أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - مجند سوري.. ضحية بريئة...














المزيد.....

مجند سوري.. ضحية بريئة...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4249 - 2013 / 10 / 18 - 11:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مـجـنـد ســوري.. ضحية بريئة.
صور غريبة تنتقل آلاف المرات عبر الفيسبوك. ينشرها أصحابها من المقاتلين الغرباء المتطرفين الإسلاميين في سوريا.. مثل الصيادين المحترفين الذين يجتازون البلاد الإفريقية بحثا عن حيوانات آمنة يصطادونها.. ومن ثم يتصورون معها بكل فخر وعنترية وتذكار.. كأنها انتصار على المستحيل. والذي يبقى دوما عملية غادرة وحشية.. لأنها تسمى قتل غادر.
وهكذا رأيت على هذا الفيسبوك المقيت, صورة لعدة مقاتلين. رئيسهم يشد شابا نصف عار من شعر رأسه.. مقيد اليدين خلف ظهره.. لا يتجاوز التاسعة عشر من عمره. الكتابة المرفقة تقول أنه مجند من جيش بشار الأسد. والمقاتل الآمر يحمل سكينا, مكشرا عن أنيابه السوداء الوسخة, يصرح أنه سينفذ حكم الإعدام الشرعي, بذبح هذا المجند. والصورة تعبر ببساطة, ما عدا بعض الشتائم, وفشات الخلق ضد هؤلاء القتلة.. فقط. مكتفية بانتقادات وملاحظات عادية... كأنما البشر اعتادوا على هذه الصورة, معتبريها جزءا من الحياة اليومية العادية في ســـوريــا الحالية...
وهذه بالنسبة لي مأساة المآسي.. عقدة العقد.. ومنتهى المرض النفسي.. والنكبة الأبدية التي يمكن أن تصيب هذا البلد الذي كان من أقدم العصور, مهد الحضارات ومعبرها الرئيسي.. أصبح مرتعا للقتلة.. وملعبا للصيادين القانصين ومحللي القتل والقنص والافتراس والاغتصاب.. باسم الدين.. بدون أي رادع. ودون أن أسمع أية إدانة واضحة صريحة من أي معارض أو فقيه أو رجل دين.. أو حتى من أي تاجر حرب وفتاوى… كأنما أصبح قتل البشر في سوريا, جزءا من شريعة قديمة مجددة متجددة, تحلل قتل كل سوري لا يفكر مثلما يفكر هؤلاء القتلة وزعماؤهم وممولوهم ومحرضوهم ومحركوهم كالكراكوزات الروبوتية, بلا روح ولا إحساس ولا فكر... لا يعرفون سوى القتل.. إلا القتل.. ولا أي شيء آخر.
القتل والموت أصبحا بهذا البلد.. ويا لهذا المرض الحضاري والإنساني.. طبيعة عادية.. وحلالا شرائعيا.. وحدثا لا يستحق لفتة نظر أو أبسط اهتمام...
كيف يمكن لهؤلاء القتلة المشاركة يوما بزمام الحكم في بلد حضاري مثل ســوريا؟؟؟... وهل يعرفون الجلوس على طاولة؟.. طاولة طــعــام.. أو طاولة نقاش؟؟؟... وهل يعرفون من اللغة العربية أو دياناتها, سوى كلمة قتل؟؟؟... لا أعتقد.. أظن أنهم ولدوا مع هذه الكلمة.. وهذه العادة. والمسؤول هو من جرهم ومن ربــاهم ومن حرضهم.. ومن حلل لهم قتل الآخر بلا هوادة.
