أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صبري المقدسي - السومريون: اصلهم وجذورهم















المزيد.....

السومريون: اصلهم وجذورهم


صبري المقدسي

الحوار المتمدن-العدد: 4137 - 2013 / 6 / 28 - 11:37
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



ظلت الحضارة السومرية النواة الأساسية التي انطلق منها العقل البشري في نموه وتطوره، وفي جميع المجالات الحضارية والعلمية منذ وقت مبكر يرقى إلى أوائل الألف الرابع قبل الميلاد. إذ تطور الانسان السومري قبل غيره من البشر في العالم القديم. فصنع وابتكر كل ما يحتاجه من الأدوات والمستلزمات الصناعية، كالأدوات الزراعية المختلفة، وأدوات البناء والصيد، بالاضافة الى اختراع الكتابة والتشريعات الأخلاقية والقانونية والمنطق والهندسة وعلم الفلك والأدب والشعر، والتي دونوها في عهدهم على الرقم الطينية التي صنعوها من الطين المتوفر على شواطئ نهري دجلة والفرات.
وبسبب كثرة الحفريات والتنقيبات التي جرت في الستينات والسبعينات من القرن الماض، وكنتيجة للاكتشافات الجديدة التي وجدها الآثاريون الغربيون والعراقيون عن الحضارة السومرية، اصبح لدينا اليوم معارف جديدة تؤكد على خصوصية تلك الحضارة وتميزها الفريد. إذ عرفت الحضارة الإنسانية بدايات نشوئها متمثلة في أرقى حضارة زراعية وصناعية عرفها الانسان. هذا مما دفع بالعلماء والمؤرخين الوقوف كثيرا عند كتابات السومريين ودراسة تاريخهم دراسة جديدة، والنظر في معالم حضارتهم، وتتبع آثارهم ومخلفاتهم، والتأمل في آدابهم الدينية والروحية، ومن ثم الإقرار الواضح والاكيد من قبل معظمهم بإعتبار الحضارة السومرية المهد الاول للحضارات، والمفتاح الاساسي للمعرفة الإنسانية، والتي ساهمت في إغناء الحضارات الاخرى في العالم القديم بكل ما تحتاجه من معالم التمدّن والتطوّر. وتدل الأبحاث المعاصرة أيضا على أن القصص التوراتية في سفر التكوين والتصورات الدينية لدى اليونانيين والمصريين والآشورين والكلدانيين، لها مثيلاتها من القصص في الملاحم السومرية الأسطورية.
وكلما بحث العلماء في موضوع السومريين وانجازاتهم الحضارية والعلمية العظيمة، برز السؤال المهم والمحيّر ، " ما هو أصلهم؟! وما هي جذورهم؟!". إذ كان موضوع السومريين وهجرتهم الى جنوب العراق لغزا لم يعرف حقيقته الآثاريون والمؤرخون منذ أن جاء ذكرهم ولأول مرة في كتابات الباحث اليهودي (يوليوس أوبرت) في عام 1869 وذلك بعد عثوره على ألواح طينية كثيرة في منطقة (نينوى) الموصل في شمال العراق. ولاحظ ذلك العالم أن اللغة المكتوبة على اللوحات الطينية تختلف عن اللغات المعروفة آنذاك، كالأكدية والآشورية والبابلية والكلدانية. وتوصل الى نتيجة مهمة مفادها وجود شعب غريب وعريق، بدأ الحضارة في جنوب وادي الرافدين، يُعد من أقدم الشعوب في العالم القديم قاطبة. ولكن المشكلة بقيّت محصورة في أصول وجذور هذا الشعب، ومناطق سكناه الأصلية التي هجر منها الى جنوب وادي الرافدين (العراق).
ولذلك انشغل العلماء والمؤرخون في الغرب والشرق بتقديم نظرياتهم المختلفة عن أصول هذا الشعب وجذوره لعهود طويلة. ومنهم الباحث الفرنسي (جورج رو) الذي اقترح نزوحهم من المناطق الشمالية لوادي الرافدين، نتيجة لتزايد السكان وقلة الموارد. وشاطره في الرأي كل من الدكتور طه باقر والدكتور فاضل عبد الواحد علي، والدكتور فوزي رشيد. ومنهم أيضا العالم الأيطالي (سبتينو موسكاتي) الذي أكد في كتابه (الحضارات السامية القديمة) على انهم أناس محليون عاشوا في جنوب العراق لآلاف السنين، وبلغوا مرتبة عالية من الحضارة والتمدّن، ولكنهم عجزوا عن بناء دولة خاصة وقوية. ولهذا كانوا عرضة للهجوم والتعدي من جيرانهم. وإدعى غيره من العلماء على انهم جاءوا من حوض بحر ايجة أو هم جبليون انحدروا من المناطق المرتفعة في الأناضول. وآخرون إدعوا على أنهم جاءوا من التيبيت أو من جبال همالايا. وغيرهم قالوا بأنهم تواجدوا دائماً على أرض وادي الرافدين منذ العصور الحجرية الحديثة. والبعض الآخر من العلماء قالوا بأنهم جاءوا من مناطق الاهوار في ايران أو هم