أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ليديا يؤانس - بيلعبوا دور ربنا !!!















المزيد.....

بيلعبوا دور ربنا !!!


ليديا يؤانس

الحوار المتمدن-العدد: 4185 - 2013 / 8 / 15 - 06:00
المحور: حقوق الانسان
    


يا عالم إنقِذوا العَالَمْ! العَالَمْ يستجير ويصرُخ إنقِذونا! إنقِذونا! لازم يكون فيه حلْ !!!

زمان الناس كانت تصحى الصُبح تُقول يافتاح ياعليم يارزاق ياكريم وتسمع الأغاني والبرامج التي تُشِعْ بالسعادة وتبعث الأمل في النفوس. ولكن الآن الناس تصحى مِنْ النوم تدور على القنوات والإنترنيت وتقول اللهُم إجعلهُ خير وما يكونش فيه مُصيبه، وكأن الناس مِنْ كثرة المصائب إللي بيسمعوها أصبحوا حتي في توقعاتهم مُتشائمين، وغالباً لا يعدي اليوم مِنْ غير ما يكون فيه مُصيبة مِنْ العيار الثقيل.. لماذا؟؟؟

لأنهُ نمتْ على الساحة نوعيات مِنْ الناس لا نستطيع تصنيفهُمْ مع بني البشر الأسوياء. نوعيات لا نستطيع أن نُطلق عليهُم ناس، ولو أطلقنا عليهُم حيوانات مفترسة نبقى ظلمنا الحيوانات، ولكن أفضل تصنيف لهم أنهم كائنات شيطانية!!!
كائنات شيطانية تستمتع وتستلِذ بتعذيب الأبرياء بدون أدني رحمة، قلوبهُم مُتحجرة ومُتكلسة مِنْ شِدة القسوة، ضمائرهُم ماتت لأنهُم شياطين وليسوا بني آدمين. هؤلاء وراء كُل مُصيبة تحدُثْ في العالم الآن لأنهُم نموا وإزدادوا في شرورهم وأنتشروا مثل السرطان في كل مكان.

صحينا في يوم على خبر يقول: أن أهالي منطقة أبو مسلم بالهرم – الجيزة قاموا بسحل أربعة أشخاص ممن يعتنقون المذهب الشيعي، وتعدوا عليهم بالضرب حتي فارقوا الحياة ولحقهم شخص خامس فيما بعد. السبب بسيط جداً .. وهو أنه وصلت معلومات بأن الشيخ حسن شحاته القيادي الشيعي يُحاول نشر المذهب الشيعي!

صحينا في يوم على خبر يقول: أن شاب إسمه يوسف قيس عابدين 23 سنه مِنْ اللاذقية - سوريا قطعوا رأسه ووضعوها فوق جسمه وأتصلوا بأهله الساعة 4 صباحاً لكي يُشاهدوا صورته على الأنترنيت. السبب بسيط جداً .. والله أعلم!

صحينا في يوم على خبر يقول: أن الكائنات الشيطانية قاموا بقتل أشخاص سوريين ومِنْ بينهُم أطفال ومَثَلوا بأجسادهم مع الهتافات التكبيرية أمام إلههم على أنهُم لعبوا دورهُم بجدارة ولكي يكون نجاحهم مُبهِراً شقوا صُدور القتلي وأخرجوا قلوبهم ليستطعموا طعمها. السبب بسيط جداً .. وهو شوية إختلافات سياسية وطائفية!

صحينا في يوم على خبر يقول: أن الكاتِب والمُفكر الإسلامي فرج فودة تم إغتياله على يد جماعة مِنْ الكائنات الشيطانيه. السبب بسيط جداً .. وهو آراؤه وكتاباته!

صحينا في يوم على خبر يقول: أن الرئيس مُعمر القذافي تم قتله وسحله والتمثيل بجسدهِ حياً وميتاً. السبب بسيط جداً .. أنهُ كان ديكتاتوراُ ومجنوناً وأضر بشعبهِ!

صحينا في يوم على خبر يقول: أن فتاة سودانية تم جلدها على مرأي ومسمع مِنْ العالم واشترك في جلدها أكثر مِنْ نَطع! بصراحة إعتقدنا أنها زنتْ أو تقوم بالتجسس على السودان! ولكن السبب بسيط جداً .. وهى أنها كانت ترتدي بنطلوناً!

صحينا في يوم على خبر يقول: أن الدبابة عملت فطير مِنْ أجساد المسيحيين عند ماسبيرو. السبب بسيط جداً .. أنهم مُشركينْ يعبدون ثلاثة!

صحينا في يوم على خبر يقول: أن الكنائس تُدنس الأرض والأماكن الموجودة بها لأنها دور عبادة للوثنيين الكُفار فتم الهدم والتكسير والحرق. السبب بسيط جداً .. قلنا لها يا كنيسة أسلِمي قالتْ إللي في القلب في القلب!

