أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حزب الكادحين في تونس - الإسلام السياسي بين الانحسار والانتشار/ النص الكامل















المزيد.....

الإسلام السياسي بين الانحسار والانتشار/ النص الكامل


حزب الكادحين في تونس

الحوار المتمدن-العدد: 4249 - 2013 / 10 / 18 - 11:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



بصعود الإسلام السياسي في أجزاء من الوطن العربي إلى سدة السلطة تحت وصاية القوى الامبريالية الراعية للتحولات في المنطقة وغيرها من مناطق التوتر في العالم بعد ان كانت ولا زالت هي الطرف المساهم رئيسيا في بعث هذه الجماعات كأذرع سياسية وعسكرية توظفها في حل خلافاتها وتناقضاتها مع أعدائها وأساسا مع حركات التحرر الوطني الديمقراطي التي تكافح من اجل الحرية والكرامة الوطنية ذهب إلى اعتقاد البعض منها انه بإمكانها التفرّد باتخاذ القرارات لوحدها وهو ما جعلها تدخل في صراعات مع بعضها البعض ومع الدوائر الأجنبية والإقليمية المتحكمة أيضا .
عندما صعدت حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية التي أشرفت عليها الأمم المتحدة كخطوة لإظهار اعتدال الحركات الإسلامية وإدماجها في سيرورة التأهيل السياسي وامتصاص غضب فئات كثيرة تناصب الامبريالية العداء وفي إطار انفتاح القوى الامبريالية على المشروع الديني في المنطقة وإضعاف البديل الثوري، تصرفت كثير من التيارات الإسلامية في الوطن العربي وخارجه مع الأمر باعتباره انتصارا لمشاريعها وراحت تكثف دعايتها لبديل إسلامي وصل حد الحلم بتحقيق دولة الخلافة بطرق سلمية متكئا على تمويل من الرجعية الخليجية وإسناد من السلطة التركية ولكن العلاقة مع الأجنحة المتطرفة في الحركة الإسلامية العالمية ظلت قائمة وان شابتها بعض الخلافات الداخلية الظرفية المحكومة بقراءات مختلفة صلب مراكز القرار الدولي وفق تكتيكات ظرفية تقتضيها هذه الفترة او تلك من إدارة الشأن العالمي وترتيباته المتشعبة .
لقد انخرط الإخوان المسلمون في كل من تونس ومصر و غيرهما من الأقطار العربية في هذا التكتيك في حين اتجهت تيارات أخرى إلى اعتماد نهج التصلّب وخاصة في البلدان التي ليست للولايات المتحدة الأمريكية سيطرة واضحة عليها مثل ليبيا وسوريا والجزائر سابقا دون ان يحدث انفصال او قطيعة بين التيارين، ولما انفجرت الانتفاضات في اجزاء من الوطن العربي ركبت التيارات الدينية الموجة وفق خصوصيات كل قطر والنظام السائد فيه واضعة نفسها في خدمة المشروع الاستعماري لاعادة تشكيل المنطقة وسارعت الى تقديم الطاعة والولاء مقابل الدعم والتوجيه وضمنت القوى الاستعمارية بذلك نفوذها الذي اصابه الوهن جراء الانتفاضات الشعبية فأعادت ترتيب الاوضاع داخل هذه البلدان بما يقتضيه الامر سواء عن طريق الانتخابات واكذوبة التداول السلمي والديموقراطي على السلطة وهو ما حدث في كل من تونس ومصر اوبقوة السلاح وليبيا خير دليل على ذلك وما يجري الان في سورية لا يخرج عن هذا النسق .
الاّ أنّ الرياح لا تجري دائما كما يشتهي ربّان السفينة خاصة اذا كانت السفينة ليست ملكا نهائيا لطرف واحد بل موضوع نزاع مع اطراف اخرى تمنّي نفسها بقيادتها والاستحواذ على بعض محتوياتها وبذلك حدث بعض الارتباك في سياسة الاخوان المسلمين وان ظلت عروتهم الوثقى مشدودة باكثر من خيط الى هذا او ذاك من مراكز النفوذ و ذلك في علاقة بالرجعيات الاقليمية والعالمية .
