أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال الربضي - الهجوم على المسلمين – الإنصاف يقول توقفوا















المزيد.....

الهجوم على المسلمين – الإنصاف يقول توقفوا


نضال الربضي

الحوار المتمدن-العدد: 4271 - 2013 / 11 / 10 - 15:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الهجوم على المسلمين – الإنصاف يقول توقفوا

لا يخلوا موقع أو مقالة تتناول الإرهاب من الهجوم الكاسح على الإسلام و القرآن و نبي المسلمين، ثم يتوجه المنهج للهجوم على المسلمين و تصويرهم و كأن رجالهم وحوس ٌ كاسرة تجوب بسيوف تقطر دما ً بينما تنتظرهم نساؤهم في المنزل و هن على آخر طرز ٍ من التبرج لتنتهي رحلة القاتل النهارية بسهرة حمراء شرعية.

هذا الوصم للمسلم بأنه إرهابي قاتل سفاح و للمسلمة على أنها جارية متعة غدا أمرا ً مُقززا ً و مُهينا ً عدا عن كونه غير صحيح و لا يستقيم مع الواقع الحياتي المعاش لأكثر من مليار و سبعمئة ألف مسلم على وجه الكرة الأرضية، و لا داعي للقول بأنه غير أخلاقي.

ينطلق أصحاب هذا الوصم من تعميم النموذج الإرهابي السلفي و النموذج الإخواني الإقصائي على بقية المسلمين، و يتخذون من جرائم هذين الحزبين دليلا ً عاما ً على فساد الإسلام و المسلمين، بينما تدلنا الخبرة المُعاشة على أن جُل َّ المسلمين و المسلمات لهم في دينهم رأي آخر غير رأينا و يعرفون إسلاما ً آخر غير الإسلام الذي نُلصقه فيهم، و كأن القرآن فقط هو سورة التوبة، و كأن الفقه فقط هو الناسخ و المنسوخ، و كأن حضارتنا لا تستقيم إلا إذا أبدينا تعالينا عن الأحاديث النبوية الخاصة بحياة رسول المسلمين الخاصة و التي بالمناسبة يشكك فيها كثير من المسلمين الآن.

دعونا نكون واقعين:

أي ُّ عقيدة ٍ كاملة؟ أليست التوراة مليئة بقصص التعصب اليهودي و الذبح الكامل للقرى و المدن و أحاديث السبي و التمتع مع السرايا؟ أليس الذين لا يؤمنون بدين لا يرون غضاضة ً في العلاقات الجنسية إن تمت بالتوافق و التراضي حتى لو تعددت؟ أليس الجنس و العنف هما سمتان مميزتان لهذا الكائن المدعو بالإنسان؟

هذا تاريخ و انتهى، أما الآن فنحن في الحاضر، و علينا أن نركز على أمرين اثنين:

- أن يرى كل منا الآخر كما يحيا الآخر بالضبط، لا كما يتخيله أو يحكم عليه من نصوصه، أو من سلوك مؤسسي ديانته أو كما نعتقد أننا نفهمه.

- أن نلتقي على المبادئ الأساسة و أسس حقوق الإنسان، و ننظر للمستقبل كيف يمكن أن نعمل معا ً حتى ننهض بمجتمعاتنا نحو تحكيم العقل و استخدامه لتشريع ما يتناسب مع المجتمع الحالي و الحضارة الحالية و يضمن لجميع فئات المجتمع كافة حقوقها من أطفال و نساء و رجال و أقليات و أديان و أعراق مختلفة.

و هنا أعلم أن كثيرين سيوجهون لي النقد الاستنكاري التالي: يا أستاذ نضال لا ينفع مع الإسلام تقدم و المسلمون لا يمكن أن يرتقوا طالما هم يتبعون الإسلام و نصوص القرآن و أحاديث الصحابة و سيرتهم.

في الحقيقة النقد السابق نفسه استعلائي ملئ بالتحقير للمسلمين و النظرة الدونية إليهم من منطلق أن السائل هو على منهج ٍ أفضل، بينما الحقيقة أن الإسلام و القرآن حمال أوجه و قابل للتيسير المذهبي وفق مناهج مختلفة فليس كل المسلمين قابلين بالناسخ و المنسوخ، و القابلون به مختلفون أي الآيات منسوخة و أيها لها، و الفقهاء المعتبرون يدركون أن الإسلام لم يكن ليجمد الحضارة، على الرغم من اعترافنا بالجرائم التي تمت في بدايات تأسيس الدولة الإسلامية و التي لا يخلو منها دين أو حضارة.

أعتقد أيضا ً أن الدعوات التي تنطلق من هنا و هناك لتبرير شيطنة المسلمين على أنه رد فعل على إرهاب المسلمين لا تثبت أمام النظرة الواقعية إلى أحوال المسلمين في العالم الذين يعيشون كأي دين آخر موجود يريد تثبيت نفسه و الدعوة لعقائده. و أعتقد أن التركيز يجب أن يكون على محاربة الإرهاب و العنف و إذلال المرأة و استعبادها و ليس على المسلمين ككل، لأن الفعل الأخير يوجه الطاقات نحو السبب الخاطئ بينما الأول ينتبه إلى أصل المشكلة.

