أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السلايلي - مصرنة الصراع السياسي بالمغرب !















المزيد.....

مصرنة الصراع السياسي بالمغرب !


محمد السلايلي

الحوار المتمدن-العدد: 4169 - 2013 / 7 / 30 - 05:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يوجد هناك موضوع اكثر تشويقا و فرجة خلال ليالي رمضان، من المسرحية الفصلية التي تحمل عنوان " أزمة حكومة بنكيران". صحافة " الكيلو" تتبع ادق تفاصيل هذه المسرحية بعد انسحاب وراء حزب الاستقلال من حكومة الثورة المغربية الهادئة، حتى انه يخيل إلى المرء ان كتاب صحافتنا الميمونين لا يفارقون قيادات العدالة و التنمية اينما حلوا و ارتحلوا، ولم يعد يوجد بالبلاد شيء اخر يمكن ان يفجر موهبتهم في الكتابة و سبقهم الصحفي، الا أخبار هذا الحزب الحربائي الذي تكون بين احضان الداخلية لمواجهة اليسار المغربي و الذي يحكم المغرب الجديد؟، غالبية الاخبار التي تنقلها هذه الصحف عن المشاورات لتكوين اغلبية جديدة، تاتي من الغرف السوداء. و لاننا شعب نهتم بالممثل أكثر من اهتمامنا بمن يكتب السيناريو و بمن يقوم بالاخراج، فان هذه الصحف ليست مستعدة دائما للمغامرة بمكانتها في السوق الاعلامية التي يضبطها الجهاز المخزني النافذ، لكي تسلط الاضواء على من يقف من وراء هذه المسرحية التي بتنا نعيشها و نتخيل انفسنا كاننا نعيش ببلد مثل السويد او النرويج الذي ينعم بالديمقراطية؟
لم تكف هذه الاقلام عن محاولاتها البائسة لترسيخ فكرة حكم العدالة و التنمية بالمغرب، ولم يمل حرب و حكومة بنكيران من اعتبار انفسهم ثمرة للحراك الشعبي و نتيجة موضوعية للصندوق الانتخابي. بينما يتجه العض الاخر الى اعادة التمثيلية من جديد باقتباس ما يجري حرفيا بمصر و تونس من تطورات. وصرنا نسمع دعوات لانتخابات سابقة لاوانها، وتحذيرات من انقلاب قد يقوده العلمانيون ضد حكومة اسلامية انتخبها الشعب.
أصبحنا نرى انه كلما غيمت سماء الاخوان بمصر و تساقطت عليهم امطار التمرد، حمل اخوانهم بالمغرب مظلاتهم بسماء صافية. الى درجة ان الجماعة الاسلامية التي تعتبر نفسها معارضة جذريا لاستبداد المخزن، تصدر بيانا تدين فيه ما اسمتهم باعداء الشرعية الديمقراطية داخليا و خارجيا؟
يزداد التشويق بعد ان تاهبت احزاب الدولة الاصيلة و اللقيطة و ما يتبعها من جمعيات و نقابات و هياكل جوفاء ، لانجاز مشروعها في "التمرد" ضد حكم الاسلاميين بالمغرب. وخرج المنظرون الكبار عن صمتهم، ليكشفوا لنا ان التناقض الاساسي اصبح اليوم مجسدا في حكومة بنكيران التي تجر المجتمع و الدولة نحو "الأخونة".
وتعالت نداءات وحدة الديمقراطيين و الحداثيين و اليساريين في جبهة موحدة لمواجهة المد الاصولي، الذي استغل اليات الديمقراطية و انفتاح النظام السياسي المغربي، للاجهاز عن المكتسبات التي حققوها و خرج الاخوان من قمقمهم لابتلاعها و حرمان باقي الاطياف من نعائمها. فوجد المثقف و السياسي و المحلل الاكاديمي الفرصة السانحة لتمضية لسانه الذي ظل أخرسا طيلة نزول الجماهير المطالبة باسقاط الفساد و الاستبداد. المخزنيين.
واخذ الحماس الثوري بعضهم فاعتبر الملك محمد السادس الثوري الوحيد بالبلاد، لانه تنازل عن بعض سلطاته للشعب الذي قرر عبر الانتخابات ان يفوضها لحزب العدالة الاسلامي؟ حتى ان الزعيم الجديد لحزب الاستقلال ممثل الطبقة البرجوازية التقليدية، اعتبر تمرد الاتراك ضد أردغان مرتبط بزيارة هذا الاخير للمغرب و لقائه ببنكيران؟