اعتقد فرعا الاخوان في كل من مصر وتونس بعد ان وصلا الى السلطة بتواطؤ من الرجعية الليبرالية الخاضعة لتوصيات مراكز النفوذ الامبريالي عالميا انه بإمكانهما تركيز نواتات لسلطة الخلافة الإسلامية وقد فعلت من قبل ذلك حركة حماس في قطاع غزة بعد أن حوّلته إلى إمارة إسلامية وارتكزا الى التمويل الرجعي الخليجي والدعم الإعلامي أيضا وتمتين العلاقة اقليميا مع تركيا واستغلت الحركات الدينية هذا المناخ للتوسع والانتشار والتسلّح والتدريب واختبار قدراتها في بؤر الصراع في ليبيا اولا وسوريا أخيرا وإحداث اختراقات ومناطق نفوذ وبؤر سيطرة متنوعة كلما تمكنت من ذلك وخاصة في المناطق التي تسيطر عليها الرجعية الدينية ولعل منطقة سيناء في مصر وجبل الشعانبي في تونس أوضح مثال على ذلك بل ان الوزير الاول التونسي السابق حمادي الجبالي صرّح في غمرة نشوة الصعود إلى السلطة بأننا الآن في زمن الخلافة السادسة ، وتصّرف محمد مرسي في مصر على أساس انه خليفة المسلمين في أ رض الكنانة يقيم الاتصالات السرية مع حماس التي أدارت ظهرها للنظام السوري الذي كان مظلة لها و طالما احتمت به ، وأصبح يتخابر بانفراد مع الولايات المتحدة الأمريكية خارج اطر المؤسسات الرسمية للدولة التي لا تعني في قاموس الرجعية الدينية سوى وسائل لغايات أهمّ .
لقد تصورت الرجعية الدينية في المناطق التي اعتلت فيها سدّة الحكم وتحت نشوة النصر انها أصابت فتحا عظيما وغنما جسيما وتوهمت ان نظيراتها من الرجعيات الأخرى قد انقادت لها ذلولا وأن سادتها من الامبرياليين قد ارتضوا بها دون غيرها خادما وحيدا ، وقد كان ذلك تقديرا منها غير سليم وقراءة غير رصينة لما عليه سادتها من اختلافات وتوافقات تقتضي تغيير المعادلات وبعثرة الحسابات بغاية الحفاظ على مصالح الرجعية العالمية وتأمينها وتمييع نضالات الشعوب والحيلولة دون انتصارها حتى لو اقتضى الامر التضحية بهذا الطاقم من الحشم والخدم فخلف الباب تنتظر الكلاب وغير اليمين الديني قد ينفع اكثر لتأمين الفوائد وارباح الحساب .
حين فاض النيل يوم 30جوان 2013 وهدرت شوارع القاهرة وقفزت البيروقراطية العسكرية على الفرصة واستلمت السلطة وساندها شق من الرجعية الخليجية التي كانت تقف خلف سلطة الاخوان وحدث التصدّع المفاجىء داخل التيارات الإسلامية بين موال للسلطة الجديدة ومناهض لها ومرتقب لما ستؤول اليه الأوضاع واشرأبّت الأعناق باتجاه الدوائر الماسكة بالقرار متوسّلة أو مناشدة وهرع اليمين الديني خارج مصر الى العواصم الراسمالية يستجدي النصيحة والولاء وسرعان ما ذاب الجليد في تونس بين الرجعية الدينية والرجعية الليبرالية وخفّت حدّة التوتر بينهما من اجل ترتيب البيت الداخلي والمحافظة على مصالح الطبقات الرجعية اساسا حتى لو اقتضى الامر تنازلات من قبل هذا الطرف اوذاك فالأصل هو الوقوف معا ضد كل ما يهدد مصالح الائتلاف الطبقي الرجعي الحاكم ومصالح اسياده اما الفرع فشأن داخلي يمكن حسمه اوحله ولكن بعد ضمان الاصل الا ان ذلك لا ينفي ان يستعمل كل طرف إمكاناته وقدراته حتى يكون الغانم الاكبر على حساب طبقات الشعب المسحوقة رئيسيا وعلى حساب حليفه/خصمه ثانويا ، ومثل هذا الامر لا ينفي ان يحتد الصراع بين طرفي الرجعية رغم ما يظهر على السطح من لقاءات وحوارات واختلافات وتقاطعات بينهما تراوح بين الشد والجذب وتجييش توابعهما من تيارات يمينية متطرفة وتيارات ليبرالية انتهازية خانعة .
لقد خلق هذا المعطى الإقليمي الجديد المتداخل مع التقاطعات على مستوى دولي وضعا حرجا للتيارات الدينية الرجعية جعلها تظهر الانحناء إلى العاصفة إلى حين هدوئها ملوحة بإمكانية التصعيد ان لزم الأمر كما ان اليمين الليبرالي الذي لملم صفوفه وعاد اقوى عبر توظيفه لقوى اليسار الانتهازي الاصلاحي المرتهن الى الدوائر الخارجية مازال يراهن على حلقات ضمن مؤسسات السلطة القديمة مستفيدا مما لحقها من التخلي عن اعتبارها كما كانت سيّدة نافذة
ومع كل هذا وذاك كلتا الرجعيتين تتحركان في دائرة القوى الامبريالية التي لا ترى غير مصالحها التي لا تتحقق الا باستباحة حرية الأوطان ونهب خيرات الشعوب وتركها عبيدا لها موظفة في ذلك كل وسائل السيطرة ولعل توظيف الرجعيات المحلية من الوسائل النافذة، أمّا قوى التحرّر والثورة فلها سبيل اخر يقطع مع التعويل على الأعداء ويضع مهماتها في التحرر الوطني والاشتراكية على عاتقها هي لا على غيرها وهو ما يتطلب منها ومن الثوريين شحذ الهمم والتوحّد في جبهة ثورية صلبة ضد الاعداء والعملاء تقطع مع اساليب النضال الانتهازي والميوعة في المواقف .


