أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرح البقاعي - حتى لا يكون جنيف 2 -أوسلو- السوريين















المزيد.....

حتى لا يكون جنيف 2 -أوسلو- السوريين


مرح البقاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 25 - 10:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في تاريخ 25ـ 10ـ 2013، وضمن الجولات المكوكية التي يقوم بها السفير الأميركي فورد بين أطراف المعارضة السورية من أجل جمعها عل قرار الذهاب إلى جنيف 2، نشر الناشطان في الحراك الثوري الدكتور نصر الحريري والسيد جمال الوادي، محضراً مفصّلاً عن الحوار الذي دار بينهما منطرف، وبين السفير فورد ومساعديه في استنبول من طرف آخر بدعوة من السفارة الأميركية، وأنا أجتزء من المحضر هذاا الحوار:
"السيد الوادي: أمريكا تضغط بكل قوة لتلزم المعارضة بالذهاب إلى جنيف، ونحن في الحراك الثوري نرفض رفضاً قاطعاً الذهاب إلى نوع من أنواع التفاوض، في جنيف أو غيرها، مالم يكن تنحّي الأسد وكل أركانة يسبق تلك المفاوضات، مع تحويلهم للمحاكمة العادلة.
لكن دعني اسألك: هل تضمن لنا أن يغادر الأسد قبل أو بعد المفاوضات؟
السفير فورد : نحن لا نضمن شيئاً وليس عندنا أية نتجة مضمونة من التفاوض.
الوادي: إذاً هل المطلوب منا أن نذهب إلى المفاوضات كما أوسلو، نذهب ونقدم تنازلات وتفشل، ثم بعد فترة جديدة نذهب مرة أخرى ونقدم تنازلات وتفشل المفاوضات، يستمر التنازل ونستمر على ذلك حتى نصبح ننتفاوض لنعطي تنازلات فقط، ويستمر الأسد لسنوات تحت شعار نحن نفاوض، والقصد من ذلك كلّه زرع المل في نفوس الثوار ونزع الحاضنة الشعبية منهم".

حين قرأت هذا المحضر اللافت تبادرت إلى ذهني أسئلة عدّة حول حجم الدعم الذي قدّمته الولايات المتحدة ومجموعة أصدقاء الشعب السوري للثوار السوريين وقضيتهم التحرّرية في مواجهة ما يناله النظام السوري من حشد وتمكين منقطعيّ النظير، بالأفراد والعتاد والأسلحة والأدوات الدبلوماسية والسياسية، ومن دول هي صاعدة في سلّم القوى الكبرى. وهل يعقل أن تذهب المعارضة إلى المفاوضات بعد أن خذلها الأصدقاء في تأمين ما وعدوا به من سلاح نوعي يساعد الجناح المسلّح منها على تحقيق توازن عسكري على الأرض يهيّء المعارضة السياسية الأرضية الصلبة للدخول في المفاوضات من موقع الندّ؟ وهل الانقسام الدولي الحاصل بين مجموعة أصدقاء الشعب السوري التي قرّرت في اجتماعها المنعقد في لندن أن لا وجود لبشار الأسد في مستقبل سوريا،وبين الموقفين الأميركي والروسي اللذين يحتكران مشهد جنيف ولا يقبلان بشرط مسبق في ترحيل الأسد قبل أو خلال جولة المفاوضات؟

عشرات الأسئلة تجول في الرأس حين يطالعنا كل صباح مشهد الدم المنفلت في سوريا من شريانها المفتوح، المشهد الذي الذي يتعثّر به يومنا ويتشنج من هوله جهازنا العصبي وتنقبض لقسوته الأرواح والأسارير. فالكارثة الإنسانية السورية المترتبة على مرور ما يقارب العامين من العنف الممنهج والهمجي الموجّه من النظام السوري نحو هذا الشعب الذي لاحول له ولا قوة، هذه الكارثة هي من كبائر المصائب البشرية التي عرفها المجتمع الإنساني في التاريخ المعاصر. ففي بلد يبلغ تعدادها السكاني نحو 22 مليون نسمة أمسى 7 ملايين من مواطنيها بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة، و4.25 مليون نازحين داخل سوريا و 1.6 من لاجئين في دول الجوار والعالم، هذا إلى جانب مايزيد عن 100 ألف شهيد و200 ألف معتقل ومفقود، و400 ألف معوّقاً جسدياً نتيجة إصابات خلال الأعمال القتالية. تشير هذه الأرقام والاحصاءات الصادمة إلى أن حجم الكارثة في سوريا يتفوّق على أعتى الكوارث الإنسانية في العالم بما فيها كارثة حرب دارفور.

