أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - مرسي والمصير المحتوم














المزيد.....

مرسي والمصير المحتوم


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4148 - 2013 / 7 / 9 - 01:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تحدث الرئيس مرسي في خطابه الاخيرــ قبل ساعات من تنحيته ــ عن التضحية بالنفس دفاعاً عن الشرعية ، وفي هذه الكلمات اثبت الرئيس انه لم يكن يعِ ، متى يتوجب عليه الدفاع عنها . أخطأَ الرئيس مرسي التوقيت ، فلم تكن الشرعية بحاجة ماسة اليه وهي تتجمع مرة اخرى على شكل طوفان جارف للاطاحة به . كانت الشرعية بحاجة ماسة اليه يوم كان ، في الحكم ، رمزها وتجسيدها الحي ، وكانت الغالبية من الامة المصرية لا تفكر قط بسلبها منه . مشهد خطابه الاخير وهو يدق على صدره ، يشير الى ان الرجل كان عاجزاً عن حل شفرة عودة الطوفان مجدداً لحمله بعيداً عن قصر الرئاسة . فكان تصوره عن التصدي لهذا الطوفان الجارف بقوة جسده ، يشير الى انه ما زال يعيش في تنظيم الاخوان الذي يقوم فيه النشاط الحزبي على التضحية والفداء . صحيح ان الرئيس اعترف بارتكابه الاخطاء ، واعتذر عنها في خطاب سابق لخطابه الاخير بثلاثة ايام ، ولكنه لم يشخص لناخبيه الاسباب الكامنة وراء اخطاءه . فهو لم يشر الى تعهده للاخوان بان يكون اداتهم الطيّعة في تطبيق برنامجهم السري اذا ما اصبح رئيساً للجمهورية ، كما لم يقل علناً بان سعيه الحثيث في تطبيق ذلك البرنامج هو السبب الكامن وراء أخطاءه التي وضعته وجهاً لوجه أمام الامة وعزلته عنها . بمعنى ان الرئيس لم يعترف مع نفسه بارتكاب الاخطاء ، حتى وهو يشير اليها ، طالما هو يتلافى ذكر الاسباب التي دفعته لارتكاب الخطأ . فعبّر بذلك الموقف عن انسجامه مع نفسه ومع ضميره الخلقي كمناضل في صفوف تنظيم ، لا يرى أصح من تصوراته في تقييم ما كان يجري داخل مصر وخارجها من أحداث . وبهذا الموقف يكون الدكتور مرسي قد طرح بوضوح اشكالية جاءت بها ثورات الربيع العربي ، تتمثل بتمسك الاحزاب التي فازت في الانتخابات في ان يكون مرشحوها ممثلين لبرامجها في السلطة ، لا رجال دولة يفرض عليهم منصب رئاسة الجمهورية او رئاسة الوزراء ان يكونوا ممثلين للامة كلها . لم يثبت مرسي في فترة توليه الرئاسة انه كان ممثلاً للامة كلها ، لقد قضى فترة حكمه بمناورات متواصلة مع الامة بلغت الذروة في اعلانه الدستوري الذي طالب فيه بصلاحيات طاغية لتمرير برنامج تنظيمه الاخواني . قد يضرب احدهم مثالاً بجنوب افريقيا والزعيم مانديلا الذي استطاع ان يكمل دورته الانتخابية رغم كونه قائداً لحزب سياسي يدير شؤونه من وراء قضبان سجنه . لكن ذلك المثال لا يكون واضحاً من غير الاشارة الى ان برنامج حزب مانديلا انطوى على بعد وطني بالدعوة الى القضاء على العنصرية التي تحمل فيها ابناء جلدته من السود ظلماً تاريخياً كبيراً دعاهم الى نسيانه وعدم تحويله الى عملية ثأر .. تعلي التنظيمات السرية التي تعمل تحت الارض من شأن التضحية والفداء والبطولة ، فهذه مفاهيم مركزية تتحرك في ظل منها عمليات النشاط الحزبي ، وحين يدق الرئيس مرسي على صدره متحدياً هتاف الملايين الهادر بفعل الامر : ارحل ، فانما ليثبت وللمرة الاخيرة بأن لا فكاك بين تفكيره وتفكير تنظيمه الذي يريده ان يبقى في كرسيه ، ويدافع عنه بما تبقى له من قوة .. كم تمنيت لو ان قرار الرئيس الاخير تم بمعزل عن تنظيمه وعن ايحاءات مرشده العام ، لجاء نموذجاً في البطولة وفي التضحية الحقيقية ، وذلك ما يتطلب منه بداية الاعتراف بالسبب الذي حدا به لأن يرتكب الكثير من الاخطاء ، وفي مقدمتها صراعه الدائم مع الامة ، وصراعه ضد نفسه وحريته في ان يكون ممثلاً في الرئاسة للامة كلها لا لفصيل صغير منها . كان مرسي نموذجاً للكثير من ساسة ما بعد احداث الربيع العربي الذين ليس بامكانهم التفكير الحر المستقل عن تنظيماتهم ، فظلوا يحكمون كما لو كانوا ممثلين سريين لاشباح يتلقون منها ، لا من واقع غني بتناقضاته ، تعليماتهم ...



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخوان وشرعية الانجاز
- لماذا انتفض الشعب ضد الاخوان
- درس الثورة المصرية الجديد
- نداء من العامة الى الخاصة
- مشاهدات بغدادية / 12
- مشاهدات بغدادية / 11 خطة القبض على الاوهام
- مشاهدات بغدادية / 10 / 1 الزعيم قاسم 2 جمعة الخيارات المفت ...
- مشاهدات بغدادية 9 عن الحدث في الحويجة
- مشاهدات بغدادية / 8 شهادة عن الانتخابات
- مشاهدات بغدادية / 7 قانون المرور
- في ذكرى ميلاد الحزب الشيوعي العراقي
- في ذكرى ميلاد الحزب الشيوعي
- مشاهدات بغدادية / 5 الكرد والوعي الامبراطوري
- مشاهدات بغدادية / 6 أفكار حول الاقتصاد العراقي
- الانتخابات المحلية
- لقاء سياسي
- هل ذهبتم الى هناك ؟
- مشاهدات بغدادية 4 قناة حوار التونسية وبيع البقدونس
- النائب الذي كسر مألوف البرلمان العراقي
- حول مقال : الكرد مع الدولة


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - مرسي والمصير المحتوم