أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الحلبي - خدعونا ورب الكعبة















المزيد.....

خدعونا ورب الكعبة


وليد الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4104 - 2013 / 5 / 26 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن تُخدع في سلعة مغشوشة فتكتشف بأنها فاسدة، فهذه خسارة مقدور عليها، أو أن تشتري بضاعة بسعر تظنه معقولاً، فتكتشف بأن من باعك إياها كان قد ضاعف عليك السعر، فتقول: الله يعوضنا، أما أن تُخدع ثلاثين عاماً على يد من يوهمونك بأنهم حلفاؤك الطبيعيون، وناصروك الى يوم الدين، ثم تراهم في صف أعدائك الذي ادعوا معاداتهم سنين وسنين، فهذه هي خديعة العمر، والتي لن تغفر نفسُك لنفسِك سذاجتها وسطحيتها، بل وبلهها الذي استمر أطول من اللازم، وربما يكون الطعم الذي ألقموك إياه تافهاً غير ذي قيمة، لا يعدو كونه مبنى سفارة كانت لإسرائيل، فمنحوها لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومنذ ذلك اليوم اعتبرت الجماهير الفلسطينية والعربية والإسلامية أن قضية فلسطين سوف تصبح ذكرى من الماضي، وأن مآذن المساجد سوف تصدح وأجراس الكنائس سوف تقرع في القدس، مرحبة بمواكب النصر الفارسية، ورغم أن الطريق إلى القدس!!! قد بدأ بغزو العراق، فقد دفعتنا سذاجتنا، بل وحماقتنا، إلى أن نعتبر أن هذا الغزو سيكون السبيل الحقيقي والوحيد لتحرير فلسطين، ونسينا، بل عميت قلوبنا وعقولنا عن إدراك أن الجيش العربي الوحيد الذي قاتل ببسالة على أرض فلسطين كان هو الجيش العراقي، والذي ما زالت قبور شهدائه في أرض فلسطين تشهد على بطولاته، وأن الطائرة العربية الوحيدة التي هاجمت داخل الأراضي المحتلة كانت طائرة عراقية، قصفت مصفاة حيفا في حرب عام 1967، كما تجاهلنا بأن الجيش العراقي هو الذي حمى دمشق من السقوط في يد الإسرائيليين في حرب أكتوبر عام 1973، واستمرينا في انخداعنا البراق بالثورة الإسلامية التي ستعيد لنا الديار، وترفع عن كواهلنا العار. وبنفس منطق الخديعة، نسينا أن حركة أمل، التي أنشأها الإمام موسى الصدر، رجل "قم" في لبنان، هي التي دمرت المخيمات الفلسطينية بمساعدة الجيش السوري في ثمانينيات القرن الماضي، ثم انسقنا وراء دعاوي حسن نصر الله، رجل المرشد الأعلى في لبنان، في ادعاءاته مقاومة إسرائيل، وأغمضنا الأعين عن حقيقة أنه ساهم في منع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية من العودة إلى جنوب لبنان، لكي يتولى هو مسؤولية تحرير فلسطين! نيابة عنها، رغم أن الأمين العام الأول لحزب الله (صبحي الطفيلي) كان يتهم الحزب – تحت قيادة نصر الله – بأنه يحمي المستوطنات الإسرائيلية في الجليل الأعلى، فاتهمْنا الشيخ الوقور بأنه يهذي، إلى أن كانت حرب تموز 2006، تلك التي نتج عنها 1400 قتيل لبناني، ودمار شبه كامل للبنية التحتية اللبنانية، ورغم ذلك صفقنا لحزب الله، واعتبرنا نصره نصراً لفلسطين، وارتفعت رايات الحزب وصور أمينه العام من جاكرتا إلى نواكشوط، وعند نهاية الحرب، وبصدور القرار 1701 عن مجلس الأمن الدولي، انسحبت قوات حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وجاءت الآلاف من قوات اليونيفيل لكي ترابط داخل الأراضي اللبنانية، ورُسِم الخط الأزرق داخل لبنان بعيداً بمئات الأمتار عن السلك الشائك الحدودي، فلم تعد الحجارة تلقى من بوابة فاطمة على الجنود الإسرائيليين، رغم ذلك قلنا بأنه تراجع الفارس استعداداً للقفز، لكن أحداث السابع من أيار /مايو 2008، والتي اجتاحت فيها عناصر حزب الله المسلحة شوارع بيروت، آذنت بأن الحزب قد تفرغ للداخل اللبناني بعد أن أقام سلاماً غير معلن بينه وبين إسرائيل، سلام على غرار كامب ديفيد المصرية، ووادي عربة الأردنية، وفصل القوات في الجولان السورية، واتفاقية