أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (2)















المزيد.....

محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (2)


إبراهيم جركس

الحوار المتمدن-العدد: 4221 - 2013 / 9 / 20 - 22:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بقلم علي سينا
ترجمة إبراهيم جركس
الجزء الأول من كتاب ((فهم محمد: السيرة السيكولوجية الذاتية لمحمد: بقلم علي سينا 2007-2008))
۞-;---;-- زواج محمد بخديجة
أخيراً، وفي سنّ الخامسة والعشرين، أمّن أبو طالب لابن أخيه عملاً جيداً، ليعمل كوصيّ موثوق عند امرأة غنيّة تعمل في التجارة، قريبة، تدعى خديجة. كانت خديجة تاجرة ناجحة بعمر الأربعين سنه، جميلة وأرملة. سافر محمد في رحلة واحدة إلى سوريا تحت خدمتها، باع بضاعتها واشترى ما أمرته أن يشتريه لها. وخلال عودته، وقعت خديجة في حبّ محمد الشاب، وعن طريق جارية لها، عرضت الزواج عليه.
كان محمد رجلاً محتاجاً، من الناحية الاقتصادية والعاطفية. فبالنسبة له كان الزواج بخديجة أشبه بالنعمة. ففيها، يمكنه أن يجد الأم التي فقدها في طفولته، بالإضافة إلى الأمان والاستقرار المالي الذي سيعفيه من العمل مجدّداً.
كانت خديجة أكثر من راغبة في تلبية كافة حاجات أزواجها الشبّان. لقد وجدت سعادتها في العطاء، الرعاية، والتضحية الذاتية.
لم يكن محمد مولعاً بالعمل. وفضّل الانسحاب من العالم والغرق في بحر أفكاره. وحتى عندما كان طفلاً، كان يتجنّب صحبة الأولاد الآخرين ولم يكن يلعب معهم. كان يقضي وقته وحيداً في مزاج جدّي. لم يكن يعرف كيف يمرح أو يكون سعيداً. ولهذا السبب، واتباعاً لعادات نبيّهم، لا يجبّ المسلمون الضحك ويعتبرونه عيباً أو حراماً.
في عالمه الخيالي المنعزل، لم يكن محمد طفلاً منبوذاً ومكروهاً، كما كان يرى نفسه خلال السنوات الأولى من طفولته، بل كان يرى نفسه محبوباً، محترماً، مبجّلاً، ومهاباً حتى. فعندما أصبح الواقع مريراً وصعب الاحتمال وكانت مشاعر الوحدة تجتاحه، كان سيهرب إلى عالم الخيال، حيث يمكنه أن يكون أي شخص أو أي شيء يريده. لا بدّ وأنه اكتشف هذا العالم البديل في سنّ مبكّرة جداً، عندما كان يعيش في منزل مرضعته وعائلتها، ويقضي أياماً طوال من الوحدة في الصحراء الخاوية. هذا العالم الخيالي والشاعري المريح عالم الأحلام كان سيظلّ ملجأه مدى حياته. لقد أصبح حقيقياً بالنسبة إليه كالعالم الواقعي، لكنّه عالم أفضل وأسعد. كان محمد يترك زوجته في المنزل لوحدها مع أولادهما التسعة لينسحب إلى الكهوف بالقرب من مكّة ويقضي أياماً منعزلاً بنفسه عن العالم، غارقاً في أفكاره الخاصّة وأحلام اليقظة الحلوة.
* تجربة باطنية
في أحد الأيام، في سنّ الأربعين، بعد أن قضى عدّة أيام في الغار لوحده، دخل محمد في تجربة غريبة. بدأ يشعر بانكماش إيقاعي في العضلات، آلاماً معوية، وكأنّ أحداً ما يضغط عليه بعنف، تحزّم (نخز في العضلات)، حركات لاإرادية للرأس والشفتين، تعرّق، وتسرّع في ضربات القلب. في حالة الهيجان هذه سمع أصواتاً وشهد خيالاً شبيهاً بالشبح.
