أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسيب شحادة - أواحدة أم أربع؟















المزيد.....


أواحدة أم أربع؟


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 4142 - 2013 / 7 / 3 - 00:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



عند التطرّق إلى العالم العربي‏ ‬-;-من أية زاوية كانت،‏ ‬-;-اجتماعية أو ثقافية أو سياسية أو اقتصادية،‏ ‬-;-فلا بدّ‏ ‬-;-من التأكيد على موضوع المرأة،‏ ‬-;-تلك‏ "‬-;-الرئة المعطلة‏" ‬-;-كما سمّاها الشيخ خالد محمد خالد في‏ ‬-;-منتصف القرن العشرين‏. ‬-;-بعبارة وجيزة،‏ ‬-;-يتنفّس العالم العربي‏ ‬-;-برئة واحدة وهي‏ ‬-;-غير معافاة بالتمام والكمال‏. ‬-;-إنه لمن العجيب الغريب والمؤلم حقّاً‏ ‬-;-أن نجد حتى في‏ ‬-;-القرن الحادي‏ ‬-;-والعشرين مجتمعا إنسانيا كالمجتمع العربي،‏ ‬-;-يقبل أن‏ ‬-;-يكون نصفه تقريبا مهمشّا كليّاً‏ ‬-;-إن لم‏ ‬-;-يكن‏ ‬-;-غائبا وقاصرا ودونيا‏. ‬-;-هذه الحقيقة تدخُل في‏ ‬-;-لبّ‏ ‬-;-ماهية وضعية المجتمعات العربية كافةً‏ ‬-;-مع فوارق طفيفة هنا وهناك في‏ ‬-;-شتّى الأقطار العربية‏. ‬-;-للأسف الشديد،‏ ‬-;-ما زال دور المرأة العربية في‏ ‬-;-الحياة‏ ‬-;-يتلخّص ويتقزّم في‏ ‬-;-الغالب الأعمّ‏ ‬-;-في‏ ‬-;-كونها زوجة وأمّ‏ ‬-;-خصبة وناقلة للتقاليد،‏ ‬-;-ومن الضروري‏ ‬-;-والهام جدا التركيز على دور المرأة كمربية وعاملة منتجة،‏ ‬-;-وهذا‏ ‬-;-يعني‏ ‬-;-بالطبع إعادة النظر جذريا وشموليا بقضية القضايا‏: ‬-;-التربية العلمية الخلاقة والتفكير الحرّ‏ ‬-;-الصريح والبنّاء‏.

‬-;-كان الفيلسوف الإغريقي‏ ‬-;-أفلاطون‏ (Π-;-λ-;-ά-;-τ-;-ω-;-ν-;- = واسع الأفق، ٤-;-٢-;-٧-;--٣-;-٤-;-٧-;- ‬-;-ق.م‏.) ‬-;-قد نادى باستغلال طاقة المرأة في‏ ‬-;-الانتاج‏. بدون مثل هذه العملية التربوية بعيدة المدى همّا وزمنا،‏ ‬-;-فإن تلك الذهنية المبنية على‎ ‬-;-الرياء والكذب والازدواجية،‏ ‬-;-ستبقى سيّدة الموقف في‏ ‬-;-المجتمعات العربية‏. ‬-;-من الظواهر الشائعة في‏ ‬-;-العالم العربي‏ ‬-;-وجود حوالي‏ ٥-;-٤-;-‬-;-٪-;-‏ ‬-;-من الفتيات اللواتي‏ ‬-;-تتراوح أعمارهن ما بين الخامسة عشرة والتاسعة عشرة متزوجات‏. ‬-;-بكلمات بسيطة وبالعربي‏ ‬-;-الفصيح،‏ ‬-;-كما‏ ‬-;-يقال،‏ ‬-;-معنى ذلك أن نصف أمّهات العرب،‏ ‬-;-ومن المفروض أن‏ ‬-;-يصبحن