أوسلو مع السلطة الفلسطينية. هنا بدأت رائحة الخديعة تفوح، إلا أن من عادة المخدوع أن يكابر، فيتظاهر بأنه ليس كذلك، بل يقنع نفسه أنه يمكن أن يكون في الأمر شيئاً ما لا يعلمه، لكن الثلج يبدأ بالذوبان، ولا يشكك في الحقيقة اثنان، فيخرج علينا أمين عام حزب الله في ذكرى انتصاره على إسرائيل! بخطاب طائفي بامتياز، وذلك بعد أن كان قد أرسل رجاله لقتال الثوار السوريين في عدة مدن سورية. والمذهل في هذا الخطاب لسيد المقاومة – سابقاً – ، أنه كان مغرقاً في الغرور، متجاوزاً لحدود أدب الخطاب الذي كان يتظاهر به في السابق، متجاهلاً جميع مكونات الدولة اللبنانية من رئيس الجمهورية إلى الأجهزة التنفيذية والقضائية والتشريعية والحزبية، وكأنه قد أصبح الدولة اللبنانية نفسها، وبدا وكأنه يقول (أنا لبنان، ولبنان أنا). من جهتي أدرك سبب استيلاء نصر الله والأسد والخامنئي على لبنان، فبعد دخول سوريا إلى لبنان عام 1976، وعقب خروج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت عام1982، ونتيجة لتدمير مخيمات الفلسطينيين على يد حركة أمل والقوات السورية، وبسبب الوجود السوري في لبنان حتى عام 2005، فقد نتج عن كل ذلك تجريد الحركة الوطنية اللبنانية من السلاح باستثناء حزب الله، متدثراً بذريعة مقاومة إسرائيل. والمتمعن في المشهد اللبناني الداخلي هذه الأيام، يدرك إلى أي حد أضعف النظام السوري وحزب الله باقي الفصائل والأحزاب، ولو كانت هناك قوى مسلحة لبنانية متكافئة مع قوة حزب الله، لما وجدناه يتباهى بإرسال الآلاف من رجاله لقتل السوريين، سواء المقاتلين أو المدنيين من رجال ونساء وأطفال، ولولا أن مرشده الأكبر في "قم" قد دفعه إلى ذلك دفعاً، لما تجرأ عليه، فهو نفسه قد صرح بولائه لولي الفقيه، أي اعترف بأنه قد أصبح – ليس حذاء في قدم الخامنئي، حتى لا نتهم بقلة الأدب – بل تابعاً مأموراً ينفذ ما يطلب منه فعله.
ومن العوامل التي سهلت انخداعنا بهذا الرجل، قدرته على الخطابة، وبلاغته الآسرة، ومنطقه المقاوم، عندما كان يقاوم إسرائيل!، أما في حديثه عن التدخل في الشأن السوري، فهو لا يحتاج سوى إلى طرح حجج واهية سخيفة، كان في مقدمتها أنه (يدافع عن لبنانيين يعيشون في قرى سورية)، ولو استطاع أن يحدد لنا تاريخ دخول هؤلاء اللبنانيين إلى سوريا، لكان أمكن لنا أن نؤيده في زعمه، لكن يبدو أنه قد نسي أن هؤلاء مواطنون شوام، كانوا في هذه المنطقة عندما رسمت حدود سايكس بيكو، ومنذ ذلك اليوم أصبحوا سوريين، كما أصبح بعض الشوام لبنانيين وأخرون أردنيين وآخرون فلسطينيين، فهل بدعوته هذه يطلب من الأتراك إرسال جيشهم لحماية السوريين التركمان؟، أو أنه يدعو أرمينيا الدخول لحماية السوريين الأرمن؟، هل يريد – لتبرير فعلته الشنيعة هذه – استدعاء دول أخرى للدخول إلى سوريا لكي يظهر نظام بشار الأسد وكأنه يحارب جيوش العالم؟، أما فرية (الدفاع عن أماكن شيعية مقدسة)، فليسمح لنا سماحته - سابقاً - فهي كذبة يعرف هو نفسه - قبل غيره - أنها كذبة، فهذه المزارات والمقامات كانت وما زالت موجودة منذ مئات السنين، متمتعة بالاحترام والتوقير من جميع المسلمين، لكن الخبث في هذه الدعوة على ما يبدو، يرمي إلى أبعد من ذلك، فهو يريد من الروس الدخول بقوة لحماية الكنائس الأرثوذكسية، ويدعو الفاتيكان لحماية الكنائس الكاثوليكية، وبذلك تعود بلاد الشام إلى عصر حماية الأقليات، وهي نفس الذريعة التي قضت على الإمبراطورية العثمانية، فهو بهذا يخلط الأوراق بغباء، علَّ ذلك ينقذ رقبة حليفه القابع في القصر الجمهوري بدمشق، بل هو بذلك يريد القضاء على الجسد السياسي للدولة السورية، تمهيداً لضمها إلى أملاك إمبراطورية "صاحب الزمان والعصر والأوان".
