أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ليديا يؤانس - الذبح الحلال















المزيد.....

الذبح الحلال


ليديا يؤانس

الحوار المتمدن-العدد: 4250 - 2013 / 10 / 19 - 03:23
المحور: حقوق الانسان
    


بمُناسبة عيد الأضحي وقيام الإخوة المُسلمين بذبح الذبائح للتضحيه بها، غازلتني مشاهد الذبح وإن كنت لا أُشاهد مَشهداً للذبح في حياتي حتي وإن كان ذبح دجاجة أو حمامة.
السواطير والسكاكين الكبيرة تتعانق معاً ثم تتباعد ثم تتعانق في إحتكاك حاد، صليلها يُزعِج أذانك ويقشعر له بدنك ولكن مُش مُهِمْ! المُهم أن نَصلْ السكين يُصبح حاداً حتي لا تتألم الضحيه! ربما بريق السكين يعكس ضوءه على عيون الضحية المربوطة إستعداداً للذبح، تتألم فيبكى قلبها قبل عيونها المُتوسلة وليس هُناك مَنْ يرحم! يلتف الرجال العتاوله وينقضون على الضحية مثل القدر المستعجل. كل واحد يقوم بدوره، الذي سيذبح وفي الغالب يكون المعلم، والذين يبركون فوق الذبيحة حتي لا ترفُسهم، والذي سيُعطى الشرعيه للذبيحة بالتكبير عليها. أيضاً قد يكون بالمشهد ضحايا أخري في إنتظار الذبح، ولا أحد يشعر بما يجول في داخلهم مِنْ رعب وخوف، والأغرب مِنْ ذلك فرحة وضحك الذين سيُضحون بالضحية وهم مُتهللين ومُشتركين في التكبير أيضاً. ثم تسيل الدماء ذو الرائحة النفاذة على الأرض، وهذا هو الذبح الحلال الذي يتكون مِنْ الذابح والمذبوح والسكين والله أكبر وبالهنا والشفاء وكل عيد ضحية وأحباءنا المُسلمين بخير وسلام.

الأضحية عند المُسلمين، هي ما يُذبح من البهائم تَقرُباً إلى الله عز وجل، وهي مِنْ شعائر الإسلام المشروعة، فيقول القرآن الكريم "فصل لربك وانحر."
أيضاً في العهد القديم أمر الله اليهود بتقديم ذبائح من الحيوانات والطيور الطاهرة طبقاً لطقوس الشريعة اليهودية.
كقاعدة عامة كانت فكرة الذبائح تتمركز حول الدم بكونه يُمثل نفس الحيوان، وكأن الإنسان وقد فسدت نفسه تماماً إحتاج إلى نفس بريئة تحمل عنه أجرة إثمه وتفتديه مِنْ الموت، ولم يكن هذا العمل إلا رمزاً لسفك دم المسيح المُخلص الذي وحده قادراً أن يفدي البشرية.
المسيحيين لا يُقدمون ذبائح لإن المسيح ذُبِحَ ليحمل خطايا العالم كله، لإن دمه المُقدس هو سر قوة الذبيحة، ولذا دم يسوع يُطهرنا مِنْ كُل خطية. ولذا الكتاب يقول "ليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه ... لانه إن كان دم ثيران وتيوس ورماد عجله .. فكم بالحري يكون دم المسيح... " (عبرانيين 9: 12-14).

أنا هُنا لستُ بصدد شرح أو مناقشة موضوع الذبائح، ولكن تزاحمت المشاهد في رأسي لأري الذبح أصبح ليس قاصراً فقط على الحيوانات والطيور ولكن إمتد أيضاً ليشمل الإنسان!!!

في القديم كان عبدة الأوثان إمعاناً مِنهُم في إرضاء الأصنام التي يعبُدونها يذبحون الإنسان كتقدمة لهذه الآلهه الصماء المصنوعه بأيديهم، بل الأكثر مِنْ ذلك كان عبدة الأوثان يذبحون أبنائهم تفانياً في إرضاء هذه الأصنام، فيقول الكتاب "وعبدوا أصنامهم فصارت لهم شركاً. وذبحوا بنيهم وبناتهم للأوثان. وأهرقوا دماً ذكياً دم بنيهم وبناتهم الذين ذبحوهم لأصنام كنعان وتدنست الأرض بالدماء" (مزمور 106: 36-38).