مربيات الأجيال الصاعدة،‏ ‬-;-بناة المستقبل،‏ ‬-;-هنّ‏ ‬-;-في‏ ‬-;-الواقع شبه أميّات إن لم‏ ‬-;-يكنّ‏ ‬-;-أميّات بالكامل‏. ‬-;-وما زالت المرأة العربية من حيث حقوقُ‏ ‬-;-الانسان تأتي‏ ‬-;-في‏ ‬-;-المرتبة الأخيرة ضمن كافة نساء العالم الثالث‏. ‬-;-ويشار إلى أن نسبة النساء العربيات العاملات بأجر هي،‏ ‬-;-على ما‏ ‬-;-يبدو،‏ ‬-;-أدنى نسبة في‏ ‬-;-العالم،‏ ‬-;-في‏ ‬-;-حين أن معدّل الولادات لديهن هو الأعلى‏. ‬-;-مما لا‏ ‬-;-يخفى على المطلعين على التاريخ العربي‏ ‬-;-أن المرأة في‏ ‬-;-صدر الإسلام مثلا كانت تلعب دورا هاما بجانب الرجل في‏ ‬-;-السلم وفي‏ ‬-;-الحرب فسمية أمّ‏ ‬-;-عمّار بن‏ ‬-;-ياسر،‏ ‬-;-المسلمة السابعة،‏ ‬-;-كانت أول شهيدة في‏ ‬-;-الإسلام،‏ ‬-;-وأمّ‏ ‬-;-كلثوم كانت أول امرأة هاجرت مع الرسول إلى المدينة،‏ ‬-;-وصفية بنت عبد المطلب شاركت في‏ ‬-;-معركة الخندق كما شاركت نسيبة بنت كعب في‏ ‬-;-معركة أُحُد،‏ ‬-;-وأم المؤمنين،‏ ‬-;-عائشة،‏ ‬-;-طلبت من النبي‏ ‬-;-محمد الجهاد فأجابها الحجّ‏ ‬-;-هو جهادُك‏. ‬-;-
من اللافت للنظر حقاً‏ ‬-;-أنّ‏ ‬-;-الشرع الديني‏ ‬-;-لا‏ ‬-;-يتطرّق لعمر معين لزواج الانثى وذلك بناء على سيرة النبي‏ ‬-;-محمد،‏ ‬-;-الذي‏ ‬-;-تزوج عائشة وهي‏ ‬-;-في‏ ‬-;-السادسة من عمرها،‏ ‬-;-ودخل فيها وهي‏ ‬-;-في‏ ‬-;-التاسعة‏. ‬-;-من الملاحظ أنّ‏ ‬-;-الفلسفة العربية الإسلامية في‏ ‬-;-القرون الوسطى،‏ ‬-;-لا سيما تلك السياسية،‏ ‬-;-قد اعتمدت على‏ "‬-;-الجمهورية‏" ‬-;-لأفلاطون في‏ ‬-;-حين أن الفلسفة المسيحية قد ارتكزت على‏ "‬-;-السياسة‏" ‬-;-لأرسطو ولم تعرف‏ "‬-;-الجمهورية‏" ‬-;-حتى عصر النهضة الأوروبية‏ ‬-;-(renaissance)‏. ‬-;-وعليه فإن الارتكاز على مصادرَ‏ ‬-;-إغريقية مختلفة،‏ ‬-;-قد أثرت جذريا على النظرة إلى المرأة في‏ ‬-;-الإسلام،‏ ‬-;-ومن ثم اليهودية من جهة وفي‏ ‬-;-المسيحية من جهة أخرى‏. ‬-;-ومن الأمثال الجلية لتأثير موقف أفلاطون الداعي‏ ‬-;-إلى المساواة بين الذكر والأنثى ما‏ ‬-;-يجده المطلع في‏ "‬-;-آراء أهل المدينة الفاضلة‏" ‬-;-لأبي‏ ‬-;-نصر محمد الفارابي‏ (٨-;-٧-;-٣-;--٩-;-٥-;-٠-;-) ‬-;-الملقب بـ‏ "‬-;-المعلم الثاني‏" ‬-;-بعد أرسطو‏. ‬-;-وفي‏ ‬-;-كتابه هذا‏ ‬-;-يحذو الفارابي‏ ‬-;-حذو أستاذه أفلاطون في‏ ‬-;-انحصار الفرق بين الرجل والمرأة