أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - الست مبسوطة، أغنى امرأة في مصر














المزيد.....

الست مبسوطة، أغنى امرأة في مصر


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4234 - 2013 / 10 / 3 - 19:57
المحور: حقوق الانسان
    



لماذا يسمحُ اللهُ بالفقر والمرض؟! ما أسهلَ أن يبسطَ اللهُ يدَه الغنيّة على جميع البشر، فلا تمتدُّ، بعدئذٍ، يدٌ سُفلى ليدٍ عُليا لطلب المال والطعام؛ ولا تمتدّ،ُ حينئذٍ، يدٌ قوية ليدٍ واهنةٍ لمنح المساعدة في الحركة، أو عبور شارع.
يسمحُ الله بأن تُصاب عينٌ بالعمى، لتحسبَ الملائكةُ كم عينًا مُبصرة ستساعد تلك العين الضريرة، وتمنحها من نورها. ويسمح اللهُ بوجود طفل معوّق، لكي تُدوَّن في دفاتره السماوية الأيادي التي سوف تمتد لهذا الطفل لتيسّر عليه شقاء يومه. ويسمح اللهُ بوجود أرملة فقيرة تربي أطفالاً لا يجدون في قدورهم إلا كسرات الخبز الجافّ، لكي يعاينَ اللهُ كم نبيلاً سيكون عونًا لتلك الأمّ لإكمال مشوارها الصعب.
عشرات الملايين من المصريين يقفون على خط الفقر. وملايينُ يسكنون خانة العدم، تحت خط الفقر. وملايين مثلهم يسكنون خانات المرض والإعاقات الجسدية المتباينة. لكن قلّةً قليلة من أهل بلادي اختاروا الخانة الأنبل بين البشر. أن يكونوا اليدَ التي تمتد لأولئك المُعدمين والفقراء والمرضى، كما أمرنا اللهُ في كل رسائله السماوية لبني الأرض.
في المجتمعات المتحضرة، التي تحترمُ الإنسان، تقوم الدولةُ بهذا الدور. فتبني للمسنين دورًا محترمة للسكنى والرعاية. وتتكفل بعلاج المرضى والمعوّقين. وتمنح الفقراءَ المالَ الذي يضمن تعليم الصغار وكفافَ الخبز، فلا تمتد أياديهم للتسوّل من الميسورين. بينما في بلاد مثل بلادنا، أرخص ما فيها هو الإنسان، تُهملُ الدولةُ دورَها، بل تُمكّنُ الثريَّ من أن يزداد ثراءً على حساب الفقراء الذين يزدادون فقرًا وعددًا عامًا بعد عام. هنا، تتخلّقُ من بين طيّات المجتمع خانةٌ جديدة، يسكنها متحضرون شرفاء قرروا أن يكونوا اليدَ الطيبة التي تمتد بالخير للفقير والأعمى والكسيح والمعوّق واليتيم. ينشئون الجمعيات الأهلية التي تقوم بالدور الذي أخفقتْ فيه الدولة.
المستشار "أمير رمزي" رئيس محكمة الجنايات، وشقيقه "إيهاب رمزي" الأستاذ في القانون الجنائي، ومعهما مجموعة ضخمة من شباب مصر الواعد، أنشأوا مؤسسة "الراعي وأم النور" وظيفتها نقل "المُعدمين" إلى درجة "الفقر"؛ أي الدرجة الدُّنيا للإنسانية. ليجد "المُعدَمُ" ثوبًا يستر جسدَه من العُري، وسقفًا يحمي رأسه من المطر ولهيب الشمس وعيون المتطفلين. يقدمون خدماتهم في 705 قرية بالصعيد، وعشوائيات القاهرة. يعولون 83 ألف مواطن مصري شهريًّا بالمال والدواء، إضافة إلى أجهزة مساعدة ل 4000 معاق. وأجروا 17 ألف عملية جراحية لمرضى مُعدمين. كذلك أقاموا 1931 من المشروعات الصغيرة ووظفوا 8000 عاطل. أنشأوا 39 مركزًا تعليميًّا من حضانات أطفال، وفصول محو أمية للكبار، ومدّوا 21 ألف بيت ريفي بالكهرباء وماء الشرب النقي، بعدما كان سكانها يتجرّعون مياه الترع. والآن، تجلّت يدُ الله في أيدي أولئك الشباب الطيب في صورة مستشفى ضخم منحوه اسم: "راعي مصر"، انتهى هيكله الخرساني في انتظار مراحل التشطيب ومدّه بالأجهزة الطبية والتشغيل. كل ما سبق تم ويتم بجهود مصريين نبلاء داخل مصر وخارجها، ممَن طمعوا في أن يكونوا جزءًا من خطّة الله لإغاثة المنكوبين بالفقر والمرض والأميّة.
حالات من العَوَز المخيف لا يتصوره عقلٌ. لكن: "تحسَبُهم أغنياءَ من التعفّف". من بينهم سيدةٌ اسمها "مبسوطة"، من سمالوط. مات زوجها بالفشل الكلوي وترك لها خمسة أبناء مصابين بضمور المخ، مات منهم اثنان، في عمر ال 17 عامًا، وثلاثة ينتظرون موعدهم. لكن ابتسامة الرضا لا تفارق وجهها المصريّ الجميل وهي تقول: "ربنا محبش حد من البشر قد ما حبني، وعمري ما طلبت منه حاجة وقالي لأ. هو عاوز ولادي كده، وأنا راضية بمشيئته." تعالوا نشاهدها هنا لنتعلّم درجةً عُليا من الثراء، فقرًا وإيمانًا.
http://www.youtube.com/watch?v=fSaYqSKE8KY



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدني، وتعويذة الفراعنة
- العذراءُ في بيتي!
- النورُ في نهاية النفق
- وثالثهما الشيطان
- ازدراء الأديان فى شريعة الإخوان
- نجاح جمعة الحسم
- القبض على -الصوابع- وحذاء المرشد
- انتي مش أمّ الشهيد، انتي أرض
- حين أغدو إلهةً
- أنا صهيبة... أنا خفيت
- كم هرمًا من الجثامين تكفيكم؟
- خواطرُ على هامش الدماء
- مسلمو أمريكا وأقباط مصر
- الأطفال والصوفة والأقباط، كروت الإخوان
- أسود صفحة في كتاب التاريخ
- أم أيمن، وأم الشهيد
- هل أنت إرهابيّ؟
- دستور جديد وإلا بلاش |
- فساتين زمان
- رسائل إلى معتصمي رابعة


المزيد.....




- -لا أستطيع التنفس!-.. فيديو يظهر لحظة اعتقال رجل من ذوي البش ...
- لبنان يرفض تهمة تلقيه رشوة أوروبية لإبقاء اللاجئين على أرضه ...
- تظاهرة تونسية تطالب بإجلاء المهاجرين الأفارقة
- كيف تصدرت موريتانيا ترتيب حرية الصحافة عربيا وأفريقيا؟
- احتجاجات وسط تونس تطالب بـ-الإجلاء السريع- لآلاف المهاجرين ا ...
- ميقاتي: الكلام عن رشوة أوروبية للبنان لإبقاء النازحين على أر ...
- مسئولة أممية: المجاعة تنتقل من شمال قطاع غزة إلى جنوبه
- تعذيب مجندات بجيش الاحتلال رفضن الخدمة على حدود غزة: تذنيب ت ...
- ميقاتي يرد على حملة بوجود -رشوة أوروبية- لإبقاء النازحين الس ...
- عشرات المهاجرين يصلون إلى إنجلترا على متن زورقين من فرنسا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - الست مبسوطة، أغنى امرأة في مصر