أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مرح البقاعي - -الفيل يا ملك الزمان-














المزيد.....

-الفيل يا ملك الزمان-


مرح البقاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4014 - 2013 / 2 / 25 - 09:00
المحور: المجتمع المدني
    


في مناسبة أقيمت في متحف الهولوكوست بواشنطن مؤخراً، صرّح السفير الأميركي بيتر غالبريث، الذي شهد المذابح التطهيرية في يوغوسىلافيا السابقة، ما مفاده أن "المذابح القادمة في العالم سترتكب بحقّ الطائفة العلويّة في سوريا"!
نشرت هذا التصريح الملتبس صحيفة النيويورك تايمز في مقال كتبه (للمفارقة) المدير التننفيذي للمركز الدولي لمبدأ مسؤولية حماية المدنيين، سيمون آدمز، المبدأ الذي يفترض أن يكون الحامل القانوني الأممي لحماية مدنيي سوريا من إرهاب الدولة المنظم الذي راح ضحيّته حتى تاريخ كتابة هذه السطور 46,570 مدنياً قضى 90% منهم جرّاء القصف الجوّي للمدن والبلدات بالطائرات القتالية.
منذ تصاعد سلطة الأسد الأب في العام 1970 وحصرْها في قبضته مستعيناً بأفراد من أسرته وأسرة زوجته من آل مخلوف وشاليش، استطاع الرأس المدبّر لحروب الإبادة الجماعية التي يشنّها الأسد الابن بالنيابة عن أبيه اليوم، أن يسوّق للغرب فكرة حماية الأقليات في سوريا بريادة علوية، وآلة حرب أسديّة، مارست التطهير المذهبي المنظّم منذ أحداث حماة في العام 1982 وصولاً إلى الأعمال العسكرية المفرطة على الأراضي السوريّة كافّة منذ اندلاع الثورة السوريّة الماجدة في العام 2011.
لم تدرك الولايات المتحدة الرسمية، المصابة بعقد تاريخية عديدة، على رأسها إخفاقات فييتنام والبوسنة والعراق، لم تدرك الطبيعة التوفيقية والاندماجية بين مكونات الشعب السوري، بنسيجه العرقي والقومي والديني والإيديولوجي، الذي تجلّى بأعلى صوره في وحدة الهدف السوري في إسقاط نظام الأسد برموزه السلطوية الإستبدادية. تلك الصور تنأى بالطائفة العلوية عن ممارسات حفنة من جلاّديها كانت أولى ضحاياهم من صلبها النخبوي: صلاح جديد مثالاً!
نعم، لقد استطاع حافظ الأسد، بالالتفاف سياسي منفذه الحالة الإقليمية الاستثنائية للمعادلة الأمنية الاسرائيلية، أن يحدث اختراقاُ باهظاً في مناعة الغرب السياسية التي رجّحت كفّة الاستبداد الأسدي في لبوسه الطائفي قبالة أمن الجار الاسرائيلي الحليف المتنامي والمزدهر بفعل جبهته الشمالية الأهدأ في التاريخ العالمي الحربي، والتي كان الضامن لها حالة اللاحرب واللاسلم التي أحكم من خلالها الأسد الأب سلطته على سوريا وعلى الدماغ السياسي الأميركي في آن.
ولم تأتِ سياسات الابن بشار إلا تمكيناً واستتباعاً لنقلات أحجار الشطرنج التي أوثق عروتها حافظ الأب متّخذاً من ذراع " الصمود والمقاومة" أداة شرعية لدسّ الأفيون في عروق العالم العربي والإسلامي الذي مازال بعضه يرى في نظام دمشق العروة الوثقى في وجه الحلم الاسرائيلي في المنطقة، غاضّاً الطرف عن السرطان الجديد بأذرعه المتطاولة باتجاه منابع الغاز النفط العربية: إيران ـ الحليف العقائدي والاستراتيجي لآل الأسد (المتشيّعون بحكم المصلحة).
