أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شمخي جبر - بغداد مدينة التنوع لن ترضخ للترويض














المزيد.....

بغداد مدينة التنوع لن ترضخ للترويض


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 4158 - 2013 / 7 / 19 - 03:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لكل مدينة خصوصيتها التاريخية والثقافية، التي تتمثل بما مر على تضاريس الزمن فيها وترك آثاره عليها ، فطبعها بطابعه . وبغداد مدينة السلام استطاعت ان تمتص الكثير من الصدمات والنكبات بما فيها عمليات الغزو العسكري التي تعرضت لها ، واستطاعت ان تتمثل كل هذا وتعكسه منتجا فكريا كبيرا. فكانت لاتنطبع بطابع الغزاة بل كانت تطبعهم بطابعها وتمنحهم ثوبا ثقافيا جديدايختلف عما كانوا عليه او ماجاؤوا به.
فلايمكن الحديث عن تاريخ العرب دون ان تكون بغداد جزءأ مهما من هذا التاريخ، كما لايمكن المرور والتفحص للحضارة الاسلامية ومنتجها الحضاري والثقافي ماديا ومعنويا دون ان تكون بغداد الاولى في هذا.
ففي الادب بغداد ودجلتها كرخها ورصافتها وفي العلوم بيت حكمتها وآثارها الأخرى ، وفي اللغة أعلامها وعلماها . وفي التصوف كانت بغداد مصدرا روحيا لكل المدارس الصوفية التي شعت على بقاع العالم الاسلامي ، فحلاج بغداد وابن الشبلي ثم معروف الكرخي وعبد القادر الكيلاني ..
وفي الفلسفة كانت بغداد حاضنة للفكر الفلسفي لما اتسمت به حياتها من مدنية في ظل وجود مراكز للتفكير والبحث والدرس.وفي الفقه كانت بغداد من انتج فقها اتسم بالتعدد والتنوع ، اذ لايمكن تخطي مدرسة ابي حنيفة النعمان وغيره من الفقهاء .
ولايستطيع اي عالم مبرز ان يدعي العلم او المعرفة الا و قد كان يحمل ختم بغداد على حياته ومسيرته العلمية، إذ كانت بغداد أهم محطات الرحلة العلمية لمعظم العلماء في شتى المجالات.
بغداد وطرزها المعمارية كانت مصدر الهام للمدن الاخرى ..
بغداد كانت وظلت عصية على التحقيب الزمني، إذ استطاعت ان تدمج كل الحقب التاريخية بكل سماتها وتمنحها طابعا بغداديا، لهذا نجد التداخل في سماتها المعمارية والثقافية ومظاهر انتاجها الثقافي وروح اهليها .
فبغداد لم تكن عاصمة سياسة فقط عبر كل المراحل السياسية والتاريخية، بل كانت عاصمة للثقافة والفكر، معطاءة وهي تتعامل مع الوافدين اليها، إذ تجد ملا محها في وجوههم وألسنتهم ، ومن يحل ببغداد يصبح جزءا منها فليس فيها من هو غريب الا ويجد اهلا له في بغداد.
بغداد بمعالمها الحضارية حملت خصوصية منحتها حتى لشطارها وعياريها ولصوصها وصعاليكها وشقاواتها.
بغداد المدينة كانت مصدرا للحرية ومصدر اشعاع لاخواتها من المدن الاخرى، فلم تعش عزلة في ظل كل خصوصياتها، بل كانت على تواصل وتبادل مع كل الحواضر العربية، فضلا عن المدن العراقية الاخرى التي كانت محطات ومراكز حضارية، فكانت علاقتها بالبصرة والكوفة والمدن الأخرى كما هي علاقتها بالقاهرة ودمشق، حتى وإن ادعى من ادعى أن هناك فترات للصراع بين هذه المدن، سواء أكان صراعا فكريا أو سياسيا أو عسكريا.
في العراق كانت بغداد لكل العراق حاضنة لمشاريع التغيير السياسي وولادة للقيادات في كل المجالات ومركزا لانضاج الثورات، إذ كانت بغداد وجامع الحيدرخانة فيها منطقة لانضاج ثورة العشرين وعرينا لقيادات الثورة.
بغداد وشوارعها، كانت مدارس في الفكر والسياسة والموقف، فشارع الرشيد وجسر الشهداء شاهدان على حراكات سياسية وانتفاضات شعبية أسهمت في صنع ذرى بغداد، حتى مقاهي بغداد كانت أماكن للصراعات الفكرية والمساجلات بين أدبائها وعلمائها .
ولم يكن هناك سياسي أو كاتب أو أديب من المحافظات الاخرى الا ويسطع نوره في بغداد فهي مانحة الشهرة والضوء .
بغداد التي تتعانق اعظميتها بكاظميتها ويلتقى أبي حنيفتها مع كاظمها، بوضوء من دجلتها او تيمم على جسر ائمتها.
ولكن مع كل هذا تعاني بغداد من غزو الانحطاط الذي لاتعني له معالمها أي شيء ، فخربت شوارع ومعالم وآثار يمكن أن تتحول إلى متاحف وذاكرة بغدادية مهمة.
كيف نستطيع ان نبعد بغداد عن التلوث الثقافي، وعدوى فضلات الثقافة السياسية الطافحة على السطح السياسي الراهن؟
بغداد بشوارعها وحاراتها وعوالمها الثقافية، بغداد التنوع .. هل يمكن أن ترضى لنفسها أن تكون ذات لون واحد .. بغداد الرقي والتمدن هل يمكن أن ترضى لنفسها أن تكون حاضنة لثقافة التخلف؟..
الجهات الثقافية والاعلامية مدعوة للحفاظ على وجه بغداد الحضاري التعددي والتنوع من خلال الوقوف امام الهجمة الثقافية السوداء التي تسعى الى وسم بغداد بلون واحد باهت، ومسح الالوان الزاهية الاخرى.ولكن ننظر بتفاؤل لمستقبل بغداد وثقلها الحضاري التمدني القادرين على كنس شوارعها من الواحدية في الفكر والثقافية والصورة والعمران.



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاوف وضمانات
- صحفيون فاسدون
- العزوف ..نادمون على الخيارات ام يائسون من التغيير؟
- الاتجار بالبشر
- هل تشكل الفيدرالية حلا؟؟؟
- بمناسبة الذكرى السنوية لتظاهرة (25 ) شباط
- الباحث والمفكر الاسلامي السيد احمد القبانجي: التمسك الحرفي ب ...
- الشهيد محمد صادق الصدر ... مواجهة شجاعة للاستبداد
- إحترامي للحرامي
- مشعلو الحرائق
- الاحزاب الاسلامية في العراق من الحاكمية الى الديمقراطية الحز ...
- مذلون مهانون
- الدولة الفاشلة .... ضعف السيادة وتفشي الفساد وقيم الانحطاط ا ...
- 25 تشرين الثاني
- ثورة الحسين ... المأثرة الانسانية والتضليل الديني
- المثقف وثورة الحسين
- بمناسبة اليوم العالمي للطفولة
- رحلة عدوها الادراك وحجابها العقل
- الحريات اولا
- الايمو ...الظاهرة وحقوق الانسان


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شمخي جبر - بغداد مدينة التنوع لن ترضخ للترويض