من يقرأ الاراء المتناطحة اليوم سيعتقد اننا نعيش مرحلة الصراع بين الاسلاميين و العلمانيين بعد ان اسقط الشعب حكم المخزن. هي حرب بالوكالة لصالح النظام المخزني الذي يستثمر تناقضات المجتمع لادامة حكمه الاستبدادي. و كلا الطرفين، يجد في المخزن حليفه الطبيعي ضد الاخر. حتى ان جماعة العدل و الاحسان، الاشد معارضة للنظام الملكي، كشفت اوراقها بعد ان اعطى الملك ثقته لحزب العدالة و التنمية و سمى امينه العام رئيسا للحكومة، و انسحبت من حركة 20 فبراير موجهة سهامها لليسار الذي فتح مقراته و وفر لهم الشرعية النضالية التي ظلوا يفتقدونها.
و تقود هذه الجماعة حملة منظمة ضد الامينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد. هذه الحملة تبين بالملموس طبيعة هذا التكثل الاسلامي و المهام الموكولة له، كما تبين من المستفيد من وراءها، مما يعري و يكشف حقيقة دفاعهم و تباكيهم عن الديمقراطية و المدنية التي تكفل حق الاختلاف و احترام حقوق الانسان..
و يشتكي مناضلون يساريون من حملة تكفير و تهديدات بالقتل بسبب هذا الاحتقان الناجم عن تطور الاحداث بكل من مصر و تونس. مخطط جر الاسلاميين و اليساريين لحرب بالوكالة كان مدروسا، بعد ان خدع المخزن النخب السياسية بتقديمه لاصلاحات سياسية على الورق بينما استمر في احكام قبضته على مختلف مفاصيل الحياة السياسية و الاقتصادية للبلاد.
الان تتعامل السلطات بكل عنف ضد احتجاجات المواطنين بسبب الغلاء و سياسات التفقير الممنهجة، بكل اريحية و اطمئنان و القوى الحية تخوض حروبا بينها باسم الاسلام و العلمانية. ويزيد الانقسام االمصري بعد خلع الرئيس محمد مرسي، من ابعاد هذه القوى عن دينامية المجتمع المغربي.
كما تجد السلطة فرصتها لتصفية الحساب مع ما تبقى من حركة 20 فبراير، و الزج باطراف منها في صراع هامشي ليس من صلب مطالبها ومبادئها وهويتها. بينما يسيل لعاب النخب المحلية المتعطشين لاخذ نصيبهم من الكعكة المخزنية ، وهم يشحدون اسلحتهم ضد ورقة العدالة و التنمية التي يتم احراقها اليوم بعد ان استنفدت مخزونها و اصبحت التطورات الاقليمية تتجاوزها.
لا ندري متى سيتم انتهاء مسلسل مصرنة الصراع السياسي بالمغرب، و من الان نتكهن باجواء صدامية بين الاسلاميين و اليساريين بالجامعة المغربية، لن يكون اقل دموية عما شاهدته هذه الساحة في السنوات الماضي . الخيط الذي ربط الاسلاميين باليساريين في معركتهم ضد النظام المخزني، قطعته اصابع التعصب و العمى الايديولوجي، و فوق نعوش شهداء الحراك الشعبي الذي قادته 20 فبراير، سيخوض كلا الطرفين حربهم القبلية ناسيين عدوهم المشترك و الى أن تنخر قواهما الواحد بعد الاخر.
تستمر الفرجة و في انتظار الفصل الثانيمن هذه المسرحية الهزلية، تبقى كل الاحتمالات واردة و يبقى الامل، كل الامل في شباب صامد ضد هجمة المخزن و الاستغلال الفج لنخب لا تفكر الا في مصلحتها الضيقة.



#محمد_السلايلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة المعتقلين السياسيين مستمرة بالمغرب
- التحول الذي يخيف المخزن المغربي
- المغرب يعيش فوق طاقته ؟
- حين يفقد المثقف البوصلة أو يغير الاتجاه؟
- الأحزاب و دينامية المجتمع المغربي
- النخب المغربية والحراك الشعبي
- الدولة في مواجهة المجتمع
- لماذا يغلب منطق التمرد على منطق الثورة ؟
- الإسلاميون يحكمون و يعارضون ؟
- من الضحية : الإخوان أم الثوار؟
- بروبغاندا الإستثناء المغربي
- هل أصبح الريسوني منظرا للثورة المضادة؟
- من يستفيد من عيد الأضحى؟
- الإكتساح الكبير هو بداية للأفول
- - البارطاج- في وجه الجشع الرأسمالي
- التابث و المتحول في السياسية المغربية
- رمضان سياسي بامتياز
- في زمن النت : هل انتهى دور الأحزاب ؟
- الخوف لا يجنب الخطر !!
- دعوهم يحكمون دعوهم يمرون!!


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السلايلي - مصرنة الصراع السياسي بالمغرب !