أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - القوى العلمانية وصياغة الدستور ..!















المزيد.....

القوى العلمانية وصياغة الدستور ..!


هادي فريد التكريتي

الحوار المتمدن-العدد: 1225 - 2005 / 6 / 11 - 10:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ساهم قانون إدارة الدولة، الذي أعدته إدارة الاحتلال ووافق عليه مجلس الحكم السابق ، على تجاهل وجود حركة سياسية عراقية متجذرة في المجتمع العراقي منذ بدايات الحكم الوطني ، متمثلة بأحزابها الوطنية ذات النهج العلماني والبرامج الوطنية ، الخالية من الطروحات الطائفية ،. فإدارة الاحتلال تجاوزت هذا الواقع لتعارضه مع نهجها ومصالحها الحيوية ، ولن يحقق لها الغرض الذي ترمي إليه غير نص يُُشرع ، في هذا القانون ، يكرس الطائفية الدينية ، المفرقة لتلاوين المجتمع العراقي ، وهو ما يهدف ويؤسس لفرقة وتناحر طائفي ـ عرقي بعيد المدى ، ويفجر قنابل موقوتة بين مكونات الشعب العراقي ، وهذا ما شرعت له إدارة الاحتلال ، وبذلك خلقت الظروف الموضوعية لقيام حكم طائفي في البلاد ..وقد ُكرس هذا النهج في تشكيل الجمعية الوطنية وأدخل في قوام تشكيل الحكومة ، تم اعتماد المحاصصة الطائفية كما شرعها قانون إدارة الدولة ، وقد تحقق ما أراد له أن يكون نهجا لاحقا في كل مؤسسات الدولة والتشكيلات الحكومية القادمة ، فإن استمر هذا النهج وانعكس في نصوص الدستور الجديد فسيخلق وضعا غير مستقر في المجتمع العراقي ، وسيؤسس لواقع تناحري بين الطوائف العراقية وتجزأة للوطن الواحد ...، من هنا تبرز مسؤولية القوى الوطنية الليبرالية ، والديموقراطية والقومية ، واليسارية والشيوعية وكل العلمانيين والغيارى على وحدة ومستقبل العراق ، في تجاوز كل خلافاتهم ، والدخول في حوار وطني مفتوح مع كل القوى التي ترى في النهج الطائفي دمارا للمجتمع والعودة به إلى ما قبل الحكم الوطني ..التجربة العراقية غنية بهذا الشأن ، فعندما انفرط عقد التحالف بين أطراف جبهة الاتحاد الوطني تم الاجهاز على ثورة 14 تموز التحررية , ولم يكن الخاسر هو التيار الوطني الديمقراطي أو الشيوعي أو اليساري ، بل الشعب العراقي بكل مكوناته دفع ثمنا غاليا في 8 شباط 1963، وعندما تشضت قوى اليسارالوطني والشيوعي نتيجة لخلافاتها الفكرية والتنظيمية منذ العام 1964عاد البعث مجددا في العام 1968 للسلطة ، ومارس أساليب جديدة ومستحدثة في تمزيق الحركة الشيوعية واليسارية وعموم القوى الديموقراطية ، لينفرد بالحكم وفق نهج جديد وخادع ، حيث انطلت أساليبه الديماكوكية على جبهة اليسار كله وبكل تلاوينه ، ومنذ ذلك الوقت وحتى اللحظة دفعنا ولا زلنا ندفع ثمنا باهظا نتيجة لهذه الأخطاء ..من الضروري إسقاط كل التجارب التي مرت بها الحركة الوطنية والديموقراطية على واقعنا المعاش حاليا ، فتشرذم التيار الديموقراطي واليساري الشيوعي ، قاد بالأمس إلى هزيمة مخجلة في الانتخابات الأخيرة ، وإن بقي الحال على ما هو عليه ، وتم تشريع الدستور وفق منظور إسلاموي ـ طائفي فالهزيمة ستؤسس ليس على غياب التيار الديموقراطي عامة ،واليسار الشيوعي ، خاصة ، من الساحة العراقية ، بل الهزيمة ستلحق بالتيار العلماني بكل أطيافه ولسنين طويلة ، ولن يكن بمقدور أيا كان التنبؤ بالنتائج المدمرة التي ستلحق بالمجتمع ، ولنا في إيران الإسلامية قدوة بما حصل .. لذا فالحوار المطلوب بين كل التيارات العراقية المناهضة للطائفية بغض النظر عن برامجها السياسية ، ليس فقط توحيد أو تقارب رؤاها من أجل تشكيل قائمة انتخابية واحدة بل وأيضا من أجل التصدي لصياغة دستور وفق الشروط التي يتنادى لها التيار الطائفي وتتناغم منطلقاته ، والذي سيحدد مسار ومستقبل كل القوى العلمانية ، على مختلف توجهاتهم الفكرية والسياسية في الوطن ..
