أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرح البقاعي - بعيداً من أم الدنيا!ّ














المزيد.....

بعيداً من أم الدنيا!ّ


مرح البقاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4158 - 2013 / 7 / 19 - 17:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتبر المنعطف الجيوسياسي الذي اتخذته إدارة الرئيس باراك أوباما، والذي أعاد ترتيب أولويات السياسة الخارجية الأميركية وموضعة مراكز ثقلها، واحداً من التحولات الدراماتيكية التي شهدها برنامج الأمن القومي الأميركي الذي ترسم خريطته عادة مراكز صناعة القرار الخارجي في مجلس الأمن القومي الأميركي المسمّى اختزالاً: NSC.

ومجلس الأمن القومي الأميركي تأسس عام 1947 بناء على قانون الأمن القومي الذي وضع بالمشاركة مع الاستخبارات المركزية الأميركية ومكتب وزير الدفاع الأميركي. وينص القانون على تسمية أعضاء مجلس الأمن القومي، وهم: رئيس الولايات المتحدة، ونائبه، ووزير الخارجية، ووزير الدفاع. وفي البداية لم يكن هناك مستشار للأمن القومي، وفي 1949 تم إنشاء منصب سكرتير تنفيذي للأمن القومي الذي تطور عبر السنوات ليصبح مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي، ويتبعه طاقم عمل أساسي خاص به.

ويرى الكثير من المراقبين أن مستشار الأمن القومي كثيراً ما يتعدى على مهام وزير الخارجية. كما أن وجود علاقة وطيدة بين الرئيس والمستشار عادة ما يتسبب في تحجيم دور وزير الخارجية وتحديد قابليته على التأثير في عملية صناعة القرار.

وقد اتخذت إدارة أوباما، بجرأة لافتة، وبناء على توجيهات مستشار الأمن القومي الأسبق لأوباما، توماس دونيلون، قرار إعادة التوازن لمرابض القوة والتركيز العسكري والاقتصادي الأميركي في العالم. وتحولت، نتيجة هواجس الأمن القومي الأميركي، من منطقة الشرق الأوسط التي استثمرت فيها أميركا طويلاً، باتجاه القوى الصاعدة في آسيا والمحيط الهادئ. هذا ويعتقد دونيلون «أن ثمة خللاً في توازنات السياسة الخارجية الأميركية وفي تركيز الاهتمام والوجود العسكري للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، أكثر مما ينبغي، وذلك على حساب الحضور الأميركي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، الأمر الذي أدى إلى اضمحلال التوازن الجيوسياسي للسياسات الخارجية الأميركية، خصوصاً لكون الولايات المتحدة أمة من أمم المحيط الهادئ».

طرح هذا التوجّه الجديد للسياسة الخارجية الأميركية أسئلة معمّقة حول الآليات والخطط المرسومة لإعادة هذا التوازن ومدى مواكبتها لواقع الحال في العالمين الشرق أوسطي والآسيوي، وما هو حجم الموارد العسكرية والديبلوماسية التي تحتاجها من أجل إعادة التوازن ونقل مواقع الثقل من الشرق الأوسط إلى آسيا مع إبقاء التحديات الأمنية المقبلة من الشرق الأوسط، والتي تعود إلى اندلاع العنف المتبادل في حمأة تنامي التطرف الديني المسلّح في غير بلد شهد أو ما زال يشهد ثورات الربيع العربي، تحت السيطرة؟
والسؤال الأخير والأكثر إلحاحاً هو كيف يمكن تحقيق هذا الانتقال في السياسة الخارجية الذي تحكمه المصلحة القومية العامة مع مراعاة معطيات الأمن الداخلي الوطني المحكوم أيضاً بالرياح المقبلة من الشرق الأوسط، إضافة إلى المصالح الشعبية الأميركية التي ما زالت تعاني من التباطؤ الاقتصادي الأقرب إلى الركود العام والذي أثر سلباً في حياة الملايين من المواطنين الأميركيين الذي يطالبون حكومتهم بخفض الإنفاق الخارجي والتركيز على ترميم اقتصادات الداخل المتداعية؟