ركض مرعوباً عائداً إلى منزله، كان يرتجف ومبلّلاً بعرقه، ((دثّريني يا خديجة، دثّريني)) قال متوسّلاً زوجته ((آه يا خديجة، ما الذي يحدث لي؟)) وأخبرها بكل شيء حصل معه ثمّ قال ((أخاف أن يكون قد حصل معي مكروه)). اعتقد أنّ عفريتاً ما قد مسّه. طمأنته خديجة وأخبرته ألا يخاف، وأنه قد رأى ملاكاً، وأنه قد تمّ اختياره ليكون نبياً.
بعد لقاءه بالشخصية الشبحية، التي عرّفته بها زوجته على أنها جبرائيل، اقتنع محمد بمنزلته النبوية. وقد ناسبته بشكل ممتاز حيث أنها حقّقت رغبته الطموحة. ثمّ بدأ بالتبشير لرسالته.
ماذا كانت رسالته تلك؟ كانت الرسالة هي أنه أصبح رسولاً وعلى الناس أن يؤمنوا به. ونتيجة لذلك عليهم أن يحترموه، يحبّوه، يطيعون أوامره، وحتى يخافون منه. وبعد ثلاث وعشرين عاماً من التبشير، بقيت لبّ رسالة محمد كما هو. رسالة الإسلام الأساسية، هي أنّ محمد رسول ويجب على الناس طاعته. أمّا غير ذلك، فليس هناك أي رسالة أخرى. والفشل في الاعتراف به يورث العقاب في هذه الدنيا والعالم الآخر. فالتوحيد، الذي هو الحجّة الرئيسية للإسلام، لم يكن في الأصل جزءاً من رسالة محمد.
بعد أن عنّف المكّيين لسنوات عديد وأهان دينهم وآلهتهم، رفض المكّيون التعامل بأي شكل من الأشكال مع محمد وأتباعه، الذين تبعاً لأوامره، هاجروا على الحبشة. في النهاية، ولاسترضاء المكّيين، عرض عليهم محمد تسوية. يروي لنا ابن سعد في طبقاته ((رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قومه كفاً عنه فجلس خالياً فتمنى فقال ليته لا ينزل علي شيء ينفرهم عني وقارب رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه ودنا منهم ودنوا منه فجلس يوماً مجلساً في نادِ من تلك الأندية حول الكعبة فقرأ عليهم و{النجم إذا هوى} حتى إذا بلغ أرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألقى الشيطان كلمتين على لسانه تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهما ثم مضى فقرأ السورة كلها وسجد، وسجد القوم جميعاً)) [1]
تلك الكلمات أسرّت القرشيين وكفّوا عن مقاطعتهم لمحمد وعدائيتهم. وصلت هذه الأخبار إلى المسلمين في الحبشة الذين عادوا على مكّة بسرعة وهم سعداء.
بعد فترة قصيرة، أدرك محمد أنّه من خلال الاعتراف ببنات الله كإلهات فإنه قد أساء لموقفه بصفته الوسيط الوحيد بين الله والبشر، وجعل دينه الجديد متميزاً عن باقي الديانات الوثنية وبالتالي عاطلاً. لذا انسحب وتراجع عن موقفه واعترافه ببنات الله وقال أنّ الآيتان كانتا آيات شيطانية.ثمّ استبدلهما بالآيات التالية {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى * تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى} [النجم: 19- 22] ومعناها، كيف تجرؤون على الاعتراف ببنات الله، أتقولون أنّ لله بناتاً، وأنّ لكم أولاداً ذكوراً؟ فالنساء قاصرات وقليلات العقل وغير لائقات ليكنّ بنات الله. هذه القسمة غير منصفة!!!!!!!!!!!!!!.
بعض أتباع محمد تخلّوا عنه بسبب هذه الحادثة. ولتبرير هذه البلبلة وإرجاع ثقة الأتباع به، زعم أنّ جميع الأنبياء الآخرين كانوا معرّضين لغواية الشيطان، الذي أغواهم وألهمهم بآيات شيطانية شبيهة بالآيات الإلهية.