في‏ ‬-;-الجانب البيولوجي‏ ‬-;-فحسب،‏ ‬-;-أما في‏ ‬-;-المجالات الأخرى مثل القدرة العقلية فالجنسان متساويان‏. ‬-;-لا ريب البتة أن رأيا كهذا في‏ ‬-;-القرون الوسطى كان راديكاليا إلى أبعد الحدود ومنقطع النظير‏. ‬-;-وكان الفيلسوف العربي‏ ‬-;-أبو الوليد محمد بن أحمد ابن رشد المعروف في‏ ‬-;-الغرب بالاسم‏ ‬-;-(Avérroès)‏ (١-;-١-;-٢-;-٦-;--١-;-١-;-٩-;-٨-;-) ‬-;-قد تعرض لهذه المساواة في‏ ‬-;-شرحة لجمهورية أفلاطون وعبّر عن رأيه القائل بأن الفاقة التي‏ ‬-;-كانت تصيب الدول في‏ ‬-;-عصره ناتجةٌ‏ ‬-;-عن‏ ‬-;-غياب المرأة في‏ ‬-;-ميدان العمل والانتاج،‏ ‬-;-وما أقرب ذلك الأمس البعيد بالحاضر القريب في‏ ‬-;-بلاد العرب‏. ‬-;-

في‏ ‬-;-معظم البلدان الإسلامية يوجد تحديد لسن الزواج لدى الذكور،‏ ‬-;-سن الثامنة عشرة في‏ ‬-;-حين أن الوضع بالنسبة للفتيات مختلف،‏ ‬-;-ففي‏ ‬-;-تونس والمغرب والجزائر الحدّ‏ ‬-;-الأدنى هو الخامسة عشرة،‏ ‬-;-وفي‏ ‬-;-مصر السادسة عشرة وفي‏ ‬-;-سوريا والأردن السابعة عشرة‏. ‬-;-ويشار إلى أن هذا التحديد العمري،‏ ‬-;-لا‏ ‬-;-يعني‏ ‬-;-بأن الدول المعنية تعمل جاهدة في‏ ‬-;-ترشيده وتعميمه وتطبيقه‏. ‬-;-بعبارة وجيزة،‏ ‬-;-وهذا لبّ‏ ‬-;-الموضوع ومكمن الداء العضال،‏ ‬-;-القانون موجود حبر على ورق في‏ ‬-;-جلّ‏ ‬-;-الحالات،‏ ‬-;-أما تطبيقه فحدّث ولا حرج‏. في‏ ‬-;-النصف الآخر،‏ ‬-;-القوّام على النساء،‏ ‬-;-ما زال هو أيضا بعيدا جدّا عن التحرر الفكري‏ ‬-;-والاجتماعي‏ ‬-;-المطلوب وهكذا تتفاقم المعضلة وتتأزّم ولا مندوحة من تحرير ذاك وتلك معا إذا ما أريد لهذا المجتمع أن‏ ‬-;-يستعد للعب دور فعّال في‏ ‬-;-الحضارة العالمية التي‏ ‬-;-لا تعرف الحدود في‏ ‬-;-عصر العولمة القاسي‏ ‬-;-هذا‏. ‬-;-
حين كُتب للإسلام النصر والغلبة في‏ ‬-;-شبه جزيرة العرب في‏ ‬-;-القرن السابع للميلاد،‏ ‬-;-وقبل انتشاره الواسع من المحيط الأطلسي‏ ‬-;-إلى الخليج العربي،‏ ‬-;-تمخّضت هذه العقيدة الجديدة عن إصلاحات تصبّ‏ ‬-;-في‏ ‬-;-مجملها ولبّها في‏ ‬-;-وضعية المرأة‏. ‬-;-ففي‏ ‬-;-الجاهلية،‏ ‬-;-كما هو معروف،‏ ‬-;-كانت المرأة بمثابة السلعة تشترى وتباع ولا تقييد لعدد الزوجات وللزوج حرية الطلاق متى شاء وأخيرا وليس آخرآ كانت ظاهرة وأد البنات الرضّع سائدة ذوداً‏ ‬-;-عما سمّي‏ ‬-;-بالسمعة الطيبة والشرف‏.