وفي نظرة إلى مدى استجابة المجتمع الأميركي (على المستوى الشعبي غير الحكومي) للحاجة الإنسانية الملحّة والعاجلة في سوريا مقارنة باستجابته السريعة، بالمساعدة المادية والمعنوية لكوارث أخرى في العالم، نجد في التقرير التي نشرته منظمة أوكسفام OXFAM مؤخراً، وهي منظمة جامعة لـ17 مؤسسة في العالم تعمل من أجل القضاء على الفقر وتقديم المساعدات في المناطق المنكوبة، نجد صورة واضحة لضعف الرأي العام الأميركي في تجاوبه مع حاجة الشعب السوري المنكوب، هذا الضعف في التأييد الشعبي الأميركي كان سبباً رئيساً في إلغاء الرئيس الأميركي لضربته العسكرية التي كان يعتزم توجيهها إلى النظام السوري.
يفيد التقرير أن أوكسفام أميركا تمكّنت من جمع مبلغ متواضع من التبرعات الشعبية الأميركية بغرض توجيهها كمساعدات إنسانية إلى سوريا لم يتجاوز 140 ألف دولاراً، بينما نجحت بجمع مبلغ 29 مليون دولاراً لضحايا زلزال هايتي في العام 2010، و4 ملايين دولاراً في السنة من أجل مساعدة دارفور، ومبلغ 3 ملايين دولاراً لمتضرّري فيضانات باكستان في العام 2010. ويرى التقرير أن ضعف أداء المواطن الأميركي فيما يخصّ المساعدات لسوريا مردّه إلى ضعف الإعلام العالمي والأميركي في نقل الصورة الحقيقة لمعاناة الشعب السوري في وجه آلة النظام المدجّجة بالمال والسلاح والدعم الروسي الإيراني المزدوج. يشكّل هذا الأمر دلالة موضوعية لأسباب التقاعص الأميركي الرسمي عن التدخّل المجدي لمصلحة الثورة السورية ودعمها! فهو ـ أي الموقف الرسمي الأميركي ـ لم يخضع حتى الآن لضغط شعبي يفرض على الكونغرس، وبالتالي على البيت الأبيض، تعزيز موقفه من الثوار ودعمهم مباشرة بالسلاح أو بإقامة مناطق حظر جوي في الأراضي المحرّرة من الشمال السوري. هذا ناهيك عن الفشل الذريع للمعارضة السورية في التواصل مع أصحاب القرار في الولايات المتحدة بخاصة، والمجتمع الدولي بعامة، وعدم قدرتهم على تشكيل لوبي سوري ضاغط يتابع المستجدات مع صانعي القرار الدولي ويحثّهم على تفعيل أدائهم باتجاه نصرة الشعب السوري الكليم.

تقف الولايات المتحدة (على المستوى الرسمي الحكومي) متلكئة وعاجزة أمام تعقيدات المشهد السوري ودمويته، وهي في معرض بحثها عن مخرج للأزمة السورية لم تجد سوى تقديم الدعم الإنساني الإغاثي، والتي كانت في المقدمة منه عالمياً، حيث وصل حجم الدعم الأميركي إلى 234 مليون دولاراً شمل الأغذية والاتصالات والمواد الطبية والمعدات العسكرية غير القتالية. أما سياسياً، فقد وجدت أميركا نفسها ملزمة بدعم الائتلاف السوري المعارض من أجل خلق بديل سياسي للمرحلة الانتقالية في حال سقوط النظام أو تنازله عنها كنتيجة ممكنة لمفاوضات جنيف2 ـ والأمران مستبعدان بشدّة في غياب أي احتمال لقيام أميركا وحلفائها بضربة عسكرية قاسمة تودي به إلى مقبرة التاريخ. فما هي فرص نجاح مؤتمر جنيف2 في ظلّ تعنت النظام وعودته بقوة إلى الحالة العسكرية الهجومية على الأرض بعد أن كان في موقع الدفاع عن نفسه في وجه ضربات الجيش الحرّ الموجعة؟ ولماذا يريد المجتمع الدولي أن تدخل المعارضة ضعيفة إلى المؤتمر بسبب تجفيف موارد السلاح عن جناحها المقاتل؟ وهل فعلاً ستحضر إيران جلسات المؤتمر بناءً على رغبة روسية، أم أن قطب الخارجية الأميركية، الوزير جون كيري، سيحول دون حضورها بقوة كون المشروع هو"مشروعه بامتياز" ـ كما أخبرني مسؤول مقرّب من كيري ـ وبالتالي سيكون هو من سينفرد برسم خارطة طريق المؤتمر دون الاستجابة لضغوط الدول الكبرى المشاركة.

