أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادورد ميرزا - هل سنرى قادمون جدد اصحاء














المزيد.....

هل سنرى قادمون جدد اصحاء


ادورد ميرزا

الحوار المتمدن-العدد: 4293 - 2013 / 12 / 2 - 23:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحقد اوالعنف والتمييز والإجتثاث والأخذ بالثأر.... تصرفات شخصية لازمت الأنسان منذ بدء الخليقة , وهو صورة من صور الفشل الذي يصيب من ليس له القدرة على فهم واقناع الأخر , واسبابه كثيرة كثيرة جوهرها اخفاق في المعرفة و سوء في التقدير مع تدني في الثقافة الإنسانية العامة وفساد في الخلق العام , وهذا بالطبع يساهم في تكوين انسان مهزوز يحمل ثقافة فاشلة تنعكس تلقائيا من خلال تصرفاته على المجتمع لتشكل لاحقا سلوكا عاما { يسرطن } مفاصل المجتمع ! والحقد والثأر والكراهية وتوابعها هذه كما نسمعها و نقرأها و نشاهدها باتت تشكل ظاهرة خطرة في اسلوب العلاقة بين القوى التي قدمت الى العراق بحجة تحرير شعب العراق من الدكتاتورية مضافا اهدافا سامية أخرى بشرت بها وهي القضاء على كل اشكال التمييز الطائفي والقومي والديني والفئوي ! واكيد بات العراقيون اليوم مفتحين باللبن ويعلمون كل شئ عن انتماءات جميع هؤلاء فاما هي انتماءات دينية مذهبية او انتماءات قومية وهناك القليل منهم انتماءاتهم وطنية عراقية , والمصيبة ان غالبيتهم مغلفون و مزورون و غير صادقون ..
وان إنفردنا بالمجموعة التي عينت في البداية لتحكم العراق واستفسرنا منهم عن مدى فهمهم والتزامهم بالموازنة المطلوبة بين حبهم و دفاعهم عن عراقيتهم انتمائهم الوطني ! وبين حبهم و دفاعهم وولائهم لأحزابهم بكل مسمياتها وتوجهاتها!! فاننا نستطيع تحديد الأسباب التي ادت الى تفشي الفساد والعنف و الثأر الذي نراه اليوم في العراق والذي وصل مداه المخيف وهو اباحة قتل العراقي لأخيه العراقي في سبيل تحقيق مصالحهم الحزبية والفئوية .