غير أن هذا كله كوم، واستمرار ارتدائه قميص فلسطين كوم آخر، فهذا الادعاء بأن سقوط النظام السوري يعني ضياع القدس وفلسطين، هو ادعاء مضحك وسفيه في نفس الوقت، فبعد قبوع قواته شمال نهر الليطاني منذ عام 2006، وبوجود رجاله يقاتلون اليوم في القصير وباقي المدن السورية بعد أن سحبهم من الجبهة! دون الخوف من إسرائيل، يبدو التمحك بالقضية الفلسطينية ضرباً من التفاهة التي لن نحسده عليها، عله يزداد تفاهة. غير أنني بهذا المقال الآن، وبعد أن ذاب الثلج وانكشف المرج، كما يقولون، أجد من الضروري توجيه الملاحظات التالية إلى من يعنيهم الأمر:
1- إلى المقاتليين السوريين في سبيل الحرية: ثباتكم طيلة السنتين الماضيتين هو دليل راسخ على أنكم لن تهزموا حتى بدخول حزب الله في المعركة، فدخوله يعني بشكل واضح انهزام الجيش السوري، ومن هزم جيش النظام بعدته وعتاده، لن يقدر عليه حزب قرر أن يكون حليفاً للشيطان.
2- إلى السعوديين: تذكروا أنكم بخنوعكم سابقاً للإملاءات الأمريكية بتدمير العراق، حطمتم بأيديكم الجدار الذي كان يحمي بلادكم من المطامع الإمبراطورية الفارسية، ولو كررتم هذه الخطيئة – وليست الخطأً فقط - بتخليكم عن نصرة الشعب السوري ومساعدته على الإطاحة بالنظام المتسلط في دمشق، سوف تفتحون عيونكم ذات صباح لكي تروا القوات الإيرانية - بعد أن تكون قد استولت على العراق وسوريا ولبنان - وهي تدخل الكويت، وترابط على حدود المنطقة الشرقية، وربما تابعت لكي تصل إلى البحرين، ومنها إلى باقي دول الخليج، وساعتها لن تنفعكم أمريكا ولا الغرب، لأنه لا مصلحة لإسرائيل بحمايتكم، كما كانت مصلحتها عندما دفعت أمريكا إلى تدمير العراق، وهي كانت تعلم بأن ذلك سوف يجعلكم الهدف التالي لإيران. ألا ترون حجم التشابه في الأهداف بين إسرائيل وإيران ضد العرب؟، إن لم تكونوا ترون ذلك، فضعوا على أعينكم عدسات مقربة، والسعيد من تعلم من أخطائه.
3- إلى تركيا: بقاء نظام بشار الأسد سوف يجعل استعادة لواء الاسكندرون هدفه المعلن، على الأقل لكي يجمع السوريين – إن وجد أحداً منهم يسير خلفه – وراء هدف وطني مزيف، وسوف يرسل السلاح إلى عملائه من سكان اللواء لكي يثير لكم القلاقل والمتاعب، وبذا ستُواجَهون بمشاكل ربما تفوق ما واجهتموه من مشاكل مع الأكراد.
4- إلى السلطة الفلسطينية وجميع الفصائل الفلسطينية: عليكم بالرد الحازم والقاطع على تنطح نصر الله فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وحرمانه من التشدق بحرصه عليها، مستغلاً بذلك ابتزاز عواطف العرب والمسلمين، وعليكم الإعلان بشكل واضح وصريح لا لبس فيه، أن تحرير فلسطين هو شأن فلسطيني عربي إسلامي لايخص حزباً بعينه، خاصة وأن هذا الحزب قد أثبت بشكل قاطع أنه تابع لدولة أجنبية، لها مشاريعها التوسعية، ومخططاتها العدوانية ضد الدول العربية، وقد تجلى ذلك بأوضح صوره في حربها ضد العراق، والمساعدة على تدميره، ثم التحكم بقراره السياسي، واستيلائها على لبنان، ودعمها نظام الأسد. هذا الموقف الفلسطيني سيكون الانتصار الحقيقي لدماء الأبرياء من شهداء وجرحى الشعب السوري العظيم، التي استباحها بشار الأسد وحليفاه: إيران وحزب الله.
مع أن الشعور بالانخداع مرير ومذل، ورغم أن التعافي منه ليس بالأمر السهل، لكن أفضل ما في الخديعة هو عندما نصحو على الحقيقة، وعندما نعرف شخصية المخادع المحتال قبل فوات الأوان، والذي ربما يكون قد فات بالفعل.
26 مايو 2013



#وليد_الحلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آيات الذكر الحكيم بين التفسير والتنبؤ
- هل هي عبقريتهم؟، أم هي سذاجتنا؟
- سيناء، وعصمة الزعيم
- (ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)
- هل نحن مقبلون على كارثة أخلاقية؟
- يتلاعبون حتى في أحكام الله


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الحلبي - خدعونا ورب الكعبة