أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - الحيرة كانت من أقوى الاسباب ( 9)














المزيد.....

الحيرة كانت من أقوى الاسباب ( 9)


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 4305 - 2013 / 12 / 14 - 11:20
المحور: الادب والفن
    




إنمـا الأمـم الأخلاق مـا بقيـت فإن هم ذهبت أخلاقـهم ذهبــوا - أحمد شوقي.

لربما أدركتْ ثمينة ناجي بسليقتها إن "وراء الأكمة وماوراءها“ خلال حديثها مع زوجها حسين الرضي عشية إختياره سكرتيرا للحزب بعد إقصاء حميد عثمان. فلنعد قراءة ماكتبتها في ص 98 من كتابها، ثانية، ولنقف قليلا عند تفسيرها لدواعي فزعها أثناء تلقيها إجابة زوجها على سؤالها له عما يفعل في المستقبل:((نعود مرة أخرى الى سلام فبعد انتهاء اجتماع حزيران عاد سلام ليلاً والاجهاد الشديد باديا عليه، فسألته عن قرارات الاجتماع، فأجابني قائلا: لقد جُمدت عضوية حميد عثمان في اللجنة المركزية، وانتخبوني بدلا عنه سكرتيرا للجنة المركزية. فقلت له على عادتي كلما يتسلم مهمة جديدة، ” وما هي خطتك في المسؤولية الجديدة“؟ اجابني: توحيد الحزب والقضاء على الانشقاقات والعمل على إقامة الجبهة الوطنية.
ارتفع صوتي قائلة بفزع ... عن أية وحدة تتحدث؟ لقد اصبحت بيننا ( أقصد الحزب) وبين منظمة راية الشغيلة هوة عميقة !
سألني: ما هو اعتراضك؟
قلت له : ماذا سنقول للناس بعد أن ثقفناهم بعدم شيوعية جماعة الراية؟))
ولكن الأيام أثبتت بأن إلانقلاب الذي حصل داخل قيادة الحزب الشيوعي العراقي في حزيران 1955، بكيفية تختلف تماما عن ما ترويها ثمينة ناجي وحيثياته الحقيقية لم تكن الحيثيات التي ذكرها ناصر عبود في المقابلة التي أشرت اليها في الحلقة السابقة عند مقارنتها بما سمعته عن الموضوع من حميد عثمان، قد مهد، إن كان مخططا لها أو لم يكن، لهيمنة جماعة راية الشغيلة على قيادة الحزب* وتوجيه مساره و احتكارهم حتى كتابة تأريخ الحزب الشيوعي بمنهجية، خالية تماما من التحقيق الموضوعي المطلوب والحيادية التامة مِنْ مَنْ يتصدون لكتابة التأريخ. إعتمدت منهجيتم في التدوين على الترديد حد الإجترار الممل، وإصدار أحكامهم بعد إجراء محاكمات غيابية، صورية، معتمدين على تأليه طرف ورفع رموزه وتعظيم مأثره ونضالاته الى سمت السماء والاستهانة والإسفاف بالطرف الأخر، المغضوب عليه، بتصغيره وتبشيع صورته وانزاله الى اسفل السافلين، لإخفاء المسؤوليات التأريخية التي تقع عاتقهم. وتُحاول ثمينة ناجي، من طرفها، تكملة مهامهم، بإبعاد نظر كل من إهتم بمعرفة الحقيقة وحاول تجلي خلفيات وتداعيات هذا الانقلاب ومألاته، وما محاولتها في ص 122، دحض حتى تساؤول ضمني ل(زكي خيري) بوجود: (( صفقة ثنائية بين سلام عادل وجمال الحيدري)) إلا مثال على تلك المحاولة.
كرد فعل، مؤثر، لهذا الاسلوب المستند على تنزيه النفس وتدنيس الأخر يكتب أحد أطراف الصراع الشيوعي-الشيوعي، عزيز الحاج، ما يلي:
((والملاحظ ايـضا مغازلات الجماعة مع السلطة وابداء الخوف عليها من التآمر الاستعماري. واسأل ماذا ميز تحليلاتنا الجديدة حول السلطة عن تحليلاتهم؟ عملا بانهم صاروا يسافرون للخارج علنا وبجوازات رسمية ويشاركون البعث في بعض النشاطات داخل العراق وفي المؤتمرات الخارجية، وذلك قبل استيزارهم عام 1972. وفي اوائل 1970 ذهب مكرم الطالباني باسم اللجنة المركزية (وكما اورد بهاء في مذكراته) لمقابلة البكر رئيس الجمهورية لينقل له اخبارا وصلت اللجنة بواسطة السفارة السوفييتية عن (مؤامرة قومية ايرانية) مزعومة. وبسبب تلك الخبرية اعتقل في ليلة واحدة العشرات من الابرياء واعدم بلا محاكمات في ليلة واحدة اكثر من خمسين شخصا بريئا بينهم ابن الزعيم العشائري الوطني عبد الواحد الحاج سكر (راهي). لقد كانت اللجنة تحاول بكل السبل كسب البعث والتحالف معهم مع ان القمع كان يطال بعض كوادرهم المتقدمة من حين الي آخر كما وقع للشهداء: ستار خضير ومحمد الخضري وشاكر محمود وعبد الامير سعيد.))
وبالمقابل أثر حميد عثمان الصمت الكلي وأوصاني بغض النظر تماماً عن هذا "التأريخ” وتجاوز كل ما يُقال أو يُكتب عنه، إن كان سلباً أو ايجابا. واستطيع أن أزعم، الأن، بأنني بدأت استوعب الحكمة التي كانت وراء هذه التوصية عندما أتذكر أحاديثه معي، وتوقعاته وتوقيتاتها، واقارنها بما كُتبْ وكيف كُتبْ ومن كَتب وهذا الحضور القوى “لشبحه“ في كتاب ثمينة ناجي، وعند أخرين عندما كتبوا عن "واقعة إقصاءه"، وحيثياتها متجاهلين تداعياتها، لإضافة الكثير من الغموض عليها وتسويفها. وبدأ اليقين عندي يتبلور بان الصمت لم يكن عملاً ب (إن لم تستحي فاعمل ما شئت)، كما كنت أعتقد بسذاجتي، وانما ليقينه، النابع من حساباته السياسيه، وإرهاصاته وإستشعاره المسبق بأي إتجاه تتجه حركة الزمن، عندما كان الأخرون يسندون، بإرتخاء وترهل، ظهورهم الى جدار كان يُبهرهم الجزء الظاهر المطلي منه ويضيفون بدورهم الطلاء عليه طبقة فوق طبقة، في الوقت الذي كان حميد عثمان يتأمل في الخياس والعفونة التي يخفيها الطلاء والتزويق وكيف تنخر في أسس هذا الجدار العملاق، وإن الوقت كفيل بإجلاء الحقيقة وبعد أن ينقشع الضباب، كنتيجة حتمية لحركة الزمن، و ينهار الجدار .
(يتبع)
*استنادا الى نص ورد في مقال ل(جاسم الحلوائي ) منشور في موقع الناس الالكتروني يوم الثلاثاء 11 / 6 / 2013 تحت عنوان "حسين سلطان صبّي ومصيره المؤسف":
(( فصار لزاماً عليّ أن أضع بعض النقاط على الحروف لاخراسه واخراس أمثاله** ومَن وراءهم مِن عتاة أعداء الشعب العراقي والحزب الشيوعي العراقي...
أما ما جاء نصاً في كتابي فهو ما يلي :
"وقد التحقت بالمنظمة المنشقة (راية الشغيلة) كوكبة لامعة من كوادر الحزب، أثبتت الحياة إخلاصها وجدارتها في مقدمتهم الرفيق عزيز محمد والذي تبوأ، بعد وحدة الحزب واستشهاد سلام عادل، الأمانة العامة للجنة المركزية طوال 29 عاماً. والتحق بها الشهداء جمال الحيدري وحمزة سلمان وحسن عوينة ونافع يونس وعدنان البراك وإبراهيم حكاك، ومن الكوادر أيضاً الرفاق عادل مصري وعبد الرزاق الصافي وسلام الناصري وإبراهيم شاؤول وعادل سليم وكاظم فرهود ويوسف حنا وعبد الحسين خليفة وغيرهم”))
** المقصود من قبل جاسم الحلوائي هو خالدحسين سلطان.