قال لي أحد المسؤولين الأميركيين المعنيين مباشرة بالملف السوري إن سوريا بحاجة إلى تريليون دولار من أجل إعادة بنائها، هذا ناهيك عن حجم المعونات اللازمة في مجال الإغاثة الطبية والاجتماعية والنفسيّة أيضاً. فمستوى العنف الذي مورس ويمارس في سوريا سيؤدي حسب تقرير منظمة اليونيسيف إلى ضياع جيل سوري بأكمله. وأردف هذا المسؤول ليتحدّث بإسهاب عن الفرصة الأخيرة للشعب السوري التي يهيؤها مؤتمر جنيف2 في محاولة أممية لوقف العنف المنفجر في سوريا وتجنيب سوريا وإقليم الشرق الأوسط تداعيات مواجهات مذهبية وطائفية قد تطول لعقود وتحصد في طريقها الأخضر قبل اليابس.

إثر تراجع الولايات المتحدة عن توجيه الضربة العسكرية (الموعودة) إلى النظام السوري بعد استعماله السلاح الكيميائي ضد المدنيين في غوطة دمشق واكتفائها بنزع هذا السلاح من يد القاتل دون معاقبة الفاعل على جريمته، أصبح جلياً أن التخاذل الأميركي والعنجهية الروسية يلتقيان على مائدة الحل الساسي الذي رُسم له خارطة طريق جاهزة في كواليس جنيف؛ خارطة مجهولة الملامح، لا هي تنتصر للمعارضة السياسية في مطالبها التي تستند إلى تنفيذ بنود جنيف 1 الستة دونما اجتزاء أو نقص، ولا هي تحقن النزيف السوري كون القوى الثورية المقاتلة على الأرض أبدت موقفاً واضحاً من فخّ يدبّر لها في ليل جنيف قد يودي بها إلى مصير يشابه ما أودت به محادثات أوسلو من مصير عاجز لثورة الشعب الفلسطيني، وهو أمر رفضته معظم فصائلها التي تنضوي تحت مظلة الجيش الحرّ.

عندما سأل السفير فورد السيد الوادي عن طبيعة ما تريده المعارضة من الولايات المتحدة قال الوادي: "نحن نريد فتح ممرات آمنة، وفتح الحدود وخاصة في المنطقة الجنوبية، ونريد وقف الضغط على الدول التي تريد دعم الثورة السورية .نحن نريد للأسد ان يسقط وكل ما يقرّب ذلك هو ما نريده". فأجاب فورد:"أنتم بحاجة كبيرة لتحقنوا دماءكم، ولا تتوقعوا منا التدخل العسكري لنحقن دماءكم". وأردف:"كما عليكم أن لا تتوقعوا منا أن نقدم لكم شيئا غير المساعدات ،كالوجبات والمعدات الطبية، ولا أرى خياراً أمامكم لا الذهاب الى جنيف".

سلام



#مرح_البقاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة العميقة
- اللاجئون السوريّون وحقّ العودة
- المرأة والإمامة في سورية
- سوريَسْتان
- الاجتهاديون.. وسلطتهم
- بعيداً من أم الدنيا!ّ
- حروب العرب وسلام الكرد
- جنيف2: مشروع جون كيري الأخير ما قبل الجلجلة!
- القوّة الناعمة.. والولاية
- يوم أغمضت عين الديمقراطية في واشنطن
- المملكة السوريّة !
- أصبح عندي الآن مسدّس!
- وردة الدم
- -الفيل يا ملك الزمان-
- المحافظة 35
- الأسديّة بلا أسد
- الصمت الأبيض
- زوكربيرغ @ تونس
- الرصاصة السياسية !
- أطوار بهجت والملك


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرح البقاعي - حتى لا يكون جنيف 2 -أوسلو- السوريين