أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد الحمّار - مصر وتونس: انقلاب الضلالة أم انقلاب على العمالة؟














المزيد.....

مصر وتونس: انقلاب الضلالة أم انقلاب على العمالة؟


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 4177 - 2013 / 8 / 7 - 20:50
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لقد استغل إخوان مصر منذ تأسيسهم في سنة 1928، ثم اتبعهم ما كان يسمى بـ"الجماعة الإسلامية" ("حركة الاتجاه الإسلامي" ثم "حركة النهضة" لاحقا) في تونس في السنوات السبعين من القرن الماضي، ظرفا يتسم بالجهل وبالتخلف وبصدمة الحداثة بالتقسيم الجغرافي والسياسي بعيد اندثار الإمبراطورية العثمانية لكي يقحموا الإسلام كبديل عن الحداثة.

لكن عندما لم يقابَل عمل الإخوان ، على مر العقود، بعمل علمي متأصل من طرف النخب الفكرية والمتعلمة والسياسية من شأنها أن تكذب النظريات الإخوانية على حلبة العقل العلمي وإنتاجه أي بإرساء الصناعة والانكباب على البحث العلمي، تحوّلت المشكلة من صراع حول كيف ننهض كعرب ومسلمين إلى حوار طرشان يحوم حول شكلياتٍ صارت تفرض نفسها كمرتكزات وثوابت مثلَ مسألة حق التشكل الحزبي على خلفية دينية من عدمه و مسألة جواز مزج الدين بالسياسة من عدمه.

والذي حصل في الأثناء أي في خضمّ هذا التحوّل الخالي من السند الفكري العميق هو فقدان المجتمع لمعنى "الحقيقي" و"الأصلي" و"الضروري" وصار يتعامل مع مشكلاته بمعاني موازية لا صلة لها بالواقع على غرار تلك المتعلقة بحق المطالبة بتطبيق الشريعة والتنصيص عليه في الدستور المدني من عدمه، ومشروعية تأسيس الدولة الإسلامية من عدمها.

والآن وقد ثار الشعب في مصر للمرة الثانية (30 جوان/يونيو) ثم في تونس (25 جويلية/يوليو على إثر اغتيال محمد البراهمي) على هذا التزوير الشنيع في العقائد الإسلامية وعلى تبعاته في المجالات كلها، نستنتج من ذلك أنّ هاذين المجتمعين (بانتظار لحاق ليبيا وغيرها بهما) مطالبين بأن يعيدوا قراءة الواقع وإعادة تحليل للمشكلات الحقيقية من المنظور الجديد، منظور استرجاع المعاني المفقودة لمدة عقود. وإلا فسوف يتواصل التراشق بالتهم المضللة على غرار تسمية حركة التحرر في مصر بـ"الانقلاب" من طرف خصومها، بينما الانقلاب الحقيقي مازال في عِداد المرغوب فيه والمأمول والضروري: الانقلاب على الطرائق القديمة المضللة والمعيقة لكل تحليل صائب للواقع.

فقط بواسطة الانقلاب المعرفي والمنهجي بإمكان مجتمعاتنا التغلب نهائيا، لا فقط على الفكر الإخواني، وإنما أيضا على فكر الجهات الأجنبية التي كانت، و لا تزال إلى حدٍّ كبير، مساندة له وداعمة له بالمال والأفكار، وبالتالي فهو انقلاب على العمالة. وإلا فالولايات المتحدة لن تقبل ببلدان الثورة الثانية مُحاورين حقيقيين لها، بل منافسين لها يحظون بكل احترام وتقدير، إلا في حال أثبتت هذه البلدان جدواها في القضاء النهائي على اللبس والازدواجية من داخل جسمها أولا وبالذات. فالغرب المهيمن لا يصدق من لا يصدق نفسه من باب أولى ويثق بها.

في هذا الإطار نتمنى أن تكون طفرة الوعي الثانية التي حصلت لدى شعبي مصر وتونس (وحتى سورية طبعا لكن بأسلوب مختلف) موَلدة لآثار إيجابية على مسار الانتقال السياسي والحضاري أيضا. ولكي تثبت حركة الوعي فتبلغ نقطة اللارجعة يتوجب تحويل الصراع كما يتراءى للعموم في صورته الحالية، من حلبة الاعتصام والصدام والعنف والتقاتل إلى حلبة الحوار الوطني الحقيقي والمُجدي .

لكن في المقابل، ليس هذا الأمر بالهيّن لمّا نعلم أنّ النخب السياسية والحقوقية والقانونية والدينية في بلداننا لم تتحرر بعدُ من الآثار الجسيمة السيئة التي تركها لديهم تزوير العقائد وتدجين المعاني الأصلية للمفاهيم وبالتالي مازالت تقيم الحوار تلو الآخر بنفس الوسائل المعرفية التي هي نتاج رديء للتزوير والتدجين. هذه هي النقطة التي تتنزّل فيها اللقطة الضرورية والحاسمة: لقطة الانقلاب الابيستيمولوجي.



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس: على النهضة أن تغير اسمها أو أن تتحول إلى جمعية
- تونس: توحيد العقيدة التشريعية ضمانة الإنقاذ الوطني
- تونس: اعتصام الرحيل وعربة بلا سبيل؟
- لماذا هناك سلفيون وإخوان وما البديل؟
- الاغتيال السياسي في بلاد الإسلام والإسلام الموازي
- هل اغتيلت الديمقراطية باغتيال محمد براهمي؟
- هل من انقلاب علمي على الإسلام السياسي؟
- متى سيمرّ العرب من الديمقراطية التابعة إلى المصلحياتية؟
- تونس: باكالوريا أم امبريالية الرياضيات؟
- تونس: هل انقلبت علينا الديمقراطية؟
- تونس: هل التجديد التربوي مسألة مباهج أم مناهج؟
- من تحزب خان..
- تحكمت بنا كلمة فاستباحتنا موزة..
- تونس والسلفية: هل عُدنا إلى التعلل بدولة القانون؟
- ما البديل عن الديمقراطية الإرهابية؟
- المشروع العربي التونسي: -مدرسة ومجتمع الغد-
- تونس بين الإبهام والإرهاب
- ما -الإسلاميات اللغوية التطبيقية- وما -اليسار المؤمن-؟
- الجدلية المادية وتوحيد المسلمين
- فكرٌ بديل بلا بُدلاء، ومدرسة بلا علماء؟


المزيد.....




- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد الحمّار - مصر وتونس: انقلاب الضلالة أم انقلاب على العمالة؟