...
- السومريون وانجازاتهم الحضارية والعلمية
- السومريون: اصلهم وجذورهم
- الرموز لغة صورية حية
- الصلاة: سلاح ذو حدين
- الثقوب السوداء: مكانس كونية تحير العلماء الى اليوم
- الاحلام: رسائل رمزية باطنية تحمل معان مستقبلية
- الفضاء والانسان
- مفهوم الله في الاديان والثقافات العالمية المختلفة
- قصص الخلق في الديانات والثقافات المختلفة
- حقائق كونية فلكية
- الجاذبية الثقالية: سبب الوجود والاستقرار في الكون العملاق


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صبري المقدسي - النصوص المسيحية المقدسة