أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الحلبي - اعرف عدوك















المزيد.....

اعرف عدوك


وليد الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4154 - 2013 / 7 / 15 - 01:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما كان عنوان هذا المقال واحداً من أهم المباديء التي كانت تحرص وسائل الإعلام العربية التأكيد عليها - يوم أن كانت إسرائيل هي العدو الأساسي، وكان الصراع معها له الأولوية - إذ ليس أخطر على المقاتل من الجهل بقدرات عدوه، مما يؤدي إلى الاستهانة به، وفي ذلك يكمن مقتله، فمن جهة يهون ذلك عليه أمر عدوه، فيستهين بإمكانياته، مما يؤدي بالضرورة إلى عدم اتخاذ الاستعدادات اللازمة لدحره، وبالتالي تطول المعركة في أحسن الحالات، وفي أسوئها تكون الهزيمة أمراً محتوماً.
وهذا هو الحال مع جانبي الثورة السورية: النظام والثوار، فمنذ الأشهر الأولى لبداية الثورة مسلحة، كان النظام يعلن بثقة:(خلصت)، بينما كان الثوار يرددون بيقين:(أسبوعان ويسقط)، لكن لا هذا حدث، ولا ذاك تحقق، واستمر القتال مدة عامين، ولا أحد يعرف له نهاية في المدى المنظور. سوء التقدير من قبل النظام ربما نتج عن غرور القوة، وشعوره بأنه يقاتل مجموعة عصابات مسلحة تسهل هزيمتها، مدعوماً بمدد هائل من السلاح الفتاك القادم إليه من روسيا، وبعون مالي يتدفق عليه من الدول الداعمة له في إيران والعراق، ومن دعم سياسي في مجلس الأمن الدولي، مما منحه الطمأنينة والحصانة ضد أي قرار يصدر عن ذلك المجلس، وفاته أن الشعب السوري محتقن منذ نصف قرن تحت وطأة نظام قمعي طائفي، يرى شعوباً من حوله تتحرر من رقبة أنظمة دكتاتورية لا تقل شراسة عن نظامه. أما على الجانب الآخر، فقد تصور الثوار أن نَفَسَ النظام قصير، وأن الانشقاقات لا بد ضاربة أطنابها في صفوفه عمودياً وأفقياً، وأن الثورة، مع مرور الأيام، سوف تنتظم جميع فئات الشعب السوري، وأنها مدعومة من الأشقاء العرب، ومن المجتمع الدولي الذي لن يرضى ببقاء النظام بعد كل الذي فعله ويفعله في الشعب السوري، وفي الحالتين، كان كلا الجانبين على خطأ بيّن في حساباتهما، فلا هي (خلصت)، ولم يحدث ( أسبوعان ويسقط).
وإذا كانت عوامل الفشل وعناصر القوة بادية في الجانبين، إلا أن هذا المقال سوف يركز على الخطيئة الكبرى التي ارتكبها الثوار عندما تجاهلوا القوة الاستخبارية للنظام الذي ثاروا ضده. فمن المعروف أن النظام السوري، الذي اتكأ عبر تاريخه الطويل على ما يزيد على سبعة عشر جهازاً أمنياً، قد استفاد إلى حد كبير من الخبرة التي تراكمت لنظام البعث عبر خمسين سنة من حكم الحزب الواحد وقانون الطواريء، منها أربعون سنة من نظام الأسرة الواحدة، وكذلك استفاد النظام من خبرة أضخم أجهزة الاستخبارات في المنطقة والعالم: الـ كي جي بي الروسي، والسافاك ووريثه جهاز الاستخبارات الإيراني. ولذوي الذاكرة حتى الضعيفة منها، نذكر أن نوري المالكي كان قد تقدم بشكوى إلى الأمم المتحدة ضد الرئيس السوري بتهمة رعاية وإرسال افراد من تنظيم القاعدة إلى العراق كي يقوموا بعمليات إرهابية على أرضه، ففي خريف عام 2009 نشبت أزمة سياسية عاتية بين البلدين، اتهم فيها نوري المالكي بشار الأسد بتدريب وإرسال إرهابيين للقيام بعمليات تفجيرية في العراق، مما أدى إلى مقتل 340 عراقياً في بغداد وحدها، وتم في سياق تلك الاتهامات الاستشهاد بأقوال سعودي كان من بين أولئك الإرهابيين الذين تم التحقيق معهم، وطالب المالكي الأمم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق بهذا الشأن، ورد بشار الأسد واصفاً تصريحات المالكي تلك بأنها (غير أخلاقية). تلك كانت صورة النظام السوري قبل بداية الثورة: يحتضن جماعات إرهابية من جنسيات عربية مختلفة، ويرسلها إلى دول الجوار للقيام بما يأمرها به، ولنا أن نتخيل أن ما حدث قد تم بناء على أوامر إيرانية للنظام السوري عندما حاول المالكي العمل باستقلالية عن إملاءات طهران، فكان لا بد من إعادته إلى بيت الطاعة، فاستخدمت إيران عصا بشار لكي تأدب نوري، وتم تأديبه بالفعل، مقتنعاً أن سقوط النظام لسوري سوف يستتبعه حتماً سقوط نظامه في بغداد.
