أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سالم أعمر حداد - العلاقات المغربية – الجزائرية وإعلام التحريض والفتنة















المزيد.....

العلاقات المغربية – الجزائرية وإعلام التحريض والفتنة


أحمد سالم أعمر حداد
(Ameur Hadad Ahmed Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 4303 - 2013 / 12 / 12 - 02:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"ليست الأخبار والحقيقة نفس الشيء." والتر ليبمان

رفضا لترّهات تلك الكذبة الكبرى المعروفة "بالإعلام المستقل"، والتي تؤثر بشكل عميق في مجريات العلاقات الدولية،والأوضاع الداخلية لمختلف الدول عبر العالم، لا يوجد حسب اعتقادي إعلام مستقل بقدر ما توجد مصالح مستقلة؛ تلك المصالح التي يتصارع أصحابها عبر منابر إعلامية متعددة تدور كلها في فلك جهة سياسية، أو أمنية، و في أحسن الأحوال قوة مالية يعود إليها فضل حياة هذه المؤسسة الإعلامية أو تلك.

من خلال هذه الفرضية الشخصية يتجلى حجم الخطر الذي يحيطه الإعلام بمستقبل الشعوب،يشكل حاضرها ويصنع مستقبلها، وفق لعبة المصالح، وعبر تسويق مضلل لأوهام التعددية والاستقلالية الإعلامية، بينما حقيقة الخطاب الإعلامي، على الرغم من تنوع مصادره غالبا ما يكون معبرا عن مصالح القوى المجتمعية والسياسية والنخب الاقتصادية والعسكرية المتنافسة حول المقدرات المادية داخل بلد معين، أو في بلدين متصارعين.

تظهر تجليات التأثير السالب للإعلام في السياسات الخارجية، والعلاقات الثنائية بين الدول من خلال معضلة العلاقات المغربية-الجزائرية، التي بات من الواضح أنها تدور في أفلاك المنابر الإعلامية للبلدين الجارين، التي لم تستطع الخروج من ذهنية العداء والعداء المضاد، وتتعامل من منطلق فرضية ثابتة تكاد تكون صنما إعلاميا،تفيد أن المغرب والجزائر لا يمكن أن يكونا إلا في وضع العداء والصدام، وأصبح مؤكدا أن المغرب والجزائر الذين يجمعهما الكثير ويؤهلهما إلى علاقات أكثر عمقا وثمارا على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وان التعاون بينهما ممكن وبشكل سريع إذا تركتهما لوبيات الإعلام ولم توتر علاقاتهما الثنائية، بشكل يكاد يصبح خطا تحريريا ثابتا.

عند مطالعتي لما تبثه أجهزة الإعلام المغربية والجزائرية، أصاب بالرعب وترتعد فرائصي وأجدني أمام صحفيين شداد غلاظ،حانقين باستمرار، و ماسكين بالرشاشات بدل الأقلام، ولا صوت يعلو فوق صوت التصعيد والتحريض والنبش في ملفات التاريخ والحروب الماضية، حيث تغيب الحكمة والدبلوماسية، وتعمد التأثير السالب على صناع القرار، وشحن الجمهور من الشعبين الشقيقين، بكل أحاسيس الكراهية المتبادلة، وتعبيد الطريق أمام الفتنة؛ وفي أحايين كثيرة اتهم محركات البحث على الانترنت،بإحالتي إلى مقالات وريبورتاجات تتعلق بالصراع الأزلي بين الفلسطينيين والكيان الفيروسي في منطقة الشرق الأوسط المسمى إسرائيل، بدل إحالتي على مواقع بلدين شقيين مثل المغرب أو الجزائر.

صحيح أن البلدين الشقيقين بينهما تاريخ طويل من الجفاء والعداء،وصل إلى حد حرب الرمال سنة 1963 ، لكن إعادة تناول موضوع حرب الرمال في إعلام البلدين، في ظل الظروف الإقليمية والدولية الحالية التي تفرض التنسيق والتعاون في جميع المجالات، يأتي لأسباب غير إعلامية تروم صب الزيت على نيران العلاقات الثنائية بين البلدين، ولا تجد من يقول أن على المغرب والجزائر الاستفادة من تاريخ الدول الغربية التي تتحد وتتكاثف اقتصاديا وأمنيا دون اكتراث لملفات التاريخ التي تلم العديد من الحروب الكونية والأحقاد التاريخية بين القوي الغربية.

وصحيح أن البلدين الجارين بينهما خلاف حاد وتنافر في وجهات النظر بخصوص قضية الصحراء،لكن لا تجد من يقول أن قضية الصحراء أصبحت لعبة أممية كبرى تدور في فلك مصالح القوى العظمي الجيوسياسية،وفي أدني مستوياتها أنها قضية تتعلق بالخيارات المتخذة من طرف سكان الأقاليم الصحراوية المخيرين بين المسار الاممي وخيار الاستفتاء المستحيل، أو مسار إقليمي يعرض مبادرة واقعية تروم منح الأقاليم الصحراوية حكما ذاتيا يديرون من خلاله أمورهم السياسية والاقتصادية؛ ولا شك أن الصحراويين يدركون ما ينهي معاناتهم ويصلح مستقبلهم. و أتمنى أن تتوقف أجهزة الإعلام في البلدين عن تويتر العلاقات الثنائية، بحجة الدفاع عن الصحراء والصحراويين، فأهل مكة أدرى بشعابها.

