أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - لطيف شاكر - ثقافة الذبح المتأصلة















المزيد.....

ثقافة الذبح المتأصلة


لطيف شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 4229 - 2013 / 9 / 28 - 17:52
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كتب الكاتب الاديب د.علاء الاسواني ضمن مقاله بعنوان من يعرف اسكندر طوس؟ ان مانعرفه ان انصار الاخوان ذبحوا اسكندر وتعمدوا الا يفصلوا راسه تماما ثم اتفقوا مع صاحب جرار زراعي واثقوا المذبوح من قدميه وسحلوه وهكذا راي اهل القرية اسكندر طوس الحلاق للمرة الاخيرة مذبوحا مسحولا خلف الجرار بينما راسه المقطوع يتارجح والدم يسيل منه غزيرا فيصنع خطوطا علي الارض وبعدما انتهي انصار الاخوان من مةوكب المذبوح القوا بجثته في الشارع......
هذا المشهد لايقوم به الا وحوش ضارية وذئاب بشرية خلت من الضمير الانساني وتحجرت قلوبهم الشريرة وتجردوا من الاخلاق والادب, كيف يذبح هؤلاء الذئاب المفترسة انسان خلقه الله مثلهم ؟هل هذا من الدين او من الشريعة الذين يجرموا مجرد المساس بهاا واعتبروها خط احمر وفوق مواد الدستور ؟
لكن لم ياتي هذا التوحش الارهابي فجأة او في زمن لحظي بل له جذور عميقة ضاربة في عمق التاريخ العربي الدموي انه ثقافة دم موروثة وتجري في عروقهم منذ طفولتهم تطبعوا بها من دروس التاريخ العربي الارهابي ومن تخاريف ائمة الجوامع التي تحض علي الكراهية واصبح ميراث تراكمي في دمائهم ومن شب علي شئ شاب عليه والتاريخ متخم بامثلة عديدة لاحصر لها ونذكر بعضها علي سبيل المثال لنؤكدعلي ثقافة الذبح المتوارثة :
ذبح الجعد بن درهم في عيد الاضحي
خطب خالد بن عبد الله القسري يوم الأضحى بالبصرة فقال في آخر خطبته: انصرفوا إلى منازلكم وضحوا -بارك الله لكم في ضحاياكم-، فإني مضحٍ اليوم بالجعد بن درهم ؛ ونزل عن المنبر فذبحه بيده وأمر بصلبه وسط صيحات وتكبرات المصليين ومدح وثناء الدعاة والشعراء.
وخالد بن الوليد طبخ راس مالك بن نويره وزنا بزوجته ويقول ابن كثير في كتابه بداية ونهاية انه ذبح سبعين الف مسيحي في العراق وفاء لوعده قطعه لربه ليجري نهرا بدمائهم لكي يرضي الله الجزار
وقد تهلل الدعاة بموقف خالد بن الوليد وامتدحوا دمويته وارهابه حتي عمر خالد في ختام عظته عن عظمة خالد بن الوليد يقول :اسأل الله تبارك وتعالي ان نكون قد احببنا سيدنا خالد بن الوليد واحببنا حضارتنا وتعلقنا بها ..ويالها من حضارة !!!
وفي قصة دموية اكثر وحشية واشد عنفا ليس مع المسيحيين بل مع اخوتهم المسلمين الامويين لان الكراهية والعنف والدم لايتجزأوا , قام السفاح عبدالله بن علي العباسي ( رضي الله عنه ) بقتل اكثر من الف انسان في ليلة واحدة وفرش علي جثثهم سماط العشاء ثم تناول وجبته فوق زفرات الموت وانين المحتضرين وتوسلاتهم ونقل عنه الرواة قوله انه لم يطعم في حياته الذ واطيب من طعامه تلك الليلة
الامثلة كثيرة لاتحصي ومؤلمة جدا ومقززة للغاية ومع هذا نجد الشيوخ والدعاة يعلوا من القتل ويمجدوا من الذبح ويتباهوا بقطع الرؤوس عند اختلاف الراي ويتهموه بالكفر وكأن الله اوكلهم لهذا العمل الدموي للقصاص لم يخالفهم الرأي, ولااظن ان الله سيحاسب الضحية مرة اخري فلا يحكم علي متهم مرتين بنفس الجريمة في الارض والسماء لئلا يكون الله ظالما .
والتاريخ العربي ملطخ بالدماء في كل عصوره بل لاتخلو صفحة فيه من الدم والعنف والارهاب الاسود
