أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الحلبي - المعارضة المصرية: ما لها، وما عليها















المزيد.....

المعارضة المصرية: ما لها، وما عليها


وليد الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4137 - 2013 / 6 / 28 - 00:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أوضاع كالأوضاع التي تعيشها دول الربيع العربي، تكون الكتابة في الشأن السياسي أصعب من السير على حبل سيرك، إذ لن تجد في قرائك من يتمثل قول الشافعي (رأيي خطأ يحتمل الصواب، ورأيك صواب يحتمل الخطأ)، بل ستجد نفسك وقد أصابتك سهام النقد حتى لتتكسر النصال على النصال.
فالذي يحدث في مصر هذه الأيام - وكونها قلب العروبة، إن توقف ماتت بلا أسف عليها- يدفع كل ذي اهتمام بشأنها أن يدلي بآرائه، متجنباً الانحياز إلى هذا الطرف أو ذاك، خاصة إن لم يكن حزبياً، فما بالك إن لم مصرياً، ومع أن المثل يقول (أهل مكة أدرى بشعابها) إلا أن وسائل الإعلام التي تدخل غرف نومنا بلا استئذان، سمحت لغير أهل مكة بمعرفة شعابها، ربما أكثر منهم. فبعد التضحيات الجسام التي بذلتها كافة فئات الشعب المصري للتخلص من (كنز إسرائيل الاستراتيجي) وعصابته التي باعت مصر كأسوأ ما يباع العبد في سوق النخاسة، كان لا بد من إجراء الانتخابات لاستطلاع رأي الشعب في من يحكمه، وكان من البديهي لحركة الإخوان المسلمين، الضليعة في التنظيم والحشد، أن تفوز بانتخابات الرئاسة وغيرها من الانتخابات التي جرت عقب نجاح الثورة، فقامت قيامة باقي القوى السياسية، محتجة على نتائج الانتخابات، دون أن تتهمها بالتزوير، ذلك أن القضاة كانوا قد أشرفوا عليها، فلم تقدم طعون ضدها، إلا أن النخبة السياسية المعارضة للإخوان قد تجاهلت دورها في تسهيل وصول الإخوان إلى السلطة، فقد دخلت تلك النخبة المعركة الانتخابية متشرذمة، دون أن تستطيع توحيد صفوفها، كما أنها قبلت بوجود شخصيات ضعيفة ومشبوهة بين قياداتها، فعمرو موسى هو أحد أركان نظام حسني مبارك، فقد كان وزير خارجيته، وأمين عام للجامعة العربية، بإنجاز في كليهما يتجاوز اللاشيء بشيء قليل، وربما كانت المناظرة التي جرت بينه وبين عبد المنعم أبو الفتوح واحدة من مهازل ما قبل الانتخابات الرئاسية، خاصة عندما رفض الإقرار بأن إسرائيل هي عدو مصر الأول، أما محمد البرادعي الذي يعرف مصر جيداً على الخارطة فقط، والذي كان إنجازه هزيلاً عندما كان رئيساً للجنة الدولية للطاقة الذرية، بحيث اعتبره الكثيرون – خاصة خلال أزمة الغرب مع العراق قبل غزوه – بأنه موظف تابع للإدارة الأمريكية، كما أنه اشتهر بمطالبته الغرب صراحة بالتدخل في الشأن المصري، أما حمدين صباحي، فلم يكن يزيد حجمه عن كونه صحفي عروبي ناصري، أسس حزب الكرامة عام 97، وحصل على ترخيصه بعد نجاح الثورة، مع الكثير من النوايا الطيبة. هذه الهيئة التي تسمى نفسها هيئة الإنقاذ الوطني، لم تستطع التوافق على أفضلها، وهو صباحي، لكي ينافس على منصب الرئاسة، فانفرط عقد أصوات أتباعها، مما مهد الطريق لكي يفوز محمد مرسي، والذي انتخبه المصريون نكاية بأحمد شفيق، رئيس وزراء أواخر عهد مبارك، الذي كان السماح له بخوض الانتخابات الرئاسية واحد من أغرب ما حصل في أعقاب الثورة.