وفي‏ ‬-;-سورة النساء المكية المعروفة أيضا بعنوان‏ "‬-;-سورة النساء الكبرى‏" ‬-;-الكثير من الأحكام الشرعية،‏ ‬-;-كما في‏ ‬-;-السور المدنية،‏ ‬-;-وتعالج هذه السورة‏ ‬-;-،كما‏ ‬-;-يدل اسمها على ذلك،‏ ‬-;-في‏ ‬-;-آياتها الستّ‏ ‬-;-والسبعين بعد المائة جوانبَ‏ ‬-;-ذات بال بشأن المرأة والحياة الاجتماعية‏. ‬-;-أما‏ "‬-;-سورة النساء الصغرى‏" ‬-;-فهي‏ ‬-;-سورة‏ "‬-;-الطلاق‏" ‬-;-ومن المعروف أنه حيث ما ذكر‏ "‬-;-يأيّها الذين آمنوا‏" ‬-;-فالسورة مدنية وأما العبارة‏ "‬-;-يأيّها الناس"؛ فقد وردت في‏ ‬-;-السور المكّية والمدنية على حدّ‏ ‬-;-سواء‏. ‬-;-وهناك من‏ ‬-;-يرى في‏ ‬-;-قضية تعدد الزوجات انتقاصاً‏ ‬-;-لحقّ‏ ‬-;-المرأة إذ أنه من قبيل المستحيلات أن‏ ‬-;-يعدل الزوج بين أكثرَ‏ ‬-;-من زوجة وقد ورد في‏ ‬-;-القرآن الكريم‏ "‬-;-وإن خِفتم ألا تُقسطوا في‏ ‬-;-اليتامى فانكحوا ما طابَ‏ ‬-;-لكم منَ‏ ‬-;-النساء مثنى وثُلاثَ‏ ‬-;-ورُباعَ‏ ‬-;-فإن خِفْتُم ألا تَعْدِلوا فواحدةً‏ ‬-;-أو ما ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا‏" (‬-;-النساء،‏ ‬-;-الآية ‏٣-;- ‬-;-وينظر الآيتين ‏١-;-٢-;-٩-;-‬-;-،‏ ١-;-٣-;-٥-;- ‬-;-وسورة المائدة آية ‏٨-;- ). ‬-;-وقد قالت عائشة،‏ ‬-;-أم المؤمنين،‏ ‬-;-إن الآية قد نزلت في‏ ‬-;-أولياء اليتامى الذين‏ ‬-;-يتزوجون من اليتيمات الحسناوات اللواتي‏ ‬-;-تحت كنفهم دون دفع المهر المناسب‏. ‬-;-والمعنى حسب تفسير الطبري‏ ‬-;-مثلا هو،‏ ‬-;-إذا كان هناك شك وخوف في‏ ‬-;-عدم توخي‏ ‬-;-العدل في‏ ‬-;-اليتيمات فينبغي‏ ‬-;-الاحتراز وتوخي‏ ‬-;-العدل بين الزوجات وإلا فلا بد من الاقتصار على زوجة واحدة أو نكاح الإماء لملك اليمين‏. ‬-;-بعبارة أخرى،‏ ‬-;-ترمي‏ ‬-;-هذه الآية إلى إقامة القسط والعدل من جانب الزوج إزاء زوجته و"ذلك أدنى ألا تَعولوا‏" ‬-;-بمعنى أن الاكتفاء بزوجة واحدة أو على ملك اليمين أقرب إلى العدل وعدم الظلم والجور بحق الزوجات‏. ‬-;-والفعل المجرّد‏ "‬-;-عول‏" ‬-;-في‏ ‬-;-الآية المذكورة قريب في‏ ‬-;-معناه من الفعل‏ "‬-;-غول‏" ‬-;-وهو كما في‏ ‬-;-اللغة العبرية،‏ ‬-;-في‏ ‬-;-لغة العهد القديم وفي‏ ‬-;-لغة المشناة أي‏ ‬-;-التوراة الشفوية،‏ ‬-;-يعنى الظلم والجور1‏. ‬-;-هنالك من‏ ‬-;-يذهب إلى أن معنى الآية الآنفة هو،‏ ‬-;-في‏ ‬-;-حالة وجود أي‏ ‬-;-خطر أو شك في‏ ‬-;-أن الزوج سيستولي‏ ‬-;-على مال اليتيمات بسبب كثرة حاجاته لكثرة بني‏ ‬-;-بيته فعندها لا تتزوجوا إلا اثنتين أو ثلاثا أو أربعا وقيل إنّ‏ ‬-;-الرجل آنذاك كان‏ ‬-;-يتزوج العشر