أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ادورد ميرزا - الانتقال من ثورة التكنولوجيا الى تكنولوجيا الثورة!














المزيد.....

الانتقال من ثورة التكنولوجيا الى تكنولوجيا الثورة!


ادورد ميرزا

الحوار المتمدن-العدد: 3274 - 2011 / 2 / 11 - 23:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الانتقال من ثورة التكنولوجيا الى تكنولوجيا الثورة!

يوخنا دانيال

عصر جديد يبزغ .. وعصر عتيق يمضي!
ثورة شعبية سلمية تنتصر في بلد عربي وتستقطب اهتمام وتأييد العالم أجمع في حدث غير مسبوق في العالم العربي.
لم يعد يحق للعرب استيراد التكنولوجيا واستخدامها لمختلف الاغراض – ومن بينها السيئة – من دون دفع ضريبة استخدام التكنولوجيا الحديثة في حقول الاتصالات والاعلام والتواصل الاجتماعي، التي تسعى الى نشر الحقيقة وزيادة الوعي والمعرفة الشاملة في سبيل تحقيق مزيد من الدمقرطة محليا دوليا في ظل العولمة الايجابية.
التقنيات الحديثة في مجالات الاتصالات والميديا ليست مجرد تقنيات "حيادية" يمكن استخدامها كيف نشاء، انها تفترض وتتطلّب مزيدا من المشاركة والدمقرطة والمساواة، انها تخفّف الى حد بعيد من حواجز الدخول والمشاركة، لا بل انها احيانا تلغي كليا دور حرّاس البوابات امام الناس العاديين.
هل يمكن لأحد ان يصدق كيف نظّم جيل الشباب في مصر معارضة شبابية عصرية فاعلة باستخدام التويتر والفيسبوك والرسائل النصية، من دون استخدام سخافات الاسلام السياسي وتفاهات القومية العربية واوهام اليسار التقليدي، ومن دون اللجوء الى الانقلابات والمؤامرات واراقة الدماء واحتلال القصر والاذاعة واغتيال الخصوم والمعارضين : معارضة استندت الى مفاهيم الكرامة والحرية والعصرنة وتجلّت في رفض التأبيد للرئيس والتوريث لابنه، وبالتالي رفضا لمجمل الممارسة السياسية والنظام القائم برمته : معارضة عنيدة ومثابرة .. لاتكل ولا تمل.
كيف استطاع شباب "نكرة" من اختراق الحياة السياسية المصرية بهذه السرعة وبهذا الزخم، متجاوزين العسكر والاخوان المسلمين والقوميين الناصريين والماركسيين على اختلاف طوائفهم ... من دون "فكر" او "ايديولوجيا" او "تاريخ نضالي" ... ثورة الشباب حوّلت كل هذه الاشياء الى اشياء غير لازمة وعديمة المعنى والفائدة.
هذه الثورة أعادت الى الاذهان النضالات اللاعنفية الكبرى في العالم الى الاذهان : نضالات غاندي ومارتن لوثر كنغ ... مع الفارق، في مصر لا يوجد قائد محدد وكاريزماتي ... القيادة والكاريزماتية جماعية الى ابعد الحدود. لا برنامج داخلي ولا خارجي ... ولا اجتماعات ولا تكليفات ولا تعليمات من القائد الملهم ... مجرد صفحات عادية على شبكة الانترنيت تتغذى من الاذلال المتراكم عبر السنين ... تتغذى من الرغبة الجامحة في الدخول الى العصر والمشاركة في صنع الحاضر ... بعيدا عن شعارات ومفاهيم السياسات العقيمة العتيقة التي تعيد انتاج النظام السياسي العربي.
بالفعل هذا عصر جديد ... عصر الانتقال من الايديولوجيا الى عصر التكنولوجيا في العالم العربي!
انه عصر الانتقال من ثورة التكنولوجيا الى تكنولوجيا الثورة في جميع انحاء العالم!
الثورة الجماهيرية العامة، الثورة اللاعنفية وغير المسلحة الا بالرغبة الجامحة في تحقيق التغيير في بيئة عربية آسنة ومتعفنة، هذه الثورة ليست مصرية فحسب، وعدواها ودروسها لجميع الشباب والذين يحملون روح الشباب في جميع العالم العربي، انطلقت شرارتها من تونس ... ولن تنتهي في مصر المحروسة!
هذه الثورة محل اعجاب وغيرة في كل مكان في العالم العربي وخارجه، لانها مصدر فخر ومجد انساني وعصري .. تثبت ان الناس في العالم العربي يمكن ان يتقبلوا الافكار والممارسات الديمقراطية الحقيقية والتداول السلمي للسلطة ... لان هذا الاشياء هي مصدر القوة والكرامة الحقيقية والوحيدة في هذا العالم ... فليتعلم الجميع من أم الدنيا!
أيها الشباب في جميع البلدان العربية، لتكن أجهزتكم الصغيرة وهواتفكم وحواسيبكم الالكترونية مصدر قوة حقيقية للتغيير ايضا، مثلما هي للمتعة والتواصل والتباهي، لتثبتوا للجميع انه قد آن الآوان ليرحل المتشبثين بالمقاعد والامتيازات ويعطوا الفرصة للآخرين، وخصوصا الى الشباب، ليقودوا الحياة في اتجاهات جديدة عير مسبوقة تهزّ الراكد والآسن في حياتنا، ويخلصونا من الاجترار للافكار والرموز والشعارات القديمة البالية.
لقد فشلت الطبقات السياسية في جميع انحاء العالم العربي في اقامة الدولة الحديثة الحقيقية، ولم يعد ينفع الترقيع ولا الرشاوي والاصلاحات .. ولن يطول الوقت حتى يبدأ الناس في كل مكان بالتفكير في قضايا الكرامة والعدالة والحداثة .. وعندما ينظرون الى العالم، والى مصر الكرامة خاصة، سيحزّ في نفسهم البقاء على ما هم عليه الآن!
هذا عصر الانتقال من الايديولوجيا الى التكنولوجيا ... عصر الانتقال من ثورة التكنولوجيا الى تكنولوجيا الثورة!
نشر المقال بموافقة الكاتب



#ادورد_ميرزا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من له الحق في المناصب السيادية والقيادية في العراق
- المشكلة ليست في المسلمين ...اين اذن المشكلة !
- هل سيستمر العراق ..موطناً للشهداء والأحزان ؟
- قبل الابتسامة فكروا بشعبكم
- الى الاماااااااام ..سر ...يس يم .. يس يم ..قف ....الى المحاص ...
- الغرب والعراق بين النقاب والخراب
- احد خيارات حماية الأقليات ..الحكم الذاتي
- دولة العراق .. بين تزويرالانتخابات واباحة القتل
- لماذا مسيحيوا العراق - حطبا ً- دائم الاشتعال
- انا عراقي ..أنتخب من !
- حماية سكان ما بين النهرين الأصليون...مسؤولية من !
- في العراق الديمقراطية وألتغيير قادمين
- مروجوا القائمة المغلقة غير موثوقُ‘ بهم اطلاقاً
- ديمقراطية التوريط
- حتى السفراء محاصصة .. اين الكفاءة الدبلوماسية
- الحكم الذاتي ومستقبل الأسم القومي
- سوالف وألام وتمنيات عراقية
- نجاح دعوات السيد المالكي , مقرون بانتشال ألغام الدستور
- المطران لويس ساكو عراقي اصيل
- السادة المحترمون ...اعادة النظر بالدستور ...اولاً


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ادورد ميرزا - الانتقال من ثورة التكنولوجيا الى تكنولوجيا الثورة!