على الشرفاء القادمين الجدد جميعا البحث في كيفية اعادة الثقة لأبناء العراق ليعيدوا ترتيب امرهم خاصة اذا ما علمنا ان الإنتخابات على الأبواب وان الأغلبية الحاكمة في العراق مسلمون و يبشرون باسلامهم الحنيف ليل نهار عبر الفضائيات او عبر وسائل الأعلام الأخرى فمن المفروض ان نرى هذا الإسلام الحنيف في النجف و مدينة الصدر و الفلوجة و الرمادي و بغداد و تلعفر و دهوك والسليمانية والطيفية و البصرة وطوزخورماتو وديالى.... بل و في كل ارض العراق , اوليس الإسلام محبة البشر اوليس الأسلام تعاون و تسامح و بناء علاقات يسودها التفاهم و التصالح اليس الإسلام مودة و رحمة , اليس الإسلام { إن اكرمكم عند الله اتقاكم } ام ان شكل الإسلام تغير الى الحد الذي يجعل البعض من البشر ان يتخيله شيطاناً ارهابياً وباسمه يلغى الآخر او يهجر ! ثم هل يقبل القادمون الجدد المسلمون الشرفاء ان تهدم المدن باسم الإسلام كما نراه اليوم في ديالى وطوزخورماتو وتلعفر وكركوك والفلوجة و النجف و الكاظمية والبصرة الفيحاء وغيرها من مدن العراق , وهل سيقبل القائمون الجدد هذا التوصيف للإسلام , ان العراق المتعدد الأديان و القوميات يفرض على القادمون الجدد ان يكون نشاطهم وهدفهم وهمهم الوحيد هو سعادة وأمن شعبهم واديانهم وقومياتهم المتعددة دون تمييز او اجتثاث , ولا يخفى ايضا ان غالبية هؤلاء القادمون الجدد { مسلمون } هكذا شاء القدر ان يولدوا مسلمين و رضعوا الحليب من ثدي امهاتهم نقياً و خاليا من مكروب الطائفية او العنصرية , ثم ترعرعوا في ربوع عشائرهم وقومهم وتتلمذوا على حب البشر غير متناسين يحبوا من جاورهم في العيش على ارض العراق من غير المسلمين , عليهم تخيل شاب عاطل عن العمل او امرأة ارملة او مشهد طفل مقتول او جثة مغدورة مرمية على الطريق او منظر دار وقد هوى سقفها على رؤوس ساكنيها الآمنين من هول الأمطار , غير متناسين ايضا عن صورة ماذا حدث في 2003 حين انهالت الطائرات بالقنابل على مدن ومساكن الآمنين العراقيين , وغير متناسين ايضا ما جرى لكنائسنا وجوامعنا ومساجدنا ودور العبادة الأخرى , هل فهم احدهم معنى انتهاك الجندي الأجنبي حرمة بيوتنا ماذا تعني ؟
عشر سنوات والعنف والفساد يضرب وطننا وشعبنا دون ان نرى واحدا شهما يقف وينتفض ليعلن انهاء هذا الوضع الفاسد القائم والخراب المستمر ! اهكذا تبنى الأمم يا سادة يا كرام , حاولوا اعادة مجد نحن اشرف امة اخرجت للناس حيث لا يمكن ان نكون خير امة ونحن ابتلينا بالعنف وبالفساد وبانتهاك حقوق الناس , تذكروا ايها السادة القادمون الجدد ان الحقد او العنف او الفساد بكل اشكاله اذا ما شجع فانه سيؤدي الى تراجع بلدنا الى مستويات اكثر متدنية من وضعها المزري الحالي , عليكم بالتصدي لكل من يعتبر ان العنف او الإجتثاث او التمييز هو شكل من اشكال الدفاع عن الدين اوالوجود ان مثل هكذا تصرفات مرفوضة دينيا وعقليا ومنطقيا ، وهي مقامرة بحد ذاتها خاصة اذا اعتمدت سلوكاً للتفاخر به امام اأخرين على انه الوحيد الجبار القادر على اخذ حقوقه دون الحاجة للجوء الى القانون .

ختاما وبعد عشر سنوات اقول ان الفساد والكراهية والعنف اصبحت ثقافة مترسخة في اذهان البعض ومن واجب القادمون الجدد استئصالها بدأنا بانفسهم ليكونوا نوذجا مقنعا للعراقيين والإعتراف والتأكيد على ان ثقافة الحقد و العنف والتمييز والإجتثاث لا تنفع بل هي التي أخرت تقدم ورفاهية شعبنا ولأنها تعيق تطورنا للحاق بالبشرية الصاعدة نحو الرفاهية . وهل سيبقى شعبنا العراقي هو الضحية في هذا العالم الشرس , أم سنرى قادمون جدد اصحاء !!



#ادورد_ميرزا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتظروا معي
- الانتقال من ثورة التكنولوجيا الى تكنولوجيا الثورة!
- من له الحق في المناصب السيادية والقيادية في العراق
- المشكلة ليست في المسلمين ...اين اذن المشكلة !
- هل سيستمر العراق ..موطناً للشهداء والأحزان ؟
- قبل الابتسامة فكروا بشعبكم
- الى الاماااااااام ..سر ...يس يم .. يس يم ..قف ....الى المحاص ...
- الغرب والعراق بين النقاب والخراب
- احد خيارات حماية الأقليات ..الحكم الذاتي
- دولة العراق .. بين تزويرالانتخابات واباحة القتل
- لماذا مسيحيوا العراق - حطبا ً- دائم الاشتعال
- انا عراقي ..أنتخب من !
- حماية سكان ما بين النهرين الأصليون...مسؤولية من !
- في العراق الديمقراطية وألتغيير قادمين
- مروجوا القائمة المغلقة غير موثوقُ‘ بهم اطلاقاً
- ديمقراطية التوريط
- حتى السفراء محاصصة .. اين الكفاءة الدبلوماسية
- الحكم الذاتي ومستقبل الأسم القومي
- سوالف وألام وتمنيات عراقية
- نجاح دعوات السيد المالكي , مقرون بانتشال ألغام الدستور


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادورد ميرزا - هل سنرى قادمون جدد اصحاء