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} [الحج: 52- 53]
كتب محمد هذه الآيات لأنّ الكثير من أتباعه كانوا قد تخلّوا عنه بعد أن أدركوا بأنه كان يختلق القرآن ويصيغه كما يريد وبما يقتضيه الموقف. إنّ الذي تقوله هذه الآيات جوهرياً، إذا أردنا التحدّث بصراحة ووضوح، هو أنك عندما تمسك بي أنا، أو محمد، أو أي أحمق وأنا أرتكب هفوة، فإنه سيظلّ خطأك أنت لأنّ قلبك مريض.
بعد مرور ثلاثة عشر عاماً، لم يؤمن به أكثر من سبعين أو ثمانين شخص. زوجته، التي لم تعمل على تلبية حاجاته فحسب، بل احترمته أيضاً، بجّلته وألّهته على نحوٍ متذلّل، كانت هي أول من اتبعه. وموقفها الاجتماعي أقنع بعض الناس ذوي المكانة المتوسّطة كابي بكر، عثمان، وعمر لينضمّوا إلى قضيّته. فيما عدا هذه القلّة، أي باقي أتباع محمد كانوا مجموعة من العبيد وبعض الشبّان الساخطين.

* أسطورة الاضطهاد
لقي نداء محمد في مكّة آذاناً صمّاء واستقبل باللامبالاة. كان المكّيون متسامحين _كغالبية البشر من غير المسلمين اليوم_ مع كل الديانات. كان الاضطهاد الديني في تلك الأراضي غير شائع. المجتمعات التي تنتشر فيها العقائد التعدّدية هي ذات طبيعة متسامحة بشكلٍ عام. إلا أنّ المكّيين كانوا قد أهينوا عند أهان محمد آلهتهم، لكنهم لم يصيبوه بأي أذى.
عندما أهان محمد آلهة الوثنيين أصبح غير محمول، وقاطعه المكّيّون هو وأتباعه. لقد قرّروا ألا يبيعوا أي بضائع لهم وألا يشتروا منهم أي شيء. هذه المقاطعة استمرّت على الأرجح سنتين كاملتين. كان الأمر صعباً على المسلمين، لكنّ المقاطعة ليست مثل القتل. لذلك، لا يمكن أن نسمّي هذه المقاطعة "اضطهاداً". الاضطهاد هو ما فعله المسلمون بالبهائيين. آلاف البهائيين الأبرياء عُذّبوا وذُبِحوا بلا أدنى رحمة في إيران، خلال القرنين الماضيين، ومع ذلك لم يهينوا الإسلام قط، لا نبيّه ولا كتابه المقدّس.
شجّع محمد أتباعه على ترك مكّة ومغادرتها. وقد أغضب ذلك أولئك الذين تحوّل أبنائهم وعبيدهم إلى الإسلام. تمّ الإمساك ببعض العبيد وهم يحاولون الهرب فضربوا. وذلك لم يكن طبعاً اضطهاداً دينياً. كان المكّيّون ببساطة يحاولون حماية ما كانوا يعتبرونه ملكهم. على سبيل المثال، عندما تمّ الإمساك ببلال، ضربه سيّده أميّة ووضع عليه الأغلال. دفع أبو بكر فديته وأعتقه. ضُرِب بلال لأنه حاول الهرب، مسبباً بذلك خسارة مالية كبيرة لسيده وليس لفائدته. هناك أيضاً روايات عن مسلمين ضُرِبوا من قبل عائلاتهم أو أفراد من عائلاتهم لأنهم تحوّلوا إلى الإسلام. يروي أحد الأحاديث أنّ عمر، قبل أن يتحوّل بدوره، ربط أخته محاولاً إجبارها على ترك الإسلام [2]. كان عمر رجلاً عنيفاً جداً وصارماً، قبل وبعد تحوّله إلى الإسلام. هذه الروايات يصعب تصنيفها كاضطهاد ديني. إنّ مفهوم الفردانية Individualism في الشرق الأوسط هو مفهوم غريب وغير معروف. فاعتقادك وإيمانك هو شأن الجميع. والنساء بالتحديد غير قادرات على اتخاذ قراراتهم الخاصّة. حتى هذا اليوم، النساء المسلمات قد يقتلون دفاعاً عن الشرف إذا تزوّجن رجلاً بمحض إرادتهنّ بدون موافقة عائلاتهن.
