أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - من يهن يسهل الهوان عليه















المزيد.....

من يهن يسهل الهوان عليه


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4236 - 2013 / 10 / 5 - 14:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عنوان هذا المقال مقتبس من صدر بيت شِعر للشاعر الحكيم أبو الطيب المتنبي حين قال:
من يهن يسهل الهوان عليه....... ما لجرح بميت إيلام
هذه الحكمة تنطبق كلياً على وضعنا العراقي البائس في علاقاته مع الحكومات العربية "الشقيقة". وضعتُ كلمة الشقيقة بين قويسات التنصيص " "، لأنها لا تعني الأخوة كما في المعنى القاموسي، إذ صارت تعني للعراقيين بداء الشقيقة (الصداع النصفي)، والعياذ بالله!

جاء في الأخبار، وأغلبها أخبار سيئة في هذا الزمن الأغبر، أنه عندما يدخل المسافر العراقي إلى الأردن يواجه أسئلة محرجة ومذلة من قبل المسؤولين الأردنيين في مداخل الحدود، ومنها على سبيل المثال: "هل أنت سني أو شيعي، وهل سافرت إلى إيران؟". لم يخطر على بالي أن الأردن الذي يصنف الغربيون حكومته بالليبرالية (ما شاء الله!)، أن يتصرفوا بهذا الأسلوب المخجل مع ضيوفهم من المسافرين.

هذه المعاملة الهمجية إن دلت على شيء فإنما تدل على تخلف هؤلاء وأنهم يمارسون العصبية الطائفية والتي هي أسوأ من جميع أنواع العصبيات القبلية البدوية، والعنصرية والفاشية. كما وسمعنا أسوأ من ذلك مثلاً عندما ينفق (يفطس) أحد الإرهابيين الأردنيين مثل الزرقاوي وغيره في العراق تقوم عشيرته بحفلات الأعراس وتقديم التهاني بدلاً من مجالس العزاء، ويجعلون من نفوقه في العراق مناسبة استقباله من قبل الرسول على بوابة الجنة، وزفافه على 72 عذراء!! مكافأة لهم على قتل أبناء شعبنا من "الصفويين الروافض!!"
وقبل ذلك بفترة اطلعتُ على تقرير ما يعانيه أطفال الصابئة المندائيين في الأردن من مضايقات من قبل زملائهم في المدارس الأردنية ومعاملتهم كفجار وكفار، علماً بأن الأمم المتحدة تدفع مبالغ كبيرة للأردن مقابل قبوله اللاجيئن العراقيين، إضافة إلى ما تقدمه الحكومة العراقية من مساعدات اقتصادية كبيرة.

المؤسف هو سكوت الحكومة العراقية عما يرتكبه الأردنيون بحق العراقيين. فرد الفعل اليتيم الوحيد الذي اطلعتُ عليه من المسؤولين العراقيين هو ما صرح به الشيخ همام حمودي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، في كلمة له نشرها على موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، قائلاً: " اننا نقول للأردن و بقوة ان النفط الذي تأخذونه من الجنوب وتهينون ابناءهم لديكم بعنوان أنهم شيعة، ويزورون إيران، غير مقبول" و"أننا سيكون لنا موقفا من الأردن إذا استمرت معاملة العراقيين غير الجيدة عند دخولهم أراضيها".

والجدير بالذكر، أن الحكومة الأردنية "كانت قد رحبت في وقت سابق بقرار العراق منح المملكة مساعدة بقيمة 25 مليون دولار على شكل كميات من النفط الخام." ربما كان ذلك مقابل الإهانات التي قدمتها المملكة الأردنية للعراقيين.