صحينا في يوم على خبر يقول: أنه في أفغانستان تم قطع رأس طِفلاً صغيراً 10 سنوات كان جوعاناً وحاول أن يسد رمقه مِنْ إحدي صناديق القمامة. السبب بسيط جداً .. حتى لا يُصاب الطفل بإلتهاب معوي مِنْ الأكل القذر الذي أكلهُ!

صحينا في يوم على خبر يقول: أنه في وسط شوارع لندن تم ذبح جندي إنجليزي وسط التهليل والتكبير وأمسكوا برأس الجُندي يُلوحون بها وكأنهم يُلوحون بأعلام النصر المُزيف. السبب بسيط جداً .. وهو إذبحْ لهُم القطة علشان الكُل يعرف إحنا مين!

صحينا اليوم 11 أغسطس 2013 على خبر يقول: أنه للمرة الثانية في أسبوع وللمرة السادسة عشر منذ قيام الثورة، قام أهالي قرية الجعفراية بمحافظة الشرقية بتطبيق حد الحِرابة على 3 أشخاص سرقوا "توك توك." السبب بسيط جداً .. وهو أنهُم يُعاقبون كل مَنْ يُخطئ لإن إلههم ضعيف وغير قادر على أن يؤدب الخُطاة والأشرار!

صحينا اليوم 12 لأغسطس 2013 على خبر يقول: أنهُم بتروا أربعة أصابع لطفل. السبب بسيط جداً .. أنهُ رفع صورة الجنرال السيسي! وأيضاً قاموا بسحل سائق تاكسي. السبب بسيط جداُ .. أنهُ مسيحي!

العالم الآن أمام مُصيبة أكبر مِنْ كُل المصائب والكوارث الفتاكة، أمام كائنات شيطانية مُختلة العقول، مُتجردين مِنْ المشاعر والأحاسيس الإنسانية، مُعتقدين أنهُم أفضل خلق الله وتفكيرهُم أفضل مِنْ الكُل، والأغرب مِنْ ذلك إعتقادهُم بأنهم وكلاء الله على الأرض ولابد مِنْ القيام بدور ربنا بدلاً مِنهُ. أعطوا لأنفُسهم مسئوليات ليس مِنْ حقهم، بإختصار أعطوا لربنا كتفْ وقالوا لهُ إركِنْ إنتَ على جنب ونحنُ سنُؤدِب وننتقم لَكَ مِنْ الجالسين على الأرض. هؤلاء الكفار الذين يُضلون عن طريقك ولا يتبعون كلامك ويُسيئون إليكَ بمعاصيهم. هؤلاء الكفره الزناديق الذين لا يؤمنون بما نؤمن ولا يفكرون بما نُفكر به! هؤلاء يستحقون أن نمسحهم من على وجه الأرص، نحنُ سنقتُلهم ونعذبهُم ونسحلهُم بدلاً مِنكْ، يعني سنقوم بدورك بالنيابة عنك، يعني سنلعب دورك (أى ربنا). وللأسف هذا ما قاله الشيطان أكون مثل العلي!

على مر التاريخ قرأنا وسمعنا عن أشخاص ينتمون لديانات ومذاهب مختلفة، ليسوا مُتطرفين أو إرهابيين ولا ماسكين للعالم أسلحة إرهابية، ولكن سلاحهُم الكلمة وأيضاً أحياناً الكلمة تقتلً! هؤلاء أيضاً يلعبون دور ربنا بأن يُصدروا أحكامهم على الناس مِنْ منطلق أفكارهُمْ ومُعتقداتهُم، فتجِدهُم يُحرمون ويحلون ويُوزعون الإتهامات! يقولون هذا سيذهب إلى الجحيم وهذا كافر وهذا غير مؤمن! أنهم أيضاً يلعبون دور ربنا !!!

يا عَالَمْ إنقذوا العَالمْ! العَالمْ يستجير ويصرُخ إنقذونا! إنقذونا! لازم يكون فيه حل !!!
ياتري مالأسباب التي أدت إلى ظهور هذة الكوارث على مستوى العالم كُله؟

هل بسبب التطرُف الديني والتفسير الحرفي للآيات؟ فمثلاً تقول الآية 33 مِنْ سورة المائدة "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يُقتلوا أو يُصلبوا أو تُقطع أيديهم وأرجلهم مِنْ خلف أو يُنفوا مِنْ الأرض ذلك لهُم خِزي في الدنيا ولهُم في الآخرة عذاب عظيم." أتساءل؟ هل إدانة الناس وتنفيذ الأحكام عليهم يتم بواسطة المُختلين عقلياً والشواذ نفسياً وأيضاً في غيبة القانون؟ أين دور الحكومات في العالم وقوانينهم في مُعاقبة هؤلاء المجرمين؟ ولا هُمْ أنفسهم المُجرمين!