هناك قصّة تحكي عن الاضطهاد عن فتاة اسمها سُمَيّة. وابن سعد هو المؤرّخ الوحيد الذي يقول أنّ سمية لقيت الشهادة على يدي أبو جهل. البيهقي يعتمد على رواية ابن سعد ((أنّ أبو جهل طعنها في أعضائها الخاصّة)) [3]. إذا حصلت هذه الشهادة فعلاً فسيتردّد صداها في جميع كتب السيرة وكانت سترد على لسان أكثر من كاتب سيرة أو جامع أحاديث. هذا مثال واحد عن حالة المبالغة التي أولع بها المسلمون منذ البداية.
في الواقع، يزعم نفس الكاتب أنّ بلال كان أول شهيد. أمّا الحقيقة فتقول أنّ بلال قد نجا من هذا الاضطهاد المزعوم حتى النهاية، ورجع إلى مكّة عندما غزاها محمد وأذن فيها من على سقف الكعبة. ومات في النهاية ميتة طبيعية.
بعض المصادر الإسلامية تزعم أنّ سميّة، وزوجها ياسر، وابنهما عمّار تمّ اضطهادهم في مكّة. على كل حال، أظهر موير أنه بعد وفاة ياسر بأسباب طبيعية، تزوّجت سميّة عبداً يونانياً يدعى أزرق ورزقت منه بولد سمّته "سلمة" [4]. كيف لنا أن نفهم أنها ماتت تحت الاضطهاد؟ كان أزرق ينتمي إلى الطائف، وكان احد العبيد الذين، خلال حصار تلك المدينة (بعد حوالي خمسة عشر عاماً) هرب إلى معسكر محمد. من الطبيعي الاستنتاج أنّ سمية، بعد وفاة زوجها الأول ياسر، تزوّجت أزرق وعاشت في مدينة الطائف وأنّ قصّة اضطهادها واستشهادها هي رواية ملفّقة ومزيّفة.
لم يكن محمد ضدّ العبودية. لاحقاً، عند أصبح قوياً، أجبر آلاف الناس الأحرار على العبودية. على كل حال، كان أمر بترك مكّة يعكّر النظام الاجتماعي وسبباً في العصيان. وبسبب ذلك وتحقيره المستمر لدينهم، أصبح محمد شخص غير مقبول ولا يطاق بين قومه. إلا أنه لم يتمّ اضطهاده لا هو ولا أي من أتباعه بسبب دينه. المسلمون يقدّمون العديد من المزاعم العارية عن الصّحّة. فالذين يؤمنون بآلهة متعدّدة بشكلٍ عام لا يكترثون أو يهتمّون بمعتقدات الآخرين. فهم تعدّديون بطبيعتهم. كانت الكعبة تحوي ثلاثمائة وستين صنماً، وكلّ واحدٍ منها يمثّل قبيلة مختلفة. وكان هناك اليهود، والمسيحيون، الزرادشتيون، الصابئة وكافة أنواع الديانات في شبه الجزيرة العربية، والتي كان أتباعها يمارسون طقوسهم وشعائرهم الدينية بحرية. كان هناك أنبياء آخرون يبشّرون بدعوتهم. إلا أنّ اللاتسامح الديني ظهر في شبه الجزيرة العربية بظهور الإسلام.
