أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هادي فريد التكريتي - المقاومة الشريفة ..!















المزيد.....

المقاومة الشريفة ..!


هادي فريد التكريتي

الحوار المتمدن-العدد: 1188 - 2005 / 5 / 5 - 12:56
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لا أعتقد أن العراقيين زالت من ذاكرتهم الذكرى المشؤومة ليوم الانقلاب الفاشي في 8 شباط الأسود من العام 1963، وإن زالت أو تراجعت بعض الشيء عن أولويات ما تختزن ذاكرتهم في الوقت الحاضر ، فلأن ما يشغلهم اليوم من أمور حياتهم المعاشية وأوضاع أمنهم المتدهورة أهم ، إلا أن التاريخ والذاكرة العراقية ، قد اختزنت الكثير من الصور البشعة والأعمال القذرة ، التي نفذها رجال الانقلاب من القوميين العسكريين والبعثيين وعملاء المخابرات الأجنبية ، فضحايا الانقلاب كان جلهم من عامة الشعب ومن القوى الوطنية والديمقراطية ، المساندة للثورة والمدافعة عنها ، ولا زالت الذاكرة طرية تملؤها صور ضحايا المؤامرة ، مئات الجثث مضمخة بدمائها في شارع الرشيد وأمام مبنى وزارة الدفاع وأحياء بغداد القديمة والكاظمية والأعظمية ، والمشهد الأكثر إثارة وتعبيرا عن الحقد الشوفيني والطائفي كان عملية قتل قادة الثورة ـ عبد الكريم قاسم والمهداوي وعبد الكريم الجدة وآخرين ـ في استديو التلفزيون ، حيث نقلت مشاهد حية للجريمة من على شاشات التلفزيون ، مع كل ما رافق هذه الصورة من أعمال خسيسة بحق الضحايا الشهداء ، التي ينهى عنها الطبع الإنساني ، ناهيك عن كل الشرائع السماوية ... في هذه الجريمة استبيح العراق من أقصاه إلى أقصاه ، فالسجون قد امتلأت ، والمحاكم العشاوئية أصدرت مئات الأحكام بالإعدام ونفذتها ، في ميادين الرمي القريبة من موقع المحاكم ، في الحال ، ومقرات الحرس القومي في النوادي والقصور الملكية كانت مسالخ بشرية عذب فيها الآلاف وقتل تحت التعذيب المئات رجالا ونساء، كما اغتصبت نساء وفتيات في هذه المعتقلات رفضن التخلي عن أفكارهن ومبادئهن ، وسيرت قطارات الموت بالضحايا إلى مصير ومكان مجهولين ، كل هذه الجرائم ارتكبت في ذلك اليوم العراقي الأسود والحزين ، إلا أن البعثيين الفاشست أطلقوا على تلك المؤامرة القذرة أسم | عروس الثورات | رغم أن هذه العروس لم تكن بالمرة باكرا ، بل كانت عاهرا بكل مقاييس الشرف ، العربي والعراقي كذلك ، إفتضت بكارتها وولغت بها ال CIAقبل أن تخرج من مطبخ قذارة السفارة الأمريكية ليتولاها بالرعاية قادة الإنقلاب من البعثيين وحلفائهم ، وهذا ما أعلنه أحد قادتها المغاوير علي صالح السعدي ، وكما هي موثقة فيما يسمى ب " قائمة السفير " للضباط المحالين على التقاعد يوم 9 شباط ، فالحقائق مغرم بقلبها البعثيون ، وصفات ما يصفون دائما تحمل النقيض ، والمشهد أمام أنظار العراقيين والعالم كله يتكرر ، وتسمية الجريمة تحمل نقيضها ، وفي هذا الوقت بالذات حيث تستباح حرمة العراقيين ، والقتل يجري على الهوية ، والسيارات المفخخة تنفجر في كل سوق ومدرسة وتجمع جماهيري ، ويتساقط الضحايا بالمئات وهم من أبناء الشعب العراقي ، رجال ونساء وشباب وأطفال مدارس أبرياء ، كل هؤلاء مشروع قتل مشروع من قبل هذه " المقاومة الشريفة " ، لا لسبب غير كونهم من شعب استباحه نظام وأفقره طاغية ، وكل ضحاياه تبحث عن لقمة عيش في بلد كان من أغنى بلدان العالم ، ـ حتى هؤلاء المقاومون كان بعضهم يجأر من ظلمه ـ ويحاولون أن يعيدوه الآن لتكرار مآسي الغد ، أي شرف يدافع عنه البعض ومقاومتهم تختطف النساء والصبايا ويتم الاعتداء على شرفهن ويقتلن أو يذبحن دون جريمة تستحق مثل هذا ، أين الشرف ؟ هل هو في قتل حارس تطوع لحماية منشأة أو جسر أو نقطة حدود قد يتسلل منها إرهابي قد أعماه الحقد على شعب تخلص من نظام حكم بغيض لم يجن منه الشعب العراقي غير الكوارث والمآسي ، ..لقد مورست المقاومة للمحتل في بلدان كثيرة من العالم ، في الحرب العالمية الثانية ، قبلها وبعدها ، إلا أننا لم نر ولم نسمع أن مقاومة الفرنسيين أو الإيطاليين أو الأسبان أو غيرهم قد اعتدوا على مواطن أيا كان ، كما لم يتم اعتداء على إنسان ما أو اغتصاب فتاة أو امرأة ، هل لأن تلك "المقاومات " كانت غير شريفة ، ومقاومتنا التي نتحدث عنها ونصفها بالشرف لأنها تعتدي على العرض ، الذي هو نبراس الشرف العربي والعراقي ، أليست مقاومتهم تنطلق ـ كما يقولون ـ من قيم ومفاهيم وطنية وعربية وإسلامية ؟ كيف يمكن التوفيق بين الشرف والخسة والنذالة ، إن تدني إنسانية " مقاومتنا "وانحطاط قيمها ومفاهيمها ، وفقدانها لمعالم الشرف والفضيلة جعلها لا تفرق بين المفهوم ونقيضه ، أم أنها محاولة للتشبه بمفهوم " عروس الثورات." سيء الصيت ؟! ...هاكم مثلا حيا من واقع عراقنا الحديث ، المقاومة الوطنية العراقية، من مختلف القوى والأحزاب السياسية العراقية ، وطيلة خمس وعشرين عاما أو تزيد ، حملت السلاح وكانت قادرة على قتل واغتصاب وتعطيل قدرات المواطنين ،لإرباك ذلك النظام الفاشي ، إلا إنها لم تقدم على عمل يروح بحياة مواطن برئ بالخطأ، كما أنها لم تقدم على عمل يسئ لها بين جماهير الشعب وهي تدعي أن مقاومتها للنظام من أجل أن تخلص الشعب منه ..ألا يرى المدافعون عن " المقاومة الشريفة." أن أعمالها هذه مجافية لما يتوق إليه الشعب العراقي ، ألم يروا بأم أعينهم تحدي الشعب لهذه " المقاومة " يوم التصويت ؟ وإذا كان بعض المدافعين عن النظام الفاشي وعن هذه المقاومة يصفون التصويت بالفاشل لأنه لم يحقق أكثر من 60% من مجموع أصوات الناخبين ، ولم يكن كما كان ينتخب قائدهم الهصور ، أبو الهزايم ،حيث كان يحصل على نسبة 99,99% من مجموع أصوات الشعب العراقي ، فلينظروا إلى نسبة أصوات الناخبين في الدول المتطورة ديمقراطيا ، حيث لم تصل نسبة التصويت عندهم إلى القدر الذي وصلت عليه عندنا ، رغم التهديد بالموت عن طريق الأساليب " الشريفة "التي تستخدمها " المقاومة الشريفة "..وهذه اللحظة وأنا أعد هذه المساهمة أعلن عن تفجير سيارة مفخخة في أربيل راح ضحيتها أكثر من 60 قتيلا وعشرات الجرحى ، فلمصلحة من هذا أيها المدافعون عن شرف المقاومة !! ..فلو كانت هذه الأعمال كما يدعي البعض أنها لم تكن من أعمال مقاومتهم " الشريفة " وإنما من مخططات دوائر مخابرات ال CIA من أجل أن تبقى القوات الأجنبية في العراق ومن أجل أن تنفذ مشروع تجزئة أو من أجل إحداث فتنة طائفية ، ألا يعتقد أصحاب هذا الرأي أنهم ينفذون هذا المخطط وضالعون فيه عن معرفة ودراية ، وأنهم مساهمون فيه من أجل أن يصيبهم بعض ما فقدوه ، وتاريخهم القريب والبعيد يؤيد ما نذهب إليه ، وإلا لم لا يضعوا الأمور في نصابها وبحجم ما يعانيه شعبنا الآن وما عاناه على عهد الطاغية قبل سقوطه وهروبه ، رغم كل ما كان يملك من قدرات وطاقات وجيوش متعددة الأسماء وأسلحة فتاكة استخدمها ضد أبناء شعبه ، ويعلنوا عن وقف جرائم مقاومتهم ويستفادوا مما هو مطروح أمامهم من فرصة لنبذ العنف والإصغاء لمنطق العقل والمنطق للدخول في العملية السلمية لإعادة البلد إلى سابق عهده قبل أن يحل علينا ، غير المرغوب فيهم ، أبطال " عروس الثورات "ضيوفا مكروهين من قبل الشعب ،وقبل أن تزداد المآسي التي يخطط لها أبطال " المقاومة الشريفة " وآنئذ لا ينفع ندم ولا يقبل اعتذار .