مع بداية الثورة السورية، لجأ النظام إلى اتهام جماعات إرهابية قادمة عبر الحدود بإثارة القلاقل لنظامه (وللمفارقة هي نفس اتهامات المالكي لسوريا)، متجاهلاً أن صلب هذه الثورة هو الشعب السوري، وقد كان من ضمن ما أهملته الثورة أيضاً ولم تلق بالاً إليه، هي قدرة النظام – بمرور الوقت - على اختراقها بتنظيمات إسلامية، هي في الأساس تلك التي كان يرسلها إلى العراق، وكانت بدايات ذلك الاختراق ظهور ما يعرف باسم (جبهة النصرة)، تلك التي رفعت شعارات متطرفة ضد النظام، وقاتلت جيشه بشراسة محققة انتصارات باهرة، وفات الثوار الحقيقيين أن تلك الانتصارات كانت مجانية وكاذبة، منحها النظام إياها لكي يرسخها في عمق الثورة، فكان يعطي الأمر لقواته بالانسحاب من المواقع التي تستهدفها تلك الجبهة، مخلفة وراءها بعض الآليات المدمرة التي تصلح للتصوير مع صرخات (الله أكبر)، ومن ثم البث على الفضائيات، وقد فات المجاهدين أيضاً أن عمليات "جبهة النصرة" تلك قد تركزت في شمال سوريا وشمالها الشرقي، بينما لم يكن لها تواجد حقيقي حول العاصمة، المنطقة التي كان يجب أن تتواجد فيها بسبب أهميتها الاستراتيجية، بل اكتفت هناك برفع بعض أعلام الجبهة كدليل على تواجدها المزيف، ويبدو أن الثوار الحقيقيون قد ابتلعوا الطعم. ولكي تكتمل المسرحية، سارعت الولايات المتحدة مبكراً إلى اعتبار جبهة النصرة تنظيماً إرهابياً، وذلك ذراً للرماد في العيون، وسعياً إلى ترسيخ وجودها بين صفوف الثوار، وعلى نفس خطى جبهة النصرة، سار تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وبإعلان أبو محمد الجولاني عن ولائه التام للظواهري، تلقفت الولايات المتحدة وأوربا هذه الهدية لكي تبرر عدم تزويدها الجيش الحر بالأسلحة الفتاكة لقتال النظام، وهكذا تمكن النظام الاستخباراتي المتطور في دمشق من تلغيم الثورة من داخلها، وقطع المساعدات الغربية عنها، فهل كان ذلك خافياً على الولايات المتحدة والغرب؟، بالتأكيد لا، فاستخباراتهم متغلغلة داخل سوريا ربما أكثر من النظام نفسه، لكن طالما أن المصلحة الإسرائيلية تقضي ببقاء النظام المسالم! قائماً، فليس بإمكان الغرب وأمريكا سوى السمع والطاعة، كما أنه من الغريب حقاً أن يتجاهل المحللون السياسيون وقادة الرأي الدور الإسرائيلي في المشهد السياسي، ذلك الدور الداعم لبقاء نظام الأسد.
ما ورد أعلاه كان بمناسبة ما قام به تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية من استدراجٍ لكمال الحمامي، أحد قادة الجيش الحر في ريف اللاذقية، وقتله غدراً وبدم بارد، مما يوحي بشكل لا لبس فيه أن هذه التنظيمات التي ترفع شعارات إسلامية ما هي إلا صناعة استخباراتية سورية بامتياز، وهذا ما أشرت إليه في مطلع هذا المقال بأن ثوار الجيش الحر لم يقدروا قدرات النظام الاستخباراتية حق قدرها، وها هم يدفعون الثمن، لذا، فمن الآن وصاعداً على الثوار دفع ثمن هذا الخطأ غالياً، إذ عليهم القتال ضد هذه التنظيمات، بنفس الحماس والعنف الذي يقاتلون فيه جيش النظام.
14 يوليو 2013



#وليد_الحلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغل أبي فيصل
- استنتاجات خنفشارية، من المظاهرات المليونية
- حصاد اسبوع من الحقل المصري
- قطرات الزمن المهتريء (شتتت النكبة الفلسطينية الأسرة الواحدة ...
- المعارضة المصرية: ما لها، وما عليها
- هل في الحزبية والأحلاف ديمقراطية؟
- الدفاتر القديمة
- لكل أمة طباع
- نهاية جميلة
- الرقدة الأخيرة
- عندما تمنيت أن يأكلني الدب القطبي
- عمى الاتجاهات
- خدعونا ورب الكعبة
- آيات الذكر الحكيم بين التفسير والتنبؤ
- هل هي عبقريتهم؟، أم هي سذاجتنا؟
- سيناء، وعصمة الزعيم
- (ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)
- هل نحن مقبلون على كارثة أخلاقية؟
- يتلاعبون حتى في أحكام الله


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الحلبي - اعرف عدوك