الأمر الأفدح يكمن في الاصطفاف الفرنسي، عن جهل أو دراية، في الخانة الأميركية لهاجس الأمن الأقلويّ في سوريا ما بعد ثورة 2011، والذي يتبدّى في الموقف الفرنسي الملتوي من الدعم غير المشروط لهيئات الحرام السياسي للمعارضة السورية، الدعم الذي يترنّح بين نقيضيه الإعلامي المطلق والإجرائي المقنّن. وليس بعيداً عن الهاجس الأميركي هذا ما جرى في لقائي بمعاون وزير الخارجية الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط، السفير فرانسوا جيرو، في مكتبه بباريس، الذي بادرني بمطالبة واضحة من المعارضة السورية بالإعلان عن تطمينات لأبناء الطائفة العلوية بحفظ أمنهم وسلامتهم إثر سقوط النظام.
حين كتب صديقي (العلوي بالمولد) الراحل سعد الله ونوس، مسرحية "الفيل يا ملك الزمان"، أراد أن يشير إلى استباحة "الملك" وامتهانه للشعب المرهوب من خلال التلويح بالقمع الطائفي، وبأدواته، في إطلاقه للفيل الباطش. هذا الفيل أعيد إطلاقه، تكراراً، وفي غير مرة هدّد فيها الشعب السوري العظيم عرش طاغية سوريا الأكبر حافظ الأسد ومن بعده الأصغر وريثه الأرعن، وعادت وأفلتت عنانه مستشارة القصر الرئاسي السوري، بثينة شعبان، حين بشّرت العالم بالاقتتال الطائفي في سوريا في الأشهر الأولى من الثورة السلمية بالفطرة، ابتداءً، والمسلّحة، لاحقاً، بفعل الضرورة التي فرضها العنف الحكومي الممنهج.
ورغم طغيان هذا العنف المدجّج بصنوف الأسلحة الحربية الثقيلة وبجحافل الشبّيحة والمرتزقة الذين ينتمون إلى عقيدة صناعة الموت وحسب، فقد كانت حوادث الانتقام على المستوى الطائفي نادرة ومعزولة تقتصر على ظواهر متطرفة تمّ استيعابها وتقويمها بالسرعة القصوى على يد حراس الثورة المخلصين. وسيستمر هؤلاء في حماية الثورة، فكراً وممارسة، من التحوّل بفعل الاستبداد إلى ذلك "الفيل" الذي إنما أراده به ونوس مقتلاً للجلاّد لا للضحيّة.
فصل المقال في رسالة الثورة وقواها الدفاعية عن حقوق الإنسان السوري ـ منبع الفعل الثوري ومصبّه ـ إلى الولايات المتّحدة الأميركية وفرنسا، ومن حذا حذو مخاوفهما، في دعوة عاجلة لقراءة مجريات التأريخ السوري الذي يصوغه الشعب بدم أبنائه، لا سياسات الأمر الواقع الذي تفصّله السلطة على مقاس استمرارها الباهظ، قراءة متأنية وعادلة، في الهواء الطلق، بعيداً عن قبّة متحف الهولوكوست.



#مرح_البقاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحافظة 35
- الأسديّة بلا أسد
- الصمت الأبيض
- زوكربيرغ @ تونس
- الرصاصة السياسية !
- أطوار بهجت والملك
- كلينتون تشنّ السلام على الصين
- باتْ مانْ مسِْلماً
- أنا الموت.. إنّي مدمِّر العالم
- الطريق إلى القدس يمرّ عبر بغداد-
- حزب الشاي
- فن تدوير العنف
- مرح البقاعي تحاور زبينغو بريجنسكي في قضايا الأمن الإقليمي وا ...
- ريحانيّات واشنطن
- نساء ضد المرأة!
- وماذا عن سجينات سوريا يا سيّدة كلينتون!
- البرادعي لرئاسة الولايات المتّحدة
- جرائم الياقة البيضاء
- عزيزي فوكوياما
- وصايا عشر إلى -الإدارة- السوريّة


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مرح البقاعي - -الفيل يا ملك الزمان-