في أيامنا هذه أيضاً عبدة الشيطان يقومون بذبح الأطفال سواء أطفالهم أو أطفال مسروقة وذلك أيضاً إرضاءاً لإلههم الشيطان!

مِنْ حوالى 8 سنين سمعنا عن حادثه بشعه بكل المقاييس حدثت في مدينة نيوجرسي بأمريكا لإحدي الأُسر المصرية المسيحية حيث أنهم وجدوا الأُسرة بالكامل المُكونة مِنْ الزوج والزوجة وإبنتان لهما مذبوحين بشقتهم. أنا أصبت بصدمة عصبية ظللت أتعالج منها على مدي شهرين، لم أستطع أن أتخيل أو أصدق أنه يوجد بيننا كائنات تجردوا مِنْ آدميتهم إلى هذه الدرجة!

في الآونة الأخيرة أصبحت هواية وسمة الإرهابيين والإخوان والمتأسلمين أن يُمارسوا مهنة الجزاره مع الأبرياء بإختلاف مذاهبهم ومعتقداتهم وجنسياتهم.
يهجمون على الأبرياء في منازلهم أو الشوارع أو الميادين ويلتفون حول الضحية وكأنهم في حلقة ذِكر ويقيدونها وتنفجر الحناجر في صراخ هيستيري "الله أكبر" وعلى مرأي ومسمع مِنْ الأطفال والكبار وفي الغالب أهل الضحية ويذبحون الإنسان، وتسيل دماء المسكين تخضب الأرض بقسوة وظلم الإنسان لأخية الإنسان، ولم يكتفوا بهذه القسوة أو البشاعة إنما يبدأون بالتمثيل بجثة المذبوح وأحياناً يقومون بأكل جزء من جسد المذبوح إمعاناً في التشفي مِنْ الشخص ونكاية به وبأهله وأحيانا إنتقاماً مِنْ عقيدته التي ترعبهم.

هل ذبح الإنسان حلال أم حرام؟
هل الله أمر بذبح الإنسان مثل المخلوقات الغير ناطقة؟
هل بالتكبير عند ذبح الإنسان يُصبح ذبحاً حلالاً أي شرعياً؟

بالتأكيد الله لم يُحلل ذبح الإنسان حتي وإن تم التكبير عليه! ذبح الإنسان لا يفعله إلا الشياطين!
إنتشر ذبح الإنسان بواسطة الإرهابيين والإخوان والمتأسلمين إعتقاداً منهم أنهم يرضون الله، وعلي ذلك نسمع عن:
أشخاص يُحاولون ذبح طفلة لإرضاء الجان لإستخراج كنز مِنْ منزل .. هل هذا ذبح حلال؟
ذبح القبطي عم طوس الدلجاوي والتمثيل بجثته .. هل هذا ذبح حلال؟
ذبح مصري إسمه شعبان لأنه لم يرضخ بالدفع لهم ما يطلبونه .. هل هذا ذبح حلال؟
ذبح عشرة أشخاص والتمثيل بجثثهم في صعيد مصر .. هل هذا ذبح حلال؟
ذبح سوريين والتمثيل بهم وفتح صدورهم وأكل قلوبهم .. هل هذا ذبح حلال؟
ذبح سبعة عراقيين من أسرة واحدة جنوب بغداد .. هل هذا ذبح حلال؟
ذبح ثلاثة أشخاص بالسكاكين على يد عناصر تنتمي للقاعدة .. هل هذا ذبح حلال؟
ذبح جندي أنجليزي في وسط شوارع لندن على مرأي ومسمع من الناس .. هل هذا ذبح حلال؟

في بداية الخليقة كان العالم مُكون مِنْ أربعة أشخاص هُم آدم وحواء زوجته وإبنان، الإبن البكر قايين قام على أخيه هابيل وقتله، أي قتل ربع الخليقة في ذاك الوقت! فقال الرب لقايين أين هابيل أخوك .. "ماذا فعلت صوت دم أخيك صارخ إلي مِنْ الأرض. فالآن ملعون أنت مِنْ الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك مِنْ يدك" (تكوين 4: 10-11).
رُبما نلتمس العُذر لقايين لأنه في ذلك الوقت لم يكُن هُناك رسل أو أنبياء يبلغون الإنسان وصية وفكر الله، لم يكن يعرف قايين أن وصية الله تقول "لا تقتل."