من النساء أو أكثر‏. ‬-;-وإذا صح هذا التفسير فلا مانع هنا من الاقتران بأكثرَ‏ ‬-;-من أربع نساء كما ورد في‏ ‬-;-الشرع الإسلامي‏ ‬-;-استنادا على هذه الآية‏. ‬-;-ويبدو أن الرقم أربعة جاء للدلالة على القلة إذ أن أكل مال اليتامى حرام ولدرء ذلك لا بدّ‏ ‬-;-من الزواج بواحدة أو الزواج من الجاريات‏. ‬-;-كما وهناك من‏ ‬-;-يذهب إلى أن المقصود هنا أنهم كانوا‏ ‬-;-يتزوجون من اليتيمات بغية الاستيلاء على أموالهن إذا كنّ‏ ‬-;-ثريّات أو بسبب جمالهن وتعددت الزوجات لدرجة بات معها من المستحيل إعالتهن وتلبية حاجياتهن الحياتية ولذلك ورد التحذير بعدم الإكثار منهن‏. ‬-;-وهناك كالزمخشري‏ ‬-;-من‏ ‬-;-يرى أن استخدام اسم الموصول‏ "‬-;-ما‏" ‬-;-بدلا من‏ "‬-;-مَنْ‏" ‬-;-لأن الإناث من العقلاء بمنزلة‏ ‬-;-غير العقلاء مثل‏ "‬-;-وما ملكت أيمانكم‏". ‬-;-والواو في‏ "‬-;-مثنى وثلاث ورباع‏" ‬-;-ليست للعطف أي‏ ‬-;-تسع نساء بل للتخيير بين الاثنتين والثلاث والأربع‏. ‬-;-
قد‏ ‬-;-يقال،‏ ‬-;-إن ظاهرة تعدد الزوجات،‏ ‬-;-كانت في‏ ‬-;-فترة تاريخية معينة ضرورية في‏ ‬-;-ظروف معينة للحفاظ على التوازن في‏ ‬-;-المجتمع بين الجنسين‏. ‬-;-ومن الأمثلة الجيدة على اختلال التوازن بين الذكور والإناث ما خلفته الحرب العالمية الثانية في‏ ‬-;-ألمانيا حيث بلغ‏ ‬-;-تعداد الإناث أضعاف عدد الذكور‏. ‬-;-ويرى الكثير من المسلمين أن مسألة تعدد الزوجات أفضل من المخادنة أو الزواج العرفي‏ ‬-;-في‏ ‬-;-الغرب‏.‬-;-
ورد أيضا في‏ ‬-;-نفس السورة الآية ‏٤-;-٣-;- "‬-;-الرجال قوّامون على النساء بما فضّل الله بعضَهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظاتٌ‏ ‬-;-للغيب بما حَفِظ الله والتي‏ ‬-;-تخافون نُشوزَهنّ‏ ‬-;-فعظوهن واهجروهن في‏ ‬-;-المضاجع واضربوهن فإن أطَعْنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إنّ‏ ‬-;-الله كان عليّا كبيرا‏". ‬-;-وهذا معناه،‏ ‬-;-أن الرجال هم المفضلون لرجاحة عقلهم وهم ذوو الأمر والنهي‏ ‬-;-والإرشاد والإنفاق،‏ ‬-;-همُ‏ ‬-;-الولاة والنساء الرعية صنفان،‏ ‬-;-صالحات مطيعات وأخريات عاصيات متمردات،‏ ‬-;-ويتحتم على الزوج إصلاح الاعوجاج بالكلمة الحسنة والموعظة فالهجران فالضرب وفي‏ ‬-;-نهاية المطاف الله هو الولي‏ ‬-;-وهو العلي‏ ‬-;-القدير‏. ‬-;-والضرب كما ورد في‏ ‬-;-الحديث أحد سبل إصلاح نشوز المرأة وعصيانها وهذا أخف وطأةً‏ ‬-;-من الطلاق وكما قيل‏ "‬-;-وعند ذكر العمى‏ ‬-;-يُستحسن العَوَر‏". ‬-;-وهناك من أضاف في‏ ‬-;-التفسير أن المقصود من الضرب ذلك الضرب‏ ‬-;-غير المبرّح والله أعلم‏. ‬-;-
