أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - محل العقل ووظيفة التعقل














المزيد.....

محل العقل ووظيفة التعقل


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4266 - 2013 / 11 / 5 - 14:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


محل العقل ووظيفة التعقل
العقل عند الإنسان الذي هو محل للكمال النسبي وبه يتكون وعليه واجب الصيرورة به,أداة هذه الإنتقالة والطريق الموصلة له,يقول الأستاذ محمد تقي مصباح اليزدي (إن الإنسان له نزوع فطري إلى كماله الإنساني وكماله يتحقق بإطاعة العقل والأحكام العملية للعقل محتاجة إلى الأسس النظرية من قبيل التعرف على كمال الإنسان النهائي والتعرف على بدايته ومصيره وإذا لم يتوصل إلى هذه المدركات والمعارف النظرية فلا يمكنه أن يتقبل نظاما عمليا صحيحا)) ,فاليزدي يركن متطلبات الكمال البشري كلها للعقل ويشير إلى الأسس النظرية التي يعدها مقدمات للأحكام العملية للعقل دون أن يفصح عن ماهية هذه الأسس أو كيفية التعرف عليها أو منشأها التكويني,ولا يفسر قيمة الأحكام العملية العقلية أو يبين كيفية تأثيرها على العقل الذي بدوره يكون قادرا على تقبل أو إنكار النظام العملي الصحيح.
ولقد تتبعت قول الأستاذ اليزدي في شرحه فوجدت أن كل الأسس النظرية لديه تتخلص في مسألتين مهمتين عنده وهما وعي الإنسان بوجوده أولا وعلاقة هذا الوجود بالنظرة الكونية الصحيحة والتي هي مفتاح وواقع للنظام القيمي(الخلقي) ويتلخص ذلك كله بمعرفة الدين الحق وإتباعه,فالمسألة الأولى إذن عند اليزدي هي معرفة الدين أي معرفة الديان ومنها الإنطلاقة لإستكشاف عالم الخليقة والوجود الشيئي وفقا للفهم الديني المنقول بالصيغة التي أمنا بها وعلى العقل أن يتدبر ويتعقل هذه الرؤية بما له من ملكة التكوين البدوي الأولي.
فهل يعد الأستاذ اليزدي أصوليا في فهمه للعقل ,وهل الإيمان بهذه الرؤية يعد تفكيرا أصوليا عقلانيا بالفهم الفلسفي للعقلانية كمنهج قادر على معالجة مسألة حسم التنازع بين العقل كقيمة عليا في تحصيل الوعي والإدراك وبين مؤديات التجربة الحسية ودورها في إستظهار هذا الوعي والإدراك وتصنعه أو صنعه ليكون هو اللاعب الحاسم في تقدير وجودنا الشيئي وتبريره.
للجواب هنا مقدمة لا بد منها تتعلق بكيف نعي ومتى نعي وأين نعي هذا الوجود أصلا, فالمحدد الذي يصنع الوعي هو وجود الموجد الأول (الخالق)(الصانع) فهو الذي خلق السموات والأرض وجميع ما في الشيئية كمخلوقات من المخزون في الملكوت الذي لا يمكن أن يدرك عقلا ولا تصورا لأنه خارج قدرة التصور وخارج عن قدرة التقدير البشري العقلي,وبالتالي فهو خارج عن مقاسات وقوانين العلم الذي يدرك بها نوعية الوجود وكيفيته وشكله ولكن لا يصنع الوعي,فالوعي هو الموجود والمكون أصلا مع الشيئية من خلال كينونة الخلق وكيفية الصنعة,فليس كل مخلوق واع لذاته وليس كل مخلوق لديه ميل أصلا لأن يكتشف وعيه الوجودي إلا الإنسان فهو المفطور والمجبول عليها,وذلك لتعلق الكيف والكون بالتكليف المؤدي لعلية الخلق ومنها جدوى الكينونة.
فيكون الإنسان كمخلوق لديه الميل الطبيعي والفطري لأن يعي لأنه يملك جزءا مهما من أدوات الوعي وهو العقل المطبوع الذي يعده الأستاذ اليزدي من خصائص الإنسانية التفريدية له عن سائر الخلق,وهو بذلك يشير إلى الكينونة التي حولت الإنسان كشيء ذو وجود وماهية محددة ومميزة ومعلومة ومقاسه ومميزة من لا شيء لا نعي ماهيته ولكن نعرف وجوده ونؤمن بذلك, والحاصل أنه يقر بالكينونة كحقيقة لأنه يؤمن بأن الله هو الخالق ولكن لا ينتبه لنتائج الكينونة التحصيلية على الإنسان وعلاقة هذه النتائج بوعي وجوده ولا بالقدرة على إكتشاف النظرة الكونية الشاملة.
إن ربط النزوع الفطري للوصول للكمالات مع وجود التدين الفطري للإنسان يغني عن ما سماه الأستاذ بالأسس التكوينية النظرية التي تكون أو تصنع الأحكام العملية للعقل,مع أعتقادنا بأن وجود النزوع الفطري للوصول للكمالات البشرية هذا الميل الذي لم يكن في يوم من الأيام واضحا ولا متبينا بشكل سافر عند كل الناس ولم يؤشر عليه على أنه من المسلمات البديهية عند الإنسان ليس سوى شكل من أشكال التدين الفطري.
و باعتبار أن التدين في حقيقته لا يعدو أن يكون أما عامل دفع واتقاء من خطر المجهول أو من رهبة الغيب وهو الفهم المبسط والبسيط عند الحال التعميمي,أو يكون لبلوغ الكمالات البشرية عند الأقلية من الذين يتعقلون الدين ولو بشكله الفطري كممارسة وكقيمة, ومن هنا فأن المسألة لا تؤخذ بهذه البساطة ولا بهذه التلقائية النظرية الذي يتكلم عنها بحث الأستاذ,بل الأمر أكثر تعقيدا أو أكثر صعوبة مع حتمية معرفة العقل أولا.
من هذا المفصل البحثي تكون مقدمة بحثنا ونحن في حضرة العقل لنرى ونتأمل بهذا المخلوق النعمة,نعرفه كشيء موجود ونعرفه كوظيفة ونعرفه كوسيلة ونعرفه كأداة تلعب الدور الحاسم في سياقة الإنسان نحو أحد النجدين,ونستبطنه لنستظهر منه ما خفي إن قدر لنا ذلك,ليس بحثا نظريا تأمليا ولكن في حدود العلم الإلهي وموارد نصوصه وما تأصل لنا من قول المعصوم لنعرض ذلك كله مع ما سعت به أفكار آخرين من مشرق ومغرب ومتوسط بين ذلك.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعصب الحضاري ومشكلة أنا وأنت
- الشعوب وخيار الحياة
- ملامح العالم الكوني بعد عالم الحداثة
- الرب السياسي
- إختراق الجدار
- حوار الجدران
- قوة العقل
- أوهام الصراع الغربي مع الإسلام
- النظام العالمي الجديد ومقاربة الصراع والسلام
- الفرق بين مفهوم القوة والقدرة
- أثبات ونفي الموت
- الانضباط والإنضباطية في الفكر الإسلامي الأصيل
- الأحلام مصدر قلق إنساني
- الإنسان وليد البيئة
- الدين قاعدة حقوق وواجبات
- أشكالية الفكر الإسلامي مع النص
- الأختلاف في نظرية الحاكمية
- الأحلام وضروريات العقل
- البداوة وعقدة أوباما
- أمركة العالم الكوني , مخاطر وتحديات


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - محل العقل ووظيفة التعقل