هذه الأيام تتهيأ القوى غير الإخوانية لمليونية يوم 30 يونيو الجاري لإسقاط محمد مرسي، غير مدركة أنها بذلك تؤسس لنسف الأساس الحقيقي لمؤشر الديمقراطية (صندوق الانتخاب) ذاك الذي تتجاهل قوى المعارضة قيمته في العملية الديمقراطية، فلو استطاعت قوى المعارضة إسقاط محمد مرسي وجاءت بغيره، ألن يكون ذلك سابقة تؤسس لأنصار مرسي الحق في اتباع نفس الأسلوب لإسقاط الرئيس الجديد؟، وعلى فرض أن الرئيس قبل، أو أن الجيش أجبره على قبول انتخابات مبكرة، ثم فاز مرسي بها، فماذا سيكون موقف المعارضة؟ هل ستقبل به رئيساً، أم أنها ستعيد الكرة وتنزل إلى الشوارع؟، غير أن موقف المعارضة هذا يشي بخوفها من الذهاب إلى الانتخابات البرلمانية، وعدم ثقتها بدعم الجماهير لها يوم يقول الصندوق كلمته، تلك الانتخابات التي إن فازت بها، ستكون قادرة على لجم رئيس الجمهورية، والحد من تصرفاته التي لا تعجبها. معروف عن التظاهر في النظام الديمقراطي أنه يكون بالحصول على ترخيص من السلطات، فيحمل المتظاهرون لافتات تعبر عن مطالبهم، ويسيرون في خط سير محدد لهم سلفاً، وعند انتهاء المظاهرة، ينفرط عقدهم، ويتوجه كل منهم إلى بيته، أما المرابطة في الساحات أياماً وليالٍ، وإحراق مقرات الأحزاب والشرطة، ومحاصرة القصر الجمهوري وقذفه بالمولوتوف، فهذا ما يستدعي إطلاق النار على فاعليه سواء في أوربا أو في الولايات المتحدة، وعندما تشكك المعارضة بشرعية الحكم، متذرعة بقلة عدد الناس الذين يذهبون إلى صناديق الانتخابات، فهي تتمحك بعذر غير منطقي، فالذهاب إلى ممارسة الحق الانتخابي هو حق أصيل، من تنازل عنه بمحض إرادته، فله الحق في ذلك، لكن ليس له الحق في رفض نتائج انتخابات لم يشارك فيها، حيث كان يمكن له أن يذهب إلى الصندوق لكي يقول لا، فيغير من نتيجة الانتخابات، بمعنى أن المعارضة لم تستطع تنظيم وحشد جماهيرها، ومن ثم إقناعها بالذهاب إلى صندوق الانتخابات لكي ترفض ما استفتيت عليه.
ثم إن الحديث عن الجيش والقضاء المصريين بهذه الطهارة، أمر لا يستقيم مع واقع الطبيعة البشرية، فالقاضي والجندي بشران، يمكن لهما أن يصيبا وأن يخطئا، لكن لمصر توأمها السيامي المقدس (الجيش والقضاء)، اللذان يحرم لمسهما من قريب أو بعيد، فهما فوق الشبهة والاتهام، مع أن بعض قيادات الجيش متهمة بالتعامل غير الحميد مع الأمريكان، كما أن الاتهامات بالرشوة تلاحق بعض القضاة، وليس هذا بالمستهجن، فمن يراجع سيرة القضاء الإيطالي المعاصر، يعرف أن رئيس الوزراء (بيرليسكوني) قد برأه قضاء بلاده من تهم ثابتة عليه ثبوت التهمة على إخوة يوسف، كما أن القضاء المصري قد برأ حسني مبارك ومعظم قياداته، بينما يتجاهل ذلك سامح عاشور، نقيب المحامين السابق، ويطالب بمحاكمة محمد مرسي رئيس الجمهورية، مع استحالة هذا الأمر قانونياً.
صحيح أن الإخوان المسلمين قد نقضوا عهودهم التي قطعوها بالتعاون مع باقي الفئات السياسية، وهذا محسوب عليهم لا لهم، ويستحقون أن يلفظهم صندوق الانتخاب خارج السلطة غير مأسوف عليهم، لكن التصرف حيالهم اعتماداً على شارع يمكن شراء البلطجية فيه بدراهم معدودة، وخطر صدام يمكن أن يؤدي إلى كارثة وطنية، ربما يجد الجيش المصري نفسه بسببها في موقع لا يريده، وهواستلام السلطة، كل ذلك ليس هو الحل الديمقراطي الذي ينبغي على المعارضة المصرية أن تتبعه، هذا إن هي أرادت الوصول إلى سلطة فقدتها بجهلها وطمعها وتشرذمها.
27 يونيو 2013



#وليد_الحلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل في الحزبية والأحلاف ديمقراطية؟
- الدفاتر القديمة
- لكل أمة طباع
- نهاية جميلة
- الرقدة الأخيرة
- عندما تمنيت أن يأكلني الدب القطبي
- عمى الاتجاهات
- خدعونا ورب الكعبة
- آيات الذكر الحكيم بين التفسير والتنبؤ
- هل هي عبقريتهم؟، أم هي سذاجتنا؟
- سيناء، وعصمة الزعيم
- (ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)
- هل نحن مقبلون على كارثة أخلاقية؟
- يتلاعبون حتى في أحكام الله


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الحلبي - المعارضة المصرية: ما لها، وما عليها