من سكان الخليج العربي، خرجوا منه، بعد أن غمرت مياه البحر العربي والمحيط الهندي سهولهم، فانتقلوا الى جنوب العراق. ولم يكتف الباحثون بكل تلك التفسيرات والتأويلات بل ذهب بعضهم الى أرجاع أصلهم الى هنغاريا وأوروبا الوسطى لوجود بعض التشابه بين اللغتين السومرية والهنغارية القديمة. ولاحظ بعض العلماء ايضا وجود علاقة بين اللغة السومرية واللغة السنسكريتية، ولذلك ذهبوا الى ان اللغة السومرية واللغات السنسكريتية الهندية، تشترك بصلات رحم قوية. ومنهم أيضا من إقترح بأن المناقشة في أصل السومريين وجذورهم مجرّد وهم صنعه الكهنة البابليون، ولا قيمة للبحث في هذا المجال، ولا يوجد شعب اسمه سومري، ولا لغة اسمها اللغة السومرية.
لم تثبت كل تلك النظريات والفرضيات عن أصل وجذور السومريين لعدم وجود دلائل وقرائن ثابتة تؤكد ما يقوله العلماء والمؤرخون، إذ بقيت في نطاق التخمين والافتراض، وخاصة أن اللغة التي تكلم بها السومريون والموجودة على الالواح الطينية، ليست لها ما يشابهها من اللغات المنقرضة أو المتداولة آنذاك، الى أن جاء العالم (زكريا هتشن) بنظريته التي تنص على أن السومريين أخذوا علومهم من كائنات فضائية أو هم من أصول فضائية جاءوا الى الأرض من كوكب آخر.
وعندما اطلعت على تلك النظرية عن طريق كتاب العالم المذكور (الكوكب الثاني عشر) ومع كتب الباحث (فان دنكن) وغيرها من الكتب والمصادر الاخرى بالاضافة الى المقالات العلمية والافلام الوثائقية والتي ترجمت الى معظم اللغات العالمية. وجدت ما نشروه ثورة تصحيحية جديدة في عالم التاريخ والفكر والثقافة والدين. وهناك ايضا العديد من الذين يعتبرون تلك النظرية اقرب الى العقل من جميع النظريات التي بحثت في أصل السومريين ومصدر حضارتهم. لأننا بواسطتها نستطيع حل الكثير من الإشكالات التي لم يكن حلها ممكنا عبر التاريخ. ومن تلك الاشكالات: التطور المفاجىء للسومريين ومن دون سابق انذار، وفي كل المجالات الحضارية المختلفة. وكيفية حصول السومريين على كل تلك العلوم والمعارف من دون أي تدرج واضح في هذا الظهور. والأمر الغريب الآخر، وهو كيفية تطور الدين لديهم، بحيث كانوا من أكبر الشعوب ايمانا وتدينا في تلك الفترة. بالاضافة الى الحل الاكبر الذي يكمن في العقدة الداروينية (الحلقة المفقودة)، التي كانت عقدة مستعصية لدى العالم الانكليزي (تشارلس داروين) في نظريته عن (أصل الأنواع). ويفتح هذا الحل الأخير مجالا واسعا لإعطاء الاجوبة للكثير من الاسرار والتصورات لدى الديانات العالمية التي طالما كانت صعبة الفهم والادراك حتى للمؤمنين بها ولقادتها الروحانيين. بالاضافة الى قبول وجود عوالم أخرى أكثر تطوراً من عالمنا، وعدم اعتبار الانسان الكائن العاقل الوحيد في هذا الكون الفسيح والواسع الاطراف.



#صبري_المقدسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرموز لغة صورية حية
- الصلاة: سلاح ذو حدين
- الثقوب السوداء: مكانس كونية تحير العلماء الى اليوم
- الاحلام: رسائل رمزية باطنية تحمل معان مستقبلية
- الفضاء والانسان
- مفهوم الله في الاديان والثقافات العالمية المختلفة
- قصص الخلق في الديانات والثقافات المختلفة
- حقائق كونية فلكية
- الجاذبية الثقالية: سبب الوجود والاستقرار في الكون العملاق
- شجرة الحياة: رموزها ومعانيها ودلالاتها اللاهوتية
- المجرات: جزر كونية في الفضاء العملاق
- كيف ولدت التقاويم
- البهائية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
- الطاوية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
- الديانة السيخية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
- الجاينية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
- الكونفوشيوسية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
- الشنتوية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
- البوذية: المنشأ والجذور والعقائد الروحة
- الإسلام: المنشأ والجذور والعقائد الروحية (ج 2)


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صبري المقدسي - السومريون: اصلهم وجذورهم