ليس هناك أي دليل على حدوث أي نوع من الاضطهاد ضدّ محمد والمسلمين في مكّة. ومع هذا، يورد المسلمون هذه المزاعم لأنّ محمد زعم ذلك. من المثير للاهتمام، حتى البعض من المؤرّخين غير المسلمين الذين لا يتعاطفون مع الإسلام سقطوا ضحايا ذلك الفخّ وردّدوا تلك الكذبة. ادّعى محمد أنه ضحية، في حين أنه كان هو المسيء في الواقع. والمسلمون يفعلون الشيء نفسه اليوم. نستطيع أن نرى أنّ المسلمون هن الذين يقتلون في كل مكان، هم الذين ينفّذون الاضطهاد، ومع ذلك هم الذين يبكون بصوتٍ عالٍ زاعمين أنهم ضحايا مضطهدين. ولفهم هذه الظاهرة يجب علينا أن نفهم سيكولوجية محمد وأتباعه. وهذا ما سنناقشه في الحلقة القادمة.
في الحقيقة أنه كان محمد هو الذي بشّر باللاتسامح حتى عندما كان في مكّة. غالباً ما يقتبس المسلمون من سورة الكافرون 109 كدليل على أنّ محمد كان يحضّ على التسامح والمحبّة. جاء في هذه السورة المكّيّة: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون: 1- 6]
مودودي، سيّد قطب والعديد من المفكّرين المسلمين يعرفون أفضل من غيرهم. فهم لا يرون في هذه السورة كحضّ على التسامح والسلام. يكتب المودودي في تفسيره للقرآن: ((إذا قرأت السورة بهذه الخلفية في العقل، يجد المرء أنّها لم تنزل للتبشير بالتسامح الديني كما يظنّ البعض هذه الأيام، بل أنزلت من أجل إعتاق المسلمين من دين الكفّار، طقوسهم في العبادة، وآلهتهم، وللتعبير عن اشمئزازهم التام وعدم الاكتراث بهم وأنّ الإسلام والكفر ليس بينهما أي شيء مشترك وأنه لم يكن هناك إمكانية في الجمع بينهما ودمجهما في وحدة واحدة. وبالرغم من أنّ الحديث كان موجّه أولاً إلى الكفّار في قريش كاستجابة على مقترحاتهم للمساومة، إلا أنها ليست موجّهة لهم وحدهم، بل جعلت سورة مستقلة في القرآن، إذ أنّ الله عزّ وجلّ أعطى المسلمين أمراً أبدياً بأن يتبرّأوا ويعتقوا أنفسهم من ديانة الكفر مهما كان شكلها أو نوعها، ويجب عليهم أن يعلنوا بدون أيّ تحفّظ أنّهم لن يقدّموا أي تسوية أو مساومة مع الكفار في مسألة الإيمان.)) [5]

**************************
[1] طبقات، المجلد الأول، ص 191.
[2] صحيح البخاري، الجزء الخامس، كتاب 58، رقم 207.
[3] الدلائل، 2/282.
[4] سير وليام موير: السيرة المحمدية، وظهور الإسلام، ص 126.
Sir William Muir: The Biography of Mahomet, and Rise of Islam. Chapter IV page 126.
[5] http://www.usc.edu/dept/MSA/quran/maududi/mau109.html



#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (1)
- حياة حرّة من قيود الدين...[3]... تنوّع... تعدّد... وخصوصية
- طبيعة الإله في الإسلام... الدكتور وفاء سلطان
- تفنيد منطقي لمفهوم العذاب الإلهي
- إله الفجوات: هل يظهر الكون أي دليل على التصميم؟.
- حياة حرة من قيود الدين [2]... المعنى، السعادة، والحقيقة
- حياة حرة من قيود الدين [1]... المعنى من الحياة
- مأزق المؤمن: الكوارث الطبيعية
- خمسون وهماً للإيمان بالله [13]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [12]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [11]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [10]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [9]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [8]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [7]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [6]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [5]
- الفرق ما بين الثرى والثريا (الإمّعات والآلهة)
- خمسون وهماً للإيمان بالله [4]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [3]


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (2)