أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مرح البقاعي - باتْ مانْ مسِْلماً














المزيد.....

باتْ مانْ مسِْلماً


مرح البقاعي

الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 8 - 19:18
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


"كان والدي صاحب شركة أعمال صغيرة جداً..وأدار مشغلاً صغيراً للطباعة على الأقمشة. أدخل والدتي وإخوتي كما أدخلني أنا أيضا للعمل معه. كنّا في المصنع نقوم بسكب الطلاء عبر حواجز أو مصافي حريرية وندفع بالطلاء على التصميم المرسوم ثم نرفع الحواجز إلى أعلى ونحركها فوق هذه الطاولات الطويلة جداً. وكان من المثير للإعجاب بالفعل أن والدي حوّل شركة الأعمال الصغيرة تلك إلى مشروع ناجح بفضل العمل الشاق، والالتزام، والإيمان بأنه يستطيع تحقيق ذلك".
بهذه اللهجة المتواضعة، الواثقة، والنابضة بالمصداقية، تحدّثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من موقعها أمام حشد من الوفود، والمدعويين الرسميين، والإعلاميين، عن قصة عائلتها في كسب العيش عن طريق الشروع في الأعمال الصغيرة، وذلك في حفل اختتام القمة الرئاسية لريادة الأعمال التي التأم عقدها في واشنطن في يومي 26 و 27 أبريل / نيسان الجاري، وحضرها رياديون من دول الشرق الأوسط والعالم الإسلامي وباقي أنحاء العالم.
وقد جاءت هذه القمة تحقيقاً لوعود قطعها الرئيس أوباما خلال خطابه الشهير في جامعة القاهرة في العام الفائت من أجل تحقيق المزيد من التفاهم والتقارب بين شعوب العالمين الأميركي والإسلامي. وقد تأسست هذه القمة حول فكرة ضرورة تشجيع الابتكار والإبداع بهدف الشروع في أعمال ريادية وسبّاقة، وجاءت للاحتفاء بإنجازات مجموعة من الرياديين في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي ومساعدتهم على مواصلة هذه المشاريع و ضمان استدامتها وتوسيعها من خلال تأمين شبكات التواصل بين الرياديين، والمساعدة على تهيئة الموارد اللازمة لدعم مشاريعهم وحماية منجزاتهم؛ فالإبداع غالباً ما يتعرّض إلى التعتيم، والإقصاء، وفي أفضل الأحوال إلى التهميش من قبل الهيئات الحكومية الرسمية وحتى غير الحكومية منها. أما الاستراتيجية البعيدة المدى لهذه القمة فترتكز حول تمكين قدرات هؤلاء الرياديين على مواجهة التحديات العالمية وعلى رأسها الفقر والبطالة اللذان يقفان عائقا دون تقدم الدول ويهددان الأمن العالمي كونهما يدفعان بفئة الشباب العاطلة عن العمل إلى جادة الانحراف أو التطرف.
الرئيس أوباما أشاد في كلمته الافتتاحية بـ "الاستجابات" التي لقيها خطابه في القاهرة، والتي تجلّت في حوار متصلّ بين شعوب العالمين العربي والإسلامي والولايات المتحدة، وليس بين حكومات الطرفين وحسب. وقال خلال كلمته الافتتاحية لأعمال القمة مخاطباً الدكتور نايف المطوّع من الكويت الذي حضر المؤتمر، وكان من أبرز الرياديين الذين لفتت أعمالهم أنظار العالم: "أودّ أن أقول إن الاستجابة الأكثر ابتكاراً لما طرحته في القاهرة ربما جاءت من الدكتور نايف المطوّع من الكويت، المنضم إلينا الليلة هنا". وأردف أوباما إلى أهمية مشروع المطوّع الريادي قائلا: "أَسَرَتْ كتبه للرسوم الكرتونية مخيّلة الكثير من الفتيات والشباب بأبطالها الخارقين الذين يجسّدون تعاليم الإسلام وسماحته. واختتم الرئيس مازحا: "في قصص المطوّع للرسوم الكارتونية، يسعى سوبرمان وبات مان من أجل التواصل مع نظرائهما المسلمين.. وسمعت أنهما يحرزان تقدما أيضا.. بالتأكيد!