هل بسبب الجهل والمفاهيم المغلوطة؟ رُبما هذة الكائنات الشيطانية تستغل الجهله والغير مُتعلمين بحشو رؤوسهم بأفكارهم الشيطانية، ولكن للأسف أن الغالبية العُظمي مما يُمنهجون هذا الفكر وينشرُونهُ حاصلين على شهادات عالية جداً. إذن المُشكلة ليست في الجهل ولكن المُشكلة في المفاهيم المغلوطة، وترك الحبل على الغارب لِكُل من يتبني فكراً مريضاً أن يتبناه وينشره!

هل بسبب عدم الرقابة على ما يقوله الوعاظ بالمؤسسات الدينيه والمواقع المرئية والألكترونية؟ أكيد الإعلام والثقافة تلعب دوراً هاماً سواء بالسلب أو الإيجاب، وبالتالي غياب دور المثقفين والإعلاميين والكُتاب العلمانيين في عدم التصدي لمثل هذة المفاهيم المغلوطة أعطي الفُرصة لتفشيها في المجتمعات وخصوصاً المجتمعات التي بها نسبْ كبيرة مِنْ الأُميه والجهل.

هل بسبب تقاعس مُنظمات حقوق الأنسان الدولية في القيام بالدور التي أنشأت مِنْ أجله؟ هل تم تسييس هذة المُنظمات لتخدم مصالح دول مُعينة؟ هل هُناك ضُغوط على هذة المنظمات لكي تصمُت، ويُصبح كُل دورها هُوّ فقط الإحتفاظ بالإسمْ والكيان الشكلي وليس الفعلي؟
في تقديري أن تفشي هذة الكوارث الإرهابية نتيجة لتراخي وغياب دور هذة المنظمات الحقوقية على الساحة الدولية، وإذا كانت هذة المنظمات قد أصبحت عاجزة عن أداء مهامها إذن لابد مِنْ سحب الثقة منها لإن وجودها أصبح كعدمه!

في النهاية أتساءل ماهو الحل؟
أعتقد أن إنسان القرن ال 21 لابد وأن يُصبح إنساناً "مُتمرداً" كما فعل المصريين مع النظام الفاشي الفاشل لكي يستطيع أن يعيش ويأخذ حقوقة.
لابد مِن ْحشد كُل القوي الفكرية الصحيحة في مواجهة هذا الإنفلات الإنساني والضغط على الحكومات والمنظمات الحقوقية الدولية لتقوم بدورها في التصدي للمُجرمين وحماية الأبرياء.
وأخيراً يجب أن تصل رسالة قوية نافذة التنفيذ والمفعول وبالقانون لكل من تُسول لهُ نفسه أن" يلعب دور ربنا" وتحت أى مسمى أو فكر أو عقيدة يرهب ويقتل ويعذب الآمنين. هذة الرسالة تقول لك: "لا يحِقْ لك!" و "لن نسمح لك!"



#ليديا_يؤانس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلم من سبع درجات
- أنا بحلم !!!
- لا مُصالحة مع الإرهاب!
- مَنْ هُوّ الله حتى أُطيعه؟ (04) إثبات وجود الله - 2
- النبي المُنتظر
- سر أوباما
- ملحمة الإنتصار
- أنين شعبِي
- روح الزعيم جمال عبد الناصر
- ليس لي أب!
- مَنْ هُوّ الله حتى أُطيعه؟ (03) إثبات وجود الله - 1
- أنا
- مَنْ هُوّ الله حتى أُطيعه؟ (02) هل حقاً موجود؟
- باباً مفتوحاً
- مَنْ هُوّ الله حتى أُطيعه؟ (01) تساؤلات وإستفسارات
- تمرد أصحاب الحق
- عايزين نِفرَح!
- لماذا تبكين؟
- مِنْ -بَرْ- ل -بَرْ- وَالمِسكِينْ لَيسَ لهُ بَِرْ
- ََتسَاقَطَتْ الآمَالْ وَلَكِنْ!


المزيد.....




- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...
- ترحيب عربي وإسلامي بقرار للجمعية العامة يدعم عضوية فلسطين با ...
- سفير فلسطين بالقاهرة: تمزيق مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة ميث ...
- هل تعاقب واشنطن الأمم المتحدة لاعتمادها قرار -عضوية فلسطين-؟ ...
- صورة السنوار وتمزيق الميثاق.. ماذا فعل مندوب إسرائيل خلال جل ...
- فيديو.. مندوب إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة بعد الاعتراف ...
- فيديو.. السفير الإسرائيلي يمزق ميثاق الأمم المتحدة
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: قرار الجمعية العام ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ليديا يؤانس - بيلعبوا دور ربنا !!!