يطرح التيار الاسلاموي ـ الطائفي مسارا محددا لتشريع الدستور ، أولا : احترام الهوية الإسلامية للشعب العراقي ( احترامها من قبل من ؟).ثانيا :أن يكون دين الدولة الرسمي هو الإسلام .ثالثا:الإسلام المصدر الرئيسي للتشريع .رابعا:ألا يسن قانون مخالف للثوابت الإسلامية..مع احترام الأقليات الدينية والقومية والمذهبية (.كيف ستحترم هذه الأقليات ؟) إن هذه الشروط تجرد العراق وشعبه من كل ثقافته ومعرفته العلمية ، على مر العصور ، وتقتل كل فكر حر فيه وتحجم كل مواهبه ، كما أنها تؤجج من التناحر والصراع الطائفي في المجتمع العراقي ذي الطوائف المتعددة ..فما تقدم من شروط لصياغة الدستور ، النتيجة المنطقية لها ، تحديد نهج صارم لا يحيد عما هو عليه الوضع في إيران ، الترتيب لحكم طائفي ، بولاية فقيه أو دونها ، لا فرق ، وإن كان الناطقون باسم هذا التيار يحجمون عن الإفصاح علانية عما في ضمائرهم وما يضمرون ، تقية ، فالرغبة " المؤجلة " هي في إعلان حكم طائفي ، إلا أنهم يدركون أن الظرف وتوازن القوى غير مواتية في الظرف الحالي، كما أن المجتمع العراقي غير ميال بطبعه إلى زج الدين في متاهات السياسة ليغوص في ساحاتها لتنزع عنه قدسية الإيمان ، وتجرده من القيم الإلهية العليا التي لا تلتزم بها المبادئ السياسية ..وعلى الرغم من وضوح التعارض بين النهج الديني ـ الطائفي والمبادئ الديموقراطية التي تنص على المساواة في الحقوق والواجبات ، بين الرجل والمرأة ، وبين منتسبي الأديان والطوائف الأخرى أمام القانون ، إلا أن دعاة زج الدين بالسياسة يناورون ، لبعض الوقت ، في قبول هذه المبادئ المخالفة للتشريعات الطائفية الموسومة بالإسلامية ، حيث يمكن تعديلها في وقت لاحق وفق نهجهم ، وحادثة القرار 137 لا زالت طرية في الأذهان.. إن الأحزاب التي تنحو نحو تطبيق حكم إسلامي ـ طائفي ، يؤدي في النهاية إلى إلغاء أي مظهر من المظاهر المدنية ، فالتعددية تفهم من قبلهم على أساس طائفي وليس على أساس فكري وسياسي ، لذلك قد أوجدوا شرطا ، جزائيا ، وهو ألا ُيسن قانون مخالف للثوابت الإسلامية ، والثوابت الإسلامية كثيرة ومتنوعة ،لايمكن حصرها ، فحرية تشكيل الأحزاب السياسية العلمانية ، وحرية النقد للإمام الحاكم والحرية الشخصية ، وحرية النوادي والجمعيات غير الإسلامية ودور السينما والمسارح ، وحتى التنزه في الهواء الطلق والفضاء العراقي ، كما هو حال طلبة جامعة البصرة ، وغيرها ، كلها مخالفة للثوابت الإسلامية..مثل هذا الشرط يذكرني بقانون العقوبات البغدادي لحكومة العهد الملكي ـ السعيدي ، فبموجب المادة 89 آ يحكم بها على كل متهم يلقى القبض عليه بتهمة مخالفة القانون ، على اختلاف مشاربهم ، السكران ولاعب القمار والمشاغب والمتشرد والشيوعي والمؤمن ، فهل سيكون حالنا هكذا بموجب القوانين الغير مخالفة للثوابت الأسلامية ، في حكم إسلامي ؟ إن الأمر لا يتوقف على رغبة من يريد أن يفرض حكما إسلاميا يعيدنا إلى عصور متخلفة ، بل يتوقف الأمر على قدرة كل مناضلي المجتمع المدني الواعدين للعراق بغد المؤسسات الديموقراطية ، وعلى المرأة ، التي يراد لها أن تكون حاضنة تفقيس ومنعها من ممارسة حقها في أنشطة الحياة المختلفة , وإكراهها لدخول عهد الحريم من جديد بموجب القرار 137 السيئ الصيت ، الذي شرعه أنصار الحكم الطائفي ، عليها أن تقاتل بكل ما تملك من قدرة لنيل حقوقها وفق متطلبات العصر، ولأن تشغل مكانتها الندية للرجل ، وعلى القوى السياسية من ديموقراطيين وليبراليين ويساريين وشيوعيين النضال موحدين ، أو كل من موقعه ، من أجل إقرار حرية الفكر والعقيدة لكل أفراد المجتمع ، نساء ورجالا على حد سواء ، وإبعاد الدين وهلامية أحكامه من التدخل في اختيار المجتمع لنظام الحكم الموسوم بالديموقراطية والتعددية والفدرالية ، فتحقيق المبادئ والأفكار التي يناضل من أجلها السياسيون ، بكل أطيافهم ، ستصبح في خبر كان ، إن ترسخت في الدستور الجديد مفاهيم الدين الطائفي كأساس لنظام حكم سيحتكر السلطة ، كما سيحتكر تنظيم حياة المجتمع وفق منظوره المتخلف عن الحياة في عصرنا الراهن ، وسيتجدد حلمنا بالحرية والديموقراطية ، إن لم يقطع رؤسنا الحالمة سيف الجلاد.. !
من العبث في الظرف الراهن ، وعلى ضوء المعطيات الواقعية لحياة الناس وافتقاد أبسط احتياجات الإنسان نتيجة للوضع الأمني والاقتصادي وتواجد القوات الأجنبية ، التشبث بتنفيذ برامج وأهداف الأحزاب والقوى والحركات السياسية العلمانية والديمقراطية واليسارية ، وفق ما هو مرسوم ومخطط لها من قبل ، فربما يعتقد الكثيرون ، مثلي ، أن الظرف الراهن يتطلب عملا موحدا من الجميع ، بين جماهير الناس ، وفق خطة طوارئ تتبنى القواسم الوطنية المشتركة ، لتشكيل الجبهة العلمانية ، لممارسة ضغوط علمانية على لجنة إعداد الدستور ، لصياغة دستور تِحترم مواده هوية المواطنة العراقية ، لكل عراقية وعراقي ، كما يحافظ على الوحدة العراقية ، أرضا وشعبا ، ضمن تلاوين النسيج الاجتماعي ، وإقرار المبادئ الأساسية التي نص عليها قانون إدارة الدولة ، فيما يخص شكل الحكم والحريات العامة والخاصة لكل مقومات الشعب العراقي ..فإقرار الدستور وفق منظور علماني وطني وتقدمي هي الخطوة الأولى التي يتعين أن يخطوها تحالف القوى العلمانية بكل مفرداتها ، تتلوها الخطوة اللاحقة لدخول الإنتخابات في قائمة موحدة لكل القوى الديموقراطية ، من علمانيين وليبراليين ويساريين وشيوعيين ، فبقدر اتفاقهم أو اختلافهم ، سيتحدد مصير نجاح أو فشل مشاركتهم في رسم ملامح العراق الجديد ، ولن يغفر العراقيون خطأ لمن يفضل مصلحته الضيقة على مصلحة الوطن العليا ، ولن يجدي نفعا بعدئذ نقدا للخطأ أو إعترافا به ...



#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقوق المصادرة والعهد الجديد
- زرعوا فأكلنا ..فماذا سنزرع ..؟
- اقطعوا الطريق..!
- الحزب الشيوعي العراقي ..عود على بدء..!
- مصلحة الوطن فوق الطائفة ..!
- الهم الوطني ..!
- ريزان المغربي ..وصدام حسين !
- الدستور . . ولادة مشوهة
- ألأمانة ..والسؤال الملح !!
- الحزب الشيوعي العراقي والتحالف الكوردي ..إلى أين ..؟!
- من اجل عيون العراق ..ُنقوم الخطأ.!!
- هل تتجزأ الوطنية ..؟!
- المقاومة الشريفة ..!
- الوضع الأمني والحكومة الجديدة والمواطن
- أهي حكومة وحدة وطنية.؟!
- الطبقة العاملة العراقية .وقدرتها على تحقيق وحدتها
- غدا-
- !!المقابر الجماعية.. ولجنة التنسيق
- قوات احتلال أم ماذا ..؟
- ..! التاريخ والوطنية


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - القوى العلمانية وصياغة الدستور ..!