أما نايف المطوّع فهو الطبيب المتخصص في علم النفس وصاحب المجموعة القصصية الكرتونية الشهيرة التي تحمل اسم "الـ 99"، وهي تروي قصص شخصيات يحملون أسماء الله الحسنى التسعة والتسعين ويتميزون بقوى خارقة تساعدهم في بحثهم عن 99 حجراً مفقوداً في العالم تحمل نور الحكمة. والمطوّع حاز في العام 2009 على جائزة رواد المشاريع الاجتماعية الشرق أوسطيين التي يمنحها المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، سويسرا. وفي العام ذاته أدرج على قائمة الشخصيات المسلمة الـ500 الأكثر نفوذاً في العالم ضمن قائمة المركز الملكي للدراسات الإستراتيجية الإسلامية.
قال لي المطوّع حين حاورته على هامش القمة الرئاسية: "ما أردت تحقيقه من خلال كتابتي لسلسلة قصص الـ99 هو إيجاد حلول موضوعية للعديد من التحديات التي تواجه العالم المسلم عن طريق طرح إشكاليات حياتية إسلامية على لسان هذه الشخصيات الاستثنائية ومحاولة إيجاد حلول عصرية لها، ومن هذه المشكلات مثلا ما ندعوه (الخلوة) بين الذكر والأنثى"، وأضاف المطوّع : شخصيات السلسلة لا تطرح القيم الإسلامية كقيم دينية وحسب بل تقدّمها في جوهرها الأخلاقي الإنساني الشامل. فأنا أرى أن شخصيات ابتدعها الغرب المسيحي مثل بات مان وسوبرمان، إنما تطرح قيم فاضلة عالمية وليست مسيحيةـ يهودية Judeo-Christian بأي حال. وأفاد: "أردت أن أقول ببساطة أن مقاربة القيم الإسلامية ليس حكرًا على من نَصّبوا أنفسهم متحدّثين نيابة عن الله ليتّخذوا القرارات ويطلقوا الفتاوى ويعلنوا أنهم هم الوحيدون الحاملون لأسس المعرفة الدينية، وهنا يكمن التحدي الحقيقي لشخصيات الـ99".
أما عن انطباعه عن القمة فقال المطوّع:" أهم ما في القمة أنها أكّدت أن الرئيس أوباما ينفّذ تماما ما وعد به في خطاب القاهرة ، وهذا يشكّل إضافة نوعية إلى السياسة الأميركية الخارجية، ويعزّز ثقة المسلمين بالإدارة الأميركية الحالية وبالساسة الذين عادة يقولون ما لا يفعلون".
فهل ستنجح مجموعة الأبطال الكرتونية تلك في تحقيق ما فشلت فيه الزعامات الإسلامية والغربية من رأب للصدع بين عالمين وثقافتين ومجتمعين أحدهما غربي مسيحي ـ يهودي وثانيهما شرقي مسلم؟ وهل ننتظر من البات مان المسلم أن ينشر جناحه في الضوء بعد طول عتمة وظلاميّة في شرق يغفو على أوهام متشددين اختطفوا قيم الإسلام الأصيلة وحولوها إلى لغة ترهيب أساءت إلى الإسلام الحنيف قبل إساءتها إلى المسلمين؟
أخبرني المطوّع أن كبرى شركات الإنتاج الأميركي، وهي شركة إيندينول العالمية Endenol ، ستقوم بإنتاج سلسلة الـ99 الكرتونية؛ فهل سينجح الأبطال الكرتونيّون حين فشل الآدميون؟! لننتظر فصل الخريف القادم، موعد العرض الأول للسلسة، والتي ستحمل إلى العالم، صغاراً وكباراً، ثقافة الإسلام الإنسانية خارج دوائر العَسْف التي أقحم المتطرفون الإسلام في دوائرها المضلِّلة.



#مرح_البقاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا الموت.. إنّي مدمِّر العالم
- الطريق إلى القدس يمرّ عبر بغداد-
- حزب الشاي
- فن تدوير العنف
- مرح البقاعي تحاور زبينغو بريجنسكي في قضايا الأمن الإقليمي وا ...
- ريحانيّات واشنطن
- نساء ضد المرأة!
- وماذا عن سجينات سوريا يا سيّدة كلينتون!
- البرادعي لرئاسة الولايات المتّحدة
- جرائم الياقة البيضاء
- عزيزي فوكوياما
- وصايا عشر إلى -الإدارة- السوريّة
- Iranophobia
- -الحُرّة- الأميركية تبثّ بالألوان!
- Persona non grata
- ماليزيا.. ليه؟
- إسلاميون أم مسلمون؟
- مضاد حيويّ للاستبداد
- صقر 2012
- بين الشَرَّيْن !


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مرح البقاعي - باتْ مانْ مسِْلماً