أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - إيمان أحمد ونوس - ما مصير الأطفال مجهولي النسب في النزاعات والحروب














المزيد.....

ما مصير الأطفال مجهولي النسب في النزاعات والحروب


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 4301 - 2013 / 12 / 10 - 10:40
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    




مما لا شكّ فيه أن النساء والأطفال هم الشرائح الأكثر تأثراً وتضرراً أثناء النزاعات والحروب والتي ما حملت عبر التاريخ وحتى يومنا هذا لتلك الشرائح المستضعفة سوى الألم والموت والخطف والسبي والاغتصاب. والمرأة السورية نالت النصيب الوافر من كل هذه الآلام والممارسات الفظيعة، ولعلّ أشدّها إيلاماً على المدى البعيد والقريب هو الاغتصاب الذي طال العديد من النساء والفتيات السوريات سواء داخل البلاد أم خارجها في مخيمات النزوح بما يحمله لاحقاً من ويلات قد تكون سبباً في قتل الضحية أو إجهاض حملها إن كان هناك حمل اتقاءً للعار.
ورغم أن الأمم المتحدة قد أقرت بتاريخ 15/3/2013 إعلاناً دولياً يدعو إلى إنهاء العنف ضد النساء وحمايتهن من التحرش الجنسي والاغتصاب، إضافة إلى إصدارها التوصية رقم/30/ المنبثقة عن الوضع العام السائد في بعض الدول العربية التي تشهد نزاعات وحروب، والتي تبنتها هيئة حقوق المرأة في الأمم المتحدة بتاريخ 23/10/2013 من خلال تقديمها توجيهاً رسمياً إلى الدول التي صادقت على اتفاقية حقوق المرأة بشأن التدابير التي يجب اتخاذها لضمان حماية حقوق المرأة قبل وأثناء النزاع وبعده. حيث تنص هذه التوصية على التزام الدول الأطراف أيضا بممارسة العناية الواجبة لضمان مسائلة الجهات الفاعلة من غير الدول، مثل الجماعات المسلحة والشركات الأمنية الخاصة، حول الجرائم ضد المرأة، حيث تكون العلاقة قوية بين زيادة معدل العنف القائم على نوع الجنس واندلاع الصراعات، وهذا ما تعرّضت وتتعرض له النساء يومياً في تلك المناطق من اختطاف وقتل واغتصاب أدى ويؤدي في كثير من الأحيان إلى حدوث الحمل الذي يشكّل بالنسبة للمرأة لاسيما الفتاة وذويها مشكلة اجتماعية كبيرة تقود للقتل اتقاءً للعار، وهذا ما يدفع بالكثير من الفتيات للهرب مع مواجهة استمرار الحمل وإنجاب طفل مجهول النسب نتيجة الجهل والخوف وعدم وجود قوانين وحماية خاصة وخدمات تُقدّم لمثل تلك الحالات أشار إليها إعلان 15/3/2013 حين أكد على ضرورة حصول النساء اللواتي يتعرضن للاغتصاب لخدمات الرعاية الصحية مثل العمليات الطارئة لمنع الحمل والإجهاض الآمن. هنا تكون تلك الفتاة ووليدها أمام مصير مجهول ومحفوف بالمخاطر المتفاقمة في دول لا تعترف قوانينها وتشريعاتها بتلك الحالات أو بالأبناء المولودين وضرورة حصولهم على نسب في السجلات الرسمية، وهناك حالات كثيرة موجودة في بعض المدن السورية لم تتمكّن فيها الفتاة/ الأم من تسجيل وليدها رسمياً إلاّ إذا أعطي- نسب افتراضي- يضعه مستقبلاً أمام نبذ اجتماعي يحوّل حياته إلى مأساة متعددة الاتجاهات والمسارب.
ونتساءل: لماذا لا يتم منح هذا المولود نسب والدته حتى تتجنّب ومولودها مستقبلاً العار والنبذ الاجتماعي على اعتبار أنه ليس لقيطاً؟ لماذا لا يُمنح هذا المولود نسباً وهمياً بدل تسجيله بنسب افتراضي، لماذا الإصرار على هذا الافتراضي الذي لا يأخذ بالحسبان ما سيجرّه على هذا الطفل حالياً والشاب لاحقاً مشاكل لا حصر لها، إضافة إلى الرفض الاجتماعي بحكم الشكّ في نسبه..؟ أليس من الممكن أن تزداد حالات الأطفال اللقطاء جرّاء هذا التعنّت الرسمي في التعامل مع مثل تلك الحالات التي تكون فيها الأم موجودة ومعروفة..؟ وأعتقد أن نسبة الأطفال اللقطاء قد ارتفعت في ظروفنا الراهنة إلى حدٍّ ما قد يكون هذا التعامل المتشدد سبباً رئيسياً لها.
صحيح أن اتفاقية حقوق الطفل أو الإعلان الدولي لحقوق الطفل لم يتطرقا إلى حالة الأطفال مجهولي النسب مثلما تطرقا إلى موضوع الجنسية، إلاّ أنه يمكننا الاعتماد على بعض المواد التي تُقارب الحالة، ونشتق منها قوانين تجعل مثل تلك الحالات بعيدة عن أية مخاطر ومشاكل اجتماعية مستقبلاً..؟
جاء في المبدأ السادس لإعلان حقوق الطفل الذي اعتمد ونشر بموجب قرار الجمعية العامة رقم/1386/ (د-14) المؤرخ في 20 تشرين الثاني 1959 ما يلي:
... ويجب علي المجتمع والسلطات العامة تقديم عناية خاصة للأطفال المحرومين من الأسرة وأولئك المفتقرين إلي كفاف العيش.
كما جاء في المبدأ الثامن منه:
يجب أن يكون الطفل، في جميع الظروف، بين أوائل المتمتعين بالحماية والإغاثة.
أما اتفاقية حقوق الطفل فقد جاء في المادة/8/ منها ما يلي:
1- تتعهد الدول الأطراف باحترام حق الطفل في الحفاظ على هويته بما في ذلك جنسيته، واسمه، وصلاته العائلية، على النحو الذي يقره القانون، وذلك دون تدخل غير شرعي.
2- إذا حرم أي طفل بطريقة غير شرعية من بعض أو كل عناصر هويته، تقدم الدول الأطراف المساعدة والحماية المناسبتين من أجل الإسراع بإعادة إثبات هويته.
أما المادة 38 فتنص في فقرتيها/1- 4/ على:
1- تتعهد الدول الأطراف بأن تحترم قواعد القانون الإنساني الدولي المنطبقة عليها في المنازعات المسلحة وذات الصلة بالطفل وأن تضمن احترام هذه القواعد.
4- تتخذ الدول الأطراف، وفقا لالتزاماتها بمقتضى القانون الإنساني الدولي بحماية السكان المدنيين في المنازعات المسلحة، جميع التدابير الممكنة عمليا لكي تضمن حماية ورعاية الأطفال المتأثرين بنزاع مسلح.
فإذا كان الواجب الأخلاقي والإنساني والدولي يحتّم على الجميع إيلاء الأطفال عناية واهتمام ورعاية خاصة في الأحوال العادية، فكيف يستقيم الوضع مع ظروف أزمة سياسية مسلحة تعصف بالبلاد، ضحيتها الأولى والأساسية هم الأطفال..؟
ألا تستوجب هذه الحالات من المشرّعين والحقوقيين سن قوانين تضمن لأولئك الأطفال مستقبلاً خالياً من كل عنف وشبهة تخلخل كيانهم وبنيانهم النفسي والإنساني..؟