ما أقوله أن الإسلام ليس ضد الحضارة، فالمسلمون يرون دينهم متتما ً للأخلاق داعيا ً إلى البحث و التقصي و عمران الأرض، و حتى في الخلافة التي يحلمون فيها لا يترددون في الحديث عن العدالة الشمولية للجميع، طبعا ً أنا لا أوافق على الخلافة و لا على الدولة الدينية فأنا أرى أن الدين و الدولة لا يلتقيان، لكني هنا أعرض تفكير المسلمين و فهمهم لدينهم، و الذي تدعمه أيضا ً تيارات معتدلة تُبرز وجهات نظر يرتاح لها المسلمون بشكل عام لأنهم يرونها إنسانية الطابع من صلب دينهم.

مجتمعنا ملئ بالأخطاء، و رجال الدين يسيطرون على العقول و القلوب و يحركون الطاقات الشبابية نحو التطرف، بينما يقوم كارهو الإسلام و المسلمين بدفع هؤلاء الشباب إلى أحضان الشيوخ أكثر فأكثر عبر هجومهم على الإسلام و القرآن و نبي المسلمين، في أفعال عنصرية لا إنسانية، بدل أن يبحثوا عن نقاء التوافق التي تمكن المجتمعات من إيجاد الحلول لمشاكلها. ليست كل الأخطاء ناتجة ً من الإسلام، لا تنسوا أن مجتمعاتنا البدوية حافظت على بداوتها السابقة للإسلام و أخضعت الإسلام لها ووظفت الإسلام كقناع للبداوة.

إنني في هذا المقالة لا أتحدث عن النقد النصي للكتب المقدسة و الدراسة التحليلية لها، فكل الكتب النصية منتوج بشري قابل للمراجعة و التدقيق و النقد و التمحيص، لكني أتحدث عن استخدام هذا النقد العلمي بغرض التجريح الشخصي و الشيطنة و وصم المسلمين بما يؤذيهم في أنفسهم و عائلاتهم و تصورهم للحياة كبشر إخوة ٍ لنا لا نختلف عنهم و لا يختلفون عنا في الجوهر الإنساني و الكرامة البشرية.

هنا أيضا ً أن لا أُبرأ أصحاب الدين من الهجوم الذي يشنونه على أصحاب الأديان الأخرى و على الملحدين، لكني أقول أننا كلنا في الهوا سوا لأننا بشر و هكذا يتصرف البشر، لكن هذه التصرفات لا ينفع أن تكون بدون ضابط لأن كل منا لديه شئ ضد الآخر و هذا الشئ حقيقي أحيانا ً و غير حقيقي أحيانا ً أخرى، و علينا أن ندرك أخطاءنا و شرهنا الفطري نحو إقصاء الآخر و إنهاء وجوده.

فإذا ً هل سنتخذ قرارا ً شجاعا ً بأن نرى إنسانية بعضنا البعض، أم هل سنبقى مثل ما يقول مثلنا الأردني "ديوك بتتهاوش على مزبلة"؟

أنا اتخذت قراري من زمان، الإنسانية أقدس شئ، كلنا إخوة.

من كان له آذان للسمع فليسمع!



#نضال_الربضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطرانان المخطوفان – موسكو و الشيشان و حلب
- قراءة في سفر الإنسان – الله
- أضواء على التطور – القرد الذي لم يصبح إنسانا ً
- حين رأت جدها – لا تخافي
- مشكلة الشر في العالم – بين الإيمان و الإلحاد
- هذربات الفلافل - قصيدة نهاية الصيف
- تمثال العذراء المكسور – رمزية الاعتداء
- الهالوين – شاهد على أسرار البنية الدينية
- المُشترك الأعظم – الإنسانية
- الإنسانية في الفكر المسيحي – إنسجام المنطق بفعل المحبة.
- الرجال و مرآتان لهوية التعريف
- الإخوان المسلمون و العلم الأردني و إشاره رابعة
- Tell me why بين الإيمان و الإلحاد
- ما زلت أذكر ُ تلك العجوز – ما زلت أذكر سيدي
- قوك يا أردن – مع محمود الحويان
- كيف نفهم حادث كنيسة الوراق – بين أميرة و مريم و محمد.
- الثقة بالله – خاطرة قصيرة جداً.
- قانون التظاهر المصري الجديد – ألا تتعلمون أبدا ً؟
- رسالة إلى السيكلوب
- من يستطيع النهوض بالمجتمعات العربية؟ - السؤال الخاطئ


المزيد.....




- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال الربضي - الهجوم على المسلمين – الإنصاف يقول توقفوا