أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عباس علي العلي - التعصب الحضاري ومشكلة أنا وأنت














المزيد.....

التعصب الحضاري ومشكلة أنا وأنت


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4266 - 2013 / 11 / 5 - 10:26
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


التعصب الحضاري ومشكلة
أنا وأنت

في كلامي تجنبت تذكير صديقي بموضوع التعصب لحضاري الذي سوف ينفيه بالتأكيد عن ما تختزنه ذهنية الغربي عموما والأمريكي خصوصا تجاه العرب والمسلمون ومن المفيد، أن أستعرض فحوى وثيقة أقرتها منظمة(اليونيسكو)حول موضوع التعصب الحضاري ، إثر اجتماع أشرفت على تنظيمه وشارك فيه عدد من خبراء وعلماء الأنثروبولوجيا، وانعقد في موسكو من 12 آب إلى 18 آب 1964م، ومثّل اليونيسكو فيه الأنثروبولوجي المعروف (جان هيرنو).
وقد أصدر المجتمعون وثيقة عنوانها (مبادئ خاصة بالجوانب البيولوجية للجنس) وقد نفت هذه الوثيقة كل الأفكار الرجعية الخاصة (بنقاء بعض الأجناس الانسانية دون الأخرى) كما أنها أشارت إلى قلة الأهمية العالمية لتصنيف البشر على أجناس متمايزة, ومن ناحية أخرى أشارت إلى أن التطور الانساني يرد إلى الإنجازات الحضارية التي أسهمت كل الشعوب في تحقيقها، أكثر من تحققه من خلال مواهب تكوينية يمتلكها جنس دون غيره من سائر الأجناس, وتختم هذه الوثيقة بقولها (ان شعوب العالم اليوم تمتلك طاقات بيولوجية كامنة متعادلة، تسمح لها بالوصول إلى أي مستوى حضاري والاختلافات في إنجازات الشعوب المختلفة لا ينبغي ردها إلى غير تاريخها الحضاري).
النظرة التي نستكشفها من نمطية الفهم الغربي لعلاقته بالأخر وخاصة الشرقي ليست بالتأكيد تلك النظرة الدونية التي تظهرها بعض وسائل الاعلام والتواصل بل نظرة مفادها أن الإنسان مع الإنسان متساوي ولكن ليس بالضرورة أن يكون متشابه, وهذه الصورة المغرية للبعض تحمل في طياتها جوهر المخاوف التي حددتها وحذرت منه منظمة اليونسكو في الوثيقة التي أوردناها للتو.
القول بتساوي البشر مقولة غير جديدة ولا أكتشاف مثير بل كلنا في التكوين والتكيف والتجنيس متساوون بالقدرة على أن نكون واحد ,ولكن الإشكالية تقع في نفي التشابه وهو الاخطر في الموضوع, حيث أن نفي التشابه يعني أن الناس أجانس لنوع واحد وهذا هو جوهر العنصرية مثلا الله تعالى يقول في القرآن الكريم ما ينفي ويثبت به حقيقة أن الناس ليس سواسية فقط بل واحد متماثل {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ}المائدة18,إذن هذه الدعوة قديمة وليست جديدة ولا مستحدثه بل هي من تأصيل الأنا المنسوبة لليهود والنصارى على مر تأريخهم.
هذ التأصيل مرده فقط إلى التعاليم المحرفة التي تجعل من الناس طبقتين أبناء الله والأميين {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ....بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}آل عمران75, الله الذي جعل من الناس أمة واحدة في كل شيء وجعل معيارية التفاضل هو التراحم لم يفضل بشر على بشر ولم يمنح أحد امتيازات خارج ما هو واحد كلي ,فكيف لهم أن يغيروا إرادة الله بادعائهم أن الله كتب لهم من دون البشر منزلة خارج الحساب.