يشجعني كل ما سبق على القول بأن الأدوار السالبة التي تقوم بها اليوم جل أجهزة الإعلام المغربية والجزائرية على حد السواء، شبيهة بحملة التحريض والكراهية التي قادتها أجهزة الإعلام الأمريكية لصالح خدمة الأغراض الخاصة للرئيس الأمريكي تيودور روزفلت فيما يتعلق بتغطية حادثة غرق البارجة "مين" في ميناء هافانا في ظروف كانت بعيدة في قدرة الصحف على التحقق منها في ذلك الحين. أو تغطيات حوادث خليج تونكين الشهيرة التي استغلها الرئيس الأسبق ليندون جونسون بصورة مماثلة لينتزع من الكونغرس قرارا يمنحه سلطة جارفة لتوريط الأمة الأميركية في حرب فيتنام، بعد استغلال مفرط لأجهزة الإعلام المؤثرة ؛ أو الأدوار التي لعبتها أجهزة الإعلام في حرب الخليج الثانية،وما يسمى بالحرب على الإرهاب، وكيف استخدمت اللوبيات المالية والعسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية أجهزة الإعلام الدولي بهدف حشد الرأي العام العالمي ضد العراق وروجت لقرار الحرب عبر استخدام الدعاية الصريحة والدعاية الرمادية التي كانت بارزة في هذه الحرب ومنها حملات التلويث الإعلامية التي صاغتها مؤسسات الدعاية بشكل عام.

أنا لا ألوم الإعلاميين المغاربة، أو الجزائريين على خيار التخندق كقوة دفاع أمامية هجومية وشرسة لصالح رغبات ومصالح قوى المال والسياسة والعسكر في البلدين، فتلك خياراتهم وهم بلا شك أحرار في اتخاذها، لكن قد أطالبهم بالتوبة الإعلامية وتحويل محطات أنظارهم إلى جوانب عديدة بديهية وأكثر ايجابية عند تغطية العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين المغرب والجزائر،بدل التركيز المنهج على المشاكل أو اختلاقها، ومحاولة تقمص أدبيات الموضوعية والحياد وتنويع الخطاب الإعلامي الذي دمغ بالحقد والجفاء وأجواء الحرب منذ سنوات عديدة. لأنه كما قال والتر ليبمان " ليست الأخبار والحقيقة نفس الشئ " فهل من نقاش إعلامي في هذا الاتجاه ؟ ألم يحن الوقت بعد إلى بحث منهجية جديدة في التعاطي الإعلامي مع العلاقات المغربية- الجزائرية ؟ أليس حريا بالصحفيين المغاربة والجزائريين لعب أدوار جديدة تمتن جسور التقارب الثقافي والسياسي والأمني، بدل صناعة الحروب الإعلامية وما تحمله من مخاطر على مستقبل ومصالح البلدين؟.



#أحمد_سالم_أعمر_حداد (هاشتاغ)       Ameur_Hadad_Ahmed_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوباما وروحاني متشابهان !
- العلاقات المغربية – الجزائرية...رأي خارج السياق
- حكومة الإسلاميين الثانية و مقولة الاستثناء المغربي؟
- هل حلف قبيلة الرقيبات - حزب الاستقلال ضرورة سياسية ملحة؟
- الربيع العربي يتعرى على الأرض السورية
- الخدع السياسية تغير الشرق الأوسط إلى الأسوأ
- الكويت في الزمن الاخواني ومستقبل الأنظمة الملكية العربية
- ورقة بنموسى و جدار تدهور الثقة بين الصحراويين وأجهزة الدولة
- عكاز محمد السادس...حكمة ملك يؤسس لملكية شعبية ومستقرة
- وزير الخارجية الدكتور سعد الدين العثماني ورؤيته للعلاقات الم ...
- كرامات - الولي الصالح - ألأممي كريستوفر روس؟
- الأزمة السورية ومستقبل تركيا السياسي
- تأثيرات التسلح الايراني على السياسة والأمن في الشرق الأوسط
- الأزمة السياسية الكويتية والأمن الخليجي
- المعارضة السياسية الكويتية وقرار المحكمة الدستورية حل مجلس ا ...
- ضرورات اغتيال الربيع العربي...وعودة المثقف العربي إلى رشده
- المملكة المغربية ومخاطر تدجين السلطة للصحافة الالكترونية
- إعادة انتخاب بوتين والنظام الدولي
- عدوان الناتو على ليبيا
- عدم سقوط مقولة الاستثناء المغربي


المزيد.....




- السيسي يعزي البرهان هاتفيا في وفاة نجله بعد تعرضه لحادث سير ...
- مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون يتحدثون عن أيام لإتمام صفقة الر ...
- مقتل 5 فلسطينيين في الضفة الغربية
- وسائل إعلام فلسطينية: -حماس- وافقت على المقترح المصري لوقف إ ...
- القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية تصدر بيانا بشأن وفاة ...
- قوات كييف تهاجم قرية موروم بطائرتين مسيرتين
- دراسة أمريكية: السجائر الإلكترونية تضر بنمو الدماغ
- مصر.. القبض على المتهم بالتعدي على قطة في محافظة بورسعيد
- الأسد: في ظل الظروف العالمية تصبح الأحزاب العقائدية أكثر أهم ...
- مصر.. الحبس 3 سنوات للمتهمين بقتل نيرة صلاح طالبة العريش


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سالم أعمر حداد - العلاقات المغربية – الجزائرية وإعلام التحريض والفتنة