#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع الأمني والحكومة الجديدة والمواطن
- أهي حكومة وحدة وطنية.؟!
- الطبقة العاملة العراقية .وقدرتها على تحقيق وحدتها
- غدا-
- !!المقابر الجماعية.. ولجنة التنسيق
- قوات احتلال أم ماذا ..؟
- ..! التاريخ والوطنية
- المراة والوطن والعشق والخمرة..!!
- الخام والطعام ..!!
- إعادة بناء العراق ..مشروع نهب الشركات المتعددة الجنسيات
- ..؟!!ابتسامة فمصافحة
- أول الغيث قطر..!
- لماذا الإصرارعلى نهج خاطئ !1
- !!جلسة سرية غير مبررة
- تعليق على خبر -بايت-ولا زال طازجا !!
- فراغ سياسي وفلتان أمني ومسؤوليةحكم!
- الطبع والتطبع ..!!
- احترموا الوقت يا سادة
- هل البصرة مدينةعراقية؟؟؟
- تمخض الجبل فولد فأرا !!!!


المزيد.....




- مصر.. صورة دبابة ميركافا إسرائيلية بزيارة السيسي الكلية العس ...
- ماذا سيناقش بلينكن في السعودية خلال زيارته الاثنين؟.. الخارج ...
- الدفاعات الروسية تسقط 17 مسيرة أوكرانية جنوب غربي روسيا
- مسؤولون في الخارجية الأمريكية يقولون إن إسرائيل قد تكون انته ...
- صحيفة هندية تلقي الضوء على انسحاب -أبرامز- الأمريكية من أمام ...
- غارات إسرائيلية ليلا على بلدتي الزوايدة والمغراقة وسط قطاع غ ...
- قتلى وجرحى جراء إعصار عنيف اجتاح جنوب الصين وتساقط حبات برد ...
- نصيحة من ذهب: إغلاق -البلوتوث- و-الواي فاي- أحيانا يجنبك الو ...
- 2024.. عام مزدحم بالانتخابات في أفريقيا
- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هادي فريد التكريتي - المقاومة الشريفة ..!