بخصوص مسألة تعدّد الزوجات،‏ ‬-;-يمكن القول إنه وفق الشرع السني‏ ‬-;-التقليدي‏ ‬-;-يحقّ‏ ‬-;-للرجل أن‏ ‬-;-يتزوج حتى أربع نساء وبعض الفرق الشيعية تسمح لمؤمنيها ما‏ ‬-;-يرغبون فيه من الزوجات المؤقتة ولا نعني‏ ‬-;-هنا المحظيات‏. ‬-;-وعلى ضوء بعض الاحصائيات،‏ ‬-;-فإن حوالي‏ ١-;-٠-;-٪-;-‏ ‬-;-من الزيجات في‏ ‬-;-العالم العربي‏ ‬-;-تعددية‏. ‬-;-وفي‏ ‬-;-العصر الراهن أضحى تعدد الزوجات ظاهرة طبقية،‏ ‬-;-فالأغنياء قادرون على ذلك أما الفقراء فيزداد فقرهم والأثرياء‏ ‬-;-يزداد‏ ‬-;-غناهم‏. ‬-;-ومن الجلي‏ ‬-;-أن انحسار ظاهرة التعددية جاء نتيجة مباشرة للحالة المادية أكثر منه نتيجة لتشريعات إصلاحية حديثة‏. ‬-;-وفي‏ ‬-;-بعض الدول العربية كلبنان ومصر والمغرب لا وجود لتحريم مباشر لتعدد الزوجات،‏ ‬-;-ولكن بوسع المرأة أن تجعل الأمر‏ ‬-;-غير ممكن وذلك بواسطة إدراج بند بذلك في‏ ‬-;-عقد الزواج‏. ‬-;-وفي‏ ‬-;-المغرب،‏ ‬-;-على سبيل المثال،‏ ‬-;-يكتفي‏ ‬-;-القانون بالإشارة إلى وجوب معاملة الرجل لزوجاته بالعدل والمساواة ولكن لا‏ ‬-;-يشرح ويفصّل ويضع المعايير الملزمة إلخ‏. ‬-;-وكان أنور السادات في‏ ‬-;-مصر قد نادى،‏ ‬-;-كما‏ ‬-;-يتذكر البعض،‏ ‬-;-مكتفيا بإعلان‏ "‬-;-الحرب ضد التعدد‏" ‬-;-وبقيت كلمات دون أية إجراءات عملية على أرض الواقع،‏ ‬-;-وشتّان ما بين القول والعمل ولا بدّ‏ ‬-;-من وضع آليات واضحة ومدروسة للتطبيق‏. ‬-;-
إن تغيير الذهنية والموقف إزاء التحديث والتغيير في‏ ‬-;-بعض العادات والتقاليد لا‏ ‬-;-يتحققان إلا من الداخل،‏ ‬-;-من التعليم والتثقيف المبرمج والمنفتح أمام الآخر رغم الاختلاف‏. ‬-;-إن الرأي‏ ‬-;-القائل إن المرأة لا تخرج إلا لثلاث،‏ ‬-;-لبيت زوجها أو لحج بيت الله الحرام أو لتدفن لا‏ ‬-;-يتمشى والحياة في‏ ‬-;-العصر الراهن‏. ‬-;-من الواضح أن الرجوع إلى الأصول لا‏ ‬-;-يتمشى عادة مع التحديث وهو في‏ ‬-;-واقع الأمر التمغرب والسؤال الكبير الذي‏ ‬-;-يطرح نفسه بإلحاح هو‏: ‬-;-كيف‏ ‬-;-يتمّ‏ ‬-;-ذلك دون ضياع الهوية والأخلاق النبيلة في‏ ‬-;-المجتمعات العربية؟ ومن البدهي‏ ‬-;-القول أن استعمال منتجات الغرب العلمية من المذياع والمرناة وحتى التقنية الحديثة المتطورة في‏ ‬-;-مجالات الحياة المختلفة والإنترنت الخ‏. ‬-;-كل ذلك وغيره لا‏ ‬-;-يجعل من المستهلك رجلا عصريا حديثا في‏ ‬-;-تفكيره ونظرته للحياة وعلاقته مع زوجته أولاً‏ ‬-;-ومع الآخرين ثانياً‏. ‬-;-هذا بطبيعة ‬-;-الحال لا‏ ‬-;-يعني‏ ‬-;-بأن الغرب الحديث والمتقدم صناعيا وتقنيا لا‏ ‬-;-يعاني‏ ‬-;-من مشاكل وأزمات اجتماعية وأخلاقية‏. ‬-;-وكردّ‏ ‬-;-لهذا الغزو التقني‏ ‬-;-والثقافي‏ ‬-;-الهائل والسريع،‏ ‬-;-يشهد المرء انبعاثا أصوليا في‏ ‬-;-العديد من الحالات حتى في‏ ‬-;-صفوف الجنس اللطيف‏. ‬-;-