يقول يوحنا النيقوسي ...فذبحوا كل من وجدوه في الطريق ولم ينج من دخل الكتائس لائذا, ولم يدعوا رجلا ولا امراة ولا طفلا الا وقتلوه ثم انتشروا حول نقيوس من البلاد فنهبوا فيها وذبحوا كل من وجدوه لها من الاقباط العزل .حتي قال النيقوسي عبارته المأثورة وتحمل كل المأسي والحزن علي هذا الاحتلال العربي البغيض (نصمت الآن فانه لايستطاع الحديث عن الاساءات التي عملها المسلمين حين استولوا علي جزير نيقوس )
وكم يدهشني ان مناهج التعليم في المدارس تدرس هذا التاريخ العربي كانه تاريخ مقدس متابطا بالدين والويل لمن يمس احد شخصيات التاريخ فيحل دمه ويتهموه بالكفر والزندقة ويطبقون عليه قضايا الحسبة بتفريقه عن زوجته واقرب مثل لهذا عندما كتب الاستاذ الراحل اسامة انور عكاشة عن عمرو بن العاص انه احقر شخصية في التاريخ قامت الدنيا ولم تقعد وتسابق اعضاء نقابة المحاميين برفع الدعاوي ضده واشترك معهم جمهور من المتنطعين علي الدين دون فهم او دراية وفي جهل مطبق اعتبروا ان الاقتراب من الشخصيات التاريخية حتي لو كانت ارهابية وسافكة دماء بمثابة المساس بالدين في حين ان الدين ثابت ومقدس لكن التاريخ غير مقدس ومتغير ومن صتع البشر .
ان حشو عقول الاطفال بهؤلاء الشخصيات الدموية واعتبار سيرتهم الارهابية بمثابة شجاعة وعمل يقتدي به, يعتبر مصيبة كبري وكارثة عظمي لايبشر بمستقبل متحضر فعندما يشب الاطفال وقد تعلموا ان القتل فضيلة والذبح مفخرة وكراهية الاخر هو الدين يصيروا قنابل موقوتة تنفجر في وجه البشرية جمعاء لان الرذائل تنمو في حياة الطفل كلما كبر حتي اذا اتيحت له الفرصة لايتورع عن تنفيذ ماتعلمه بقتل وذبح من يراه بعد التدمير والهدم والحرق اسوة بالسلف الصالح جدا والقدو الحسنة بامتياز
يقول الجبرتي : الملاعين الاعراب الذين هم اقبح الاجناس واعظم بلاء محيط بالناس .
ويقول البلازري (ان المسلمين قتلوا خلقا لايحصي من الاقباط)
قال عبدالله بن عمرو ان الله كتب الاحسان علي كل شئ فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة واذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة
ان ذبح عم اسكندر طوس ليس انتقاما للاقباط الذين ساهموا في نجاح الثورة او نكاية في الحكومة لاشاعة الفوضي العارمة واشعال الحرب الاهلية او تنفيذا لمخطط صهيوني امريكي اسلامي فحسب و كل هذا صحيح وواضح بل الاساس هو المناهج المدرسية للتاريخ الشرير الذي حقنوا به الاطفال وهم براعم صغيرة وشبوا عليه وتطبعوا به وتربوا في احضانه فاصبحت الوهابية متغلغلة في دمهم والسلفية تحت جلودهم والايدلوجية الاخوانية ملأت امخاخهم واصبحوا قنابل موقوتة وخلايا متنمرة ستنفجر في وجه العالم عندما تتاح لهم اول فرصة , فالتعليم هو بيت الداء واصل المرض وان لم تستأصلوه سيقضي علي البشرية .فانتبهوا ياسادة من الوهابية التي قتلت اكثر من سبعة مليون مسلم في اول نشأتها وهاهي الوهابية السلفية الاخوانية تطل برأسها الدميم لتكرر ثقافة الذبح والهدم تنفبذا لاوامر الشياطين ومخططات ابليس وبئس المصير .
المقال القادم ثقافة الحرق



#لطيف_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجذوب القرية التاريخي
- رب ضارة نافعة
- دور الشعب في حماية ثورته
- التقويم المصري القبطي
- تسليح الشعب هو الحل
- اردوغان واوباما وحلمهما الفاشل
- اخطر ثلاث سلبيات
- الاخوان يهدمون مصر
- ماذا يريدون من الاقباط؟!
- الاخوان يحتمون بالاطفال
- معجزة ..اعجاز..عجز
- تعانقت الاجراس والاذان
- تمرد الشعب علي نظام فاسد
- المرأة المصرية والحكومة الوطنية
- الوصايا العشر للاعلام الثوري
- ايزابل الشريرة وآن باترسون السفيرة
- حاكم مؤقت واعلان دستوري معيب
- الدعارة الاخوانية والعهارة السلفية
- حلول صعبة ومستقبل واعد
- هل ارادة الشعب انقلاب عسكري


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - لطيف شاكر - ثقافة الذبح المتأصلة