ولم يقتصر تساهل الحكومة على من يذل العراقيين ويهينهم في الخارج، بل وحتى في الداخل هناك تساهل مع الإرهابيين البعثيين الطائفيين الذين يرتكبون حرب إبادة الجنس ضد الشيعة بغطاء القاعدة، وأنهم يدافعون عن "السنة المهمشين" على حد إدعائهم، فهناك تساهل غريب وعجيب إلى حد الإذلال، الأمر الذي شجع الجناة وإعلامهم في الإمعان بجرائمهم. لقد أكدنا مراراً أن ما يسمى بالقاعدة والدولة الإسلامية في العراق وغيرها من تنظيماتهم الإرهابية ما هي إلا تنظيمات إرهابية بعثية.
إن البعثيين ليسوا ضد الشيعة فحسب، بل وضد أهل السنة الذين يرفضون مجاراتهم في جرائمهم، لذلك نسمع عن نشاطاتهم الإرهابية في المناطق السنية مثل تكريت وعنة وراوىَ وغيرها في هجومهم المتكرر على المؤسسات الحكومية، بل وحتى تفجير مساجد لأهل السنة في ديالى لأنهم أدوا صلاة مشتركة مع الشيعة كإشارة منهم ضد الإرهاب الطائفي.

لقد طالبنا الحكومة بأن تعامل البعثيين بنفس الطريقة التي يعامل البعثيون خصومهم. فالعراق في حالة حرب الإبادة، يواجه عدواً شرساً لا يقيم لحياة الإنسان أية قيمة، ويتمتع بإعلام قوي متمرس في التضليل، ويرتكب أبشع الجرائم ليلقي التهمة على الحكومة وبدعم من الإعلام المضلل.
فالحكومة لديها دستور يحرم التحريض الطائفي والعنصري فلماذا تسكت عن العاملين في صحافة التضليل مثل صحيفة المدى وغيرها؟ أليس من واجب الحكومة تقديم هؤلاء إلى العدالة ليلقوا جزاءهم العادل؟ أية دولة ديمقراطية عريقة تسكت عن صحيفة تمارس الكذب والتضليل والتحريض الطائفي والعنصري؟
وحتى البعثيون وإعلامهم استغلوا تساهل الحكومة مع الإرهابيين لصالحهم إذ بعد كل عملية إرهابية يشن الإعلام البعثي وحلفاءهم هجوماً والإدعاء بأن الحكومة ضعيفة لا تستطيع مواجهة الإرهاب وحماية أرواح الناس وممتلكاتهم، وأحياناً تدعي أن "مليشيات" الحكومة هي التي تقوم بالتفجيرات. فنحن في زمن يسمى الجيش العراقي بمليشيات، وتنظيمات الإرهابيين بالجيش الشرعي!!!

وبودنا أن نذكر رئيس الوزراء السيد نوري المالكي أنه لما قام بـ(صولة الفرسان) عام 2008 وأنقذ أهل البصرة ومدينة الصدر من شرور الجيش المهدي لقي ترحيباً حاراً من الشعب، كسب على أثرها شعبية واسعة. واليوم يقوم المجرمون من فلول البعث بغطاء القاعدة بقتل أبناء شعبنا الأبرياء في اللطيفية وغيرها من مثلث الموت، والجيش العراقي وبقية الأجهزة الأمنية أقوى بعشرات المرات مما كانت عليها عام 2008، لذا فالمطلوب من القائد العام للقوات المسلحة ببالقيام بصولة فرسان أخرى في هذه المناطق. فالقتل يجري في مثلث الموت على الهوية الطائفية يومياً، ففي عملية واحدة تمت إبادة عائلة شيعية من 18 شخصاً. وبعد أيام أفادت الأنباء عن تهجير نحو مائين عائلة شيعية بتهديد من "القاعدة"، إما أن يرحلوا ويتركوا كل ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة كغنائم حرب، أو يبادوا عن آخرهم . فاختاروا الهجرة وتم اقتلاعهم من مناطق سكناهم لأسباب طائفية ليس غير. هذه الجريمة استغلت من قبل أحد مرتزقة (المدى) ليكتب مقالاً يذرف فيه دموع التماسيح ويشن هجومه لا على الإرهابيين، بل على الحكومة بأنها ضعيفة لا تقوى على مواجهتهم.