صدر بجريدة طريق الثورة



#حزب_الكادحين_في_تونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام السياسي بين الانحسار والانتشار
- أبناء الكادحين ضحايا دائمون للسياسة التعليمية الرجعية
- وداعا فون غوين جياب
- بيان حول - مؤتمر الحوار الوطني - في تونس
- اضراب الاعلاميين في تونس
- من قضايا الفلاحين الفقراء في تونس
- افتتاحية العدد الجديد من جريدة طريق الثورة / سبتمبر 2013
- عربدة أمريكية في المتوسط استعدادا لغزو سوريا
- هل ماتت الجبهة الشعبية التونسية ؟
- الامبرياليون يستعدون للعدوان على سوريا فليستعد العرب للمقاوم ...
- مصر : تصدعات في بيت الإخوان المسلمين
- شرعية السلطة و شرعية الشعب
- الوضع في تونس الآن و بعض متطلباته .
- بيان حول الوضع في تونس
- بيان حول اغتيال محمد البراهمى
- دروس متبادلة بين تونس و مصر / افتتاحية العدد الجديد من جريدة ...
- تونس : أحداث و دلالات
- هل يعود حزب ابن على الى السلطة في تونس ؟
- انتفاضة في تركيا
- دروس أول ماي / جريدة طريق الثورة


المزيد.....




- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حزب الكادحين في تونس - الإسلام السياسي بين الانحسار والانتشار/ النص الكامل