أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سعد تركي - طريق المنافي والمهاجر














المزيد.....

طريق المنافي والمهاجر


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 4167 - 2013 / 7 / 28 - 14:51
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


فات الشاعر الكبير بدر شاكر السيّاب أننا (كلّ عام حين يعشب الثرى) لا نجوع ونعرى فقط، إنّما سنضطر للهرب والهجرة من وطنٍ لم تعد مدنه وقراه آمنةً إلاّ للقتلة واللصوص. السيّاب كان يدرك، بثاقب بصيرته وإحساسه المرهف، أن هناك مفارقة عجيبة بين ثراء الوطن وفقر المواطن.. كان يعرف الحقيقة المفجعة أنه كلما تضخّمت ثروة الوطن واتسعت موارده، تزايد عديد فقرائه، لكنه لم يكن يتصور أبداً أنها يمكن أن تفضي لاحقاً إلى تعاظم أعداد أرامله ويتاماه والهاربين من جحيمه إلى المنافي!!
منذ ثمانينيات القرن الماضي صارت الهجرة خلاصاً من جحيم دفع آلاف الشباب حياتهم ثمناً لمغامرات قادة استرخصوا دماء الشعب وفرّطوا بمستقبل الوطن. وفي حين لم يكن قبل هذا التاريخ حلاً لغالبية العراقيين، أضحى بعده الأمل والحلم والطموح الذي يجتهدون ويكدّون في سبيل تحقيقه، وليس مهماً ـ إنْ تحقق ـ أيّ بلد سيكون المنفى طالما أنه بعيد عن العراق ولا يحمل أيّة ذكرى عنه!!
بعد نيسان 2003، ظنّ كثيرون أن النور سيبدد وحشة الظلام والخراب والدمار الذي خيّم على مدن الوطن وقراه.. ظنّوا أن نسائم الحريّة ستحلّ في بلاد لم تعرف في أغلب حقب تاريخها سوى الخراب والظلم والرعب والحروب والأوبئة.. حلموا بوطنٍ يستعيد عافيته فيعيد أبناءه تحت فيء نخلاته ويضمّهم إلى صدره الرحيب.. وضعوا قلوبهم وثقتهم وآمالهم وأحلامهم في قادة وسياسيين ذاق معظمهم مرارة المهجر وذلّ المنافي.. غير أنهم استفاقوا على كوابيس أشدّ رعباً وظلاماً وأكثر وجعاً وإيلاماً ومرارةً.
الانقسام الخطير الذي ارتكبته عملية سياسية مشوهة وعقيمة بين مكونات شعب لم يعرف سوى الألفة والود والتسامح، والإحتراب والإقتتال الذي تدفعهم إليه خطب وتصريحات تحرَض على العنف والكراهية، جعلت من شوارع الوطن وحارات مدنه ودروب قراه موبوءة بالموت المتربّص، ولم يعد آمناً على حياته من دخل جامعاً أو كنيسةً كما أنّ منْ أغلق على نفسه باب بيته لا ينجو من القتل والخطف.
بالعراقي حاجة لمعجزة كي يبقى على قيد الحياة بحيث أنّ رجل الأمن، الذي وُظِّف لحماية الناس، عاجز غالباً عن حماية نفسه، وليس مهتماً بمنع جريمة تقع على مبعدة أمتار منه أحياناً، ولا يمكن لأيّ نداء استغاثة أن يدفعه إلى الكفِّ عن العبث بجهازه النقال أو أعصابنا في أحيان أخرى.
كي تبقى على قيد الحياة عليك أن تغذي أملاً تواظب على النفخ في جذوته وإبقائه مشتعلاً.. عليك أن تدرك أنّ الطريق إلى المهاجر والمنافي أقلّ كلفةً وتضحيةً من زيارة قريب أو صديق يسكن حيّاً ملاصقاً لحيّك.. وعليك ـ وهو الأهم ـ أن تقرأ موازنة كلّ عام جيداً، وأن تخشى كلّ زيادة في أرقامها الفلكية فهي لا تعني تحسناً في الخدمات أو رفاهً أو أمناً مستتبّاً، أنها تعني فقط مزيداً من القتلى والأرامل واليتامى والمهاجرين والخراب!!



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمضانهم كريم!!
- صحف لقراءة الأبراج!!
- سلام القلوب
- أمنية ابتدائي!!
- محنة المشتكي
- ورق.. ورق
- عبقريّة معلمة!!
- أرائك الفاكهين!!
- وهمُ البطالة!!
- قرطاسية كلّ عام!
- بشائر النصر.. مقدمات الهزيمة!
- أحوال مدنية!!
- وصايا لتعيش!!
- نحيب الأرصفة
- للموت عشاقه ايضاً!!
- مقابر عمّاتنا
- الهدر.. ثقافتنا!!
- ديمقراطية العم سام!!
- كهرباؤنا الغيورة!!
- شوربة عدس!!


المزيد.....




- شاهد أوّل ما فعلته هذه الدببة بعد استيقاظها من سباتها الشتوي ...
- تحليل: بوتين يحقق فوزاً مدوياً.. لكن ما هي الخطوة التالية با ...
- نتنياهو يقول إنه يبذل قصارى جهده لإدخال المزيد من المساعدات ...
- روسيا.. رحلة جوية قياسية لمروحيتين حديثتين في أجواء سيبيريا ...
- البحرية الأمريكية تحذر السفن من رفع العلم الأمريكي جنوب البح ...
- صاروخ -إس – 400- الروسي يدمر راجمة صواريخ تشيكية
- إجلاء سياح نجوا في انهيار ثلجي شرقي روسيا (فيديو)
- الطوارئ الروسية ترسل فرقا إضافية لإنقاذ 13 شخصا محاصرين في م ...
- نيوزيلندا.. طرد امرأتين ??من الطائرة بسبب حجمهن الكبير جدا
- بالفيديو.. فيضان سد في الأردن بسبب غزارة الأمطار


المزيد.....

- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون
- في مسعى لمعالجة أزمة الهجرة عبر المتوسط / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سعد تركي - طريق المنافي والمهاجر