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة السورية في مواجهة عنف مضاعف
- قذائف بعيدة المدى لسوريا وأطفالها
- الطلاق أحد أهم تجليات الأزمة السورية
- المرأة العربية في الدين والمجتمع
- طلاب وتلاميذ سوريا في مهب الريح
- هل بات العنف سمة المجتمع السوري اليوم.؟
- المواطن السوري بين سندان الحكومة والتجار... ومطرقة الولايات ...
- القانون السوري يُجرّم الضرب... والعرف أقوى تجاه المرأة
- أمريكا.. نشوء دامي وتاريخ إجرامي ما زال مستمراً
- متى يتنحى العرف أمام القانون..؟
- قانون مكافحة الدعارة في مجتمع يعجُّ بها بأشكال متعددة...
- تمييز لا إنساني ضدّ المرأة والطفل في قانون الجنسية السوري
- تعديل قانون الأحوال الشخصية فيما يخص قضايا المرأة
- تعديل قانون الأحوال الشخصية ضرورة يفرضها الواقع
- لنجدد المطالبة برفع التحفظات عن السيداو
- المجتمع السوري.. والحاجة إلى إعادة التأهيل
- كيف نتصدى للأزمة والغلاء وجشع التجّار؟
- الحكومة تُدربنا على رفع الدعم..!!!!
- في عيد العمال العاملة السورية بين الواقع والتحديات
- الاغتصاب أحد أسلحة الحروب تداعياته.. وآلية التعامل مع الضحاي ...


المزيد.....




- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - إيمان أحمد ونوس - ما مصير الأطفال مجهولي النسب في النزاعات والحروب