ولكن أنت يا إنسان القرن ال 21 ألم تعرف أن الله يغضب وإنتقامه عسير لمن يظلم ويقتل أخيه الإنسان!
ألم تعلم أن دم هؤلاء الأبرياء يصرُخ للرب للإنتقام لدمائهم منك يا معدوم الدين والضمير والإنسانية، لا تقل لى أنك مسلم أو لك علاقة بأى دين شَرَعهُ الله لإن الله برئ منك ومِنْ أمثالك. أنت شيطان وليس إنسان لأنك فقدت مقومات الإنسانية، أنت مريض بل مجنون وتريد علاج نفسي، أنت وباء لابُد مِنْ إبادته لتستريح أنت مِنْ مرضك العِضال وتُريح الآخرين منك.

أنا بصراحة مُشْ قادره أتخيل أن زوجة تستطيع أن تنام بجانب سفاح بهذه المواصفات، أو أبناء أو أهل يُقيمون مع شخص سفاح قاتل بلا ضمير كهذا، ولا! .. أقول لك أكيد هُمْ أيضاً مِثلك شياطين وليسوا آدميين!
لماذا يا هذا كل هذا؟ هل تعتقد أن هذا يُرضى الله؟ بالتأكيد يُرضى الشيطان الذي هو إلهك ولا يُرضى الله القدوس كُلي الرحمة الذي تتستر تحت مظلتة لإرتكاب شذوذك الفكري وعقدك النفسية.

هؤلاء الكائنات الشيطانية، لابد من إتخاذ إجراءات صارمة لتطهير المجتمع مِنهُمْ لأنهُمْ وباء سرطاني، لابد من وضع قوانين لا ترحم من لا يرحم الأبرياء، لابد من الحجر عليهم وإيداعهم في مصحات الأمراض النفسية والعقلية.

أتعجب كل العجب مِمنْ تتعالي أصواتهم بالدفاع عن إخوان الشياطين والمُطالبة بالسماح لهُمْ بإبداء الرأي أو المشاركة في شئون الدولة والسياسة! .. هل تُريدون أن تُقدموا الدولة والشعب المُسالم لهؤلاء الشياطين لكي يأتون على الأخضر واليابس؟
أتعجب كل العجب مِمنْ لا يُفرقون بين دم الأبرياء ودم الشياطين، هناك فرق بين دم ودم! .. هل تَساوىَ عندكم دم القاتل مع دم المقتول؟
أتعجب كل العجب مِمنْ مازالوا يعتبرونهم جزء من الشعب المصري .. ألا تعلمون أنكم تُهينون الشعب المصري الأصيل بإعتبار أن هؤلاء الأشرار السفاحين القتله جزء من الشعب المصري!
أتعجب كل العجب من الحكومة وموقفها المُتراخي ويدها المُرتعشه في القضاء على هذا الأخطبوط الإخواني! .. هل أنتم مُغيبين، أم أنتم خلايا إخوانية نائمة، أم أنتم تؤمنون أن مايقوم به إخوان الشياطين هو حلال!!!



#ليديا_يؤانس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيسي معبود الجماهير
- برهامي والأنبا والطيب
- بكَيت حُزناً و فرحاً
- دين الدولة!
- أَنا لست قديسة!
- قالها السيسي: مصر لن تركع !!!
- بيلعبوا دور ربنا !!!
- سلم من سبع درجات
- أنا بحلم !!!
- لا مُصالحة مع الإرهاب!
- مَنْ هُوّ الله حتى أُطيعه؟ (04) إثبات وجود الله - 2
- النبي المُنتظر
- سر أوباما
- ملحمة الإنتصار
- أنين شعبِي
- روح الزعيم جمال عبد الناصر
- ليس لي أب!
- مَنْ هُوّ الله حتى أُطيعه؟ (03) إثبات وجود الله - 1
- أنا
- مَنْ هُوّ الله حتى أُطيعه؟ (02) هل حقاً موجود؟


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ليديا يؤانس - الذبح الحلال