احتلت المرأة في‏ ‬-;-الجاهلية مكانة مرموقة،‏ ‬-;-فكانت سرَّ‏ ‬-;-سعادة الرجل ومستهل قصيدته‏. ‬-;-وكما قال المتنبي‏ "‬-;-إذا‏ ‬-;-قيل شعر فالنسيب المقدم‏". ‬-;-وكان للمرأة الحق في‏ ‬-;-اختيار شريك حياتها وكانت تشترك في‏ ‬-;-سوق عكاظ وتنشد الشعر بجانب الرجل‏. ‬-;-ومن الأمثال العربية‏ "‬-;-خير النساء البَرْزة الحيية وشرهن الخبأة الطُّلعة‏" ‬-;-أي‏ ‬-;-أحسن النساء من تختلط بالناس محافظة على عفتها وحيائها وأسوأهن تلك التي‏ ‬-;-تتظاهر بالتستر إلا أنها في‏ ‬-;-واقع الأمر لا تفوّت الفرصة للبصبصة على الآخرين‏. ‬-;-وقال عمرو ابن كلثوم
إذا لم نحمهن فلا بقينا لشيء بعدهن ولا حيينا

من جهة أخرى لا‏ ‬-;-يخلو الأدب العربي‏ ‬-;-من جوانبَ سلبية إزاء المرأة،‏ ‬-;-ففي‏ ‬-;-كتاب الإمتاع والمـؤانسة لأبي‏ ‬-;-حيان،‏ ‬-;-ورد بأن أسنان الرجل اثنتان وثلاثون سنا في‏ ‬-;-حين أن أسنان المرأة ثلاثون‏. ‬-;-ومن المؤلفين القدامى الذين تطرّقوا في‏ ‬-;-مؤلفاتهم للمرأة‏ ‬-;-يمكن الإشارة إلى الشافعي‏ ‬-;-وابن الكلبي‏ ‬-;-واسحق الموصلي‏ ‬-;-والمدائني‏ ‬-;-وابن قتيبة والجاحظ وكلهم من القرن التاسع،‏ ‬-;-ثم الطبري‏ ‬-;-وابو الفرج الاصبهاني‏ ‬-;-من القرن العاشر،‏ ‬-;-وابن منقذ والجوزي‏ ‬-;-من القرن الثاني‏ ‬-;-عشر‏. ‬-;-وعلى الانسان أن‏ ‬-;-يختار ما‏ ‬-;-يراه مناسبا ومفيدا له ولمجتمعه في‏ ‬-;-الحاضر وفي‏ ‬-;-المستقبل‏!‬-;-



#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيضة كولومبس
- حارس أطلق النار فقتل يهوديا صاح “الله أكبر” في حائط المبكى
- المسيح في‏ ‬-;-القرآن
- أصل اللفظة “حنفية”
- “الديناصور الأخير” وسلامة العربية
- مِسرد لما في “فلسفة اللغة”
- الضرورات تبيح المحظورات
- البيروني أديبا
- ثلاث رسائل إلكترونية
- صامدون
- صراخ منجيلتي وصلني
- كلمة في‏ ‬ذكرى مارتن لوثر كنچ ‏ (١٩٢ ...
- يوم الأرض ومخطط الجهض
- بيت الحكمة
- معرض الكتاب في‏ ‬باريس، الدرّاج الهندي، زيارة البابا ل ...
- إطلالة على الأدب النسائي‏ ‬العربي‏ ‬الحديث
- نجاح التعليم الفنلندي
- قاموس ثلاثي اللغة - عبري - عربي عامي - عربي فصيح عرض ومراجعة
- لماذا تبكي؟
- معرفة اللغة العربية أمر نسبيّ


المزيد.....




- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسيب شحادة - أواحدة أم أربع؟