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كانت الحيرة من اقوى الاسباب (8)
- الحيرة كانت من أقوى الأسباب ( 7 )
- الحيرة كانت من أقوى الاسباب (6)
- الحيرة كانت من أقوى الاسباب (5)
- الحيرة كانت من أقوى الأسباب ( 4 )
- الحيرة كانت من أقوى الأسباب (3)
- الحيرة كانت من أقوى الاسباب (2)
- الحيرة كانت أقوى الاسباب (1)
- هل يقع مسعود البارزانى فى الفخ؟
- بعد قراءة متأنية لأخر أقوال مسعود البارزانى
- حكاية تصفية أول برميل نفط فى كوردستان (1)
- أنا و زوجتى وأمى فى المشمش (3)
- هل الزمن الكوردى أسير حلقة مغلقة ! (2)
- هل الزمن الكوردى أسير حلقة مغلقة ! (1)
- أنا وزوجتي وأمي في المشمش(2)
- أنا و زوجتي وأمي في المشمش (1)
- الوعي بدلا من الوهم/ إشكالية الإسم (5)
- القضية الكوردية وحز بالبحث العربي الاسترالى في العراق( إقرأ ...
- الوعي بدلا من الوهم/ إشكالية الإسم (4)
- عقدة حميد عثمان


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - الحيرة كانت من أقوى الاسباب ( 9)