أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -جنيف-.. حَلٌّ على هيئة -الجبنة السويسرية-!














المزيد.....

-جنيف-.. حَلٌّ على هيئة -الجبنة السويسرية-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4254 - 2013 / 10 / 23 - 15:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل القوى الدولية والإقليمية المتورِّطة في الصراع في سورية، أو المعنية به، متَّفِقَة، متوافِقَة، على مبدأيْن اثنين، ثانيهما مشتقٌّ اشتقاقاً (وهذا الاشتقاق قد يبدو سليماً من وجهة نظر "الشكل" من "المنطق"، فحسب) من الأوَّل؛ فـ "الأزمة"، والتي هي الآن مختلفة، بمحتواها وشكلها، عمَّا كانت عليه في مبتدأها، لا تُحَل، ولا يمكن أنْ تُحَل، عسكرياً، أو بهذا الشكل (الذي استقرَّت عليه) من الصراع بالحديد والنار، ولا حلَّ لها، من ثمَّ، إلاَّ "الحل السياسي"، أو المتأتي من طريق "السياسة".
وهذا "المنطق"، الذي تَسْتَصْلِحه (الآن) مصالح قوى دولية وإقليمية متورِّطة في الصراع السوري، وغير متصالحة (تلك المصالح) على وجه العموم مع مصالح الشعب السوري، يُذكِّرني بثنائية "المقاومة ـ التفاوض"، التي استبدَّت، وما زالت تستبد، بالتفكير السياسي للقيادة الفلسطينية، بطرفيها المتخاصمين؛ فكلَّما ثَبُت وتأكَّد للقائلين بالحلِّ من طريق التفاوض فشل واستعصاء هذا الخيار، اكتسب خيار الحل من طريق المقاومة العسكرية مزيداً من الثِّقَل في الوعي والتفكير والرؤية؛ وكلَّما ثَبُت وتأكَّد فشل واستعصاء هذا الخيار، ارتفع منسوب الثِّقة بجدوى خيار التفاوض؛ أمَّا "الواقع" فلم يأتِ إلاَّ بما يقيم الدليل على أنَّ هذا الانتقال الدائري (المستمر) من "خيار االتفاوض" إلى "خيار المقاومة"، ومن "خيار المقاومة" إلى "خيار التفاوض"، هو خير دليل على أنَّ "الطرف الفلسطيني (بوجهيه)" لم يتغيَّر، ولم يُغيِّر، بما يجعله من أهْل الخيارين معاً.
وفي الصراع السوري، يريدون لنا الآن أنْ نفهم الأمور بما يُوافِق مَنْطِقاً ليس بالمنطقي؛ وكأنَّ جهود ومساعي "الحل السياسي" يمكن ويجب أنْ تنجح؛ "لأنَّ" تجربة الصراع بالحديد والنار أثْبَتَت (بما لا يدع مجالاً للشك) أنَّ "الأزمة" لن تُحل (وغير قابلة للحل) بالقوى والوسائل العسكرية!
"الطرفان (مع قوى دولية وإقليمية)" مَدْعوَّان إلى الذهاب إلى جنيف، ليتفاوضا، أو ليُشارِكا في التفاوض، هناك، توصُّلاً إلى "الحل السياسي"، الذي هو وحده الحل؛ فَمَنْ يُفاوِض مَنْ؟!
"المعارَضة السورية (السياسية والائتلافية، والمتمركزة في خارج سورية)"، هي المُعْتَرَف بها دولياً (أيْ هي التي تعترف بها غالبية دول العالم) على أنَّها الممثِّل الشرعي للشعب السوري؛ لكنَّ "النسخة الميدانية" من هذا "الاعتراف" لا وجود لها حتى الآن؛ فإنَّ قسماً كبيراً (إنْ لم يكن القسم الأكبر) من القوى العسكرية (المعارِضَة) الفاعلة على الأرض لم يعترف بهذه "الصفة التمثيلية (المُعْتَرَف بها دولياً)" لائتلاف المعارضة السياسية (المتمركزة في خارج سورية).