الجالسون على العروش في مكة وجدة والرياض والدوحة.. وأسياد هؤلاء في واشنطن.. ومن مزقوا أوطاننا وفلسطيننا ومشرقنا.. وســوريـانا.. وحرياتنا وكرامتنا.. وإنسانيتنا.. ومن دس الفساد في جيناتنا, بالدين, بالكذب, بالتفرقة الطائفية, بالإعلام الديني السياسي الجاهل.. بالقنوات الكاذبة...وكل من خــانــوا وتــآمــروا على ســـوريــانا الرائعة ونخروا عظامها.. كل هؤلاء هم شــركاء بقتل هذا المجند البريء.. ومن نشروا قتله على الفيسبوك.. ومن نشر الفيسبوك وموله ومول القتلة معه... حتى ينشر الرعب في افكارنا. حتى نرتعب ونصمت. لكي لا نثور على الحكام الذين اختاروهم عبيدا لهم منذ طفولتهم.. وأسيادا لنا منذ خلقنا... هكذا يقودوننا إلى المسلخ عندما يرغبون ويختارون... ونحن شعوب الغنم.. نتبع ونتبع ونطيع... ونصرخ في طريقنا إلى المسلخ.. بالروح.. بالدم نفديك يا سلطان... مهما كان السلطان فاسقا.. نحن نفديه... لأن الشيخ المأجور للسلطان.. كل السلاطين والأمراء والحكام.. وأسياد وجودهم الأمريكان علمنا منذ خلقنا أن نردد :
وأطيعوا الله وأولي الأمر منكم.....
لهذا السبب أعلنت منذ طفولتي بأنني لن أطيع أولي الأمر منا أو منهم... ولن أطيع إلههم... وســأصـرخ طالما لي صوت يصرخ.. أنهم أسباب بلائنا ونكباتنا وجمودنا وفقرنا وضحايانا.. حكاما ومعارضات كاريكاتورية مزيفة فاسدة مباعة مأجورة... كلهم (قشة لفة) مسؤولون عن دم هذا المجند البريء الذي سوف يذبح.. والذي ذبح حتما لدى كتابة هذه السطور أو قبلها...
لهذا المجند البريء, الشهيد الأعزل الحقيقي.. تذهب كل أفكاري وحزني وأحاسيسي الثائرة... آملا أن يحاكم يوما أمام من تبقى من عائلته.. كل من ذكرتهم من المسببين المباشرين وغير المباشرين بقتله الآثم.. وحتى لا ننساه.. ولا ننسى كل الجنود الصغار الذين ماتوا غدرا, بهذه المعركة الغبية الغادرة... بكلماتي الحقيقية الغاضبة هذه.. أنحني لهم بكل خشوع وتواضع واحترام...
آخــر صرخة :
أيها الحكام... أيها المقاتلون الغرباء... ماذا فعلتم ببلد مولدي... وشعب بلدي؟؟؟!!!........
بــــالانــــتــــظــــار..........
للقارئات والقراء الأحبة.. كل مودتي وصداقتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسعة أيام عطلة
- معايدة و نداء
- جائزة نوبل للسلام.. والزيوان البعثي...
- تجارة الرقيق السوري.. الأبيض و الأسود.
- رسالة إلى السيدة الرائعة فلورنس غزلان
- أحجار دمشق...
- ماذا يجري على الأرض السورية؟.. وهامش حزين آخر
- رد على مسائيات فيسبوكي بعثي مخضرم
- حالتنا اليوم... نكبة!!!...
- توقف الضرب؟؟؟...لمتى؟؟؟...
- صديقتي.. وخلافاتنا المتوازية...
- خطاب أوباما.. وبعده خطاب هولاند في الأمم المتحدة
- تحية من الفكر والقلب إلى.. جوليا بطرس
- الدكتور هيثم مناع.. وجنيف 2.. والبابا فرانسوا
- الماريشال فرانسوا هولاند...
- الكاهن.. فيسبوك.. وأنا...
- جنيف 299
- هل تسمعنا المحاكم الدولية.. والمنظمات الحقوقية.. وهل تعدل؟؟؟ ...
- نداء إلى أحفاد الفريد نوبل
- رضاهم علينا... وأشياء أخرى...


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - مجند سوري.. ضحية بريئة...