يمكننا أن نقول وبدون تحفظ أن النظرة التمييزية التي تجعل من العنصرية حقيقة تأريخية مستندة للنصوص دينية ما زالت تعشعش باللا وعي الغربي الذي يقتفي في كل سلوكيات الأنا في داخله فيصف كل ما هو خارج تصنيفهم أمي بمعنى لا يشبه ولا يمكن أن يتشابه مع حدوده في توصيف الذات الخاصة ,لذا فمحدثي ومحاوري عندما يبدأ الكلام إنما يشير من حيث لا يعلم إلى هذه المسمة الفكرية عنده فيقول لي في الرسالة السابقة (لنشرح له حقيقة ما نضمره كأمة متحضرة تريد أن ترى في أصدقاءنا جهة متفهمة وقاصدة) فهو يفترض ثلاث حقائق لا مجال لمعاكستها وهي:.
1. إنهم أمة متحضرة وغيرهم أميون فلو قال نحن وإياكم أمم متحضرة لقلنا أن الرجل أراد منطلق من مفهوم المشابهة والتماثل ,ولكنه وضع مفهومين محددين لمجموعتين مختلفتين وهذا هو الأخطر في كلامه.
2. يريد منا أن نثبت له أننا قادرون على الفهم بمعنى افتراضي أننا لا يمكن أن نفهم أو نتفهم ما في جعبتهم من تصور عنا وعلينا كي نثبت لهم ما يريد أن نخلع عنا حاجز مانع يتعلق بكوننا جنس مختلف.
3. أننا ما زلنا غير قادرين أن نستوعب ما في إنسانيتهم وتفضلهم علينا لأن الله أساسا فضلهم وبذلك يجتر دونما وعي مقولة أنهم أبناء الله وما نحن إلا مجرد برابرة مطلوب منا الإصغاء.
هنا يكمن جوهر التقاطع الحقيقي الذي يفصل بيننا وبينهم ليس على أساس أننا نكن الكراهية والمقت لهم أو أنن بحكم الطبيعة غير مستعدين لأن نتواصل ,بل المشكلة فيما يخزنه وعيهم الثقافي من تأصيل لنظرة العنصرية التي أمن بها من كتب التوراة والإنجيل المحرف وليس كتب الله التي تدعوا إلى الأخوة وعدم التفاضل إلا بما ينفع الناس كل الناس.
المهم مضى أسبوعان وأنا أنتظر جوابا محددا على رسالتي وأوشكت أن أتيقن أن محاوري لا يمكنه أن يهضم ما في كلامي من فكرة لكوني أنطلق من فهم متغاير ومغاير لما يؤمن به , وهو من بيئة تريد من الأخر أن يفهم ما تريد وعلى الاخر أن يتكيف مع الطرح وإلا عد خارجا عن التحضر وغير قادر أن يرتقي لمصاف الفكر الغربي , وكنت أشك أيضا أن محاوري يقبل أن ينهي الحوار بدون أن يضع خاتمة لها يفصلها على وفق ما يريد تحت مبررات عدة.
بعد أكثر من شهرين استلمت رسالة مقتضبة من صديقي العربي ردا على رسائلي المتكررة له يعلمني فيها أن صديقنا ومحاورنا قد أنتقل إلى عمل أخر وهو لا يستطيع برغم من حساسية الموضوع واهتمامه الجاد في مواصلة الحوار إلا أن طبيعة عمله الجديد لا تتوافق مع ما نريد مكررا اعتذاره وتحفظه على بعض ما طرحته أنا من أفكار معيبا علي أني لا افهم ولا أدرك قيمة المحاور كشخص وكقوة فكرية مؤثرة متمنيا لي محاولة توسيع أفقي العقلي ومحاولة الابتعاد قدر الإمكان عن المواجهة المباشرة مع الأخر لكي تبقى خيوط الوصل والتواصل ,أي يطالبني بكثير من البرغماتية الفكرية لغرض إيصال ما أريد دون تحسيس الأخر بشيء من ردة فعل غير محسوبة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعوب وخيار الحياة
- ملامح العالم الكوني بعد عالم الحداثة
- الرب السياسي
- إختراق الجدار
- حوار الجدران
- قوة العقل
- أوهام الصراع الغربي مع الإسلام
- النظام العالمي الجديد ومقاربة الصراع والسلام
- الفرق بين مفهوم القوة والقدرة
- أثبات ونفي الموت
- الانضباط والإنضباطية في الفكر الإسلامي الأصيل
- الأحلام مصدر قلق إنساني
- الإنسان وليد البيئة
- الدين قاعدة حقوق وواجبات
- أشكالية الفكر الإسلامي مع النص
- الأختلاف في نظرية الحاكمية
- الأحلام وضروريات العقل
- البداوة وعقدة أوباما
- أمركة العالم الكوني , مخاطر وتحديات
- حتمية الوجود الكوني للانسان


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عباس علي العلي - التعصب الحضاري ومشكلة أنا وأنت