أمَّا "الطرف الآخر"، أو ما يسمَّى حكم (أو حكومة) بشار الأسد"، فلا يَعْتَرِف "واقع الصراع" بوجوده؛ فالقوى الفاعلة على الأرض، من هذا الطرف، إنَّما هي "قوى إيرانية (بهويتها، أو بهواها)". إنَّ "حُكْم بشار"، ومن وجهة نظر "واقع الصراع"، لا وجود له؛ فهو كمثل الميِّت الذي يأبى ذووه الاعتراف بموته إلاَّ بعد دفنه. وهذا إنَّما يعني أنَّ التفاوض (عملياً وواقعياً) لن يكون إلاَّ مع إيران وروسيا اللتين تلعبان ورقة "بقاء بشار من عدمه".
"جنيف" لن تكون (من حيث الجوهر والأساس) إلاَّ مسرحاً لمفاوضات (ومساومات) شاقة بين "القوى الدولية والإقليمية" المتورِّطة في الصراع، الذي ما عاد سورياً إلاَّ بمسرحه (في المقام الأوَّل).
وإنَّ عبارة "بالتراضي"، الواردة في "نَصِّ الإجماع الدولي"، هي ما يكمن فيها "التفسير (والتوضيح)"؛ ففي جنيف سيتفاوضون (وهُم يتفاوضون حتى قبل الذهاب إلى جنيف) على "قيام هيئة حُكْم انتقالي بالتراضي، مع حيازة هذه الهيئة صلاحيات تنفيذية كاملة، تشمل، أيضاً، الجيش والقوى والأجهزة الأمنية كافة".
و"التراضي" هو أنْ تكون سورية البديلة من "سورية الأسد" مُرْضية لإيران (و"حزب الله" اللبناني) وروسيا؛ فهل تستطيع "المعارَضَة السورية (أيْ هيئتها المعترف بها دولياً)"، مع القوى الدولية والإقليمية المؤيِّدة لها تكتيكياً، أنْ تشتري "رحيل بشار وصحبه وشركائه الدمويين" بالثَّمَن الذي تريده إيران وروسيا، والذي لم تَكْشِفا بَعْد عن كثير من تفاصيله؟!
ومع ذلك، يبقى "الخيار الثالث" هو المؤيَّد واقعياً حتى الآن؛ وهذا إنَّما هو خيار "العيش (أيْ عيش سورية وشعبها) في الحرب، وبالحرب، زمناً طويلاً"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يكفي أنْ يريد الشعب شيئاً!
- آيات الخَلْق القرآني للكون في تفسيرها الحقيقي!
- -الإله- الذي امتدَّ من -الدِّين- إلى -الفيزياء-!
- -مفاوضات- يتوقَّف فيها الزمن!
- في هذه الطريقة يُحطِّمون -مادية- المادة!
- هل في القرآن ما يُشير إلى -كروية- الأرض؟!
- -المادية-.. هذا هو معناها!
- -تجاربهم العلمية- لدحض -المادية-!
- بشار الذي جَعَل من تدمير -ترسانته الكيميائية- سبباً للبقاء!
- نُذُر أزمة اقتصادية عالمية جديدة!
- -تَمَدُّد الكون- في تفسير آخر ومضاد أَتَقَدَّم به!
- الأُمُّ الأصغر من ابْنَتها!
- إيران التي -ساعَدَت- أوباما في سورية!
- لنتعلَّم -الديمقراطية- في -مدرسة الطبيعة-!
- هل يَشْهَد العالَم ولادة -قيادة جماعية-؟
- هل يَتَّحِد -المعتدلون- من الحكومة- و-المعارضة- في قتال -الم ...
- -الطبيعة- كما تُقَدِّم إلينا نفسها!
- حياتنا الاقتصادية.. حقائق بسيطة وأوَّلية
- أخطر ما في هذا العداء لمرسي!
- لماذا يبدو الشعب الأردني أَحْكَم وأَعْقَل من حكومته؟


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -جنيف-.. حَلٌّ على هيئة -الجبنة السويسرية-!