ونحن لا ننكر بطولات الجيش والأجهزة الأمنية في مقارعة الإرهاب، ولكن من حق المواطن أن يسأل، لماذا صمت الحكومة عن الكثير من الجرائم كما حصل في اللطيفية؟ وما الغرض من وجود جيش وقوات أمنية تضم نحو مليون عنصر؟ لماذا لا تقوم هذه القوات بعمليات صولات فرسان أخرى لتطهير المنطقة وكل العراق من الإرهابيين؟
لعل إقدام المالكي على صولة الفرسان ضد جيش المهدي لأنهم شيعة، فلا يتهمه أحد بأن صولته كانت بدوافع طائفية ضد السنة، الاتهام المحتمل توجيهه للمالكي فيما لو شن هجوماُ على فلول البعث/القاعدة في المحافظات السنية. ولكن هذه التهمة يجب أن لا توقف القائد العام من القيام بواجبه لحفظ أرواح الناس، فحتى في حالة الهجوم على جيش المهدي (الشيعي) لم يسلم المالكي من اتهام من نوع آخر، إذ اتهموه بأنه حارب الجيش المهدي لأسباب سياسية ليزيح التيار الصدري المنافس له في المناطق الشيعية!!. ولكن أثبت الزمن تفاهة وسخف هذه التهمة، وبنفس المنطق نقول على السيد المالكي أن يقوم بصولة أخرى ضد فلول البعث ولا يخاف في الحق لومة لائم ومهما شن الإعلام البعثي القاعدي ومن ورائه من الإعلام العربي من ضجيج طائفي. فأهل السنة تم اختطافهم من قبل فلول البعث، وهم أيضاً يطالبون بإنقاذهم من شرور الإرهابيين، وأفضل دليل هو ما قدمه الدكتور سعدون الدليمي بصفته وزير الدفاع بالوكالة، عن مطالبات أهل الموصل والأنبار وتكريت له لخلاصهم من ابتزاز البعثيين.

وبالعودة إلى ما يتلقاه العراقيون من إذلال وإهانات على أيدي الأردنيين، ومقابل هذه الإهانات تقدم الحكومة العراقية مساعدات اقتصادية للحكومة الأردنية، الأمر الذي جعل إهانة العراقيين من قبل الأردن، وشن حرب الإبادة ضدهم من قبل البعثيين المتسترين وراء "القاعدة" أمراً سهلاً يتمادون فيه.

لقد وقع البلدان (العراق والأردن) في التاسع من نيسان الماضي اتفاقية إطارية لمد أنبوب لنقل النفط الخام العراقي من البصرة، جنوب العراق، إلى مرافئ التصدير في ميناء العقبة. وكان العراق قرر في 27 تشرين الثاني من العام الماضي تقديم مئة ألف برميل مجانا للأردن بهدف مساعدته في أزمته الاقتصادية. ويستورد الأردن حاليا حوالى عشرة آلاف برميل من النفط العراقي الخام وبأسعار تفضيلية {بفارق يقل عن 18 دولارا عن السعر العالمي للبرميل} وهي كميات تشكل 10 في المئة من احتياجاته النفطية التي يستورد معظمها من السعودية.

قال زهير بن أبي سلمى قبل 1500 سنة :
من يصنع المعروف في غير أهله... يكن حمده ذماً عليه ويندمِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رابط ذو علاقة بالموضوع:
الشيخ حمودي يستهجن رفض الاردن لدخول العراقيين الشيعة اراضيه ويقول انه امر غير مقبول
http://alakhbaar.org/home/2013/9/154201.html



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفاهم الإيراني- الأمريكي انتصار للسلام والحكمة
- اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم مجدداً
- على أمريكا إما أن تحتل سوريا أو تتركها لحالها
- هل ستقضي تكنولوجية الدمار على البشرية؟
- حرب الناتو على سوريا بالنيابة عن إسرائيل والسعودية
- العراقي المغترب وحلم العودة.. هل ثمة ما يغري؟*
- في مواجهة الدعيات المضلِّلة(2)
- دروس من أبو غريب
- في وداع العفيف
- رحيل المفكر التونسي العفيف الأخضر
- لا يصح إلا الصحيح
- إن حبل الكذب قصير
- مصير الديمقراطية في مصر؟
- لماذا الآن اتهام إيران بتفجير المرقدين في سامراء؟
- حول الرواتب التقاعدية الفاحشة للبرلمانيين
- هستيريا الفتاوى للحرب الطائفية، لمصلحة من؟
- المحنة السورية إلى أين؟
- الفرق بين الربيع التركي والربيع العربي
- هل يطيح الربيع التركي بأردوغان؟
- عن مواقف النجيفي اللادستورية


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - من يهن يسهل الهوان عليه