أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الرزاق السويراوي - سلام لمانديلا واللعنة على زعامات التسلط














المزيد.....

سلام لمانديلا واللعنة على زعامات التسلط


عبد الرزاق السويراوي

الحوار المتمدن-العدد: 4309 - 2013 / 12 / 18 - 23:09
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أحيانا ينعدم منطق المقارنة بين شيئين رغم شرعيته , فللمقارنة معاييرها مثلما للشرعية معاييرها أيضاً . نيلسون مانديلا الزعيم الذي رحل أخيراً , هو نمط خاص وفريد للمناضل الذي يشعر معه المرء , كأمثاله من الذين أفنوا حياتهم من أجل مبادئهم , يمزج القول بالفعل . فقوله فعلٌ. وفعله ترجمة أمينة لما يعتقده ويراه صحيحاً بعيداً عن كلّ شعارات الزيف والكذب الذي يتقن فنونه زعماءُ الظلّ و الزور المتسلطين على شعوبهم , فيعملون على العكس مما يعلنون . فلا نجد في أفعالهم غير محاربة مواطنيهم وتدمير الدنيا , من أجل البقاء على سدّة الحكم . ومن هنا ربما يأتي عدم مقبولية المقارنة بين نيلسون مانديلا كمناضل يطبّق ما يقوله بإتجاه الحرية والسيادة وإستقطاب شعبه دون تمييز ونضاله التحرري ضد التمييز العنصري , وبين نمط لزعماء , يقولون ما لا يفعلون . ومن أقواله كمصاديق على ذلك "حاربْتُ ضد سيطرة البيض، وحاربت ضد سيطرة السود، لقد كنت أسعى من أجل مجتمع حر ديمقراطي يعيش فيه الجميع بسلام وتكون الفرص فيه متساوية. هذا هو المثال الذي أتمنى أن أعيش من أجله وأن أحققه." هكذا كانت إمنياته ,بل هكذا هي سجيّته المفعمة بالنبل الوطني والإنساني , يقول " وإذا اقتضت الحاجة، فأنا مستعد للموت في سبيل هذا." فهل أخلّ بوعوده ؟ كان يفهم ما هي تبعات وقيمة ان تكون زعيماً يرتهن مصير الملايين من شعبك بما تسلكه وتقرّره , فالزعامة الحقيقية الناجحة , هي ملكُ أتباعها وليس العكس , كما هو عليه حال ( زعمائنا ) الذين قلبوا المعادلة لتكون الجماهير في خدمتهم وليس العكس , وهذا شقُّ آخر يجعل من المقايسة بين زعيم كمانديلا وبين ( زعماء ) تُسْفكُ دماء شعوبهم يومياً , ربما بتحريض منهم , أو في الأقل , أنها تتم بمباركة منهم .
ويقول مانديلا ايضا " "يبدو أن قدر المحاربين من أجل الحرية ألاّ ينعموا باستقرارٍ في حياتهم الشخصية ... أن تكون بمثابة الأب لدولة , شرفٌ كبيرٌ، لكن أن تكون الأب في أسرة , فهذا مدعاة سعادة غامرة."فأين هو الشرف الكبير يا زعمائنا لأن تكونوا أباءً لملايين من مواطنيكم ؟ وهل تذوقتم فقدان نعمة الإستقرار لحياتكم الشخصية والعائلية , وأنتم تسكنون القصور والفلل ؟ أو ليس الأمر معكوساً تماماً ؟ ألم يكن كلّ جهدكم الحثيث من اجل منافعكم الشخصية من خلال سرقة المال العام , علناً وجهاراً ؟ . إذاً كم هو الفرق بين مانديلا وهؤلاء الزعماء ؟ حتى اننا سمعنا , بأنّه حتى الفيفا أمرَتْ بتنكيس الأعلام حزناً وأسفاً على المناضل الكبير نيلسون مانديلا فضلا عن حزن ملايين الأحرارمن العالم , بينما زعماء الخردة , يُلعنون صباحاً ومساء , وهم أحياءٌ , بل يُبصقُ على شاشات التلفاز التي يظهرون عليها بوجوههم الكالحة . من هنا يموت منطق المقارنة بين ميّتٍ رحَلَ وهو حيٌّ من خلال إخلاصه لقضيته ومبادئه . وبين أمواتٍ وهم أحياءٌ يعتاشون على ما تكسبه أيديهم وأفعالهم الشيطانية من فواحش السياسة وقذاراتها على حساب مصالح شعوبهم .



#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتخابات المقبلة : فرصة كبيرة للتغيير قد لا تتكرّر
- فتوى سعودية جديدة ولكن ...
- أربع قصص قصيرة جدا
- الزمن الجميل !!!
- صلاة ( موحّدة ) !!!
- غياب القانون في مؤسسات الدولة !!
- إذا كثر الباطل ...
- حينما يكذب طارق عزيز !!
- الدم العراقي : بين أجهزة كشف المتفجرات وكشف كرات الغولف
- ثلاث قصص قصيرة جدا
- قصّتان قصيرتان جدا
- تراتيل / 2
- عُذراً أيّها السياسة !!!
- دمعةُ حِبْر
- حزّورات أمْ مفارقات ؟؟؟
- العراق وحرب الملفّات السرية
- شرور
- رجاء
- صَقرُ إفليّحْ
- إزدواجية المعايير في الرواتب التقاعدية


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الرزاق السويراوي - سلام لمانديلا واللعنة على زعامات التسلط