تقول السيدة هيلاري كلينتون: «سيتمّ تقرير سياسات المستقبل في آسيا، وليس في أفغانستان أو العراق، وعندها ستكون الولايات المتحدة في مركز العالم». فبعدما وضعت الحرب أوزارها في العراق بعد 10 أعوام من التدخّل الأميركي الجراحي لإسقاط النظام هناك، وقبيل انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، يدرك الأميركيون اليوم فداحة حجم الاستثمار البشري والمادي الذي تكبدوه في هذين الموقعين من دون أن يعود عليهم الأمر بأي عائد يرتجى، سواء جاء محفّزاً اقتصادياً أو سياسياً تشريفياً، بل على العكس، فقد عمّق شعور العداء للولايات المتحدة في البلاد العربية والإسلامية، وأضاف إلى العقد التاريخية في نفوس الأميركيين عقدة جديدة، بعد عقدة فيتنام، وهي حرب العراق وما حصدت في أتونها من بشر وحجر. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الولايات المتحدة تكبّدت الخسائر البشرية الأعلى بين قوات التحالف، حيث بلغ عدد القتلى الأميركيين 4400 مقاتل، بينما بلغ عدد المدنيين العراقيين الأبرياء الذين قضوا نتيجة العمليات العسكرية حتى 2010 ما يقارب الـ650 ألف فقيد.

هكذا، يرى صنّاع القرار الأميركيون أن المهمة التي يجب أن يضطلع بها جهاز الأمن القومي الأميركي في العقود المقبلة هي كيفية الانتقال السلس بالثقل السياسي الأميركي إلى آسيا المحيط الهادئ من خلال تفعيل الاستثمار وتمكين العلاقات الديبلوماسية وتعميق التعاون الاستراتيجي بين العالمين. وطبعاً الهدف المباشر للولايات المتحدة من هذا الانتقال الجدلي هو إعادة الانتشار القيادي لأميركا في مواقع جديدة وصاعدة، بما يعزّز القيم الأميركية العليا وكذلك يوازن أمنها القومي بعد أن كان في العقد الأخير في عين العاصفة في غير بقعة ملتهبة في العالم وفي مقدّمها الشرق الأوسط.

هكذا، تدير الولايات المتحدة ظهرها للشرق الأوسط، طاوية صفحاته الساخنة، حافظة في أحسن الأحوال لمقعدها الوثير في مقدمة مشاهدي مسرح الغليان الثوري الذي جاء ليعدّل مسارات الربيع العربي الذي تم اقتناصه في غير بلد، والتي تقود حملته اليوم مصر... أم الدنيا.



#مرح_البقاعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حروب العرب وسلام الكرد
- جنيف2: مشروع جون كيري الأخير ما قبل الجلجلة!
- القوّة الناعمة.. والولاية
- يوم أغمضت عين الديمقراطية في واشنطن
- المملكة السوريّة !
- أصبح عندي الآن مسدّس!
- وردة الدم
- -الفيل يا ملك الزمان-
- المحافظة 35
- الأسديّة بلا أسد
- الصمت الأبيض
- زوكربيرغ @ تونس
- الرصاصة السياسية !
- أطوار بهجت والملك
- كلينتون تشنّ السلام على الصين
- باتْ مانْ مسِْلماً
- أنا الموت.. إنّي مدمِّر العالم
- الطريق إلى القدس يمرّ عبر بغداد-
- حزب الشاي
- فن تدوير العنف


المزيد.....




- -صليت وسط الأنقاض-.. علي شمخاني مستشار مرشد إيران يكشف ما حد ...
- كيف أحبطت قطر هجوم إيران على -العديد- أكبر قاعدة أمريكية في ...
- سي إن إن: هكذا أحبطت قطر الهجوم الإيراني على قاعدة العديد
- مراسل فرانس24 في طهران في قلب مراسم تشييع قتلى الحرب بين إسر ...
- ترامب: محاكمة نتنياهو تعيق قدرته على التفاوض مع إيران وحماس ...
- موجة حر شديدة تضرب جنوب أوروبا، فهل تغيّر طقس القارة العجوز؟ ...
- Day at the Races 789club – Cu?c ?ua t?c ?? m? màn chu?i th?n ...
- عاجل | وزير الخارجية الفرنسي: نعتزم مع شركائنا الأوروبيين ال ...
- العقوبات تتجدد.. هل تنجح أوروبا في كسر شوكة بوتين؟
- فيديو.. عامل معلق رأسا على عقب في الهواء بعد صدمة مفاجئة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرح البقاعي - بعيداً من أم الدنيا!ّ