أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامح عسكر - الإمبريالية والسلفية..تشابه عسكري














المزيد.....

الإمبريالية والسلفية..تشابه عسكري


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4237 - 2013 / 10 / 6 - 21:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في المعارك الحربية تغزو الدول والشعوب بعضها بطُرق شتى وبسلوكيات مختلفة، منهم من يواجه الأعداء بشجاعة ومنهم من يواجههم بحذر يصل إلى حد الرهبة، الجانب النفسي واضح في كل الأحوال وأستطيع القول أن من يعتقد في نفسه الوصاية -وأنه المخوّل للتحدث باسم الحقيقة- فهو لديه نزعة إمبريالية تسلطية تدفعه للغزو وليس للحرب، فالغزو يعني اعتداءً يستوجب تحصيل المغانم وفرض الشروط، أما الحرب فقد تكون دفاعية أو لتحالفات سرية أو علنية بقصد الرفعة والعيش الكريم.

إن المعتدي في حقيقته إمبريالياً أراد فرض شروطه أو نشر أفكاره، وهو بذلك يعتقد في أفكاره الحقيقة التي لا غِنى عنها لتقدم وسلامة البشرية، فإذا واجه في حربه عدواً أبدى مقاومة.. فهذا يعني أن الحقيقة ليست معه حصرياً، وأن العدو يُشبهه في التمسك بمعتقداته، لأنه يريد في المحصلة عدواً يقتنع به –لسبق اليقين بأفكاره-ولا يتخيل أن هناك من الأفكار ما تجابه أفكاره بل وتفوقها قوة وصلابة، لذلك وفي تقديري أن المعتدي-أياً كان هو-لا يصمد أمام القليل من المقاومة، بل ويسارع بالفرار من أرض المعارك كلما زادت حِدة مقاومته، والسبب كما قلت هو اليقين المبالغ فيه لديه بقوة أفكاره وسلامة دوافعه.

لدينا من الواقع ما يؤيد ذلك، ففي الحروب الأمريكية المتعددة-خاصةً بعد الحرب العالمية الثانية- نرى أن الجانب الأمريكي لا يُقدم على الغزو أو الاعتداء إلا بعد التأكد من ضعف عدوه، فإذا لاقى القليل من المقاومة ارتبك وانهار إلى حد يمكن أن يُسارع بهزيمته، سيختلف الحال فقط إذا ما كانت الحروب دفاعية أو انتقامية، ولدينا في قنبلة اليابان الذرية خير دليل على أنه وكلما كانت الدوافع أقوى كلما كان الجيش أو المحارِب أكثر تماسكا، فإذا انتقلت المعركة من الدفاع إلى الهجوم خفّ حينها الدافع إلى مستويات ضعيفة تكون معها الحرب خيار غير سليم أو أنه اعتداءً يُساوي بين الفرد وأعداءه.

في تاريخ حروب السلفية تشابهاً مع الإمبريالية من حيثية السلوك العسكري واليقين والدوافع، أي أن السلفي في مُجمله هو إمبريالي أراد فرض شروطه أو نشر أفكاره بالاعتداء على حقوق ومكتسبات ومميزات الآخرين، ففي الحروب الوهابية السلفية يحكي .."لويس دوكورانسي"..في كتابه.."الوهابيون تاريخ ما أهمله التاريخ"..أن الوهابيون كانوا أناس غير منظمين ولكنهم يُنظّمون أنفسهم إذا وجدوا أعدائهم ضعفاء، وكانوا يفرون من المعارك إذا لقوا في حروبهم مقاومة ولو قليلة، باستطلاع رأي دوكورانسي وإسقاطه على حروب الإرهابيين –من ذوي الخلفية الدينية الإسلامية-سنرى أنهم يُحاربون بنفس الأسلوب، أي أنهم يعتدون على الضعفاء، ولكنهم يُفضلون عدم مواجهة الأقوياء.

ففي اعتداءاتهم على مقرات الجيوش يعتمدون تكتيكاً عسكريا يهدفون فيه لقتل أكثر عدد ممكن دون خسائر، ويختارون الضحية معزولاً عن السلاح، أو أن يُباغتونه خلسة ويفرون سريعاً ، فهم ليس بمقدورهم مواجهة العناصر المسلحة وجهاً لوجه، والسبب أنهم ليسوا مُجهزين فكريا أو عصبياً لقتال فكرة أخرى قوية يعجزون عن استيعابها أو ردها ، علاوة على اختزان الدافع الرئيسي من وراء الحرب وهو الغنائم، فهم قد لا يجهرون به لأسباب أخلاقية، لأن الدين فيه من القواعد ما يمنع الاعتداء وسلب الحقوق، فضلاً عن رفض الإنسان لهذا السلوك عامة، فيقومون بتحوير الدافع من الغنائم إلى نشر الدين والأخلاق بعملية إزاحة نفسية مكشوفة.

أخيراً فالسلفية هي الوجه الآخر للاستعمار والتوسع الإمبريالي، فما كان في الماضي من حروب أوروبية على الغرب والشرق إلا وكان الدين والغنائم فيها هو القاسم المشترك، كذلك فالسلفية تحارب من أجل الدين والغنائم، ولكن ما يدفعهم لأن يكونوا أكثر قوة وصبراً- في تحمل تبعات الحرب -هي الغنائم، فحروب السلفية الوهابية بالأصل كانت تجمعها الغنائم، نظراً لافتقار الطبيعة البدوية النجدية للمقومات الأساسية للعيش الكريم، وبمجرد أن يعلن القادة عن خيرات البلاد إلا وتلهث ورائها الألسن والقلوب يتمنون فيه الحصول على ذلك المغنم.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لطمية رابعة(6:6)
- لطمية رابعة(5:6)
- لطمية رابعة(4:6)
- لطمية رابعة(3:6)
- لطمية رابعة(2:6)
- لطمية رابعة(1:6)
- المرجعية الدينية لغزوات البرتغال في أفريقيا
- الاغتيال السياسي وذاكرة سليمان الحلبي
- الإسماعيليون والإخوان..مقاربة سلوكية(2:2)
- الإسماعيليون والإخوان..مقاربة سلوكية (1:2)
- واشنطن بين إرهاب نيروبي ومصر وسوريا
- مشروع الحوار القروي (5:6)
- مشروع الحوار القروي(6:6)
- مشروع الحوار القروي(4:6)
- مشروع الحوار القروي(3:6)
- مشروع الحوار القروي(2:6)
- مشروع الحوار القروي (1:6)
- السوق الكيماوية والسوق النووية
- ما بين الزلزلة والطوفان..!
- إنهم يريدون هدم مصر


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامح عسكر - الإمبريالية والسلفية..تشابه عسكري